تبلغ مساحة التلة 35 فدانا وهي تطل على بحيرة طبريا ومن فوقها كما يقول الانجيل ألقى المسيح خطبته المشهورة المسماة «موعظة الجبل» الفكرة من التأجير هي ان الجماعات الانجيلية تخطو لتحويلها الى مركز ضخم للمؤتمرات‚ \r\n \r\n المشروع ايضا يخدم الاستراتيجية الاوسع لآرييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيل وبنيامين نتانياهو وزير المالية حيث سعيهما الى توسيع روابط اسرائيل مع الطائفة الانجيلية ذات النمو السريع والمطرد في الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n هذه العلاقات اصبحت مثيرة للجدل على اكثر من صعيد فالفلسطينيون والكثير من العلمانيين الاسرائيليين يتخوفون من ان تعميق الروابط بين حزب الليكود واليمين المسيحي الاميركي يمكن ان يشكل مصدر تهديد لآفاق السلام في المنطقة‚ ولأسباب دينية بحتة فإن الارثوذكس اليهود لديهم ايضا شكوكهم وظنونهم تجاه الانجيليين‚ \r\n \r\n عانت منطقة الجليل ذات الاهمية الدينية الروحية لدى المسيحيين والتي ارتبطت بقوة بحياة المسيح من التراجع الحاد في أعداد الزائرين لإسرائيل خلال سنوات الانتفاضة الفلسطينية الثانية‚ \r\n \r\n ولكن ومع اتفاق الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي على وقف غير معلن لإطلاق النار أطلق عليه اسم التهدئة بدأ السياح بالعودة الى المنطقة وبأعداد كبيرة وصل العام الماضي الى 400 ألف سائح مسيحي انفقوا مبلغ 4‚1 مليار دولار‚ \r\n \r\n وذكر نيد هاغارد رئيس الاتحاد الاميركي الانجيلي الذي يضم في عضويته 5‚22 مليون اميركي انه اذا ما عادت الاوضاع في الشرق الاوسط للهدوء فإن بالامكان تشجيع مليون مسيحي على زيارة اسرائيل سنويا‚ \r\n \r\n السيد هاغارد الذي التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي وعددا من اعضاء حكومته خلال زيارة قام بها مؤخرا للقدس بدأ بجمع الدعم لمشروع الجليل وقال ان على الحكومة ان تعمل ما بوسعها من اجل تخفيض اسعار تذاكر الطيران الى اسرائيل لتشجيع السياح على القدوم وقال: عندما يتم ايجاد شركة قادرة على تنظيم الرحلات الجماعية وتوفير الفنادق بأسعار مقبولة فإن ذلك سيجعل السياحة ممكنة وفي متناول الكثير من الفئات التي تتوق لزيارة الاراضي المقدسة‚ \r\n \r\n وكشف هاغارد عن وجود طرق اخرى يتم حاليا مناقشتها لتحويل الاموال لاستثمارها في اسرائيل من قبل افراد الطائفة الانجيلية بما في ذلك شراء السندات الحكومية الاسرائيلية‚ \r\n \r\n وتشير الاحصاءات الى وجود حوالي 70 مليون مسيحي بروتستانتي انجيلي في الولاياتالمتحدة وقد تنامى النفوذ السياسي لهذه الطائفة في السياسات الاميركية وخاصة في عهد الرئيس بوش كما ان علاقاتها تطورت كثيرا مع اليهود الاميركيين سواء في المجال السياسي او المالي وأصبحت هذه الطائفة من أكثر الداعمين للدولة اليهودية‚ \r\n \r\n الحاخام يشيل ابكشتاين الذي يعمل كمبعوث غير رسمي لشارون لدى الطائفة الانجيلية تمكن من جمع مبلغ يزيد على 100 مليون دولار كتبرعات من المسيحيين الاميركيين منذ عام 2000 من خلال مؤسسة يطلق عليها اسم الزمالة الدولية للمسيحيين واليهود‚ \r\n \r\n هذه الاموال تم استخدامها في تمويل هجرة اليهود من الارجنتين وروسيا واثيوبيا الى اسرائيل كما تم استخدام جزء منها في دعم برامج الرفاه الاجتماعي في اسرائيل‚ \r\n \r\n كما اطلق الحاخام ابكشتاين حملة لتشجيع الانجيليين الاميركيين على شراء المنتجات الاسرائيلية‚ ويسخر ابكشتاين وغيره من اليهود العاملين معه من ذلك العداء الذي يبديه بعض اليهود للانجيليين في الوقت الذي لا تبخل فيه هذه الطائفة في تقديم الدعم اللامحدود لأمن اسرائيل ولكل ما يخص اسرائيل‚ ومن ابرز اعضاء هذه الطائفة الرئيس الاميركي جورج بوش واعضاء كثيرون في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الاميركي‚ \r\n \r\n يقول آري ماروم وهو اسرائيلي مسؤول عن تشجيع السياحة في الولاياتالمتحدة «ان المسيحيين الانجيلييين مرتبطون روحيا الى أبعد الحدود بالأرض المقدسة وهم على استعداد للاستثمار في اي مشروع يمكن ان يفيد دولة اسرائيل»‚ \r\n \r\n وأضاف هذا المسؤول الاسرائيلي قائلا «إن الحاجة والرغبة في تقوية علاقاتنا مع الطائفة الانجيلية وتشجيعهم على زيارة ودعم اسرائيل هو شيء يخدم بالتأكيد مصالح كلا الطرفين»‚ \r\n \r\n الانجيليون يقدمون دعما غير محدود لليهود ولدعاواهم المتعلقة ب «أرض الميعاد» انطلاقا من عبارات وردت في الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وفي بعض الحالات انطلاقا من الرغبة الاخلاقية فيما يصفونه التصحيح للظلم التاريخي الذي وقع لليهود‚ \r\n \r\n هنا أقلية من الانجيليين يطلق عليهم اسم «المسيحيين الصهيونيين» يعتقدون ان وجود دولة اسرائيل أمر ضروري من اجل خلق الظروف والازمان المواتية والمناسبة لنزول المسيح المنتظر‚‚ولأسباب دينية ينطلق بعض كبار رجال الدين من اعلى الرتب في رفض النضال الفلسطيني من أجل اقامة دولة فلسطينية الى جانب الدولة العبرية وانضم هؤلاء علنا لجماعات المستوطنين في اسرائيل في حملتهم ضد خطط شارون للانسحاب من قطاع غزة‚ \r\n \r\n وساهم هؤلاء ايضا في بعض الحالات في تمويل التوسع الاستيطاني اليهودي في الضفة الغربية وذلك من اجل تعطيل حل النزاع بين اسرائيل وفلسطين‚ \r\n \r\n بالرغم من الحماس الكبير الذي تقدمه هذه الجماعة لاسرائيل وللشعب اليهودي الا انه لا يوجد لها موطئ قدم مادي في الاراضي المقدسة‚ \r\n \r\n هناك صراع خفي يدور وراء الكواليس بين الكنائس المسيحية التقليدية التي تمتلك الارض وهي تواجه ضغوطا متزايدة من جماعات المستوطنين والدولة الاسرائيلية‚ \r\n \r\n وكأناس يراقبون الوضع من بعيد لهذا الصراع القائم فإن بإمكان الانجيليين كونهم لا يملكون اي اراض ان يتخذوا مواقف اكثر تشددا وتعاطفا الى جانب اليهود وليس الى جانب الكنائس المسيحية‚ \r\n \r\n يقول المطران رياح ابو العسل راعي الكنيسة الانجليكانية في القدس علينا نحن الفلسطينيين واسرائيل ان نتعلم كيف نتعايش بصورة سلمية مع بعضنا البعض عندما يكون هناك حل سلمي للنزاع فإن الحجاج المسيحيين سيأتون ولسنا بحاجة لإعطاء بعض الاراضي للبعض من اجل تشجيع السياح على القدوم‚ \r\n \r\n البروفيسور غيرشوف باسكين احد ابرز الاسرائيليين الناشطين في مجال السلام وهو يعمل في المركز الفلسطيني - الاسرائيلي للبحوث والمعلومات لديه نفس الشكوك والمخاوف ويقول «لا يوجد هناك شيء خطأ في الطائفة المسيحية هناك اما جلب المال من الخارج ومن جهة محددة فإنه يخفي وراءه خيوطا سياسية يدركها الأذكياء»‚ \r\n \r\n اعتقد ان ما يجري يتسم بقصر النظر ليس فيما يتعلق بمستقبل السلام بل يمس بصورة مباشرة اليهود‚ الكثير من الانجيليين لا يزالون يعتبرون اليهود مسؤولين عن موت المسيح انهم لا يعتقدون ان الفلسطينيين يمتلكون اي حقوق هنا وهم مهووسون للغاية بقضية النزول الثاني للمسيح‚ \r\n \r\n الراعي هاغارد سعى للتقليل من هذه المخاوف ويقول: ان الطائفة الانجيلية ضخمة جدا ومتنوعة وعلى الفلسطينيين ان يعلموا ان الانجيليين يريدون للحياة ان تكون افضل بالنسبة للفلسطينيين ولكل شخص آخر‚ \r\n \r\n ويضيف انني ادعم السيد شارون واعلم ان ما يفعله في غزة هو شيء مؤلم للغاية ولكنني أدعم حصول الفلسطينيين على حكومة «معقولة» تهتم بإقامة الطرق والجسور وبناء المدارس اكثر من اهتمامها بتفجير الاطفال‚ لقد اجتمعت مع الرئيس بوش وأبلغته مدى دعمي لإسرائيل وشعبها»‚ \r\n \r\n وسعى هاغارد لطمئنة اليهود الارثوذكس عن المشروع قائلا: لا يوجد هناك اي جماعة تحترم اليهود الارثوذكسية اكثر منا‚ وتساءل قائلا: ألا يحب هؤلاء المؤمنون بالارثوذكسية ان ننجح في مساعينا لإقناع أعداد أكبر من المسلمين بالتحول نحو الانجيلية؟‚ \r\n \r\n يقول هاغارد ان الحكومة الاسرائيلية عرضت ان يتم الاستثمار في توسيع مطار وبنية تحتية سياحية تقع قرب المركز المقترح في الجليل وذلك يعتمد على الخطط الطموحة لتطوير المركز‚‚ويقول اننا نعرف انه يتوجب علينا التحرك بسرعة في الوقت الذي يتواجد فيه شارون ونتانياهو ووزير السياحة الحالية في مناصبهم انهم من قدم العرض ونحن الآن ندرس كيف سنرد‚ \r\n