استقبل رئيس أوزبكستان إسلام كريموف، في العاصمة طشقند، الجنرال جيمس ماتيس، قائد القيادة المركزية الأمريكية. وقد تبادل الجانبان وجهات النظر حول الوضع الراهن في المنطقة، وتسوية المشكلة الأفغانية، وتعميق العلاقات الثنائية بين البلدين في المسائل ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك المجالات العسكرية والعسكرية التقنية. وأشار كريموف خلال محادثاته مع ضيفه الأمريكي إلى المستوى المتقدم الذي وصلت إليه علاقات واشنطن مع طشقند، في مجالات مهمة مثل الاقتصاد والسياسة، والاستثمار، وفي دعم الأمن والاستقرار الإقليميين. وبدوره، أعرب ماتيس عن اهتمام الولاياتالمتحدة بتنمية الشراكة بينها وبين أوزبكستان على أساس الثقة والاحترام المتبادل، بما يعود بالمنفعة المتبادلة على الجانبين. وتجدر الإشارة إلى أن أوزبكستان شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية زيارات عدة لمسؤولين عسكريين ودبلوماسيين كبار في الإدارة الأمريكية والناتو، وتزامن ذلك مع تحرك مكثف أميركي - غربي في دول منطقة آسيا الوسطى. فقد وصل قبل أيام ليون بانيتا، وزير الدفاع الأميركي، إلى قاعدة "ماناس" العسكرية الجوية بالقرب من العاصمة القرغيزية بشكيك، وفي نفس الوقت زار العاصمة الأوزبكية وفد ألماني برئاسة توماس دي ميزيير، وزير دفاع ألمانيا الاتحادية، وزار كازاخستان الشهر الماضي ديفيد هاموند، وزير الدفاع البريطاني. وقد ناقش عسكريو الناتو البارزون مع القيادات العسكرية في دول آسيا الوسطى التي زاروها مسألة الترانزيت ، أي عملية نقل قواتهم ومعداتهم العسكرية خلال الانسحاب من أفغانستان والمزمع عام 2014. واعترف الجنرال ماتيس صراحة بأهمية خط الإمدادات الشمالي عبر آسيا الوسطى، على الرغم من أنه غير كاف للقوات الأمريكية وحلفائها. كما أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أعلنت الشهر الماضي عن أنها ستقدم مساعدات عسكرية محدودة لجمهورية أوزبكستان، حسبما أعلنته فيكتوريا نولاند، الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية. جدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة لم تقدم مساعدات عسكرية لأوزبكستان منذ العام2005، بعدما نددت واشنطن بالحملة العنيفة على احتجاجات في بلدة انديجان، واغلقت أوزبكستان على اثر ذلك القاعدة العسكرية الأميركية على أراضيها. ويعتبر المراقبون ان أوزبكستان أكثر دول آسيا الوسطى استفادة من حرب واشنطن على "الإرهاب الدولي"، فقد كانت في طليعة دول العالم التي استضافت على أراضيها قوات أميركية قرب الحدود الأفغانية في منطقة خان آباد. وتمثل أوزبكستان في الوقت الحالي جزءاً من طريق جديد لنقل الإمدادات إلى قوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، ونادراً ما تنتقد الدول الغربية سجل حقوق الإنسان فيها.