من المهم لشارون ان ينسق عملية الانسحاب مع عباس ومن المهم لعباس ان يتم التنسيق معه لمساعدته على مواجهة الفصائل الفلسطينية الرافضة لاي سلام وفوق ذلك هناك مشكلة اكثر اهمية من ذلك هذه المشكلة هي تصميم شارون على استخدام الانسحاب ليس كسابقة لعقد صفقة سلام شاملة تقوم على مبدأ الارض مقابل السلام بل من اجل جعل ذلك الشيء مستحيلا‚ \r\n \r\n منذ اليوم الاول لاعلانه عن اعتزام اسرائيل الانسحاب بصورة احادية الجانب من قطاع غزة اوضح شارون انه يفعل ذلك من اجل تجنب مخاطر استئناف العملية السلمية التي قد تتطلب من اسرائيل الانسحاب من الضفة الغربية‚ كبير مستشاري شارون دوف فيزغلاس ذكر في مقابلة صحفية اجريت معه في العام الماضي ان هذه العملية الانسحاب يقصد من ورائها وضع خريطة الطريق والعملية السلمية والدولية الفلسطينية في الثلاجة اي في خبر كان‚ \r\n \r\n في 30 يونيو ذكر شارون نفسه ان احتجاجات المستوطنين لن تردعه عن اتمام عملية فك الارتباط كون الهدف الذي يسعى لتحقيقه من وراء ذلك هو تقوية قبضة اسرائيل على الضفة الغربية وهو هدف لا يزال شارون يتقاسمه مع المستوطنين الذين وصفهم بأنهم «صفوة الشعب اليهودي»‚ \r\n \r\n ان السبب الرئيسي للشكل الحاصل في العملية السلمية حتى بعد رحيل عرفات وحلول ابومازن مكانه هو اشتراط شارون وحكومته على قبول الفلسطينيين بقيام اسرائيل بتقطيع أوصال الاراضي التي تركت لهم كشرط من اجل العودة لمحادثات السلام‚ ان هذا الشرط هو الذي يستمر في تأخير انطلاق العملية السلمية بما يمكن شارون من خلق «حقائق جديدة على الارض» والتي يستمر في ايجادها بالرغم من وقف اطلاق النار غير الرسمي وبالرغم من اصرار الرئيس الاميركي جورج بوش على خريطة الطريق التي تمنع مثل هذه الانشطة‚ \r\n \r\n استمر شارون في توسيع المستوطنات اليهودية على الاراضي الفلسطينية ويسارع الخطى في تنفيذ المشاريع السكنية لاستبعاد امكانية جعل القدسالشرقية عاصمة للفلسطينيين وتوسيع البنية التحتية في الضفة الغربية المخصصة لاستخدام المستوطنين فقط مما سيساهم في ايجاد جيوب فلسطينية معزولة عن بعضها البعض وجعل حل الدولتين يبدو سخيفا ومضحكا في النهاية‚ \r\n \r\n العقلية التي تقف خلف الانسحاب الاسرائيلي احادي الجانب من غزة هو الجنرال ايفال جيلاوي الرئيس السابق لوحدة التخطيط الاستراتيجي في الجيش الاسرائيلي والذي يشغل حاليا منصب المدير لوحدة التنسيق الاستراتيجي للانسحاب في مكتب رئيس الوزراء‚ \r\n \r\n في مقابلة اجراها معه التليفزيون الاسرائيلي اوضح جيلاوي لماذا لا يوجد امام اسرائيل من خيارات سوى التصرف بصورة احادية‚ السبب كما يقول ان القيادة الفلسطينية لم تكن في الماضي في زمن عرفات وليست في الحاضر في زمن محمود عباس «مناسبة» لتكون شريكا في العملية السلمية‚ \r\n \r\n «المناسبة» بالنسبة لجيلاوي وشارون هي وجود قيادة فلسطينية تقبل بالخريطة التي تقدمها اسرائيل للدولة الفلسطينية الجديدة‚ \r\n \r\n هذه الرؤية تتماشى مع ما ذكره رئيس الاركان السابق موشيه يعالون في 2003 عندما قال ان المفاوضات الناجحة مع الفلسطينيين يمكن ان تبدأ بعد ان تزرع اسرائيل في عمق الوعي الفلسطيني «ان الفلسطينيين هم شعب مهزوم»‚ \r\n \r\n وصف شارون عباس بأنه زعيم «ضعيف» ليس بوسع اسرائيل عقد صفقات معه‚ ولكن ضعف عباس في معظمه ناتج عن معارضته للعنف والارهاب الفلسطيني‚ \r\n \r\n ولو ان شارون نفذ ما تنص عليه خريطة الطريق لوجدنا ان عباس سينقلب الى زعيم قوي كونه قدم شيئا ما لشعبه‚ \r\n \r\n بدل ذلك تجاهل شارون خريطة الطريق وأخلف وعوده بتخفيف البؤس الذي يعيش فيه الفلسطينيون في ظل الاحتلال الاسرائيلي‚ فلقد ترك تقريبا كل نقاط التفتيش الموجودة على الطرق الفلسطينية كما انه اغضب الفلسطينيين بعدم اطلاق سراح السجناء الفلسطينيين‚ هذه التصرفات ستسيء للقيادة الفلسطينية وستجعل امر العودة لمفاوضات السلام شيئا صعب التحقيق حتى في المستقبل البعيد‚ \r\n