ويأمل الهنود في الحصول على دعم الصين لاحتلال مقعد دائم في مجلس الامن وان كان رئيس الوزراء الصيني قد رفض الزام نفسه وبلاده بتقديم هذا الدعم صراحة حيث قال بلباقة «ان الصين تفهم وتدعم طموحات الهند للعب دور نشط في الاممالمتحدة وفي الشؤون الدولية»‚ الذين استمعوا له فسروا ذلك على انه نوع من الالتزام الخفي حتى لا يحرج اليابان التي تسعى لتحقيق الشيء نفسه‚ \r\n \r\n وعلى الاغلب فان الصينيين ينتظرون ليروا في اي اتجاه ستقفز القطة الهندية في التحالفات التي بدأت تظهر هنا وهناك‚ فالولاياتالمتحدة تغازل الهند منذ فترة وتعدها بالحصول على جائزة الوضع الدولي من اجل تحقيق موازنة مع النفوذ الصيني المتعاظم كما انها تعرض على الهند شبكة من الانظمة العسكرية المتطورة تجعل الذراع الهندية اطول واقوى مع تزويد الهند وباكستان بطائرات حديثة متطورة‚ \r\n \r\n ان الهدف الصيني هو اعادة رسم الخريطة الاستراتيجية لآسيا بحيث تحل الهند الصديقة محل اليابان كقطب اقليمي آخر وتحل في نفس الوقت سوقا محل السوق الاميركي للبضائع الاستهلاكية الصينية الرخيصة‚ \r\n \r\n ان تحقيق هدف وصول التجارة الى 20 مليار دولار في عام 2008 والى 30 مليار دولار في عام 2010 سيجعل من الهند اكبر شريك تجاري للصين لتحل بذلك محل اميركا‚ \r\n \r\n ان رئيس الوزراء الصيني ابدى اهتماما غير عادي بصناعة تكنولوجيا المعلومات الهندية مما يقوي من التحركات التي بذلت في السابق والتي تبذل حاليا لاجراء تزاوج بين برامج الكمبيوتر الهندية وصناعة الكمبيوتر الصينية ليشكل هذا في حالة تحقيقه اكبر تحد للتفوق الصناعي الغربي‚ \r\n \r\n ليس هناك شك في وجود الكثير من الاغراءات للهند‚ فهي ستسوي مشاكل الحدود الموجودة مع الصين وسيسود السلام حدودها في الهملايا من خلال اجراء مبادلات للاراضي المتنازع عليها والتي خاض البلدان بسببها حربا مريرة قصيرة في عام 1962‚ \r\n \r\n الاكثر من ذلك فان البيان الذي وقع عليه البلدان تحت عنوان «الشراكة الاستراتيجية والتعاونية من اجل السلام والازدهار» يقر بالندية والمساواة بين الجانبين‚ ففي السابق عاملت الصين الهند كقوة اقليمية وهي الآن على استعداد للتعامل معها كقوة عالمية‚ \r\n \r\n وتدرك واشنطن النوايا الصينية جيدا مما دفع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لوصف الهند بأنها «قوة عالمية كبرى في القرن الحادي والعشرين»‚ \r\n \r\n وبالرغم من شهر العسل الذي لاح في الافق للعلاقات بين الهند والصين الا ان الهند تبقى قلقة من التحركات والمناورات الصينية في جنوب آسيا والمناطق الاخرى القريبة‚ \r\n \r\n فاستمرار الدعم العسكري الصيني (بما فيه النووي) لباكستان يشكل نقطة نفور‚ كما ان قيام الصين ببناء ميناء عميق بتكلفة 250 مليون دولار على بحر العرب يسبب الكثير من القلق للهند‚ وسيمكن هذا الميناء في حالة اتمامه الصينيين المتمركزين جيدا في ميانمار ومحطة التصنت في جزيرة كوكو من محاصرة الهند من جهات جديدة‚ \r\n \r\n كذلك تشعر الهند بقلق ظاهر من الغزل الصيني مع ملك نيبال في الوقت الذي تظهر فيه الهند والولاياتالمتحدة الجفاء تجاه ذلك الملك‚ وفي الوقت الذي غادر فيه رئيس الوزراء الصيني الهند سارع وزير الخارجية الهندي للسفر الى واشنطن للتباحث والتشاور مع كوندوليزا رايس‚ الرئيس الباكستاني مشرف وصل الهند الاسبوع الماضي كما انه يتوقع وصول رئيس الوزراء الياباني الى نيودلهي خلال بضعة اسابيع‚ \r\n \r\n لقد تعلمت الهند الدرس جيدا وهي بالتالي وفي لعبة الامم المالية لن تضحي بعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة من اجل الاخذ بمفهوم صيني جديد لآسيا كما انها لن تساعد اميركا في احتواء الصين‚ \r\n