عندما يتحدث شارون عن فرصة تاريخية فانه يعني حقيقة ان اسرائيل دخلت بطريقة او بأخرى في ظروف استراتيجية مواتية تماثل تلك الفرص التي ظهرت قبل 15 عاما والتي تبعت انهيار الاتحاد السوفياتي‚ \r\n \r\n لم ينكسر فقط الحارس الخلفي لأعداء اسرائيل من العرب وانما انكسر معه ايضا عدو عربي رئيسي اسمه العراق في 1991 ما جعل اسرائيل تعيش ظروفا استراتيجية مفضلة‚ \r\n \r\n جاءت بعدها اتفاقيات اوسلو للسلام وضاعت الفرصة وكانت خسارتها مؤشرا على بدء مرحلة جديدة من الارهاب‚ \r\n \r\n ان فرصة شارون تتمثل الآن في تخليص اسرائيل من براثن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين والعرب على حد سواء‚ \r\n \r\n ان القرارات أحادية الجانب التي اتخذت تعني ان اسرائيل بدأت تعيد السيطرة على مصيرها وتخلصت للأبد من المشاكل الخطيرة التي كان يتعرض لها وجودها كدولة‚ ان الدولة الفلسطينية تأتي الآن كخيار لا تستبعده اسرائيل وتجعل الأمر مربوطا بالفلسطينيين ليقرروا ما يريدون‚ان رفض عباس لخطاب شارون يؤشر بوضوح الى انه لا يقاسم شارون تفاؤله‚ انه يرى ان الظروف الحالية ليست في صالح الفلسطينيين‚ ومع ذلك فان خطة شارون تعطي مجالا معقولا لعباس لفرض سيطرته والتركيز على الشؤون الداخلية الفلسطينية خلال العام او العامين القادمين‚ \r\n \r\n وإذا تراجع الارهاب فإن عباس سيواجه معضلة بعد انهاء تنفيذ خطة فك الارتباط وسيطلب على الأغلب من اسرائيل ومن الولاياتالمتحدة العودة للمفاوضات وكون عملية فك الارتباط سياسية في المقام الأول فإن اسرائيل تحت قيادة شارون ستتردد في تلبية طلبه‚ \r\n \r\n ان شرعية عباس ستتحدد بناء على قدرته على تحقيق اشياء ملموسة على طاولة المفاوضات‚ وإذا ما كان هذا الطريق مغلقا فانه سيخسر الشرعية التي كسبها وسيتم استئناف الارهاب‚ \r\n \r\n هنا يختلف حزب العمل عن شارون‚ ان دخول حزب العمل للحكومة هو مجرد تحالف محدود‚ فحزب العمل يرى في فك الارتباط مظاهر للانسحاب وتفكيك المستوطنات ولكنه لا يقاسم شارون رأيه في ان المقصود من فك الارتباط هو تأخير اقامة الدولة الفلسطينية وبالتالي التأثير سلبيا على السلام المتفاوض عليه‚ \r\n \r\n ان مستقبل شراكة الليكود وحزب العمل يعتمد بصورة كبيرة على الكيفية التي سيسير بها الانسحاب احادي الجانب وكم من الوقت ستستغرق هذه العملية ومن المحتمل ان ينتهي الانسحاب الذي سيتم في شمال الضفة الغربية الى سفوح جبال الخليل في الجنوب تاركا الأراضي الخاصة المملوكة لأفراد فلسطينيين في ايديهم ووضع يد اسرائيل في المقابل على الأراضي غير المأهولة‚ \r\n \r\n هذه العملية لتقاسم أراضي الضفة الغربية قد تستغرق سنوات ولكن خلال تلك الفترة قد تظهر شراكة بعيدة المدى بين الليكود وحزب العمل كشركاء ائتلافيين ويبقى هذا الأمر قائما الى نوفمبر 2006 موعدا للانتخابات القادمة‚ان استمرار هذا التحالف السياسي الجديد يعتمد على قدرة الليكود على الاحتفاظ بقوته في الكنيست الحالي كما ان استمرار السياسة الأحادية الاسرائيلية قد يعتمد بدوره على تحالف الليكود العمل‚ \r\n \r\n هذا التحالف يعتمد على القوة الحالية النسبية لكلا الحزبين‚والغريب انه إذا ما ضعف الليكود في الانتخابات القادمة واستعاد حزب العمل قوته فان الليكود سينجرف نحو اليمين وسينجرف العمل بدوره نحو اليسار‚ \r\n \r\n في ظل تلك الظروف يفقد الليكود موقعه كمحور للنظام السياسي وسيحتاج بالتالي الى الأحزاب الدينية اليمينية لتشكيل الحكومة‚في هذه الأثناء يبقى شارون الزعيم المفضل لدى الرأي العام الاسرائيلي الذي يبدو انه يفضل تحالف الليكود العمل‚ وإذا ما بقي شارون في مكانه فإن هذه الشراكة قد تستمر لعدة سنوات‚ \r\n