ومن جانب اخر, فقد تكشف النتائج كذلك عن فجوة خطيرة في سياسة ادارة الرئيس بوش حيال ايران, المبنية اصلا على فرضية ان حكومة طهران تميل الى تطوير اسلحة نووية, وانها غير مستعدة لمقايضة ذلك بحوافز اقتصادية ودبلوماسية, كما تأمل الدول الاوروبية. \r\n \r\n في وقت متأخر من العام الماضي, ابلغ بورتر غوس, مدير وكالة المخابرات المركزية الكونغرس, بأن ايران مستمرة »باندفاع قوي في اتباع برامج متجانسة لانتاج اسلحة نووية وكيميائية وجرثومية »بيولوجية«. \r\n \r\n وردا على التقارير الصحفية التي نشرت الاسبوع الماضي, تمسك الرئيس بوش بالقول ان واشنطن ليست الوحيدة في تشككها حيال نوايا ايران. مضيفا »انني لا اعتقد بأن من الاهمية الكبيرة بمكان, بالنسبة للولايات المتحدة, ان تعمل مع اصدقائنا وحلفائنا, الذين يعرفون تماما بأن امتلاك ايران لسلاح نووي سيكون عامل عدم استقرار خطير«. \r\n \r\n ومضى الرئيس بوش يقول »في رحلتي لاوروبا, اكتشفت الكثير من الاسس المشتركة مع العديد من الدول الاوروبية, التي تؤمن بأن لايران نواياها, وهي مدعاة للقلق عند هذه الدول«. \r\n \r\n ويذكر في هذا المجال ان واشنطن رفضت المشاركة في المباحثات التي تجريها بريطانيا وفرنسا والمانيا مع حكومة طهران. كما ان ادارة الرئيس بوش تقوم باتصالات غير رسمية, ايضا, لاستبدال الدكتور محمد البرادعي, كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية, التي كشفت النقاب عن دليل محاولة ايران اخفاء ابحاثها النووية, ولكنها رفضت الاعلان عن ان النظام في ايران يحاول انتاج اسلحة من هذا القبيل. \r\n \r\n اما ايران, فتصر على ان برنامجها النووي قائم بغاية توليد الطاقة لاغراض مدنية بشكل مطلق. \r\n \r\n ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مصدر, اعلم بموجز النتائج التي توصلت اليها اللجنة المختصة بالتحقيق في اسلحة الدمار الشامل, ووصفه للاستخبارات الامريكية عن ايران بأنها »فضائحية«. كما ان هذه اللجنة ستوجه النقد كذلك للاستخبارات الامريكية حول كوريا الشمالية. لكن هذا النقض يرى اليه عموما على انه اكثر قابلية للتفهم, نظرا للطبيعة الانعزالية لمجتمع كوريا الشمالية. \r\n \r\n وقال دييد اولبرايت, الخبير النووي لدى »معهد العلوم والامن الدولي« المستقل, انه مهما تكن المشاكل التي تواجهها الولاياتالمتحدة, فان عمليات التفتيش التي قامت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية, قد القت الكثير من الاضواء على البرنامج الايراني. فقال اولبرايت: »لهذه المسألة جانبان. الاول ان ما نعرفه حقا عن البرنامج النووي, المتضمن المادة النووية, وتخصيب اليورانيوم والمياه ذات الكثافة العالية, قد تضاعف اذا ما قورن بمعرفتنا قبل عامين, وهذا بفضل عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. والثاني يتعلق باتخاذ القرار والتوجه نحو التسلح, وهو ما لم يصلنا عنه معرفة مباشرة ... لكنني اطرح هذا السؤال: فلأي سبب غير هذا يقوم هذا البرنامج?«. \r\n \r\n وعلى ما يبدو, فان المشاكل التي يراوغ فيها تغميش المعلومات الاستخباراتية حول ايران, هي ذاتها التي دمرت محاولاتها التجسس على العراق قبل الحرب, وتتمثل في النقص في العملاء الادميين, والاعتماد المبالغ فيه على طائرات الاستطلاع الالكترونية. ذلك ان شبكة التجسس الامريكية قد تم اختراقها وتدميرها على ايدي الاستخبارات الايرانية اواخر الثمانينات, ولا يبدو ان وكالة المخابرات المركزية قد تعافت من ذلك. \r\n \r\n ووفقا للتقارير الاخيرة, فقد دأبت البنتاغون على اخذ زمام الامور بيدها, باعثة فرقاء الاختراق من العملاء الى ايران, بحثا عن مواقع اسلحة نووية تكون هدفا لضربات جوية. لكن وزارة الدفاع كذبت هذه التقارير. \r\n \r\n ان اخر تقييم وضعته اجهزة امريكية متعددة, ويعرف بالتقديرات الاستخباراتية الوطنية عن ايران, كان عام ,2001 وما يزال قيد الدراسة. وحسب صحيفة نيويورك تايمز, فان تحديثا لتقرير سري سيتم توزيعه خلال فصل الربيع الجاري.0 \r\n \r\n الغارديان \r\n \r\n