وكان مشروع قانون أفراد القوات المسلحة الأصلي الذي وقعه الرئيس روزفيلت في يونيو 1944 قد وفّر إعانات حكومية تعليمية لحوالي 8 ملايين محارب متقاعد. كما ضمن أيضاً توفير قروض منخفضة الفائدة للمحاربين القدامى لشراء المنازل أو المزارع، فضلاً عن توفير المساعدات الطبية لهم بعد تسريحهم من الخدمة، ولقد تم توفير امتيازات مشابهة أيضاً للمحاربين الذين خدموا في الحرب الكورية، وفي عام 1966 تم تمرير قانون جديد يمنح الامتيازات نفسها للمحاربين القدامى الذين خدموا في حرب فيتنام. \r\n \r\n \r\n لكن في سنة السلم 1984، ومع قوات مسلحة كل أفرادها من المتطوعين بعد انتهاء كابوس فيتنام، مرر الكونغرس نسخة مختزلة من خدمة الإعانات الخاصة بالمحاربين القدامى أطلق عليها اسم برنامج مشروع قانون مونتغومري لأفراد القوات المسلحة، وكان ذلك برنامجاً مؤقتاً لكنه أصبح دائماً في يونيو 1987.وذلك البرنامج هو الذي ينطبق اليوم على محاربي أميركا المتقاعدين الجدد والإعانات التي يوفرها لهم شحيحة حقاً. \r\n \r\n \r\n وبموجب هذا القانون لا يصبح الجندي مؤهلاً للحصول على إعانات التعليم وهي مساعدة لمدة 36 شهراً بمعدل 1000 دولار شهرياً تقريباً إلا إذا سجل في برنامج إعانات الدراسة الجامعية وقت انضمامه للقوات المسلحة ووافق على اقتطاع 100 دولار من مرتبه الشهري خلال الأشهر ال 12 الأولى من خدمته. \r\n \r\n \r\n ما العنصر المفقود من هذه الصورة؟ \r\n \r\n \r\n إن أبناء أفراد القوات المسلحة الذين يقتلون أو يصابون بإعاقات دائمة في الحرب يحصلون على إعانات دراسية ل 45 شهراً، وهي إعانات متواضعة بالمقارنة مع حجم التضحيات التي تقدمها عوائلهم. \r\n \r\n \r\n لكن الإعانة الدراسية ل 36 شهراً التي تقدم للمحاربين القدامى العائدين لتوهم من الحرب ليست كافية بحال من الأحوال، فمعظم هؤلاء يكون قد أمضى آخر أربع سنوات أو أكثر في القوات المسلحة، وهذا الانقطاع الطويل عن مقاعد الدراسة منذ حصولهم على الشهادة الثانوية يجعلهم بحاجة لحصص تقوية خاصة في الرياضيات ومهارات الكتابة الضرورية للارتقاء بأدائهم إلى مستوى الدراسة الجامعية. \r\n \r\n \r\n والإعانة الدراسية ل 36 شهراً لا يمكن أن تغطي هذه التكاليف الإضافية وهذا يعني أن هؤلاء المحاربين القدامى الجدد سيستنفدون شيكات الإعانة قبل سنتهم الرابعة والأخيرة في الجامعة.ويقول جيرمي كليمنتس، وهو جندي سابق في سلاح البحرية خدم في أفغانستان وطالب الآن في السنة الثانية بكلية سانتا كوميونيتي في غينسفيل بولاية فلوريدا: إن أكثر من نصف المحاربين القدامى الذين يدخلون إلى كليته يضطرون للخضوع لدورات تقوية لإعادة تأهيلهم في بعض المواد الأساسية. \r\n \r\n \r\n ويشير جيسي بيشوب، وهو أيضاً جندي سابق خدم في أفغانستان ويدرس الآن في جامعة فلوريدا إلى أن أبناء أفراد القوات المسلحة القتلى أو المعاقين «يمضون فصلاً دراسياً أو أكثر في دورات التقوية قبل البدء في دراستهم الجامعية، وبذلك تكون إعانة ال 45 شهراً غير كافية لتغطية نفقاتهم الدراسية». \r\n \r\n \r\n أما روزانا باورز، وهي جندية سابقة خدمت في الكويت وأم لطفل قتل والده في العراق وتدرس الآن في كلية سانتا كوميونيتي، فتقول: إن الطالب العادي يحتاج ل 40 شهراً لإكمال دراسته الجامعية. \r\n \r\n \r\n وتضيف باورز: «إن المحاربين القدامى في فترة حرب فيتنام كانوا يتلقون إعانات دراسية ل 44 شهراً من دون أن يقتطع من مرتباتهم شيئ، ويجب أن تكون الامتيازات المقدمة للجنود المتقاعدين الذين خدموا في زمن الحروب مختلفة عن تلك التي يتلقاها أولئك الذين خدموا في زمن السلم، ويمكن تسوية هذه المشكلة بزيادة قيمة الإعانات الدراسية للمحاربين المتقاعدين الجدد». \r\n \r\n \r\n في البداية، وفي عام 1944، كان ينظر إلى قانون أفراد القوات المسلحة باعتباره استثماراً استثماراً في مستقبلنا ولقد كان بالفعل استثماراً ممتازاً. فلقد استفاد نحو 8 ملايين شخص من الإعانات الدراسية، وبتدفقهم إلى القوة العاملة كان لذلك تأثير هائل في الاقتصاد الوطني. وكذلك فإن ضمانات القروض العقارية التي قدمت لأولئك المحاربين القدامى ساهمت بشكل كبير في الاقتصاد والمجتمع بصورة عامة. \r\n \r\n \r\n وليس من المنطق أن يوافق الكونغرس على كل الأموال التي تطلبها وزارة الدفاع لخوض الحروب في العراق وأفغانستان. وفي الوقت ذاته يستخف بمطالب الشبان والشابات الذين يجازفون بأرواحهم في سبيل بلدنا. \r\n \r\n \r\n لقد حان الوقت ليصوغ الكونغرس مشروع قانون جديد لأفراد القوات المسلحة لإنصاف هذا الجيل الجديد من المحاربين القدامى الذين يستحقون منا الدعم نفسه الذي قدمناه لأجدادهم وآبائهم في حروب أميركا السابقة. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس أنجلوس تايمز» \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n