وقال المسؤولون أن معظم ما قاله بولتون، الذي كان وقتها مساعد وزير الخارجية، بشكل علني عن سوريا كان يتماشى مع القيود التي فرضتها وكالة الاستخبارات المركزية وغيرها من الوكالات، ولكن الجدال الحامي والطويل الذي أثارته ملاحظات بولتون في الحكومة كان غير اعتيادي، وهذا الجدال –على حد تعبير مسؤول كبير سابق- كان محاولة من بولتون لإعطاء الرأي العام تصورات تفوق تلك التي تعتمدها الوكالات الاستخباراتية. \r\n \r\n الفقرات المتعلقة بسوريا تتعرض الآن للمراجعة من قبل لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب وذلك في إطار التحقيقات المتعلقة بترشيح بولتون لمنصب سفير الولاياتالمتحدة لدى الأممالمتحدة. وقد حصلت اللجنة من وزارة الخارجية على رسائل غير سرية بالبريد الإلكتروني منذ عام 2002. \r\n \r\n إحدى هذه الرسائل ويعود تاريخها إلى 30 نيسان 2002 أرسلها مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية استنكرت استخدام لغة \"مطاطة\" في التحدث عن برنامج نووي محتمل تقوم به سوريا ضمن مسودة الخطاب الذي وزعه مساعدو بولتون من أجل الموافقة عليه. وفي هذا الخطاب الذي ألقاه بولتون بعد خمسة أيام لم يشر بولتون إلى البرنامج النووي السوري. \r\n \r\n الكتلة الديمقراطية في مجلس الشيوخ والتي تعارض تعيين بولتون في هذا المنصب كان تركز بشكل رئيسي حتى الآن على الجدال الذي دار عام 2002 حول كوبا والذي اعترف فيه بولتون بأنه سعى لنقل اثنين من مسؤولي المخابرات بسبب خلاف معهما. لكن أحد أعضاء هذه الكتلة قال بأن الخلافات حول سوريا كانت \"مثالاً أكثر خطورة حول استغلال بولتون للبشر، وليس هذا فحسب، بل محاولته أيضاً للمبالغة في المعلومات الاستخباراتية لجعلها تلائم آراءه السياسية\". \r\n \r\n في أحد جلسات الكونغرس في حزيران 2003 تحدث بولتون أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس النواب وأعطى خلالها وصفاً عن البرنامج النووي السوري أكثر تشاؤماً من ذلك الذي ورد في تقرير المخابرات المركزية إلى الكونغرس قبل شهرين. من الأشياء التي قالها بولتون أن المسؤولين الأمريكيين \"ينظرون بقلق متزايد إلى البرنامج النووي السوري وهم مستمرون في مراقبته بحثاً عن أي أدلة على نوايا لتصنيع الأسلحة النووية\". أما تقرير السي آي إيه فقد قال: \"القدرة على الوصول إلى الخبرات الروسية تمنح سوريا الفرصة لتوسيع إمكانياتها في حال قررت متابعة العمل على أسلحة نووية\". \r\n \r\n في تموز 2003 كان هناك معارضة شديدة من مسؤولي الاستخبارات من عدة وكالات حكومية ضد الشهادة التي أدلى بها بولتون أمام الكونغرس، وهذه المعارضة كتبت في مذكرة مؤلفة من 35 صفحة صدرت عن وكالة الاستخبارات المركزية. خرج الخبر إلى العلن في وقته، وقالت الحكومة أن التأكيدات الواردة في خطاب بولتون قد تجاوزت بكثير ما قالته الولاياتالمتحدة من قبل حول برنامج سوريا النووي. \r\n \r\n السناتور جوزف بيدن، رئيس الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية طلب من السي آي إيه تزويد اللجنة بنسخة من اعتراضاتها على شهادة بولتون في 2003. وضمن الوثائق التي حصلت عليها لجنة مجلس الشيوخ من وزارة الخارجية مؤخراً كان هناك رسائل بريد إلكتروني تعود إلى 2002 تتضمن سطراً يقول \"مطلوب التوضيح: خطاب مساعد وزير الخارجية بولتون- لغة جديدة []\" والكلمة بين القوسين ممحية، وكذلك أسماء معظم المرسلين والمستلمين لهذه الرسالة. لكن النسخ السابقة غير المنقحة من هذه الرسالة والتي حصل عليها الكونغرس من وزارة الخارجية تظهر أن الرسالة كانت تشير إلى سوريا، وكذلك الانتقاد الموجه إلى اللغة والذي اعتبرها \"مطاطة\"، حسب ما ذكره مسؤولون في الكونغرس والاستخبارات. \r\n \r\n الرسائل المتبادلة حول سوريا عام 2002 كانت جزءاً من جدال أوسع حول الخطاب الذي ألقاه بولتون أمام مؤسسة التراث \"هيريتاج فاونداشن\" في 5 أيار. مؤيدو بولتون قالوا أن هذا التبادل كان شيئاً عادياً ضمن نقاشات الحكومة قبل إلقاء بولتون لخطابه، لكن منتقديه يقولون أن هذا الكم من الجدال كان غير عادي من حيث نطاقه وكثافته وتدل على أن بولتون كان يحاول من خلال ملاحظاته أن يضخّم تقييم الاستخبارات. يذكر أنه كان هناك خلاف بين مساعد وزير الخارجية بولتون وبين مكتب الاستخبارات في وزارة الخارجية بسبب مطالبة بولتون بتأكيدات حول كوبا. \r\n \r\n \r\n \r\n التقرير عن أسلحة العراق \r\n \r\n ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن كبير مفتشي الأسلحة لدى إدارة بوش قال في تقريره أنه من \"غير المحتمل\" أن تكون قوات صدام حسين قد نقلت الأسلحة إلى سوريا، ومع ذلك فإنه عبر عن قلقه بسبب المعدات النووية التي تم نقلها بعد أن قامت القوات الأمريكية بغزو العراق. وفي ملحق للتقرير يقع على 92 صفحة صدر الخريف الماضي وجه تشارلز دولفر رئيس مجموعة المسح العراقية السابقة أيضاً انتقادات شديدة للطريقة التي تم بها استجواب العلماء العراقيين بعد القبض عليهم، وقال أن هذه الطريقة أضاعت فرصة الحصول على معلومات منهم. \r\n \r\n وبالرغم من ذلك فإنه قال في تقرير آخر صدر يوم الاثنين أن علماء صدام ومهندسيه هم الذين أعطونا المعلومات التي قادت للاستنتاج بأن العراق لم يكن يشكل خطراً من حيث استخدام أسلحة الدمار الشامل سواء على شعبه أو جيرانه أو ضد القوات الأمريكية. \r\n \r\n \r\n \r\n نيويورك تايمز