ونلتقي الزعيم الدرزي, الذي يشغل منصب الامين العام للحزب التقدمي الاشتراكي, في قلعته بالمختارة, الواقعة وسط جبال الشوف. وكانت قد جرت مضاعفة الاجراءات الامنية, بعد ووقع عملية تفجير السيارة المفخخة في الجديده, المركز التجاري المسيحي, الواقع في الضاحية الشمالية الشرقية للعاصمة اللبنانية. هناك نظام ارهابي في مواجهتنا, ويناصبنا العداء; وهو جاهز لفعل كل شيء , او اي شيء, سعياً وراء بقائه في السلطة. وفي هذه المقابلة التي انفردت بها الاونيتا, يكرر جنبلاط »رفض« المعارضة المشاركة في حكومة وحدة وطنية, بقيادة تابع سوريا عمر كرامي, والمستوحاة من قبل الرئيس لحود, الموالي لسوريا. ويقول الزعيم الدرزي بهذا الصدد : »لا يمكننا التوحد مع من هو مسؤول عن اغتيال رفيق الحريري. \r\n \r\n * لقد انفجرت سيارة مفخخةفي احدى ضواحي بيروت. فما هي الرسالة التي تقف من ورائها, ولاي من الاشخاص هي معنونة? \r\n \r\n - عملية التفجير تلك هي من فعل اجهزة المخابرات اللبنانية. والرسالة التي ارادت الدفع بها, هي في غاية الوضوح: فهي معنونة لكل من نزل الى الساحات في لبنان, مطالباً بتحقيق العدالة, وكشف الحقيقة, ونيل الاستقلال, وارساء صروح الديمقراطية. \r\n \r\n ويتلخص مجمل الرسالة فيما يلي: اذا ما رغبتم في ملاحقتنا, فنحن جاهزون لفعل اي شيء من اجل تخريب العملية الديمقراطية. ومن ناحية اخرى, فان اجهزة المخابرات تحظى بخبرة اهاربية طويلة. وذلك وفقاً لما اثبتته عمليات التفجير التي نفذت بحق كل من مروان حماده, ورفيق الحريري. \r\n \r\n فهم من خلال استخدام السيارات, انما يرمون الى ايجاد حالة من عدم الاستقرار في البلاد, والحيلولة دون التوصل الى حل سلمي للازمة. وهم راغبون في جرنا الى دوامة العنف. ولكننا لن نسقط في هذا الشرك. \r\n \r\n * هل تشعرون بانكم سوف تكونون الهدف القادم للنظام ولاجهزته المخابراتية? \r\n \r\n - ان الذين في مرمى الدهف اليوم, هم جميع المواطنين اللبنانيين, ممن تجرأوا على تحدي النظام السوري المنتدب. \r\n \r\n والسيارة المفخخة التي انفجرت كانت بمثابة اشارة واضحة, بقدر ما هي عملية اجرامية, انه نظام ارهابي تحدوه الرغبة في العمل على تلطيخ هذا الموسم الاستثنائي من الحرية, بنهر من الدماء. ومن يقف على رأس نظام الرعب هذا, هو اميل لحود. لذا, فنحن نطالب باستقالته. \r\n \r\n * يعتقد الكثيرون في الاوساط السياسية البيروتية انكم بالذات سوف تكونون الهدف التالي لعملية الاغتيال? \r\n \r\n - هناك من يخشى ذلك. ومن يتمناه. كما ان هناك من يعمل لاجل حدوث ذلك. ولكن ليس نتيجة ذلك هم سوف ينجحون في اخافتي, او اجباري على القبول بتسويات اشبه ما تكون بالاستسلام. وكان رفيق الحريري قد هاتفني قبل مصرعه بعدة ايام, لكي يبثني مخاوفه, ولم اسمعه قبل ذلك ابداً, قلقاً الى هذا الحد, حيث قال لي: سوف ترى, وليد, ان واحداً منا نحن الاثنان سيطيحون برأسه.... وبكل اسف, فقد سارت الامور على هذا النحو. ولكن هذا النظام الارهابي لن ينجح في ايقاف عجلة التاريخ. احقاق العدالة, عزل قادة الاجهزة المخابراتية, وحماتهم السياسيين. تحرير لبنان من النظام السوري المنتدب. وفقط, من خلال اتباع مسار الحرية والاستقلال الوطني, سنتمكن من تكريم ذكرى رفيق الحريري, الوطني اللبناني الحقيقي. \r\n \r\n *ما هو العنصر المميز, ذاك الاكثر تعبيراً, بالنسبة »لربيع بيروت«. \r\n \r\n - هي معرفة الكيفية التي يتم من خلالها الربط ما بين المثالية والواقعية. وبما انه قد جرى استيعاب اهمية الوحدة, والقوة الكامنة, بالتصرف باستمرار كحركة ديمقراطية, شعبية, بعيدة عن العنف, كنا قد تمكنا بهذه الطريقة من اسقاط حكومة والتقرير بشأن الانسحاب السوري. واعتقد انه ليس بالشيء القليل. \r\n \r\n * هناك من يعتقد ان الذي حافظ على وحدة المعارضة لم يكن سوى المطالبة بالانسحاب الكلي للقوات السورية. \r\n \r\n - وهل هذا بالشيء القليل من وجهة نظرك? اعادة اكتساب السيادة الوطنية, والمقدمة المنطقية من اجل حقبة جديدة في لبنان; حقبة مؤسسة على الديمقراطية والعدالة. \r\n \r\n * يتم الحديث كثيراً عن الحوار. ولكن تبعاً لاي من الاسس يمكن اقامة حوار مثمر بينكم في المعارضة, وبين الموالين لسوريا, وحزب الله على وجه الخصوص? \r\n \r\n -حزب الله هو بمثابة حركة لبنانية كان له شرف تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. فاجراء حوار معه هو امر ممكن, يجري السعي لتحقيقه. ومن الواجب ان يقوم على اساس مبادىء السيادة, الاستقلال , وحرية لبنان. \r\n \r\n * ليس رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية جورج بوش مع وجهة النظر هذه . فما المعنى للحوار مع حزب الله? \r\n \r\n - انا احترم رأي الرئيس بوش. ولكني اقول, وبنفس المقدار من الصفاء, ان ليس لديه الحق في اعطائنا دروساً بخصوص من التي يمكن اعتبارها حركة مقاومة او التي يمكن ادراجها ضمن المجموعات الارهابية. اكرر قول ذلك. فبالنسبة لنا, فان حزب الله انما يمثل حركة مقاومة وطنية, حظيت بدور حاسم في الكفاح من اجل تحرير جنوب لبنان. ونزع سلاح حزب الله, مثل اية ميليشيا اخرى, من المفترض ان يشكل احدى نقاط الحوار اللبناني الداخلي. وليس تبعاً لامر يصل من الخارج. \r\n \r\n * لقد كان رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي, المدعوم من الرئيس للحود, قد جدد الدعوة للمعارضة من اجل القبول بأن تكون جزءاً من حكومة وحدة وطنية. فما هو ردكم على ذلك? \r\n \r\n - الرد هو; كلاّ. فلن نشارك في حكومة يرأسها كرامي. فقد تم اختياره من قبل غالبية النواب, لكي يحاول تشكيل حكومة. فليست الارقام هي التي تنقصه. وفيما يخصنا فسوف نستمر في ممارسة حقنا في المعارضة. سواء داخل البرلمان, او في الساحات العامة. \r\n \r\n * الا تعتقدون بخطر مواصلة السير في المأزق الدستوري? \r\n \r\n - يكمن الخطر في استمرار هذا النظام الارهابي. فما السبب الذي يدعونا الى الاشتراك في حكومة الى جانب كل من هو مستمر بتغطية اية جريمة ترتكبها قوى الامن? فملايين اللبنانيين يطالبون بكشف الحقيقة, وبتحقيق العداله. ولا يمكننا, ولا نرغب في تخييب املهم. \r\n \r\n * اليست هناك مجازفة في ان تؤدي مكاسرة الاذرع هذه, الى الحيلولة دون اجراء الانتخابات التشريعية في شهر ايار? \r\n \r\n - ان اجراء انتخابات حرة, تحت اشراف مراقبين دوليين, ليس مادة للتفاوض والمقايضة مع من تنحصر مطالبه في ضمان الافلات من العقاب. فليس بامكاننا التظاهر بان عملية اغتيال رفيق الحريري لم تحدث. فبالنسبة للدول الاخرى, فان جريمة بمثل هذه الخطورة, من المفترض ان تؤدي الى عزل قادة الاجهزة الامنية, العاجزين عن توفير الحماية لرئيس وزراء سابق. وكان سيتم في بلد آخر فتح باب تحقيق جدي. في حين حدث في لبنان, ان واحداً من المسؤولين عن اغتيال الحريري, الجنرال جميل سعيد( مدير الامن العام) كان قد تحدى المعارضة, وكال الشتائم لجميع اولئك الذين تظاهروا مطالبين بكشف الحقيقة بشأن هذه الجريمة. ولكن ليس هناك من علاقة ما بين اجراء الانتخابات في الوقت المحدد حسب القانون, واشتراكنا بحكومة وحدة وطنية زائفة. فالربط بين الحالتين, انما يمثل القبول باتبزاز سياسي ليس إلا.0 \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n