\r\n ان ما يحدث في جنوب تايلاند هو نتيجة لميراث عمره 103 سنوات من التاريخ ونتيجة للسياسات التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء تاكسين شيناوارته منذ تبوئها سدة الحكم في بانكوك في عام 2001‚ \r\n \r\n يقول تقرير جماعة الازمة الدولية ان اولئك القابعين في بانكوك لم يتعلموا من تاريخ حاكم تايلاند في تعامله مع هذا الاقليم المسلم الناطق بالمالاوية وهم يكررون للأسف اخطاء اسلافهم‚ ما يحدث اليوم هناك يقدم الدروس والعظات للحكومات في بلدان اخرى كثيرة‚ \r\n \r\n ربما يكون افضل بديل متاح بعيدا عن اعادة ترسيم الحدود الوطنية التي اقيمت في العهد الاستعماري هو اعطاء درجة من الانفصال للاقاليم ذات الاقلية العرقية‚ واذا لم يتم الاخذ بذلك فان البديل هو ظهور تمرد مزمن لا يهدأ‚ \r\n \r\n أول تمرد حصل فيما كان يعرف بسلطنة باتانجا تم تفتيتها لاحقا الي ثلاثة أقاليم في عام 1902 عندما قامت بانكوك بتمديد حكمها رسميا باتجاه الجنوب‚ \r\n \r\n المزيد من الانتقاضات حصلت في عام 1910 و1922 ومحاولات فرض البوذية واللغة التايلاندية على الاقليم وصلت أوجها في عهد الزعيم الفاشي الموالي لليابان المدعو فيبول سونكرام الذي سلمته اليابان في عام 1942 الاقاليم المالوية الشمالية وهي كيلانتان وترينكانو وتيدا وبرلس‚ \r\n \r\n بعد هزيمة اليابان تراجع الحكم التايلاندي للاقاليم وتقدم القادة المسلمون الباتانيون بالتماس لبريطانيا بالسماح لهم بالانضمام الى ماليزيا‚ كانت بريطانيا ترغب في تنفيذ ما طلبوه ولكن الولاياتالمتحدة الاميركية عارضت ذلك‚ \r\n \r\n سادت هذه الاقاليم موجهات متفرقة من العنف منذ ذلك التاريخ ونشطت الجماعات الانفصالية منذ الستينيات‚ \r\n \r\n نشاط هذه الجماعات كان يشهد تراجعا او تقدما حسب مجموعة من العوامل منها ردود افغالها على السياسات التي كانت تنفذها بانكوك وعلى درجة الدعم الذي كانت تحصل عليه عبر الحدود من ماليزيا‚ \r\n \r\n ويوضح التقرير بشكل لا يدع مجالا للشك في «ان اصول العنف الحالي تقع في التظلمات التاريخية القائمة على التمييز ضد السكان المسلمين من العرق المالاوي والمحاولات التي تبذل من أجل تذويبهم بالقوة في المجتمع التايلاندي الغريب عليهم»‚ فالتظلمات السياسية وليس الفقر هو أساس القضية‚ \r\n \r\n السلطات التايلاندية تحاول من جهتها وضع اللوم في المشاكل الحاصلة على الاجانب وهؤلاء الاجانب بطبيعة الحال هم المسلمون الراديكاليون في أماكن اخرى وهذا ليس صحيحا على الاطلاق‚ \r\n \r\n فالمحافظون في المنطقة كانوا على العموم متعاونين مع السلطات التايلاندية‚ ولكن المقلق انه اذا ما استمر المسلمون في هذه الاقاليم في المعاناة فان ذلك قد يفتح البابا أمام القوى الخارجية للتدخل وكسب النفوذ‚ \r\n \r\n ما دفع الاقاليم المسلمة للتحرك مؤخرا التغييرات الادارية التي اجرتها حكومة تاكسين في الجنوب على حساب الحزب الديمقراطي المعارض الذي يسيطر على السياسات التايلاندية في تلك المنطقة وليس في الاقاليم المسلمة فقط‚ \r\n \r\n كذلك ساهم في تفجير الاوضاع سياسة القتل والاعدام التي تمارس خارج الاطر القانونية ضد تجار المخدرات وهذا ما ساهم في اطلاق يد الجيش والشرطة في مناطق اخرى لفعل ما تريد من اعمال وحشية دون الخوف من العقاب او المحاسبة‚ وجميعنا نعرف بعمليات القتل الجماعي التي مورست ضد المسلمين في عام 2004‚ \r\n \r\n بعد تلك المجازر التي ارتكبت بحق المسلمين في الجنوب غير تاكسين من سياساته وغير قادة الجيش هناك كما غير لغته‚ \r\n \r\n وهناك لجنة تم تشكيلها لبحث هذه القضايا برئاسة رئيس الوزراء السابق الذي يتمتع بالاحترام أناند بانيراغون‚ وربما تكون هذه اللجنة قادرة على التقدم باقتراحات تتضمن علاجات بعيدة المدي واجراءات مسكنة قصيرة المدى‚ \r\n \r\n ان بانكوك لديها مشكلة حقيقية فتايلاند هي احدى الدول الاكثر تجانسا ويجمع شعبها اللغة الواحدة والملك والدين اضافة الى الجيش والبيروقراطية المركزية‚ \r\n \r\n وهي ايضا بلد ديمقراطي ذات سياسات متشددة تجاه الاقليات‚ ان الحلول السياسية للاقليات التي تعاني من القمع تعد صعبة للغاية ومما يزيد الوضع تعقيدا وجود الكثير من المسلمين في اجزاء اخرى من تايلاند وهم مندمجون بشكل كامل في المجتمعات التي يوجدون فيها‚ \r\n \r\n ان على تايلاند وغيرها من الدول الراغبة في تجنب اخطاء الماضي ان تقرأ ذلك التقرير الصادر عن مجموعة الازمة الدولية وتستوعبه جيدا‚ \r\n