اتهمت منظمة العفو الدولية الجيش التايلاندي بانتهاج سياسة "الاختفاء القسري" بحق المسلمين في الولاياتالجنوبية بهدف إضعاف الجماعات المسلحة، ونشر الخوف بين أفراد الأقلية المسلمة. وطالبت المنظمة الدولية الحكومة التايلاندية الحالية بالعمل على نبذ هذه السياسة ومكافحتها والقضاء عليها. وقال براد إدامزر مدير منظمة العفو الدولية في آسيا في بيان نقلته رويترز: إن "قوات الأمن التايلاندية تستخدم عمليات الإخفاء كطريقة لإضعاف الجماعات المسلحة، ونشر الخوف بين الأقلية المسلمة المالاوية". وأضاف: "إن عمليات الاختفاء القسري تظهر كسياسة تنتهج من قبل السلطات وليس مجرد تجاوزت من عناصر من قوات الأمن". وحمَّل تقرير للمنظمة قوات الأمن التايلاندية مسئولية اختفاء نحو 22 شخصا، إحدى تلك الحالات التي تم رصدها هي اختفاء "ساتا لابو" في 9 يناير 2004 بعدما اتصل هاتفيا بأخته قائلا: "إنه تم إيقافه عند إحدى نقاط التفتيش التابعة للشرطة التايلاندية". وأكدت المنظمة أن عدد حالات الاختفاء أكبر بكثير مما ورد بالتقرير، مشيرة إلى أن العديد من الأسر تخشى بشدة من أن تفصح عن حالات الاختفاء الأخرى. وأوضحت المنظمة أن معظم حالات الاختفاء جرت في عهد حكومة تاكسين شيناواترا الذي أطيح به في انقلاب عسكري في سبتمبر الماضي، واتهم تاكسين باستخدام سياسات القبضة الحديدية مع المسلمين رافضا الدخول في محادثات معهم. وبالرغم من امتداح منظمة العفو لسياسة التقارب التي تنتهجها الحكومة الجديدة بحق المسلمين فإن المنظمة الدولية اعتبرت أن الحكومة لا تقوم بما يكفي لإنهاء سياسة الاختفاء، مشيرة إلى أن حكومة تايلاند "في حاجة لإعلان عن بيان عام وواضح بشأن سياستها المعارضة لسياسة الاختفاء واتخاذ إجراءات ضد المسئولين عن هذه الجرائم". وتقول المنظمة: إن العديد من الأشخاص المسئولين الذين يقفون وراء عمليات تعذيب واختفاء مازالوا يحتفظون بمناصبهم. التصريحات غير كافية واعتبرت المنظمة أن رئيس الوزراء الحالي سورايود شولانونت قد "قام بالقليل لترجمة وعوده إلى أفعال" بعد تصريحات له توجه خلالها بالاعتذار للمسلمين في الجنوب عن المعاناة التي تعرضوا لها في الماضي مبديا نية حكومته الدخول في مفاوضات للتوصل إلى تسوية بشأن الوضع الحالي. وأضافت: "إن الاستياء بشأن عمليات الاضطهاد والتعذيب المخالفة لحقوق الإنسان من قبل السلطات التايلاندية من بين العوامل التي تشعل العمليات المسلحة ضد النظام" في الولاياتالجنوبية المسلمة. وذكرت مجموعة الأزمات الدولية -التي مقرها بروكسل- في تقرير لها الأسبوع الماضي أن تقارير ذات مصداقية بشأن عمليات تعذيب وقتل غير قضائية، وقعت بحق مسلمين في الولاياتالجنوبية. ودفعت وزارة الدفاع 1.2 مليون دولار كتعويض إلى أقارب مسلمين قتلوا في مدينة تاك باي الجنوبية في أكتوبر 2004. وقتل نحو 85 مسلما يوم 25-10-2004 في أثناء احتجاجهم أمام مقر الشرطة في مقاطعة تاكباي؛ حيث قامت قوات الشرطة بإطلاق القنابل المسيلة للدموع ورشاشات المياه، وهو ما أدى أيضا إلى جرح 44 شخصا، منهم 14 من قوات الشرطة، ولم يحاكم أي من قوات الأمن بشأن هذه المجزرة. وتايلاند ذات الأغلبية البوذية يشكل المسلمون فيها 5% من إجمالي السكان الذي يبلغ 64.6 مليون نسمة، ويتركز المسلمون في 3 ولايات في أقصى جنوب تايلاند، يمثلون الأغلبية فيها وهي: فطاني، ويالا، وناراثيوات وكانت لتلك الولايات سلطنة مستقلة إلى أن ضمتها بانكوك منذ قرن إليها، ومنذ ذلك الوقت يعاني المسلمون في تلك الولايات من الاضطهاد والتفرقة في مختلف مجالات الحياة بما في ذلك الوظائف والتعليم وغيرها.