ناشدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف احترام حقوق الإنسان وشكرته لدعم القوات الأميركية في أفغانستان، وذلك خلال زيارة للبلد السوفييتي السابق الذي يحظى بموقع استراتيجي بالنسبة للقوات الأميركية. وتسعى الولاياتالمتحدة منذ سنوات للإبقاء على توازن معقد في علاقات واشنطن بطشقند حيث تعمل على تشجيع الحكومة الأوزبكية على تحسين سجلها في حقوق الغنسان بينما تطلب من طشقند تقديم الدعم اللوجيستي لها في الحرب في أفغانستان المجاروة. وقال مسؤول بارز بوزارة الخارجية الأميركية للصحفيين "لدينا ما يقلقنا إزاء الحرية الدينية وقضايا حقوق الانسان بالأعم والحاجة الى المزيد من الإصلاحات الديمقراطية، وكذلك ما يتعلق بتهريب البشر وقضية العمالة القسرية" في أوزبكستان. وأضاف المسؤول دون الكشف عن اسمه في أعقاب محادثات كلينتون بكريموف في العاصمة طشقند "أشارت الوزيرة (كلينتون) الى الحاجة لإحراز تقدم على صعيد تلك القضايا". واشار المسؤول إلى بعض التقدم في التعامل مع مشكلات تتعلق بالقيود المفروضة على الحرية الدينية في أوزبكستان، والاتجار بأشخاص في تجارة الجنس، والعمل القسري حيث تغلق المدارس ليعمل الاطفال في حقول القطن. وقال الرئيس كريموف لكلينتون: "أشدد على مساهمتكم الشخصية في تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية". وقال مسؤول أوزبكستاني إن تعزيز التعاون بين واشنطن وطشقند والمسائل الإقليمية ومشاركة اوزبكستان في إعادة بناء الاقتصاد الافغاني كانت على جدول المحادثات. ويتمتع كريموف بسلطة دون محاسبة ولا يقبل بمعارضة وهو يمسك بالبلاد منذ عام 1989. وكانت حملته الدامية بمواجهة الاضطرابات التي شهدتها مدينة انديجان في 2005 قدأسفرت حسب الارقام الحكومية عن مقتل 187 شخصا، او عدة مئات حسب المنظمات الحقوقية. وقبل لقاء كلينتون مع كريموف حثتها منظمة هيومن رايتس ووتش لحقوق الإنسان على الضغط على أوزبكستان للإفراج عن السجناء السياسيين، ولإنهاء التعذيب في السجون ولتعزيز المجتمع المدني بالبلاد البالغ عدد سكانها 28,5 مليون نسمة. وأشارت هيومن رايتس ووتش الى أن "تلك الزيارة إلى طشقند هي الاولى منذ التحرك المثير للجدل من جانب الإدارة الاميركية في سبتمبر لرفع القيود التي ظلت مفروضة منذ وقت طويل على تقديم مساعدات مالية ومساعدات عسكرية لأوزبكستان". كما قال المسؤول بالخارجية الاميركية: ان كلينتون شكرت أيضا كريموف لدوره في السماح بنقل الوقود وغيره من الامدادات دون الأسلحة الى القوات الأميركية في أفغانستان عبر خط سكك حديدية يصل إلى مزار شريف. وفي وقت سابق اليوم السبت أجرت كلينتون محادثات مع الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن في إطار زيارتها الأولى الى طاجيكستان، انتقدت كلينتون القيود التي تضعها السلطات برأيها أمام الحرية الدينية في هذا البلد المسلم.