شهر العسل وثورة الألوان

ويبدو أن ذلك جاء ردا على قيام الأمم المتحدة بعملية نقل جوي ل 439 لاجئا أوزبكيا من قرغيزستان كانوا قد لجأوا إليها من مدينة انديجان في مايو‚ وكانت أميركا لها اليد الطولى في عملية الإجلاء‚
\r\n
\r\n
قرار الحكومة الأوزبكية هو مؤشر آخر على تدهور العلاقات بين البلدين ووصولها الى درجة التجمد‚ ولكنه كان أيضا متوقعا‚
\r\n
\r\n
بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 على نيويورك وواشنطن سارعت السلطات الأوزبكية بقيادة كاريموف للانضمام الى الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الإرهاب وخلال أسابيع قليلة كانت القوات الأميركية تعمل من قاعدة «كي - 2» كان ذلك التحرك الأوزبكي يشكل صفعة على وجه روسيا‚ بعدها تم فتح قاعدة جوية أميركية أخرى في مطار مناس في العاصمة القرغيزستانية كانت هذه العلاقات بين طشقند وواشنطن تناسب كاريموف الذي كان يرغب في إبقاء بلاده بعيدة عن موسكو في ذلك الوقت‚ اضافة الى ذلك فإن الاطاحة بنظام طالبان في أفغانستان ساعد في قمع الحركة الإسلامية لأوزبكستان وهي منظمة ارهابية اتخذت من أفغانستان مقرا لها‚ وكانت تسعى للإطاحة بحكومة كاريموف‚
\r\n
\r\n
تحالف كاريموف القوي أكسبه الكثير من مديح المسؤولين الأميركيين له حيث زاره العديد من قادة الكونغرس في طشقند‚ خاصة في 2002 للإعراب عن امتنانهم الشخصي لكاريموف‚
\r\n
\r\n
بالطبع خلال شهر العسل ذاك تم تجاهل سجل كاريموف السيىء في مجال حقوق الإنسان بشكل عام‚
\r\n
\r\n
ولكن الأمور بدأت تسوء مع انطلاق «ثورة الألوان» في جورجيا 2003 وأوكرانيا 2004-2005 وقرغيزستان 2005 حيث تمت الاطاحة بالقادة القدامى من قبل المتظاهرين المسالمين وحلت المعارضة محلهم في الحكم‚
\r\n
\r\n
شاعرا بالتهديد اتهم كاريموف الولايات المتحدة وليس سياساته الفاشلة والانتشار الواسع للفساد في تنامي عدم الرضا المحلي عنه وعن حكومته‚
\r\n
\r\n
عندما دعت الولايات المتحدة لإجراء تحقيق دولي في المجازر التي ارتكبت في انديجان في مايو التي قتل بها حوالي الف متظاهر على يد الشرطة‚ وكاريموف يفرض حظرا ليليا على الطيران في قاعدة « كي - 2»
\r\n
\r\n
في اوائل يوليو دعت منظمة التعاون لشنغهاي المكونة من روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان واوزبكستان الى وضع تاريخ محدد لسحب القوات الاميركية من آسيا الوسطى‚
\r\n
\r\n
من اجل ضمان استمرار تعاون بعض الدول المهمة سارع دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي للسفر الى المنطقة في الاسبوع الماضي وتلقى ضمانات من قرغيزستان بأن الوضع في القاعدة الاميركية المؤجرة فيها لن يلحقه اي تغيير‚
\r\n
\r\n
وربما تكون قرغيزستان قد خرجت هي الرابحة من وراء اغلاق «كي-2»‚
\r\n
\r\n
وتعرض اذربيجان على الولايات المتحدة بديلا للقاعدة التي فقدتها واشنطن في اوزبكستان‚ وعليه يمكن القول ان لدى الولايات المتحدة الكثير من القواعد خاصة في افغانستان والدول الاخرى وكان من الافضل للولايات المتحدة لو انها اتخذت قرارا ذكيا بالخروج من اوزبكستان قبل ان يطلب منها ذلك‚
\r\n
\r\n
ليس من الواضح فيما اذا كان كاريموف سيكون فائزا من تحركه ذاك‚ ولكن تحركه باتجاه موسكو وبكين لم يلق القبول لدى النخبة الاوزبكية‚ المحللون في المنطقة يقولون ان الاحداث في انديجان كانت مجرد بداية‚ وسيكون هناك المزيد من الاحتجاجات وبالتالي المزيد من اللاجئين‚
\r\n