وتحدث زويبون عن ذلك قائلا: »ان التحالف ما بين هؤلاء المسيحيين واليهود, يقوم على اساس الحلف الذي وطده »الله« مع شعب اسرائيل, وخاصة فيما يتعلق بعودتهم الى ارض »الميعاد«. واذا ما كان اليهود قد تخلوا الآن عن ذلك الحلف, فلماذا يتوجب على الانجيليين احترامه, ثم لماذا يكون عليهم الاستمرار في دعم اسرائيل?«. ولكن كان زويبون قد غامر بطرح توقع مفاده: »من المحتمل ان يشعر المسيحيون الامريكان بتعرضهم للغدر والخيانة, مما يجعلهم يقررون الانفصال عن اسرائيل. وغالبا ما يشير الانفصال الى الانتقال من الحب الى الكراهية«. وما قاله زويبون انما يمثل صرخة تنبيه للخطر, ولكن ربما كان مبالغا فيها. ولكن من الممكن القول بأن مخاوفه انما تظهر مخاوف جمعيات اليهود الامريكان من التبعيات المترتبة على خطوة تراجعية يقوم بها الانجيليون, الذين يتمتعون بتأثير كبير على ادارة بوش وزيبون بالذات, وبفضل الدعم الذي تلقاه من مجموعات هامة من المسيحيين الصهاينة المتحمسين, كان قد نجح في العام الماضي بتحريك الاف المواطنين الامريكيين للوقوف ضد »خارطة الطريق«, خطة السلام التي تلقى الرعاية من لدن الرباعية المكونة من »الولاياتالمتحدة, روسيا, الاتحاد الاوروبي, والاممالمتحدة«. ويتوجب عليهم مهاتفة البيت الابيض, وترديد الكلمات التالية على اسماع بوش. »لقد خاطب الرب يعقوب قائلا.. اني اهبك ولذريتك من بعدك, البلد الذي كنت قد منحته لابراهيم واسحق (سفر التكوين 35:11-12)... ايها الرئيس, فلتعظم حلف الله«. \r\n \r\n واحدى نقاط الضعف بالنسبة لهذا التحالف المقدس هو مبعث خوف كذلك لدى مايكل اورين, الاستاذ الجامعي من اصل امريكي ويدرّس في مدينة القدس, حيث يقول: »نرى الانجيليين الامريكيين محتارين, لا يستوعبون بالكامل كل ما يدور من حولهم. فالدولة الفلسطينية, التي كانت حتى عهد قريب تمثل تهديدا قاتلا بالنسبة للدولة العبرية, يصار الى تصنيفها اليوم على كونها الحل الوحيد الممكن«. \r\n \r\n اما زويبون, فيقوم بزيارة للقدس في هذه الايام; وهو بصدد التحضير لجولة يقوم بها زعماء المستوطنات اليهودية الى الولاياتالمتحدة. بحيث يتضمن برنامج الزيارة ان يقوموا كافراد او جماعات بزيارة لاماكن من المتوقع ان تكون هامة بالنسبة لمسار الانتخابات الرئاسية الامريكية. كما جرى التحضير لاجراء اتصالات مع كارل روف, رجل السياسة الاستراتيجي, الذي يعمل لدى الرئيس الامريكي. وكان روف قد اكد على اهمية اصوات الانجيليين, الذين يؤمنون ايمانا قطعيا في كل كلمة وردت بالتوراة. وكان جورج بوش قد توقع الحصول في عام 2000 على اصوات 19 مليونا تعود لهؤلاء المتعصبين, مع ان 4 منها لا تذهب الى صناديق الاقتراع. ويأمل روف ان يفعلوا ذلك في شهر تشرين ثاني. \r\n \r\n كما يأمل زويبون, على اقل تقدير, بأن تكون اسرائيل, و»ارض الميعاد« بمثابة المحرك الذي سوف يدفع بالمسيحيين المتعصبين لكي لا يهجروا الصناديق الانتخابية. ويبقى مع ذلك, الغموض الذي يحيط بمسألة الخروج من غزة. فتخلي شارون, ويهود اسرائيل عن اجزاء من »ارض الميعاد«, سيغامر في ابطال مفعول الضغوط التي يمارسها زويبون, ومن هم على شاكلته, في كافة الاتجاهات. وان حالة التوتر القائمة بين الطرفين هي مثار استغراب, فيما اخذ بالحسبان ما حدث فقط في شهر تشرين اول الماضي, وقت ان استقبل رئيس الحكومة الاسرائيلية بشعار يقول: »نحن نحبك«. وذلك من قبل ما يقارب ثلاثة الاف انجيلي كانوا قد قدموا الى اسرائيل لحضور احتفال عيد المظلة. وكانوا يمثلون 80 دولة. ومن بينهم لاول مرة مجموعة من المتعصبين الايطاليين كذلك. هذا, في حين انه قد تم وضع شارون الآن تحت »العدسة المكبرة«. \r\n \r\n ان ولوج اللغة التوراتية الى الميدان السياسي, وبالاسلوب الموالي لاسرائيل على »المفتوح«. هو متوافق مع سنيّ ارتقاء رونالد ريغان الى سدة الحكم في البيت الابيض. ولكن كان حاكم ولاية كاليفورنيا قد شارك قبل ذلك بكثير بلقاءات ضمت مسؤولين مسيحيين متعصبين. تحولوا الى صهاينة متحمسين, بعد استيلاء اسرائىل على الاجزاء المتبقية من »ارض الميعاد« (قطاع غزة, الضفة الغربية, والقدسالشرقية«. واصبح, على وجه الخصوص, صديقا للواعظ الانجيلي, جيري فالويل; وكان فالويل قد صرح في تلك الفترة قائلا: تمثل اسرائيل اليوم مقر النبوة. فقد كان دور اليهود, كما ورد في العهد القديم ذاك المتمثل بالشهادة. وقد اصبح الآن ذلك الذي يقضي بالعمل على التحضير للقدوم الثاني للسيد المسيح«. علما بأنه قد ازداد عدد الوعاظ في السنوات الاخيرة, في الوقت الذي تنامت فيه المشاعر المعادية للعرب والمسلمين لدى المسيحيين الامريكان الانجيليين, مع ما يوازي ذلك من الدعم غير المشروط لاسرائيل. اما في ادارة بوش, فإن التطرف المسيحي هو السائد. فلاجل فهم ما يحدث في الشرق الاوسط, فإن من الضرورة بمكان الاطلاع على ما يجري في تكساس«. هذا ما كتبه جورج هونبيوت على صفحات الغارديان بتاريخ 29 نيسان الماضي, مشيرا بذلك الى المؤتمر الذي عقده الجمهوريون في هاريس كونتي (هيوستون). وروى هونبيوت ان المندوبين, وبعد ان قاموا على عجل بالموافقة على قرارات خاصة بالغاء الضرائب, ومعاقبة الشاذين جنسيا, اخذوا الكثير من الوقت وهم يناقشون حق اسرائيل في فعل ما تريد »من اجل الحاق الهزيمة بالارهاب«, والضغوط التي يجب ممارستها على الدول العربية كي توافق على استقبال اللاجئين الفلسطينيين من عام ,1948 فوق اراضيها, وعدم الاكتفاء بمناداة القدس كعاصمة لاسرائيل, بل كذلك الاراضي المحتلة بكونها جزءا من دولة اسرائيل. وبوجود رئيس يعتبر نفسه »ظل الله على الارض«, متفوقا بذلك على البابا, فلن يكون مبعث الاستغراب ان يتم باستمرار الغاء كافة قرارات الاممالمتحدة المتعلقة بالصراع الاسرائيلي - الفلسطيني, وذلك من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية.0 \r\n \r\n عن المانيفيستو الايطالية