عنان: متحور «نيمبوس» أقل خطورة.. ولكن أكثر تماسكاً مع خلايا الجسم    بعد هبوطه في 8 بنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه الأربعاء 11-6-2025    الدولار ب49.52 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 11-6-2025    تراجع جديد يلامس 500 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 11-6-2025    عمدة لوس أنجلوس تعلن حالة الطوارئ وتفرض حظر تجول في المدينة    فلسطين: استشهاد شقيقين برصاص الاحتلال في نابلس    اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر مسلحة بريف حمص الغربي    "صفقة القرن".. تعليق قوي من حسين الشحات على انضمام زيزو إلى الأهلي    "الأول في التاريخ".. منتخب السنغال يحقق فوزا كبيرا على حساب إنجلترا    استعلم الآن عن نتيجة الصف الثاني الإعدادي 2025 الترم الثاني بالقاهرة بالاسم ورقم الجلوس    إصابة 3 بطلقات نارية في مشاجرة بسبب النزاع على قطعة أرض بسوهاج    "المعازيم راحوا المستشفى".. إصابة 3 أشخاص إثر إطلاق نار في حفل زفاف بالمنوفية    حملة دمياط الشاملة ترفع الإشغالات وتحمي المستهلك من تلاعب التجار    غرق طالب أثناء استحمامه فى ترعة بسوهاج    تدهور مفاجئ، دخول نجل تامر حسني للعناية المركزة مرة ثانية، وبسمة بوسيل تطلب الدعاء    يحيى الفخراني عن نبيل الحلفاوي: "أصدق الأصدقاء"    "كله تم بالتراضي".. التفاصيل الكاملة لعروس الشرقية المغصوبة على عريس متلازمة داون- صور    موجة شديدة الحرارة 6 أيام.. بيان هام من الأرصاد يكشف حالة الطقس الأيام المقبلة    رئيس جامعة دمنهور: «صيدلة البحيرة» أول كلية تحصل على اعتماد مؤسسي وبرامجي في مصر    البرازيل ضد باراجواى.. أنشيلوتى يدفع بتشكيل نارى لحسم بطاقة كأس العالم    نظرة إلى العين السخنة    هل شريكك من بينهم؟ 3 أبراج الأكثر خيانة    دعاء الفجر.. أدعية تفتح أبواب الأمل والرزق فى وقت البركة    تصفيات كأس العالم.. أنشيلوتي يعلن تشكيل البرازيل الرسمي في مواجهة باراجواي    السلطات الأوكرانية: قتيلان و28 جريحًا إثر ضربات روسية جديدة على مدينة خاركيف    لكسر الحصار.. التفاصيل الكاملة حول قافلة صمود    المجلس الوطني الفلسطيني: تصريحات هاكابي ضد حل الدولتين خروج عن قواعد الدبلوماسية    كندا تعتزم بيع سندات أجل 28 يوما بقيمة 2.5 مليار دولار كندي    محاقظ المنوفية يحيل موظف وحدة محلية في أشمون إلى النيابة بتهمة الرشوة    عن "اللحظة الدستورية" المقيدة بمطالب الشعب الثائر    تقارير: فيرتز على أعتاب ليفربول مقابل 150 مليون يورو    إنفانتينو: الجميع يعرف تاريخ الأهلي.. وأعلم أنه بمثابة حياة لجماهيره    10 أيام ونستقبل فصل الصيف .. بيان مهم بشأن حالة الطقس اليوم : «توخوا الحذر»    ظاهرة تتفاقم في الأعياد والمناسبات .. المخدرات تغزو شوارع مصر برعاية شرطة السيسي    محمود وفا حكما لمباراة نهائى كأس عاصمة مصر بين سيراميكا والبنك الأهلى    بعد زيزو.. تفاصيل إنهاء الأهلي لصفقته قبل السفر لكأس العالم للأندية    «صفقات فاشلة».. تفاصيل تقرير ميدو في الزمالك (خاص)    مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة: لن نسمح بالتلاعب بمصير الشعب الفلسطينى    لا تقسُ على نفسك.. برج العقرب اليوم 11 يونيو    مرض ابنى آدم وعملياته السبب.. تامر حسنى يعتذر عن حضور فرح محمد شاهين    محافظ الدقهلية يتفقد شوارع المنصورة ليلا.. ويؤكد: لا تهاون فى مواجهة الإشغالات    «ابني تعبان وعملياته السبب».. تامر حسني يعتذر عن عدم حضور فرح محمد شاهين    المذاكرة وحدها لا تكفي.. أهم الفيتامينات لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحانات ومصادرها    بطريقة آمنة وطبيعية.. خطوات فعالة للتخلص من الناموس    هل لاحظت رائحة كريهة من تكييف العربية؟ إليك الأسباب المحتملة    فريق «هندسة القاهرة» الثالث عالميًا في «ماراثون شل البيئي» لعام 2025    مُخترق درع «الإيدز»: نجحت في كشف حيلة الفيروس الخبيثة    وزير الأوقاف يجتمع بمديري المديريات الإقليمية لمتابعة سير العمل    "الأوقاف" تعلن أسماء الفائزين في مسابقة الصوت الندي 2025    التعليم: عودة قوية لاختبار "SAT".. بمشاركة 100% دون شكاوى    يحيى الفخراني عن اختياره شخصية العام الثقافية: شعرت باطمئنان بوجودي على الساحة    فن إدارة الوقت بأنامل مصرية.. ندوة ومعرض فني بمكتبة القاهرة الكبرى تحت رعاية وزير الثقافة    غدا.. 42 حزبا يجتمعون لتحديد مصيرهم بانتخابات 2025 (تفاصيل)    أستاذ اقتصاديات الصحة: نسبة تحور "كورونا" ارتفعت عالميًا إلى 10%    أمين " البحوث الإسلامية " يتفقَّد إدارات المجمع ويشدد على أهميَّة العمل الجماعي وتطوير الأداء    زواج عريس متلازمة داون بفتاة يُثير غضب رواد التواصل الاجتماعي.. و"الإفتاء": عقد القران صحيح (فيديو)    الجريدة الرسمية تنشر قانون تنظيم إصدار الفتوى الشرعية    حكم توزيع لحوم الأضاحي بعد العيد وأيام التشريق؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الابن يتصدى للشائعات عن غراميات الأب، لماذا التزم جورج وبربارة بوش الصمت حيال ال
نشر في التغيير يوم 09 - 03 - 2005


\r\n
وقد كتب آنذاك لمساعده بيجي نونان المكلف بكتابة احد خطاباته بأن يدرج فيه بعض الافكار التي حددها له بالقول: «انني انا كما انا بكل بساطة» واضاف: «انني أعرف أين أنا ذاهب ولدي التجربة الكافية للوصول الى الهدف وأتبع هذا بالقول:
\r\n
\r\n
«ان ما يرشدني وما يدعم موقفي يتمثل في الاسرة والايمان والاصدقاء» وبعد هذا العرض الأخلاقي يأتي الجانب السياسي بما في ذلك السياسة الخارجية حيث يقول جورج بوش: «أريد ان اكون الزعيم اذ علينا مسئولية خاصة ينبغي القيام بها» وعلينا ألا ننسى ذلك وباعتبارنا الأمة الأكثر قوة والأكثر حرية في العالم علينا ان نبقى زعماء الأمم الحرة وان نبقى أقوياء وان نلتزم بالعمل حيث ينبغي ذلك.
\r\n
\r\n
\r\n
ان الكلمات التي احبها تتمثل في العائلة والاستقامة والاطفال وابنائهم فيما بعد والاهتمام بالآخرين والمحبة والقلب والحياء والايمان والشرف وخدمة البلاد والفخار واحترام العقائد والتسامح والقوة والأمل والطيبة والامتياز انني لا أخشى من المستقبل ولا ينبغي الاشارة الى دوكاكيس ولن يكون هناك تقليل من جانب واحد للقدرات العسكرية للبلاد».
\r\n
\r\n
\r\n
كانت تلك هي المرجعيات الذي اراد جورج بوش ان يأخذها مساعده في اعتباره، عندما يكتب خطابه كمرشح للرئاسة، ومن الواضح ان التأكيد على القدرات العسكرية انما كان يندرج في النهج الريغاني نفسه ومن المعروف ان الرئيس رونالد ريغان كان قد توجه بكثير من المهارة التربوية الى الرأي العام الاميركي، كي يقاوم كل المحاولات التي ترمي الى اضعاف اميركا عسكرياً، ولا شك بأن جورج بوش قد حفظ دروس ريغان عن ظهر قلب.
\r\n
\r\n
\r\n
في مواجهة السؤال الكبير
\r\n
\r\n
\r\n
واذا كان جورج بوش يحب الأسرة، فلا شك ان اسرته قد دعمته طيلة الحملة الرئاسية، ولم يتردد جورج دبليو بوش في الابتعاد لفترة من الزمن عن اعماله البترولية في تكساس كي يفتتح حملة والده الانتخابية وكان لا يهمل اي تفصيل والاصرار على الحضور في اي تجمع انتخابي، ولو كان ذلك في زاوية شارع صغير وكانت والدته «بربارة» تحضر أغلبية تلك التجمعات.
\r\n
\r\n
\r\n
كان جورج بوش الابن يسعى بشكل خاص من اجل ان تنحاز ولايات الجنوب لمعسكر والده، وكان يسعى في الوقت نفسه الى جذب اليمين المسيحي على شاكلة النموذج الريغاني وكان الابن يحمي والده بكثير من الحرص.
\r\n
\r\n
\r\n
ففي يونيو 1988 سرت الاشاعات عبر مجلة «نيوز ويك» وصحيفة «يو اس نيوز آند وورلد ريبورت» بأنه كانت لجورج بوش الأب علاقة عاطفية وقد كانت هذه الاشاعات بمثابة كارثة اثناء الحملة الانتخابية وهذا ما بدا من الكم الهائل من الاتصالات الهاتفية التي أمطر اصحابها المسئولين عن الحملة الانتخابية، حيث تراوح رد فعل اولئك الناخبين بين الغضب الشديد والقلق.
\r\n
\r\n
\r\n
في مواجهة مثل ذلك الوضع كان لابد من التحرك بسرعة وبحزم وهكذا استطاع جورج دبليو بوش ان يقنع ال «نيوزويك» بنشر توضيح قصير قال فيه انه سأل والده مباشرة «وهو يحدق به» عن حقيقة الشائعة وكان سؤال رجل لرجل وكانت اجابة الأب هي النفي، هكذا اختتمت «نيوزويك» ذلك المقال التوضيح بالقول بأن «لا» كانت هي الاجابة على «السؤال الكبير».
\r\n
\r\n
\r\n
وما ان خمدت الاشاعات حتى انطلق جورج بوش الابن الى ألاباما وتكساس من اجل متابعة الحملة الانتخابية ومن واشنطن عرف كيف ينسج علاقات قوية وثمينة مع الصحافة، على العكس كانت ذكريات بوش الأب غائمة حول دور الصحافة والصحفيين في ذلك الصيف الساخن من عام 1988.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان هناك واجب محدد يثير حفيظة جورج بوش المرشح وهو انه كان عليه ان يبدي امام الجمهور وبناء على طلب انصاره بأنه كان مغرماً بزوجته «بربارة» وان يمسك بيدها ويبتسم لها بعذوبة وحنان وذلك لأن الزوجين دوكاكيس اي المرشح المنافس وزوجته، كانا يراهنان على تقديم صورة «هوليوودية» ورومانسية جداً لعلاقتهما الزوجية.
\r\n
\r\n
\r\n
ومن الملفت للانتباه أن جورج وبربارة بوش حافظا على الصمت المطيف في مذكراتهما المنشورة حيال المسائل الأساسية الخاصة بالتحالفات الانتخابية والشئون المتعلقة بتمويل الحملة الانتخابية ولم يتم قول اي شيء ايضاً عن العلاقة التي اقامها جورج بوش الابن مع اليمين المسيحي من اجل دعم والده..
\r\n
\r\n
\r\n
وكان ذلك الابن قد استعان بشبكة بات روبرتسون المتطرفة والتي كانت قد نالت شهرة وامتداداً كبيرين، حيث أشيع ان روبرتسون يقوم بمعجزات، وانه احد المناضلين الشرسين ضد الاجهاض لا سيما وانه كان قد أنشأ نادي ال 700، الذي كان يدعو للأفكار المسيحية المتزمتة عبر شبكات الانترنت كما حظي جورج بوش الأب بدعم «بيلي غراهام» ذي الحضور القوي في واشنطن .
\r\n
\r\n
\r\n
والذي كان قد أدى الصلوات علناً عندما تم تكريس جورج بوش رسمياً للرئاسة ثم فعل بعد ذلك الشيء نفسه بالنسبة لكلينتون وكان غراهام هذا قد أعطى بعداً روحانياً للكفاح ضد الشيوعية باعتبارها «الخطر الأحمر» وكانت شهرته قد بدأت منذ عام 1950 عند قيام الحرب الكورية اذ كرست له مجلة «تايم لايف» العديد من مقالاتها وقد جاء في أحداها:
\r\n
\r\n
\r\n
«ان البلاغة القوية للقس الأشقر اصبحت بالنسبة لجانب من صنّاع الرأي العام في الولايات المتحدة بمثابة حامل متميز لفكرة معينة عن اميركا وعن السياسة وهي فكرة قائمة على الحس الوطني ومعاداة الشيوعية والنزعة الاجتماعية المحافظة والقيم الاخلاقية» ومن المفيد التذكير هنا بشكل واضح ان مثل هذا الحماس والحمية للتأكيد على المعركة بين الخير والشر عادا الى الواجهة بقوة فيما بعد مع جورج دبليو بوش.
\r\n
\r\n
\r\n
اللعب في الكواليس
\r\n
\r\n
\r\n
ان جورج بوش الأب لم يقدم سوى بعض الاشارات البسيطة في كتابه عن موضوع تمويل حملته الانتخابية وخاصة لدور جيمس بيكر الشخصية اللامعة وخريج جامعة برينستون والذي يدل وجوده على طبيعة مصادر التمويل المعنية، اذ انه كان ينتمي الى الأوساط البترولية والى تجار مواد البناء.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد كان بيكر صديقاً للعائلة وعلى علاقة وطيدة ايضاً بصديق حميم آخر لها هو كارل روف وحيث عمل الاثنان في اطار الحملة الانتخابية الرئاسية لجورج بوش الأب كذلك ساهم جيمس بيكر ايضاً عند شروع جورج بوش الابن بالقيام بأعماله وبنشاطاته الاقتصادية في تكساس بنسج علاقات بينه وبين الشركة التي كانت تملكها اسرة بيكر في هيوستن .
\r\n
\r\n
\r\n
وكان جيمس بيكر قريباً من فيليب اوزييلي خريج جامعة برينستون مثله واحد كبار العاملين في حقل النفط بتكساس والذي ساهم عام 1981 بحصة كبيرة في الشركة التي اسسها جورج بوش الابن باسم «بوش للتنقيب وشركاه».
\r\n
\r\n
\r\n
كان جيمس بيكر قد بدأ مسيرته السياسية في ظل ادارة جيرالد فورد بصفة نائب وزير الخزانة وكان احد الوجوه الأساسية في الحملة الانتخابية لجيرالدفورد عام 1976 ثم في الحملة الانتخابية لرونالد ريغان عام 1980 حيث عمل كرئيس فريق في البيت الأبيض معه خلال سنوات 1981-.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
1985 وكان بيكر بهذه الصفة احد اعضاء مجلس الأمن القومي الاميركي لقد كان يحب اللعب في الكواليس وان يقوم بالمناورات كان جيمس بيكر رب اسرة نموذجياً لابنائه الثمانية كما كان احد العارفين بالشئون البترولية عمل وزيراً للخارجية الأميركية في ظل الرئيس جورج بوش الأب واخذ على عاتقه عام 1991 اعادة البناء السياسي والاقتصادي للجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى والقوقاز .
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من هزيمة جورج بوش الأب عام 1993 في الانتخابات الرئيسية بمواجهة بيل كلينتون فإنه ظل شخصية ذات تأثير كبير ليعمل عام 2003 بصفة مستشار لدى مجموعة كارليك للاستثمارات والاتصالات عبر العالم واحدى الشركات المساهمة مع انرون و«غلوبال كروسينج» و«آرثر اندرسون».
\r\n
\r\n
\r\n
وكان الصحافي «اريك لوران» قد قال في كتابه الذي يحمل عنوان «حرب السيدين بوش» عن مجموعة «كارليل» ما يلي: «تمثل مجموعة كارليل ما يتجاوز بكثير مجرد صناديق للاستثمار لقد كانت قبل كل شيء شبكة من رجال السلطة من الدرجة الاولى ولهم موقعهم لدى جميع اصحاب القرار السياسي والاقتصادي والمالي ويستطيعون ان يوجهوا قراراتهم.
\r\n
\r\n
\r\n
ان كارليل هي اهم شركة استثمار خاصة في البلاد وتبلغ قيمة مجموع موجوداتها اليوم حوالي 16 مليار دولار وتشارك في 164 شركة على مدى مختلف بلدان العالم والتي تستخدم 70000 شخص اجمالاً وهناك اكثر من 400 بنك وصندوق مالي تقوم باستثمارات في اطار مجموعة كارليل.
\r\n
\r\n
\r\n
ان العديد من اصدقاء بوش، الأب والابن، من امثال فرانك كارلوتشي وزير الدفاع في ادارة رونالد ريغان وريتشارد دارمان، المدير السابق لمكتب الادارة والموازنة لجورج بوش وجان سنونو هم من المساهمين مباشرة في مجموعة «كارليل» هكذا عندما فاز جورج بوش الاب في الانتخابات الرئاسية لعام 1988 قام بتشكيل فريقه وعهد فيه لجيمس بيكر منصب وزير الخارجية وكان الرئيس بوش قد اشار صراحة الى انه يريد ان يشكل فريقاً يكون بمثابة استمرارية للذهنية «الريغانية».
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كتب في مذكراته يقول: «جيمس بيكر وانا نعرف بعضاً منذ فترة طويلة ففي عام 1959 عندما انتقلت انا وبربارة الى هيوستن اصبح جيمس هو احد افضل اصدقائي في هذه المدينة وقد كان موجوداً عندما أصابني فيروس السياسة خلال سنوات الستينيات ومن خلال تعاوننا في حقل السياسة مثلما هو الآن في العديد من الميادين الاخرى مثل الرياضة فهمت بأنه يمتلك ذهنية المنافسة وانه انسان صلب جداً هكذا قال جورج بوش لكنه كما نلاحظ لم يتفوه بكلمة واحدة حول الاعمال التجارية والمالية.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت هناك ايضاً خيارات محددة اخرى بالنسبة لفريق جورج بوش الأب، ففي مجال الأمن تم تعيين برنت سكوكروف وهو رجل آخر كان يحظى بثقة الرئيس الذي كان قد التقى به عام 1972 واصبح الرجلان قريبين جداً خلال الأشهر التي أمضاها جورج بوش على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وكانت علاقات سكوكروف قوية ايضاً مع جيمس بيكر.
\r\n
\r\n
\r\n
الذي تعرف عليه عام 1975 اما بالنسبة لوزارة الدفاع فقد اختار الرئيس بوش رجلاً معروفاً هو ديك تشيني الذي كان آنذاك مديراً للمجموعة الجمهورية لدى الكونغرس والعضو النافذ في لجنة التحقيق حول الاستخبارات وكان «برنت سكوكروف» يكن الكثير من التقدير لديك تشيني الذي كان قد التقاه عند بداية ادارة جيرالد فورد. ان العلاقة بين الثلاثي «بوش، تشيني، سكوكروف» تعززت بعد ان عاد جورج بوش من السفارة الاميركية في الصين ليتولى ادارة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
\r\n
\r\n
\r\n
كان ديك تشيني محترف سياسة، وهو احد خريجي جامعة يال عمل في ادارة فورد ثم اصبح احد المخلصين لجورج بوش الأب قبل ان ينطلق بمهارة في عالم الأعمال وهو محافظ متشدد عارض بقوة الاجهاض بل اقترع ضد منح مساعدات فيدرالية لاجراء عمليات اجهاض بسبب الاغتصاب او العلاقات بين المحارم او في حالة تشكيل الحمل خطراً على حياة الأم .
\r\n
\r\n
\r\n
وكان تشيني ايضاً من الانصار المتحمسين لبناء الدفاع الاميركي وكان قد دعم بقوة مشروع حرب النجوم الذي قال به ريغان عام 1983 وايد منح مساعدات ل «الكونترا» لمحاربة الشيوعية في اميركا الوسطى وكان من انصار انتاج الأسلحة الكيماوية.
\r\n
\r\n
\r\n
ان ديك تشيني قد انتقل بيسر من الدفاع الى الصناعة الخاصة كي يعود الى البيت كنائب للرئيس الاميركي جورج بوش الابن لكن في خلفية الصورة هناك الملايين من الدولارات والكثير من مناطق الظل انه رجل لا يتردد في القول صراحة: «عندما كنت وزيراً للدفاع كانت أكبر مشاكلي تمثل في الكونغرس».
\r\n
\r\n
\r\n
اما زوجة ديك تشيني اي لين تشيني فهي امرأة ذكية، ومثقفة، ومختصة بتاريخ الولايات المتحدة الاميركية وكان تشيني هو الذي اقترح على جورج بوش تسمية كولن باول كرئيس لاركان الجيوش الاميركية لكن لم يكن باول رجلاً مغموراً اذ عمل كمستشار للأمن القومي لدى رونالد ريغان وكان باول شاباً يتمتع بالهدوء والفطنة، وهاتان سمتان مطلوبتان من اجل تلطيف العلاقات التنافسية والصاخبة احياناً بين مسئولي وزارة الدفاع واعضاء مجلس الأمن القومي لكنه .
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى عكس بيكر او بوش من اصول متواضعة ومن اسرة مهاجرة من جمايكا تعلم في المدارس العامة لكنه اصبح بسرعة يحظى بشعبية كبيرة لأنه كان يمثل البرهان على ان الولايات المتحدة تسمح بامكانية ان يصل ابناء الطبقات المتواضعة والسوداء الى مراتب عليا في البلاد.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان باول يشارك الرئيس بوش اعجابه برونالد ريغان وبما عمله وقد كتب في مذكراته: «خطأ الوشاة حول ريغان هو دفعهم للاعتقاد بأنه وبدافع نزعته المحافظة الميالة لتقوية الدفاع كان رجعياً بدائياً ويميل للحرب هذا اعتقاد خاطئ ففي الواقع كان رونالد ريغان متبصراً اذ كان يحلم بأن يضع حداً للتهديدات بالتدمير النووي».
\r\n
\r\n
\r\n
وكان كولن باول قد قدم التبرير التالي لحرب النجوم في عام 1983 بأنها كانت بمثابة درع للحماية من الهجومات النووية مع نسيان ان مثل هذا الدرع كان يفترض بالمقابل ان يبذل السوفييت جهوداً كبيراً واستثمارات هائلة في ميدان التكنولوجيات العسكرية كي لا يصبحوا في موقع العجز.
\r\n
\r\n
\r\n
واختار بوش كرئيس لفريق ادارته جون سنونو الحاكم الجمهوري السابق لنيو همبشاير والمعروف في الوقت نفسه بحيويته الفكرية وبغطرسته ثم اكتملت الصورة مع ريتشارد دارمان على رأس المكتب الاداري وقد كان رجلاً لامعاً وسريع القدرة على التصرف لكن كان تنقصه الى حد كبير الحرارة الانسانية، اذ لم يكن لامعاً الا عبر صفاته ك «بيروقراطي ممتاز».
\r\n
\r\n
\r\n
الأيام الجميلة
\r\n
\r\n
\r\n
كان فرح جورج وبربارة بوش كبيراً بالفوز حيث ان هذه الاسرة قد تفتحت عيونها على ممارسة السلطة واعتبرت ذلك بمثابة امر طبيعي وقد كان الرجل يريد ان يحقق مسيرة لا خطأ فيها، ولكنه واجه مباشرة مجموعة من المسائل الطارئة الملحة ويمكن القول بأن ادارة جورج بوش الأب قد عرفت ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في الاقتصاد الداخلي وحيث لم تحقق على هذا الصعيد نتائج جيدة والعلاقات مع الشرق حيث كان النجاح الاكبر واخيراً حرب الخليج الأولى.
\r\n
\r\n
\r\n
على صعيد المحور الاقتصادي كان هناك عجز في الميزانية مقداره حوالي 170 بليون دولار والتي قال جورج بوش الأب بأنه يريد تقليصها على اساس «غير متحيز» ان ادارته قد فشلت في ذلك وكان قد وعد طيلة حملته الانتخابية بأنه لن يزيد الضرائب، لكنه اضطر نظراً للعجز في الميزانية وللتوقعات المستقبلية المتشائمة ان يفرض زيادتها في شهر يونيو من عام 1990 مما اثار معارضة يمين الحزب الجمهوري هكذا تراجع الرئيس جورج بوش الاب في خريف نفسها السنة 1990 وبالتالي زاد العجز اكثر فأكثر.
\r\n
\r\n
\r\n
بالمقابل نجح جورج بوش في اقامة حوار مع الاتحاد السوفييتي كما اعطى الأولوية للعلاقة مع ميخائيل غورباتشوف ولتطور بلدان اوروبا الشرقية وخاصة بولندا كانت تلك امور تنال اهتماماً كبيراً لديه وقد حقق بشأنها نجاحاً كبيراً وعلى قاعدة مفهوم ثابت للخير والشر كان يرى أمامه خصماً وشريكاً في الوقت نفسه يتمثل في اوروبا الشرقية التي كانت ادارة ريغان السابقة قد اختبرتها جيداً منذ اواسط عقد الثمانينبات وحيث كانت بلدانها تعيش في حالة اضطراب وخاصة بولندا وهنغاريا كما كان الاتحاد السوفييتي نفسه يلهث حسب تعبير كولن باول.
\r\n
\r\n
\r\n
رئيس مع وقف التنفيذ
\r\n
\r\n
\r\n
لقد قاد جورج بوش الاب اللعبة بكثير من الهدوء والتعقل مع اتخاذ المبادرات واحياناً المخاطرات المحسوبة جيداً بحيث دفع غورباتشوف الى قبول انهيار الاتحاد السوفييتي لقد كان بوش يعرف جيداً الأوضاع في تلك البلاد وفي مختلف بلدان اوروبا الشرقية حيث اهتم بذلك منذ ان كان رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي كانت تقاربها منذ اواسط السبعينيات بأن بلدان المعسكر الاشتراكي الاوروبية تعاني من حالة أزمة اقتصادية كبيرة في الوقت الذي تتابع فيه مجهودها الحربي المنهك ومن حالة تململ بين المواطنين وتوترات اثنية وقلق لدى النخب الحاكمة.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد جاء في مذكرة استخباراتية اميركية تعود لشهر ديسمبر 1982: «الوضع السائد هو وجود حالة تشاؤم فيما يخص تطور الرأي العام وحول آثار الفساد على النظام برمته والنخب السوفييتية اصبحت اكثر قلقاً من النتائج الممكنة لحالة الاستياء الشعبي واستغلال السلطة مع ادراك نفس تلك النخب بأن الاستياء الشعبي قد ازداد خلال السنوات الاخيرة وان قدرات النظام على المحافظة على الاستقرار الاجتماعي وتعبئة قوة العمل قد تضاءلت.
\r\n
\r\n
\r\n
واشار تقرير آخر لوكالة الاستخبارات الاميركية في ابريل 1983 الى ما وصفه بانهيار مأساوي في بنى الاتحاد السوفييتي وآنذاك بالتحديد قرر ريغان بمهارة ان يطلق مبادرة حرب النجوم وبالتوازي مع هذا زادت الاستخبارات الاميركية من نشاطاتها في بولندا ورومانيا وبلدان اوروبا الشرقية الاخرى.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت النتيجة التي توصل لها تقرير استخباراتي اميركي آخر في 1986 تقول بإمكانية سقوط ميخائيل غورباتشوف لانه بدا عاجزاً عن ان يقوم ب «اصلاحات كافية لوضع حد للتوجهات السلبية المتجذرة منذ زمن طويل في المجتمع السوفييتي» لكن في هذا السياق بالذات ابدى جورج بوش الكثير من اللياقة في معاملته لغورباتشوف واظهر له صداقته الحميمة.
\r\n
\r\n
\r\n
كانت الدوائر الاميركية تعرف جيداً الخطاب الغورباتشوفي وكانوا يرون في الحركة الاصلاحية البرسترويكا التي يقودها الرئيس السوفييتي دليلاً على الاعتراف بالعجز وكان ادراكهم وقناعتهم بعجز النظام السوفييتي يفسر صبرهم حيال ما كان يصرح به غورباتشوف احياناً مثلما فعل امام الصحافة الاميركية في مقر السفارة السوفييتية بواشنطن وجاء فيه:
\r\n
\r\n
\r\n
«اننا سوف ندافع عن نظامنا ضد اولئك الذين يريدون تخريبه فلماذا يحق للرأسمالية وللقانون الرأسمالي ان يدافع عن النظام الرأسمالي وليس للاشتراكيين نفس الحق؟ ولقد قلت للرئيس الاميركي: «سيادة الرئيس انك لست قاضياً وانا لست متهماً ادافع عن نفسي».
\r\n
\r\n
\r\n
ما لم يكن غورباتشوف يعرفه هو ان الساسة الاميركيين الذين استقبلوه كانوا يرون فيه بناء على المعلومات المتوفرة لديهم بأنه «رئيس مع وقف التنفيذ» ضمن هذا السياق وفي 1989 قام الرئيس جورج بوش بزيارة لبولندا والمجر لكنه لم يتحدث عن ضرورة اقامة نظام ديمقراطي، اذ كان عمل نسف النظام الشيوعي يجري على اساس مراحل وعدم المواجهة المباشرة مع سير سيد الكرملين.
\r\n
\r\n
\r\n
بعد شهر واحد فقط من تلك الزيارة اعطى ميخائيل غورباتشوف «الضوء الأخضر» لاقتسام السلطة في بولندا بين الشيوعيين ونقابة التضامن بقيادة ليش فاليا كان ذلك في اغسطس 1989 وفي سبتمبر من السنة نفسها اقترح جورج بوش على غورباتشوف لقاء غير رسمي في اميركا بعد حديث الرئيس السوفييتي امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد قال بوش في رسالته:
\r\n
\r\n
\r\n
«قد نستطيع الذهاب الى كامب ديفيد بطائرة هيلوكبتر وهناك نستطيع وبدون ربطات العنق ان نتحدث في جميع الموضوعات وطبيعة هذه الدعوة تعفيكم من اية وعود سخية» وفي ختام الرسالة نفسها اكد بوش كي يطمئن السوفييت بأن برنت سكوكروف وجيمس بيكر وجان سنونو وحدهم على علم بالرسالة.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن اللقاء لم يتم الا في شهر ديسمبر وفي مالطة وكان جدار برلين قد سقط، وبدا التوحيد الالماني من جديد يلوح في الافق القريب وكذلك سقوط المعسكر الشيوعي كله في وسط وشرق اوروبا وما كان لذلك الا ان يثير بهجة الرئيس الاميركي.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.