\r\n ولسبب ما لا يشعر الرأي العام بالازدهار. فقد ذكرت لنا «مؤسسة غالوب» للاستطلاعات ان 3 في المائة فقط من الاميركيين يصفون الوضع الاقتصادي بأنه «ممتاز» وان 33 في المائة يصفونه بأنه «جيد». \r\n \r\n ربما ينكر الناس المعروف. ربما خدعتهم التقارير الاعلامية السلبية. ربما يشعرون بالضيق من مرتباتهم : فإذا وضعنا في الاعتبار معدلات التضخم، فإن متوسط الاجور الاسبوعية لم تتغير طوال السنوات الخمس الماضية. \r\n \r\n والاقتصاديون الذي يشيرون الى وجود خطأ ما في ارقام العاطلين يتبادلون الحديث عن دراسة جديدة لكاثرين برادبري، الاقتصادية في مصرف الاحتياط الفيدرالي في بوسطن، تشير الى ان الملايين من الاميركيين الذين يجب انضمامهم الى قوة العمل لا يعملون. وأوضحت الدراسة «ان اضافة تلك المشاركة النظرية ستؤدي الى زيادة معدلات العمل بنسبة تتراوح بين واحد الى ثلاثة في المائة». \r\n \r\n وليس معدل البطالة سوى واحد من أرقام عديدة يستخدمها الاقتصاديون لتقييم صورة الوظائف. وعندما يخلق الاقتصاد وفرة في فرص العمل يتوقع الاقتصاديون ان يروا نموا قويا في كشوفات الرواتب، كما أنهم يتوقعون رؤية مكاسب في الأجور ارتباطا بمعدل التضخم، حيث أرباب العمل يتنافسون على كسب الموظفين. \r\n \r\n وفي الحقيقة لا نرى أي شيء من هذا القبيل. ويقول برادفورد ديلونغ من جامعة بيركلي في موقعه الجذاب على الانترنت «لدينا أربعة من خمسة مؤشرات تبلغنا أن حالة سوق الوظائف ليست جيدة وان معدل البطالة وحده يتميز بالحيوية». \r\n \r\n والى ذلك فالمقاييس الأكثر ايجابية تظهر ان نمو الوظائف قد تخلَّف كثيرا وراء نمو السكان خلال السنوات الأربع الماضية، مما قاد الى نظرات متفائلة وأخرى متشائمة ، فأولئك الذين يحملون وجهة نظر متشائمة عن توفر العمل يحاججون بأن معدل البطالة المنخفض المعلن عنه هو خداع إحصائي لأن هناك ملايين من الأميركيين الذين يبحثون عن وظائف. أما أولئك الذين يحملون نظرة متفائلة فإنهم يحاججون بأن مشاركة قوة العمل هبطت لأسباب لا علاقة بها بتوفر العمل، على سبيل المثال قد يكون الشباب الراشدون الذين يعترفون بأهمية التعليم قد اختاروا البقاء وراء مقاعد الدراسة فترة أطول. \r\n \r\n وهنا تأتي دراسة برادبري. فهي تظهر أن وجهة النظر المتفائلة ضعيفة أمام الاختبار الدقيق للأرقام في الحقيقة، ولأن الأميركيين الأكثر تقدما في السن، خصوصا النساء، يعملون أكثر الآن من السابق تكون المشاركة في قوة العمل قد ارتفعت ولم تهبط خلال الأربعة أعوام السابقة. ونتيجة لذلك تقترح برادبري انه قد يكون «تباطؤ شديد في سوق العمالة» فهناك ما لا يقل عن 1.6 مليون لم يحسبوا باعتبارهم عاطلين عن العمل وقد يصل هذا الرقم إلى 5.1 مليون شخص. \r\n \r\n هناك أخبار حسنة وأخرى سيئة في ذلك التقييم.. الأخبار الحسنة تتمثل في أن الاقتصاد قد يكون محتويا لمجالات كثيرة للتوسع قبل أن يصبح التضخم مشكلة . \r\n \r\n أما الأخبار السيئة فتتمثل بصعوبة تحديد من أين سيأتي التوسع. نحن لدينا حتى الآن أربعة أعوام من السياسة المالية المفككة. ودفع تقليص الضرائب الميزانية الفيدرالية كي تصبح تحت الخط الأحمر ، فيما ساعدت معدلات الفائدة المنخفضة في توليد صعود كبير في قيمة المساكن إلى معدلات خيالية في المناطق البارزة من البلد. وإذا لم يكن ذلك كافيا كي يعطينا شفاء تاما للاقتصاد ، فأي شيء غير ذلك يمكن أن يحقق هذا الأمر؟ \r\n \r\n *خدمة «نيويورك تايمز» \r\n