هل زاد سعر السكر في التموين ل 18 جنيه .. الحكومة توضح    سماع دوي انفجارات عنيفة في أوكرانيا    جورج وسوف يحيي حفلا فنيا في دبي 28 يونيو    سقوط شهداء جراء هجوم إسرائيلي على مدينة حلب السورية    ميدو: تواجد محمد صلاح تسبب في أزمة نفسية ل "زيزو" في المنتخب    صراحة وتهور.. أفشة يثير الجدل ب 6 تصريحات نارية    إعادة فتح طريق " قفط القصير" بعد نقل مصابي حادث تصادم سيارتين إلي مستشفى قنا    قريبًا إعلان نتيجة الشهادة الإعدادية 2024    محافظ بورسعيد يودع حجاج الجمعيات الأهلية.. ويوجه مشرفي الحج بتوفير سبل الراحة    تعرف على آخر تحديث لأسعار الذهب.. «شوف عيار 21 بكام»    محمد الباز ل«بين السطور»: «المتحدة» لديها مهمة في عمق الأمن القومي المصري    «زي النهارده».. وفاة النجم العالمي أنتوني كوين 3 يونيو 2001    أسامة القوصي ل«الشاهد»: الإخوان فشلوا وصدروا لنا مشروعا إسلاميا غير واقعي    فضل صيام العشر الأوائل من ذي الحجة وفقا لما جاء في الكتاب والسنة النبوية    «رئاسة الحرمين» توضح أهم الأعمال المستحبة للحجاج عند دخول المسجد الحرام    وزير الصحة: تكليف مباشر من الرئيس السيسي لعلاج الأشقاء الفلسطينيين    تكات المحشي لطعم وريحة تجيب آخر الشارع.. مقدار الشوربة والأرز لكل كيلو    أفشة: أنا أفضل لاعب في مصر.. واختيار رجل المباراة في الدوري «كارثة»    زلزال قوي يضرب منطقة نوتو وسط اليابان    إعلام فلسطينى: اندلاع حريق فى معسكر لجيش الاحتلال قرب بلدة عناتا شمالى القدس    إصابة 8 مدنيين إثر قصف أوكراني استهدف جمهورية دونيتسك    إنفوجراف.. مشاركة وزير العمل في اجتماعِ المجموعةِ العربية لمؤتمر جنيف    منتدى الأعمال المصري المجري للاتصالات يستعرض فرص الشراكات بين البلدين    أفشة: كولر خالف وعده لي.. وفايلر أفضل مدرب رأيته في الأهلي    العثور على جثة طالبة بالمرحلة الإعدادية في المنيا    أصعب 24 ساعة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس اليوم الإثنين: «درجات الحرارة تصل ل44»    مصرع وإصابة 16 شخصا في حادث تصادم سيارتين بقنا    دفن جثة شخص طعن بسكين خلال مشاجرة في بولاق الدكرور    إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم دراجتين ناريتين بالوادي الجديد    تنخفض لأقل سعر.. أسعار الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم الإثنين 3 يونيو بالصاغة    السجيني: نزول الأسعار تراوح من 15 ل 20 % في الأسواق    الذكاء الاصطناعي يحدث ثورة في الكشف المبكر عن قصور القلب    وكيل كوناتي: إذا قرر اللاعب الانتقال إلى الدوري المصري سيكون من خلال الأهلي    موقف الشناوي من عرض القادسية السعودي    ميدو: ليس هناك وقت ل«القمص» وحسام حسن سيخرج أفضل نسخة من صلاح    خسارة للبايرن ومكسب للريال.. أسطورة البافاري يعلق على انتقال كروس للملكي    الإفتاء تكشف عن تحذير النبي من استباحة أعراض الناس: من أشنع الذنوب إثمًا    دعاء في جوف الليل: اللهم افتح علينا من خزائن فضلك ورحمتك ما تثبت به الإيمان في قلوبنا    4 شهداء في غارة للاحتلال على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    المأزوم.. عماد الدين أديب: اقتراحات بايدن لإنهاء الحرب حلحلة في صورة هدنة    "التعليم": شرائح زيادة مصروفات المدارس الخاصة تتم سنويا قبل العام الدراسي    دراسة صادمة: الاضطرابات العقلية قد تنتقل بالعدوى بين المراهقين    إصابة أمير المصري أثناء تصوير فيلم «Giant» العالمي (تفاصيل)    الفنان أحمد ماهر ينهار من البكاء بسبب نجله محمد (فيديو)    رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني يعلق على تطوير «الثانوية العامة»    «فرصة لا تعوض».. تنسيق مدرسة الذهب والمجوهرات بعد الاعدادية (مكافأة مالية أثناء الدراسة)    النيابة الإدارية تكرم القضاة المحاضرين بدورات مركز الدراسات القضائية بالهيئة    كوريا الشمالية توقف بالونات «القمامة» والجارة الجنوبية تتوعد برد قوي    عماد الدين حسين: مصر ترجمت موقفها بالتصدي لإسرائيل في المحافل الدولية    سعر المانجو والبطيخ والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    استقرار سعر طن حديد عز والاستثمارى والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 3 يونيو 2024    محمد أحمد ماهر: لن أقبل بصفع والدى فى أى مشهد تمثيلى    حالة عصبية نادرة.. سيدة تتذكر تفاصيل حياتها حتى وهي جنين في بطن أمها    وزير العمل يشارك في اجتماع المجموعة العربية استعدادا لمؤتمر العمل الدولي بجنيف    التنظيم والإدارة: إتاحة الاستعلام عن نتيجة التظلم للمتقدمين لمسابقة معلم مساعد    اللجنة العامة ل«النواب» توافق على موزانة المجلس للسنة المالية 2024 /2025    مفتي الجمهورية: يجوز للمقيمين في الخارج ذبح الأضحية داخل مصر    أمناء الحوار الوطني يعلنون دعمهم ومساندتهم الموقف المصري بشأن القضية الفلسطينية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الابن يتصدى للشائعات عن غراميات الأب، لماذا التزم جورج وبربارة بوش الصمت حيال ال
نشر في التغيير يوم 09 - 03 - 2005


\r\n
وقد كتب آنذاك لمساعده بيجي نونان المكلف بكتابة احد خطاباته بأن يدرج فيه بعض الافكار التي حددها له بالقول: «انني انا كما انا بكل بساطة» واضاف: «انني أعرف أين أنا ذاهب ولدي التجربة الكافية للوصول الى الهدف وأتبع هذا بالقول:
\r\n
\r\n
«ان ما يرشدني وما يدعم موقفي يتمثل في الاسرة والايمان والاصدقاء» وبعد هذا العرض الأخلاقي يأتي الجانب السياسي بما في ذلك السياسة الخارجية حيث يقول جورج بوش: «أريد ان اكون الزعيم اذ علينا مسئولية خاصة ينبغي القيام بها» وعلينا ألا ننسى ذلك وباعتبارنا الأمة الأكثر قوة والأكثر حرية في العالم علينا ان نبقى زعماء الأمم الحرة وان نبقى أقوياء وان نلتزم بالعمل حيث ينبغي ذلك.
\r\n
\r\n
\r\n
ان الكلمات التي احبها تتمثل في العائلة والاستقامة والاطفال وابنائهم فيما بعد والاهتمام بالآخرين والمحبة والقلب والحياء والايمان والشرف وخدمة البلاد والفخار واحترام العقائد والتسامح والقوة والأمل والطيبة والامتياز انني لا أخشى من المستقبل ولا ينبغي الاشارة الى دوكاكيس ولن يكون هناك تقليل من جانب واحد للقدرات العسكرية للبلاد».
\r\n
\r\n
\r\n
كانت تلك هي المرجعيات الذي اراد جورج بوش ان يأخذها مساعده في اعتباره، عندما يكتب خطابه كمرشح للرئاسة، ومن الواضح ان التأكيد على القدرات العسكرية انما كان يندرج في النهج الريغاني نفسه ومن المعروف ان الرئيس رونالد ريغان كان قد توجه بكثير من المهارة التربوية الى الرأي العام الاميركي، كي يقاوم كل المحاولات التي ترمي الى اضعاف اميركا عسكرياً، ولا شك بأن جورج بوش قد حفظ دروس ريغان عن ظهر قلب.
\r\n
\r\n
\r\n
في مواجهة السؤال الكبير
\r\n
\r\n
\r\n
واذا كان جورج بوش يحب الأسرة، فلا شك ان اسرته قد دعمته طيلة الحملة الرئاسية، ولم يتردد جورج دبليو بوش في الابتعاد لفترة من الزمن عن اعماله البترولية في تكساس كي يفتتح حملة والده الانتخابية وكان لا يهمل اي تفصيل والاصرار على الحضور في اي تجمع انتخابي، ولو كان ذلك في زاوية شارع صغير وكانت والدته «بربارة» تحضر أغلبية تلك التجمعات.
\r\n
\r\n
\r\n
كان جورج بوش الابن يسعى بشكل خاص من اجل ان تنحاز ولايات الجنوب لمعسكر والده، وكان يسعى في الوقت نفسه الى جذب اليمين المسيحي على شاكلة النموذج الريغاني وكان الابن يحمي والده بكثير من الحرص.
\r\n
\r\n
\r\n
ففي يونيو 1988 سرت الاشاعات عبر مجلة «نيوز ويك» وصحيفة «يو اس نيوز آند وورلد ريبورت» بأنه كانت لجورج بوش الأب علاقة عاطفية وقد كانت هذه الاشاعات بمثابة كارثة اثناء الحملة الانتخابية وهذا ما بدا من الكم الهائل من الاتصالات الهاتفية التي أمطر اصحابها المسئولين عن الحملة الانتخابية، حيث تراوح رد فعل اولئك الناخبين بين الغضب الشديد والقلق.
\r\n
\r\n
\r\n
في مواجهة مثل ذلك الوضع كان لابد من التحرك بسرعة وبحزم وهكذا استطاع جورج دبليو بوش ان يقنع ال «نيوزويك» بنشر توضيح قصير قال فيه انه سأل والده مباشرة «وهو يحدق به» عن حقيقة الشائعة وكان سؤال رجل لرجل وكانت اجابة الأب هي النفي، هكذا اختتمت «نيوزويك» ذلك المقال التوضيح بالقول بأن «لا» كانت هي الاجابة على «السؤال الكبير».
\r\n
\r\n
\r\n
وما ان خمدت الاشاعات حتى انطلق جورج بوش الابن الى ألاباما وتكساس من اجل متابعة الحملة الانتخابية ومن واشنطن عرف كيف ينسج علاقات قوية وثمينة مع الصحافة، على العكس كانت ذكريات بوش الأب غائمة حول دور الصحافة والصحفيين في ذلك الصيف الساخن من عام 1988.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان هناك واجب محدد يثير حفيظة جورج بوش المرشح وهو انه كان عليه ان يبدي امام الجمهور وبناء على طلب انصاره بأنه كان مغرماً بزوجته «بربارة» وان يمسك بيدها ويبتسم لها بعذوبة وحنان وذلك لأن الزوجين دوكاكيس اي المرشح المنافس وزوجته، كانا يراهنان على تقديم صورة «هوليوودية» ورومانسية جداً لعلاقتهما الزوجية.
\r\n
\r\n
\r\n
ومن الملفت للانتباه أن جورج وبربارة بوش حافظا على الصمت المطيف في مذكراتهما المنشورة حيال المسائل الأساسية الخاصة بالتحالفات الانتخابية والشئون المتعلقة بتمويل الحملة الانتخابية ولم يتم قول اي شيء ايضاً عن العلاقة التي اقامها جورج بوش الابن مع اليمين المسيحي من اجل دعم والده..
\r\n
\r\n
\r\n
وكان ذلك الابن قد استعان بشبكة بات روبرتسون المتطرفة والتي كانت قد نالت شهرة وامتداداً كبيرين، حيث أشيع ان روبرتسون يقوم بمعجزات، وانه احد المناضلين الشرسين ضد الاجهاض لا سيما وانه كان قد أنشأ نادي ال 700، الذي كان يدعو للأفكار المسيحية المتزمتة عبر شبكات الانترنت كما حظي جورج بوش الأب بدعم «بيلي غراهام» ذي الحضور القوي في واشنطن .
\r\n
\r\n
\r\n
والذي كان قد أدى الصلوات علناً عندما تم تكريس جورج بوش رسمياً للرئاسة ثم فعل بعد ذلك الشيء نفسه بالنسبة لكلينتون وكان غراهام هذا قد أعطى بعداً روحانياً للكفاح ضد الشيوعية باعتبارها «الخطر الأحمر» وكانت شهرته قد بدأت منذ عام 1950 عند قيام الحرب الكورية اذ كرست له مجلة «تايم لايف» العديد من مقالاتها وقد جاء في أحداها:
\r\n
\r\n
\r\n
«ان البلاغة القوية للقس الأشقر اصبحت بالنسبة لجانب من صنّاع الرأي العام في الولايات المتحدة بمثابة حامل متميز لفكرة معينة عن اميركا وعن السياسة وهي فكرة قائمة على الحس الوطني ومعاداة الشيوعية والنزعة الاجتماعية المحافظة والقيم الاخلاقية» ومن المفيد التذكير هنا بشكل واضح ان مثل هذا الحماس والحمية للتأكيد على المعركة بين الخير والشر عادا الى الواجهة بقوة فيما بعد مع جورج دبليو بوش.
\r\n
\r\n
\r\n
اللعب في الكواليس
\r\n
\r\n
\r\n
ان جورج بوش الأب لم يقدم سوى بعض الاشارات البسيطة في كتابه عن موضوع تمويل حملته الانتخابية وخاصة لدور جيمس بيكر الشخصية اللامعة وخريج جامعة برينستون والذي يدل وجوده على طبيعة مصادر التمويل المعنية، اذ انه كان ينتمي الى الأوساط البترولية والى تجار مواد البناء.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد كان بيكر صديقاً للعائلة وعلى علاقة وطيدة ايضاً بصديق حميم آخر لها هو كارل روف وحيث عمل الاثنان في اطار الحملة الانتخابية الرئاسية لجورج بوش الأب كذلك ساهم جيمس بيكر ايضاً عند شروع جورج بوش الابن بالقيام بأعماله وبنشاطاته الاقتصادية في تكساس بنسج علاقات بينه وبين الشركة التي كانت تملكها اسرة بيكر في هيوستن .
\r\n
\r\n
\r\n
وكان جيمس بيكر قريباً من فيليب اوزييلي خريج جامعة برينستون مثله واحد كبار العاملين في حقل النفط بتكساس والذي ساهم عام 1981 بحصة كبيرة في الشركة التي اسسها جورج بوش الابن باسم «بوش للتنقيب وشركاه».
\r\n
\r\n
\r\n
كان جيمس بيكر قد بدأ مسيرته السياسية في ظل ادارة جيرالد فورد بصفة نائب وزير الخزانة وكان احد الوجوه الأساسية في الحملة الانتخابية لجيرالدفورد عام 1976 ثم في الحملة الانتخابية لرونالد ريغان عام 1980 حيث عمل كرئيس فريق في البيت الأبيض معه خلال سنوات 1981-.
\r\n
\r\n
\r\n
\r\n
1985 وكان بيكر بهذه الصفة احد اعضاء مجلس الأمن القومي الاميركي لقد كان يحب اللعب في الكواليس وان يقوم بالمناورات كان جيمس بيكر رب اسرة نموذجياً لابنائه الثمانية كما كان احد العارفين بالشئون البترولية عمل وزيراً للخارجية الأميركية في ظل الرئيس جورج بوش الأب واخذ على عاتقه عام 1991 اعادة البناء السياسي والاقتصادي للجمهوريات السوفييتية السابقة في آسيا الوسطى والقوقاز .
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى الرغم من هزيمة جورج بوش الأب عام 1993 في الانتخابات الرئيسية بمواجهة بيل كلينتون فإنه ظل شخصية ذات تأثير كبير ليعمل عام 2003 بصفة مستشار لدى مجموعة كارليك للاستثمارات والاتصالات عبر العالم واحدى الشركات المساهمة مع انرون و«غلوبال كروسينج» و«آرثر اندرسون».
\r\n
\r\n
\r\n
وكان الصحافي «اريك لوران» قد قال في كتابه الذي يحمل عنوان «حرب السيدين بوش» عن مجموعة «كارليل» ما يلي: «تمثل مجموعة كارليل ما يتجاوز بكثير مجرد صناديق للاستثمار لقد كانت قبل كل شيء شبكة من رجال السلطة من الدرجة الاولى ولهم موقعهم لدى جميع اصحاب القرار السياسي والاقتصادي والمالي ويستطيعون ان يوجهوا قراراتهم.
\r\n
\r\n
\r\n
ان كارليل هي اهم شركة استثمار خاصة في البلاد وتبلغ قيمة مجموع موجوداتها اليوم حوالي 16 مليار دولار وتشارك في 164 شركة على مدى مختلف بلدان العالم والتي تستخدم 70000 شخص اجمالاً وهناك اكثر من 400 بنك وصندوق مالي تقوم باستثمارات في اطار مجموعة كارليل.
\r\n
\r\n
\r\n
ان العديد من اصدقاء بوش، الأب والابن، من امثال فرانك كارلوتشي وزير الدفاع في ادارة رونالد ريغان وريتشارد دارمان، المدير السابق لمكتب الادارة والموازنة لجورج بوش وجان سنونو هم من المساهمين مباشرة في مجموعة «كارليل» هكذا عندما فاز جورج بوش الاب في الانتخابات الرئاسية لعام 1988 قام بتشكيل فريقه وعهد فيه لجيمس بيكر منصب وزير الخارجية وكان الرئيس بوش قد اشار صراحة الى انه يريد ان يشكل فريقاً يكون بمثابة استمرارية للذهنية «الريغانية».
\r\n
\r\n
\r\n
لقد كتب في مذكراته يقول: «جيمس بيكر وانا نعرف بعضاً منذ فترة طويلة ففي عام 1959 عندما انتقلت انا وبربارة الى هيوستن اصبح جيمس هو احد افضل اصدقائي في هذه المدينة وقد كان موجوداً عندما أصابني فيروس السياسة خلال سنوات الستينيات ومن خلال تعاوننا في حقل السياسة مثلما هو الآن في العديد من الميادين الاخرى مثل الرياضة فهمت بأنه يمتلك ذهنية المنافسة وانه انسان صلب جداً هكذا قال جورج بوش لكنه كما نلاحظ لم يتفوه بكلمة واحدة حول الاعمال التجارية والمالية.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت هناك ايضاً خيارات محددة اخرى بالنسبة لفريق جورج بوش الأب، ففي مجال الأمن تم تعيين برنت سكوكروف وهو رجل آخر كان يحظى بثقة الرئيس الذي كان قد التقى به عام 1972 واصبح الرجلان قريبين جداً خلال الأشهر التي أمضاها جورج بوش على رأس وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية وكانت علاقات سكوكروف قوية ايضاً مع جيمس بيكر.
\r\n
\r\n
\r\n
الذي تعرف عليه عام 1975 اما بالنسبة لوزارة الدفاع فقد اختار الرئيس بوش رجلاً معروفاً هو ديك تشيني الذي كان آنذاك مديراً للمجموعة الجمهورية لدى الكونغرس والعضو النافذ في لجنة التحقيق حول الاستخبارات وكان «برنت سكوكروف» يكن الكثير من التقدير لديك تشيني الذي كان قد التقاه عند بداية ادارة جيرالد فورد. ان العلاقة بين الثلاثي «بوش، تشيني، سكوكروف» تعززت بعد ان عاد جورج بوش من السفارة الاميركية في الصين ليتولى ادارة وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية.
\r\n
\r\n
\r\n
كان ديك تشيني محترف سياسة، وهو احد خريجي جامعة يال عمل في ادارة فورد ثم اصبح احد المخلصين لجورج بوش الأب قبل ان ينطلق بمهارة في عالم الأعمال وهو محافظ متشدد عارض بقوة الاجهاض بل اقترع ضد منح مساعدات فيدرالية لاجراء عمليات اجهاض بسبب الاغتصاب او العلاقات بين المحارم او في حالة تشكيل الحمل خطراً على حياة الأم .
\r\n
\r\n
\r\n
وكان تشيني ايضاً من الانصار المتحمسين لبناء الدفاع الاميركي وكان قد دعم بقوة مشروع حرب النجوم الذي قال به ريغان عام 1983 وايد منح مساعدات ل «الكونترا» لمحاربة الشيوعية في اميركا الوسطى وكان من انصار انتاج الأسلحة الكيماوية.
\r\n
\r\n
\r\n
ان ديك تشيني قد انتقل بيسر من الدفاع الى الصناعة الخاصة كي يعود الى البيت كنائب للرئيس الاميركي جورج بوش الابن لكن في خلفية الصورة هناك الملايين من الدولارات والكثير من مناطق الظل انه رجل لا يتردد في القول صراحة: «عندما كنت وزيراً للدفاع كانت أكبر مشاكلي تمثل في الكونغرس».
\r\n
\r\n
\r\n
اما زوجة ديك تشيني اي لين تشيني فهي امرأة ذكية، ومثقفة، ومختصة بتاريخ الولايات المتحدة الاميركية وكان تشيني هو الذي اقترح على جورج بوش تسمية كولن باول كرئيس لاركان الجيوش الاميركية لكن لم يكن باول رجلاً مغموراً اذ عمل كمستشار للأمن القومي لدى رونالد ريغان وكان باول شاباً يتمتع بالهدوء والفطنة، وهاتان سمتان مطلوبتان من اجل تلطيف العلاقات التنافسية والصاخبة احياناً بين مسئولي وزارة الدفاع واعضاء مجلس الأمن القومي لكنه .
\r\n
\r\n
\r\n
وعلى عكس بيكر او بوش من اصول متواضعة ومن اسرة مهاجرة من جمايكا تعلم في المدارس العامة لكنه اصبح بسرعة يحظى بشعبية كبيرة لأنه كان يمثل البرهان على ان الولايات المتحدة تسمح بامكانية ان يصل ابناء الطبقات المتواضعة والسوداء الى مراتب عليا في البلاد.
\r\n
\r\n
\r\n
وكان باول يشارك الرئيس بوش اعجابه برونالد ريغان وبما عمله وقد كتب في مذكراته: «خطأ الوشاة حول ريغان هو دفعهم للاعتقاد بأنه وبدافع نزعته المحافظة الميالة لتقوية الدفاع كان رجعياً بدائياً ويميل للحرب هذا اعتقاد خاطئ ففي الواقع كان رونالد ريغان متبصراً اذ كان يحلم بأن يضع حداً للتهديدات بالتدمير النووي».
\r\n
\r\n
\r\n
وكان كولن باول قد قدم التبرير التالي لحرب النجوم في عام 1983 بأنها كانت بمثابة درع للحماية من الهجومات النووية مع نسيان ان مثل هذا الدرع كان يفترض بالمقابل ان يبذل السوفييت جهوداً كبيراً واستثمارات هائلة في ميدان التكنولوجيات العسكرية كي لا يصبحوا في موقع العجز.
\r\n
\r\n
\r\n
واختار بوش كرئيس لفريق ادارته جون سنونو الحاكم الجمهوري السابق لنيو همبشاير والمعروف في الوقت نفسه بحيويته الفكرية وبغطرسته ثم اكتملت الصورة مع ريتشارد دارمان على رأس المكتب الاداري وقد كان رجلاً لامعاً وسريع القدرة على التصرف لكن كان تنقصه الى حد كبير الحرارة الانسانية، اذ لم يكن لامعاً الا عبر صفاته ك «بيروقراطي ممتاز».
\r\n
\r\n
\r\n
الأيام الجميلة
\r\n
\r\n
\r\n
كان فرح جورج وبربارة بوش كبيراً بالفوز حيث ان هذه الاسرة قد تفتحت عيونها على ممارسة السلطة واعتبرت ذلك بمثابة امر طبيعي وقد كان الرجل يريد ان يحقق مسيرة لا خطأ فيها، ولكنه واجه مباشرة مجموعة من المسائل الطارئة الملحة ويمكن القول بأن ادارة جورج بوش الأب قد عرفت ثلاثة محاور رئيسية تتمثل في الاقتصاد الداخلي وحيث لم تحقق على هذا الصعيد نتائج جيدة والعلاقات مع الشرق حيث كان النجاح الاكبر واخيراً حرب الخليج الأولى.
\r\n
\r\n
\r\n
على صعيد المحور الاقتصادي كان هناك عجز في الميزانية مقداره حوالي 170 بليون دولار والتي قال جورج بوش الأب بأنه يريد تقليصها على اساس «غير متحيز» ان ادارته قد فشلت في ذلك وكان قد وعد طيلة حملته الانتخابية بأنه لن يزيد الضرائب، لكنه اضطر نظراً للعجز في الميزانية وللتوقعات المستقبلية المتشائمة ان يفرض زيادتها في شهر يونيو من عام 1990 مما اثار معارضة يمين الحزب الجمهوري هكذا تراجع الرئيس جورج بوش الاب في خريف نفسها السنة 1990 وبالتالي زاد العجز اكثر فأكثر.
\r\n
\r\n
\r\n
بالمقابل نجح جورج بوش في اقامة حوار مع الاتحاد السوفييتي كما اعطى الأولوية للعلاقة مع ميخائيل غورباتشوف ولتطور بلدان اوروبا الشرقية وخاصة بولندا كانت تلك امور تنال اهتماماً كبيراً لديه وقد حقق بشأنها نجاحاً كبيراً وعلى قاعدة مفهوم ثابت للخير والشر كان يرى أمامه خصماً وشريكاً في الوقت نفسه يتمثل في اوروبا الشرقية التي كانت ادارة ريغان السابقة قد اختبرتها جيداً منذ اواسط عقد الثمانينبات وحيث كانت بلدانها تعيش في حالة اضطراب وخاصة بولندا وهنغاريا كما كان الاتحاد السوفييتي نفسه يلهث حسب تعبير كولن باول.
\r\n
\r\n
\r\n
رئيس مع وقف التنفيذ
\r\n
\r\n
\r\n
لقد قاد جورج بوش الاب اللعبة بكثير من الهدوء والتعقل مع اتخاذ المبادرات واحياناً المخاطرات المحسوبة جيداً بحيث دفع غورباتشوف الى قبول انهيار الاتحاد السوفييتي لقد كان بوش يعرف جيداً الأوضاع في تلك البلاد وفي مختلف بلدان اوروبا الشرقية حيث اهتم بذلك منذ ان كان رئيساً لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية التي كانت تقاربها منذ اواسط السبعينيات بأن بلدان المعسكر الاشتراكي الاوروبية تعاني من حالة أزمة اقتصادية كبيرة في الوقت الذي تتابع فيه مجهودها الحربي المنهك ومن حالة تململ بين المواطنين وتوترات اثنية وقلق لدى النخب الحاكمة.
\r\n
\r\n
\r\n
وقد جاء في مذكرة استخباراتية اميركية تعود لشهر ديسمبر 1982: «الوضع السائد هو وجود حالة تشاؤم فيما يخص تطور الرأي العام وحول آثار الفساد على النظام برمته والنخب السوفييتية اصبحت اكثر قلقاً من النتائج الممكنة لحالة الاستياء الشعبي واستغلال السلطة مع ادراك نفس تلك النخب بأن الاستياء الشعبي قد ازداد خلال السنوات الاخيرة وان قدرات النظام على المحافظة على الاستقرار الاجتماعي وتعبئة قوة العمل قد تضاءلت.
\r\n
\r\n
\r\n
واشار تقرير آخر لوكالة الاستخبارات الاميركية في ابريل 1983 الى ما وصفه بانهيار مأساوي في بنى الاتحاد السوفييتي وآنذاك بالتحديد قرر ريغان بمهارة ان يطلق مبادرة حرب النجوم وبالتوازي مع هذا زادت الاستخبارات الاميركية من نشاطاتها في بولندا ورومانيا وبلدان اوروبا الشرقية الاخرى.
\r\n
\r\n
\r\n
وكانت النتيجة التي توصل لها تقرير استخباراتي اميركي آخر في 1986 تقول بإمكانية سقوط ميخائيل غورباتشوف لانه بدا عاجزاً عن ان يقوم ب «اصلاحات كافية لوضع حد للتوجهات السلبية المتجذرة منذ زمن طويل في المجتمع السوفييتي» لكن في هذا السياق بالذات ابدى جورج بوش الكثير من اللياقة في معاملته لغورباتشوف واظهر له صداقته الحميمة.
\r\n
\r\n
\r\n
كانت الدوائر الاميركية تعرف جيداً الخطاب الغورباتشوفي وكانوا يرون في الحركة الاصلاحية البرسترويكا التي يقودها الرئيس السوفييتي دليلاً على الاعتراف بالعجز وكان ادراكهم وقناعتهم بعجز النظام السوفييتي يفسر صبرهم حيال ما كان يصرح به غورباتشوف احياناً مثلما فعل امام الصحافة الاميركية في مقر السفارة السوفييتية بواشنطن وجاء فيه:
\r\n
\r\n
\r\n
«اننا سوف ندافع عن نظامنا ضد اولئك الذين يريدون تخريبه فلماذا يحق للرأسمالية وللقانون الرأسمالي ان يدافع عن النظام الرأسمالي وليس للاشتراكيين نفس الحق؟ ولقد قلت للرئيس الاميركي: «سيادة الرئيس انك لست قاضياً وانا لست متهماً ادافع عن نفسي».
\r\n
\r\n
\r\n
ما لم يكن غورباتشوف يعرفه هو ان الساسة الاميركيين الذين استقبلوه كانوا يرون فيه بناء على المعلومات المتوفرة لديهم بأنه «رئيس مع وقف التنفيذ» ضمن هذا السياق وفي 1989 قام الرئيس جورج بوش بزيارة لبولندا والمجر لكنه لم يتحدث عن ضرورة اقامة نظام ديمقراطي، اذ كان عمل نسف النظام الشيوعي يجري على اساس مراحل وعدم المواجهة المباشرة مع سير سيد الكرملين.
\r\n
\r\n
\r\n
بعد شهر واحد فقط من تلك الزيارة اعطى ميخائيل غورباتشوف «الضوء الأخضر» لاقتسام السلطة في بولندا بين الشيوعيين ونقابة التضامن بقيادة ليش فاليا كان ذلك في اغسطس 1989 وفي سبتمبر من السنة نفسها اقترح جورج بوش على غورباتشوف لقاء غير رسمي في اميركا بعد حديث الرئيس السوفييتي امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وقد قال بوش في رسالته:
\r\n
\r\n
\r\n
«قد نستطيع الذهاب الى كامب ديفيد بطائرة هيلوكبتر وهناك نستطيع وبدون ربطات العنق ان نتحدث في جميع الموضوعات وطبيعة هذه الدعوة تعفيكم من اية وعود سخية» وفي ختام الرسالة نفسها اكد بوش كي يطمئن السوفييت بأن برنت سكوكروف وجيمس بيكر وجان سنونو وحدهم على علم بالرسالة.
\r\n
\r\n
\r\n
لكن اللقاء لم يتم الا في شهر ديسمبر وفي مالطة وكان جدار برلين قد سقط، وبدا التوحيد الالماني من جديد يلوح في الافق القريب وكذلك سقوط المعسكر الشيوعي كله في وسط وشرق اوروبا وما كان لذلك الا ان يثير بهجة الرئيس الاميركي.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.