و كانت ايران تمثل أكبر تهديد لمصالحنا فى المنطقة خلال هذا الوقت، و كنا نرغب فى التحقق من طموحاتها العسكرية. لذا ،غضت الولاياتالمتحدة طرفها عندما تصرف صدام وقتها بطريقة خاطئة لأن تصرفه هذا كان يتفق مع مصالحنا. و بعد وقوع صدام فى الفخ الذى نصبته له الادارات الأميركية المتعاقبة ، أنفقت إدارة الرئيس بوش مليارات الدولارات التى لا تملكها بالفعل و ضحت بأرواح مئات الجنود الأميركيين من أجل تصحيح أخطائها الواضحة فى العراق. و إنى لآمل أن تتعلم ادارة الرئيس بوش درسا مهما من تجربة صدام قبل أن تفكر فى الرقص مع الشيطان مرة أخرى. و لكن يبدو أن الإدارة الأميركية لا تزال فى حاجة إلى تعلم بعض الدروس المهمة. و حتى مع ترديد الرئيس بوش لأبيات شعرية أبعد ما تكون عن الواقع بشأن نثر بذور الديمقراطية فى شتى أنحاء العالم، تستمر إدارته فى تقديم الدعم لبعض الحكومات الفاسدة و السيئة عندما تبدو أجندتها السياسية متوافقة مع تطلعاتنا و مصالحنا الاستراتيجية. \r\n لذا دعونا نرحب بأحد أهم حلفائنا فى الحرب على الإرهاب و هو الرئيس الأوزبكستاني إسلام كاريموف. و أوزبكستان هى واحدة من الدول التى كانت تابعة للاتحاد السوفيتي السابق و التى حصلت على استقلالها مؤخراً. و لكنها لم تطرح بعد إرثها الشيوعي جانبا.فقد استمرت الآلة السياسية الشيوعية فى الدوران بأوزبكستان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. و ما زال كاريموف وفيا لتلك الحقبة السيئة التى لم تكن تسمح بفتح أجواء الممارسة السياسية أمام عملية الإصلاح الديمقراطى. و قد توقف كاريموف ببساطة عن الإشارة إلى نفسه كشيوعي و أصبح نموذجا للحاكم النمطي المستبد. و لكنه أعلن أيضا فى خطوة ذكية عن تحالفه مع الولاياتالمتحدة فى الحرب التى تشنها على الارهاب بعد وقوع أحداث سبتمبر. و قد تبنى كاريموف سياسة متشددة ضد الجماعات الإسلامية المتطرفة ، و تعهد صراحة بتقديم الدعم الكامل للولايات المتحدة من أجل تحقيق هدفها الحالي و الذي يتمثل فى القضاء على المنظمات الارهابية فى شتى أنحاء العالم. و قد برر كاريموف الإجراءات الصارمة التى تفرضها حكومته على المتظاهرين السياسيين من خلال التأكيد على أن الأشخاص الذين طالبوا بإجراء إصلاحات سياسية فى أوزبكستان هم بالفعل متشددون اسلاميون يتوقون لوقوع حرب أهلية هناك. فدعونا ننظر إلى هذا الديكتاتور المستبد الذي وضع قبضته الحديدية على حركات المعارضة التى تطالب بالإصلاح السياسي عندما يبرر هذه الانتهاكات بحجة الحفاظ على استقرار بلاده. و ما يثير الأسى و الأسف فى الوقت نفسه هو أننا مازلنا ندعم هذا الديكتاتور حتى وقتنا الحالي لمصالح استراتيجية و عسكرية. \r\n و قد خضنا هذا الطريق الملتوى مرات عديدة و لكنه لم يوصلنا إلى نتائج جيدة. و يكمن الفارق الوحيد بين صدام حسين و إسلام كاريموف فى عنصرى الوقت و الجغرافيا، الا أن فلسفتهما و أسلوبهما متشابهان إلى حد كبير. \r\n فهل نستمر فى العمل مع كاريموف كشريك فى الحرب على الارهاب رغم تنظيمه لمجازر جماعية ضد المعارضين السياسيين؟ و لو حدث ذلك،نستطيع أن نقول وداعا للمثل الأخلاقية العليا و الفكرة القائلة بأن الحرب التى نخوضها على الارهاب تمثل صراعا قويا بين الخير و الشر. و يطمح الأشخاص الصالحون دائما فى تحقيق الأشياء السليمة و الصحيحة حتى و إن بدت صعبة المنال. \r\n \r\n بيل فيرغسون \r\n كاتب عمود بجريدة (ميكون تليغراف) الأميركية. \r\n خدمة (كيه.آر.تى) خاص ب(الوطن). \r\n