ان موت 84 مسلما غير مسلح الأسبوع الماضي في جنوب تايلند مأساة في حد ذاتها‚ البداية كانت مقتل ستة من المسلمين اطلقت عليهم النار من قبل الشرطة وجرح أكثر من عشرة آخرين في الوقت الذي توفي 78 مسلما آخر اختناقا بعد ان نقلوا في شاحنات مغلقة تابعة للجيش هذه الوفيات شكلت صدمة اما الأمر الأكثر اثارة للشفقة وللاشمئزاز فهو رد الفعل الصادر عن رئيس الوزراء الذي وجه القليل من اللوم لقوات مكافحة الشغب وادعى بعد ذلك ان الكثير من المحتجين ماتوا ليس بسبب الجيش بل بسبب ضعفهم الجسدي الناتج عن الصيام‚ \r\n \r\n باختصار فإن من يلام على ما حدث حسب قوله هم الذين ماتوا أنفسهم وليس غيرهم‚ \r\n \r\n ان ملاحظات تاكسين الجارحة وغير اللبقة وتصرف قوات الأمن أمر لا ينطبق على تايلاند وحدها‚ ان التعاسة التي اصابت الاقاليم الثلاثة الجنوبية في تايلاند التي تقطنها غالبية مسلمة تتحدث المالاوية سيكون لها تأثيرات وتداعيات دولية على الغرب الذي اعلن «الحرب على الارهاب» وعلى الآسيويين كون المسلمين يشكلون أكبر مجموعة دينية في آسيا وعلى المالاو في ماليزيا الذين سيتعاطفون بالتأكيد مع أشقائهم عبر الحدود‚ \r\n \r\n الغرب وضع تايلاند على قائمة الدول المشتركة في الحرب على الارهاب وتم كيل المديح لتاكسين على الدعم الذي يقدمه‚ وكانت الجائزة التي حصل عليها هي عرض اميركي يتمثل باتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة‚ \r\n \r\n ان اعمال حكومة تاكسين في الجنوب خلقت نوعا من التذمر وعدم الرضا والسخط مما يوفر الفرصة الملائمة لانتعاش الراديكالية الاسلامية التي قد تلجأ لحمل السلاح والقيام بردود أفعال وأعمال عنف‚ ان الأخبار القادمة من تايلاند ستكون نداء للتجنيد للمسلمين الغيورين في اندونيسيا وماليزيا والفلبين وستعطي دفعة قوية للجهاديين العالميين‚ \r\n \r\n وخلال العام الماضي عندما اندلعت الصدامات والمشاكل في الجنوب اتسمت سياسة بانكوك بالتشويش والتخبط وعدم الوضوح في أفضل الظروف‚ وفي الوقت الذي كان يدور الحديث عن مصالحة كانت القوات المسلحة تبطش بالمسلمين وتطاردهم‚ ان دولة تايلاند ذات المركزية المشددة تظهر القليل من الرغبة على معالجة مشاكل هذه المنطقة ذات الطبيعة المختلفة‚ \r\n \r\n اقاليم تايلاند الثلاثة شكلت في يوم من الأيام سلطنة «باتاني»‚ وانه لأمر مؤسف ان الانجليز لم يعملوا على تنفيذ خططهم القاضية بفصل باتاني عن السيادة التايلاندية كما فعلوا مع الولايات المالاوية الأخرى التي اصبحت جميعها تشكل اليوم جزءا من ماليزيا‚ كما ان الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الثانية لم يعاقبوا تايلاند على وقوفها الى جانب اليابان في الحرب عن طريق ضم هذه الأقاليم الثلاثة الى ماليزيا‚ الدول الآسيوية تجنبت التفكير في الماضي والزمت نفسها باحترام الحدود المرسومة حتى بالرغم من عدم شرعية بعضها وهي حدود رسمت في أيام الاستعمار‚ \r\n \r\n ومن الصعب تخيل ان تبقى العلاقات التايلاندية الماليزية مستقرة إذا مضت بانكوك في معاملة الاقليم المسلم الملاوي بنفس الطريقة التي تعامل بها روسيا جمهورية الشيشان‚ \r\n \r\n لقد أساءت حكومة تاكسين الى تايلاند بعدة طرق‚ فهذه الحكومة لجأت لاستخدام عمليات قتل دون محاكمة خلال الحرب التي شنت على المخدرات والفساد في عقد صفقات تجارية واستخدام الضغوط على وسائل الإعلام لمنعها من توجيه الانتقادات للحكومة‚ \r\n \r\n ان هذه المسائل قد يكون للعب التايلاندي وجهة نظر تجاهها وهو الذي انتخب تاكسين قبل اربع سنوات وسيملك الفرصة قريبا للتصويت لاخراجه بعيدا عن السلطة‚ \r\n