ستكون الاشياء اسهل لو تحقق هذا‚ لا احد يريد ان ينسى‚ فاوروبا ما تزال خائفة من الكابوس النازي‚ والامبراطورية العثمانية ما يزال شبحها يطارد البلقان في الوقت الذي ادى تقسيم الهند الى تعميق الاحقاد الدينية والعرقية وابقائها حية حتى الآن‚ \r\n \r\n في المقابل ما زلنا نجد الامتعاض الآسيوي من جرائم الحرب اليابانية التي ارتكبت في الحرب العالمية الثانية‚والمكسيك لم تنس بعد كيف اخذت الولاياتالمتحدة منها عنوة نصف مساحة البلاد قبل 150 عاما‚ هذا في الوقت الذي لم نتطرق فيه الى الشرق الاوسط وما ادراك ما الشرق الاوسط؟الماضي في فرنسا يظهر الآن في لعبة جديدة اسمها لعبة المرايا‚ \r\n \r\n الآن يعاد نبش ذكريات الامبريالية الفرنسية ليس من قبل اولئك الذين عاشوا تلك الحقبة في افريقيا وآسيا بل من قبل ابنائهم واحفادهم الذين هاجروا الى فرنسا او ولدوا فيها‚ \r\n \r\n لقد استغلت فرنسا مستعمراتها وهي الآن تدفع الثمن‚ التداعيات ابعد بكثير مما يمكن ان نتصور‚ ان كيفية دمج هؤلاء المهاجرين بالمجتمع الفرنسي يعتمد على الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الماضي‚ \r\n \r\n الاساءات التي ارتكبت قبل عقود تهمنا الآن اقل ولكن الاهم هنا هو الطريقة التي نتذكر بها ما حصل‚ \r\n \r\n الجزائر تمثل الآن مركز عملية التذكر هذه في فرنسا‚ وكان يمكن ان تكون الجزائر هي الكونغو بالنسبة لبلجيكا والهند بالنسبة لبريطانيا وانغولا بالنسبة للبرتغال‚ وبعد ان اجبرت حرب العصابات فرنسا على ترك الجزائر ومنحها الاستقلال عام 1962 فر ملايين المغتربين عائدين الى فرنسا ورافقهم في رحلة العودة 60 ألفا ممن يسمون الحركيين وهو اسم اطلق على الجزائريين الذين حاربوا الى جانب فرنسا في الجزائر‚الحركيون الذين قرروا البقاء في الجزائر نظر اليهم على انهم خونة وذبحوا‚ اما اولئك الذين ذهبوا مع من احبوا الى فرنسا فانه لم يتم التعامل معهم بصورة عادلة‚ فقد وضعوا في معسكرات ونسي امرهم بالكامل‚ \r\n \r\n في 23 فبراير الماضي قرر البرلمان الفرنسي متأخرا تبني قانون بدفع تعويضات للحركيين واحفادهم الذين يصل عددهم الآن الى 450 ألف شخص‚ واحد بنود القانون يجرم اهانة الحركي او ممارسة التمييز ضده‚ اخيرا حصل الحركيون على ما كانوا يطالبون به وهو المعاملة العادلة‚ \r\n \r\n ولكن الماضي لا يتراجع بسهولة‚ في حوالي هذا الوقت الذي تم فيه تبني هذا القانون‚ بدأ كاتب جزائري في المنفى يدعى مسعود بن يوسف في عرض مسرحية عنوانها «اسم الاب» وعرضت في باريس ثم بدأ عرضها في المدن الفرنسية الرئيسية‚ هذه المسرحية تستخدم الذاكرة لاستكشاف ازمة الهوية التي عاشها الكثير من الجزائريين‚ فكرة المسرحية تتمركز حول ما يحدث لحركي شاب يتمرد على والديه ويقوده ذلك لتبني «الاصولية الاسلامية»‚ \r\n \r\n تماما كما فعل الحركيون القدامى الذين خانوا الجزائر فان الحركيين الشباب خانوا فرنسا مما يدفع البعض للتساؤل فيما اذا كانت الخيانة موجودة في جينات الحركيين ككل‚ \r\n \r\n منذ بدء عرض المسرحية والحركيون يتظاهرون أمام المسارح التي تعرضها مطالبين بالغاء العرض وسحب الرواية الاصلية من التداول‚ وبعد ان فشلوا في ذلك عمدوا الى رفع دعوى على كاتب المسرحية واتهموه بالقدح والذم بهم وسينظر في هذه القضية الشهر القادم‚ \r\n \r\n وهناك اتهامات توجه الآن الى فرنسا بالاستمرار في استعمار الاقليات من خلال دفعها الى الهامش في المجتمع والتسامح تجاه التصرفات الوحشية التي يرتكبها افراد الشرطة الفرنسية ضد افراد هذه الاقليات وسن قوانين تمييزية تمنع بمقتضاها الطالبات المسلمات من ارتداء غطاء الرأس في المدارس الحكومية ومعاملة المسلمين على اساس انهم طابور خامس‚ \r\n \r\n تقول حورية بو ثلجة المتحدثة باسم جماعة الحركيين «لسنا مهتمين بالماضي من اجل الماضي نفسه ولكننا مهتمون به من اجل ان نعيش الحاضر»‚ \r\n