ما حدث هو شيء غير عادي وقع بين حماس الحزب الاسلامي الرئيسي والسلطة الفلسطينية التي تسيطر عليها حركة فتح العلمانية التي أسسها ياسر عرفات ويمكن لهذا القتال ان يتجدد في اي وقت ويتوسع ليطال مناطق جديدة ولتكون بعدها تداعياته اكثر حدة وأوسع انتشارا‚ \r\n \r\n يقول حسين بسيسو احد العاملين في المركز وهو يحمل في يده منشورا شبه محترق يحمل عنوان «المقاومة الفلسطينية ومشاكل الاخذ بالعمل العسكري» ان «جميع الفلسطينيين يستفيدون من منشوراتنا»‚ \r\n \r\n من الذي استفز من؟ ولماذا تبقى الأجواء متوترة قابلة للاشتعال من جديد؟‚ الشرارة التي اطلقت الحريق المحدود قبل ايام هي العملية الانتحارية التي قامت بها حركة الجهاد الاسلامي وهي جماعة صغيرة‚ وأدت العملية التي نفذتها الى مقتل خمسة من الاسرائيليين في مدينة ناتانيا الساحلية‚ على عكس حماس التي ابدت التزاما بوقف اطلاق النار نفذت الجهاد الاسلامي عدة هجمات ارهابية‚ الكثيرون يقولون ان ايران هي من تمول وتوجه الحركة‚ وينكر هذه الاقوال قادر حبيب المتحدث باسم الجهاد في غزة ويقول ان الحركة ترد عندما تستفز‚ ردت اسرائيل على تلك العملية بشن غارات على الضفة الغربية مما ادى الى مقتل رجل شرطة وأحد اعضاء حركة الجهاد‚ \r\n \r\n بعدها اقدمت حماس وكتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح على اطلاق الصواريخ على اهداف اسرائيلية‚ وجاءت هذه الحوادث كما تقول حماس «مصادفة» أو «مقصودة» كما تقول السلطة الفلسطينية اثناء زيارة عباس لقطاع غزة‚ \r\n \r\n حاولت السلطة الذهاب الى حد ابعد في ملاحقة حماس ولكن حال بينها وبين ذلك مئات الفلسطينيين المدنيين الداعمين لحماس والذين رأوا في تحرك السلطة امتثالا للاوامر الصادرة اليها من اسرائيل للقيام بهذا العمل الشائن مما اعطى غطاء فعالا لمقاتلي حماس‚ \r\n \r\n القتال الذي دار أدى الى مقتل اثنين من الفلسطينيين وأدى كذلك الى تحطيم ثلاث عربات مدرعة تابعة للسلطة اضافة الى ادخال «30» مدنيا فلسطينيا للمستشفيات استأنفت اسرائيل سياسة اغتيال المستهدفين وقتلت عددا من رجال حماس‚ \r\n \r\n ويعتقد حبيب ان اسرائيل سعت الى خلق نزاع اخوي بين الفلسطينيين ولكن ما تحقق هو عكس ذلك حيث قوى التلاحم والتعاضد بين الجماعات الفلسطينية المختلفة‚ \r\n \r\n في 19 يوليو تمت المناداة ب «الوحدة الوطنية» واعلن كلا الطرفين هدنة جديدة‚ \r\n \r\n الى اي مدى سيستمر ذلك؟ \r\n \r\n سواء دفعت الغارات الاسرائيلية حماس ام لم تدفعها للانضمام للعراك الفلسطيني‚ فإن لدى الحركة اسبابها الكثيرة التي تدفعها للدخول في مواجهة مع السلطة الفلسطينية‚ \r\n \r\n عندما قبلت 13 جماعة فلسطينية بوقف اطلاق النار كان ذلك على اساس الوعود التي قدمها محمود عباس لاستئصال الفساد المستشري في السلطة واجراء انتخابات وابعاد قوات الامن الفلسطينية عن «قفا» المقاتلين‚ \r\n \r\n ما وجدته هذه الفصائل لاحقا هو ان الكثير من رجال عرفات بقوا في مناصبهم كما تم تأجيل الانتخابات التشريعية التي كان يتوقع ان تحقق فيها حماس نتائج جيدة‚ وغالبا ما تدفع اسرائيل والدول الاخرى السلطة الفلسطينية لفعل شيء ما للوقوف في وجه المقاتلين الحرونين‚ وهذا الشيء يحدث في العادة عقب الهجمات لا قبلها‚ \r\n \r\n ان عدم فاعلية السلطة يبدو واضحا للعيان في الضفة الغربية حيث لا تزال إسرائيل تسيطر على معظم المدن والبلدان ولا يسمح لقوات الامن الفلسطينية فيها بحمل السلاح اضافة الى ان اسرائيل قد وضعت يدها على بعض المواد القليلة التابعة للسلطة‚ \r\n \r\n في غزة اظهرت الاحداث الاخيرة ان الناس تدعم حماس ليس بسبب ان كلهم يفضلونها على فتح بل لان الجميع يشعر انه دون وجود جماعات «للمقاومة» فإن الشعب الفلسطيني سيصبح أعزل عاجزا عن الدفاع عن نفسه امام اسرائيل‚ \r\n \r\n وعليه فإن اي محاولة لنزع سلاح حماس كما تريد اسرائيل سيجعل حماس اقوى والسلطة اضعف‚ \r\n \r\n حماس اقنعت الفلسطينيين ان مقاومتها للاحتلال خلال السنوات الاربع الماضية من عمر الانتفاضة الثانية اجبر اسرائيل على التفكير بالانسحاب من غزة والسعي السريع للخروج من هناك‚ \r\n \r\n واذا لم تستطع السلطة منع قيام عمليات سلب ونهب وغزو للارض بعد اخلاء المستوطنات اليهودية فإن السلطة ستظهر بمظهر اكثر ضعفا مما هي عليه الآن‚ مع قدوم يناير القادم واجراء الانتخابات التشريعية وفي ظل استمرار الاوضاع الراهنة او ازديادها سوءا فإن فتح ستترنح وستكتسح حماس الانتخابات على حسابها‚ \r\n \r\n مصر التي ترغب في وجود غزة هادئة على حدودها ارسلت وسطاء لها لاجراء محادثات مع الفصائل المسلحة والسلطة الفلسطينية‚ \r\n \r\n كل ما هو مؤمل ان يسود الهدوء لبعض الوقت‚ ولكن اذا ما شعرت السلطة الفلسطينية ان الشعب الفلسطيني بدأ يستجمع انفاسه لانتفاضة ثالثة‚ فإنها ستكون مترددة في قمع اي فصيل اكثر من اي وقت مضى‚ \r\n