هناك في الولاياتالمتحدة ما بين 45 و100 مليون مسيحي «مولود ثانية» او المسيحيين الانجيليين‚‚ وفي الحملة الانتخابية الرئاسية الاميركية كانت 32% من الاصوات التي حصل عليها جورج دبليو بوش من المسيحيين الانجيليين البيض المنتظمين في الكنائس و 14% من جميع الناخبين يعتبرون انفسهم جزءا من الحركة المسيحية اليمينية‚ حيث يوجد في اوساطهم دعم قوي لنموذج حركة صهيونية اكثر عدوانية‚ \r\n \r\n بدعم المسيحيون الانجيليون اسرائيل لأسباب مختلفة ولكن اكثرهم صخبا هم الاصوليون البروتستانت الذين يعتقدون ان تحقيق النبوءة الانجيلية عمليا تقتضي سيطرة اليهود على القدس واعادة بناء هيكل سليمان لتهيئة المسرح لعودة عيسى المسيح المخلص المنتظر‚ وهم يعتقدون باننا نعيش حاليا «في آخر الزمان» الذي سيتوج بمعركة «ارمجدون» الفاصلة الكبرى‚ وبالنسبة للبعض فان هذه الحرب هي بين المسيحيين الاخيار والمسلمين الاشرار وهي فكرة تحظى بتجاوب متزايد في اوساط المسيحيين الانجيليين منذ هجمات 11 سبتمبر الارهابية‚ \r\n \r\n يصدر ارنو فرويس «نداء منتصف الليل» وهي مجلة مسيحية تتنبأ ان نهاية الزمان باتت وشيكة كما يرحب فرويس بالاغتيالات السياسية للمقاومين الفلسطينيين من قبل القوات الاسرائيلية ويقول بأنه يجب ان يزداد عدد الناس الذين ينبغي عليهم تهنئة ارييل شارون وحكومته على قيامه بتصفية هذه العناصر الاجرامية المتطرفة الخطيرة‚ \r\n \r\n وهناك كاتب آخر لاسطورة «نهاية الزمان» هو هال لندسي الذي سرع من نمو فلسفة «الصهيونية المسيحية» في السبعينيات عندما دشن سلسلة من الكتب التي تدعي بأن اقامة دولة اسرائيل بدأت العد التنازلي لنهاية الزمان‚ \r\n \r\n وفي احدث كتاب له صدر مؤخرا بعنوان «الكراهية الابدية‚‚ جذور الجهاد» يصف معركة نهاية الزمان بانها تبدأ بهجوم يشنه المسلمون والعرب على اسرائيل بسبب احداث تقع في «جبل الهيكل» وهناك خلافات كبيرة حول النبوءة الانجيلية وسيناريوهات عديدة لكيفية نهاية الزمان وحول مستقبل جبل الهيكل وهيكل سليمان ودور زعيم عالمي شرير يدعى «عدو المسيح» والذي هو وكيل الشيطان وهذه مفاهيم دينية حول نهاية الزمان ولكنها بالنسبة لملايين الاميركيين تشكل ثقافة حقيقية وتحكم نشاطاتهم السياسية‚ \r\n \r\n فهل سيأتي «عدو المسيح» من الشرق الاوسط؟ كان هذا هو العنوان الرئيس يوم 23 اغسطس في رسالة وصلتني على موقعي على الانترنت من «نادي النبوءة المهملة» وهو موقع يبث رسالة اخبارية لمساعدتك على فهم علاقة الاحداث بنبوءة نهاية الزمان وهذا الموقع جزء من «النبوءة المهملة» التي هي عبارة عن سلسلة كتب خرافية من تأليف تيم لاهايي وجيري بي جنكينز وبيع من المجلدات ال 12 اكثر من 12 مليون نسخة‚ وتمت ترجمتها الى عشرات اللغات وتحقق بانتظام اعلى المبيعات بين الكتب‚ \r\n \r\n ان هذا الاهتمام بنهاية الزمان ودور النبوءة لاسرائيل اسفر عن تقديم عشرات الملايين من الدولارات دعما لاسرائيل كل عام من قبل المسيحيين الانجيليين في الولاياتالمتحدة وهذه الاموال تخصص لتمويل مشروعات في اسرائيل تتراوح بين مساعدة المهاجرين اليهود على زراعة الكروم وتشجيع توسيع المستوطنات اليهودية ومعارضة اية خطط للقدس الا ان كانت تهدف للسيطرة الاحادية الجانب عليها من قبل اسرائيل‚ \r\n \r\n من بين الجماعات النشيطة في هذا المجال «فريق صلاة القدس» التي تحشد الدعم لاسرائيل عبر مناشدات تبثها من خلال الانترنت وهي تزعم ان عودة المسيح والمخلص له صلة مباشرة بالقدس وان معظم النبوءات الانجيلية تشير الى القدس ونهاية الزمان والى بناء هيكل جديد والى «عدو المسيح» والى معركة ارمجدون والى 000‚144 انجيلي «عدد اليهود الذين سيوبخون بقسوة لكي يتحولوا الى المسيحية في نهاية الزمان» واما بقية اليهود فسوف يفنون في بحيرة كبريتية من الجحيم‚ وهذا ما يحول دعم هذه المجموعة من قبل قادة اسرائيل الى مفارقة عجيبة ومن بين هؤلاء القادة نائب رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزير المالية بنيامين نتانياهو واما القادة التنفيذيون في اليمين المسيحي مثل بات روبرتسون وجبري فالويل وتيم لاهايي وبيفرلي لاهايي وجيمس دوبسون فقد ايدوا ودعموا هذا العمل مثلما فعل المسيحيون الانجيليون من امثال بيلي غراهام وفرانكلين غراهام‚ \r\n \r\n في كتابه «نهاية الايام: الاصولية والصراع على جبل الهيكل» يورد جيرتوم غورينبيرغ تفاصيل حول كيف ان بعض المسيحيين الانجيليين يقدمون دعما مباشرا لخطط اولئك اليهود الذين يريدون اعادة بناء الهيكل بما في ذلك برنامج لتربية المواشي لانتاج عجل أحمر خال من اية عيوب مطلوب كأضحية وفي هذه الحالة فان اي عمل مقدس من قبل احد الاديان سيكون بالنسبة للاديان الاخرى فاحشة وعملا شيطانيا‚ \r\n \r\n بعض اليهود والمسيحيين وضعوا ايديهم مع المسلمين للتخدير ضد تشجيع اي سيناريو حول «جهنم الصغيرة» في القدس الا ان غورينبيرغ يخشى من ان مواجهة بين المتزمتين الدينيين من الاديان الثلاثة يمكن ان تطلق شرارة اوسع من العنف لها مبررات قوية فهناك الكثير من القادة السياسيين والدينيين يلعبون بالنار في هذا الوضع وبسخريتهم من الجحيم فانهم يجازفون بالحصول على جحيم حقيقي‚ \r\n