الولايات المتحدة والرسائل الخاطئة

في اليوم نفسه وبطلب من البيت الأبيض علق الزعماء الجمهوريون مشروع قانون الدفاع ووضعوه على الرف من اجل منع اقرار التعديلات التي تعطي بعض الحقوق الأساسية للمعتقلين بتهمة المشاركة في حرب الإرهاب‚
\r\n
\r\n
أليس هناك تناقض بين هذين الحدثين؟
\r\n
\r\n
الولايات المتحدة بالتأكيد بحاجة لإصلاح صورتها العامة وهي بالتالي بحاجة للدبلوماسية العامة‚ المعركة ضد الإرهاب سيتم كسبها ليس في ميادين المعارك في العراق وافغانستان‚ ولكن في قلوب وعقول المسلمين في العالم الإسلامي‚
\r\n
\r\n
الاتصالات القائمة حاليا تعتبر ضعيفة بصورة مضحكة بالنسبة لبلد اخترع العلاقات العامة‚ بامكان السيدة هيوز فعل الكثير من خلال هز البيوقراطية وتقديم قيادة قوية‚ ولكن كل هذه الجهود ستضيع سدى اذا ما استمرت الولايات المتحدة بالتمسك بمواقفها الحالية في التعامل مع الجهاديين‚
\r\n
\r\n
هذا ما حصل ثانية في هذا الأسبوع: سلسلة من التعديلات التي تقدم بها عضوا مجلس الشيوخ جون مكين ولندسي غراهام التي تقترح ان يتبع العسكريون قواعدهم الخاصة بهم في التحقيق بجميع الحالات وتسجيل جميع المعتقلين في السجون العسكرية لدى الصليب الأحمر والاخذ باجراءات وقواعد محددة يتم بمقتضاها تحديد وضع ما يطلق عليه بالعدو المقاتل‚
\r\n
\r\n
هدد الرئيس الأميركي باستخدام حقه في النقض‚ وأوضح البيت الأبيض بأنه لن يقبل فرض اي قيود قانونية على معاملته للمعتقلين‚
\r\n
\r\n
ان هذا الموقف يضعف أقوى أوراق أميركا في الحرب الإعلامية على الإرهاب‚ لان الجميع في النهاية ينظر إلى أميركا كأمة يحكمها القانون‚ ان المقترحات والتعديلات التي اقترحها كل من مكين وغراهام ليست كاملة الأوصاف‚ فهي في الأساس تثير التساؤل حول الذي يجب فعله تجاه ما يعرف «بالسجناء الاشباح» الذين تحتفظ بهم ال «سي‚آي‚ايه» في سجون غير عسكرية‚ ويتعرضون بالتالي لأبشع انواع الاساءات‚
\r\n
\r\n
لقد سعى الاثنان إلى إدارة الحرب على الإرهاب‚ وسيكون من الافضل بكثير لو ان الفرع التنفيذي قاد هذه الحملة للقضاء على سوء المعاملة باعتبارها شيئا غير أميركي يتعارض مع القيم الأميركية ويتناقض أيضا مع الدستور الأميركي‚
\r\n
\r\n
الشيء المؤسف ان هذا الفرع لم يفعل ذلك‚ مشروع قانون الدفاع سيتم ايقافه حتى سبتمبر القادم‚ وعلى البيت الابيض ان يغتنم الفرصة ليظهر انه لا يوجد هناك داع لهذه التعديلات من خلال اصداره الأوامر لوقف أي نوع يمارس من الاساءات التي لا يقرها الدستور أو القيم الأميركية‚
\r\n
\r\n
ان هذا يتطلب إظهار قدر من المسؤولية البعيدة عن الحقد واصدار ردود افعال متدنية المستوى للفضائح التي تخرج من ابو غريب وغوانتانامو وسلسلة التحقيقات التي برأت ساحة كبار القادة من اي مسؤولية في هذا الشأن‚ ان هذا يتطلب اظهار قدر أكبر من القيادة من قبل السيد بوش من خلال خطاباته أو أوامره التنفيذية والأخذ بصورة أكبر بمبدأ المحاسبة‚
\r\n
\r\n
ان الولايات المتحدة لن تكسب حرب الافكار في الوقت الذي تبدو فيه في موقف المتحدي للرأي العام العالمي للقيم التي سبق وان نادت هي نفسها بها‚ وإذا ما استمر البيت الأبيض على مواقفه فان التكلفة ستكون عالية جدا للولايات المتحدة وسيتطلب ذلك ساعتها تدخلا تشريعيا ونأمل الا يكون ذلك ضروريا‚
\r\n