لقد أدين هيل السنة الماضية لتحريض أتباعه لاغتيال القاضي الاقليمي جوان همفري‚ والآن تحقق الشرطة بحثا عن أي صلة لهيل أو اتباعه في جرائم القتل الأخيرة التي طالت أحب الناس للقضاة ورجال القانون بعد ان احتفل بعض اتباعه من العنصريين البيض بمقتل القاضي ليفكاو رغم ان هيل انكر بشدة وجود اي صلة له بهذه الاغتيالات‚ \r\n \r\n ان احتمال قيام دعاة تفوق العرق الأبيض بهذه الجرائم بقصد الثأر من نظام القضاء الأميركي وارهابه أثار الذعر في اوصال هذا النظام‚ لانه وعلى امتداد تاريخ القضاء الأميركي لم تحدث إلا ثلاثة اغتيالات لقضاة فيدراليين وجميعهم اغتيلوا في منازلهم وحدثت جميع هذه الجرائم بعد عام 1978م‚ \r\n \r\n ان استهداف القضاة ووكلاء النيابة وأسرهم وصل الى مستوى ينذر بالخطر ‚‚ فمن الذي يريد ان يصبح قاضيا ويعرض حياته وحياة من يحبهم للخطر؟ أيا كانت ظروف هذه الاغتيالات‚ فان هيل قد فتح نافذة الرعب على ذلك الحرم المهيب الذي لا يعرف الكثير من الأميركيين عنه شيئا‚ \r\n \r\n منذ «الحادي عشر من سبتمبر» توجهت القوانين الأميركية بأكملها نحو مكافحة الارهاب المنسوب حصريا الى المسلمين الأجانب واستهدفت هذه الفئة من دون غيرها من دون الالتفات الى حقيقة ان اميركا حبلى بالكثير من الارهابيين‚ لقد قابلت هيل في عام 2002 لأستطلع آراءه بعد ان عرفت انه اصبح رقما معروفا على اتساع اميركا بين مجموعات الكراهية وبعد ان عرفت انه يتبع احدث السبل في الترويج لأفكاره البغيضة وانه نجح في اقناع اعداد كبيرة من الأميركيين البيض بمبادئه العنصرية‚ فالتقيته على الغداء في «ايست بيوريا الينويز» ‚‚ قال لي انه اصبح عنصريا عندما كان طالبا لانه رأى صبيات بيضاوات يقبلن صبيانا سودا‚ \r\n \r\n «لقد شعرت بالغثيان» قالها بكل حرارة‚ ثم أردف: إن الانتقام من الذين يخونون «العنصر الأبيض» و«زبالة البشر» امر مفهوم لكنه مضيعة للوقت: افترض ان احدا قتل عشرة في هذه الليلة ‚‚ ماذا سيفيد ذلك؟ هنالك الملايين منهم‚ \r\n \r\n أكثر ما يزعجني حول هيل ليس أفكاره العنصرية بل قدرته التنظيمية وملكاته المتعددة الكفيلة بتحفيز مؤيديه‚ وأكبر دليل على ذلك تلك الفوضى التي أثارها اتباعه عندما قتلوا 11 شخصا من السود والآسيويين بسبب عدم منحه رخصة محاماة في عام 1999 بسبب أفكاره العنصرية‚ \r\n \r\n بعد تفجيرات مدينة اوكلاهوما شنت الشرطة حملة شديدة على العنصريين المحليين وقادة الميليشيات‚ غير ان مارك بوتوك من «مركز قانون الفقر» الذي يرصد 760 من جماعات الكراهية لها حوالي 100 الف عضو يلاحظ انه بعد 11 سبتمبر تحول تركيز سلطات الشرطة نحو العرب بصورة مذهلة‚ \r\n \r\n الحكومة الأميركية محقة في هوسها تجاه «القاعدة» لكن يجب الا يشغلها هذا الهم عن الرقابة القانونية على مجموعات الشر المنتشرة داخل أميركا والمجموعات النازية والميليشيات التي يمتلك بعضها من أسلحة الدمار الشامل ما لم يمتلكه صدام حسين‚ وأصدق مثال على ذلك ما حدث في تكساس منذ سنتين عندما اعتقل ويليام كرار الذي ينتمي الى احدى هذه الميليشيات فوجدت بحوزته 25 بندقية آلية وبعض الأسلحة الأخرى وربع مليون طلقة ذخيرة حية و60 قنبلة وكمية من سيانيد الصوديوم تكفي لقتل 100 شخص‚ \r\n \r\n ان المشكلة الحقيقية لأميركا هي انها كانت متسامحة الى حد التشجيع مع «القاعدة» والارهابيين الدوليين والآن تمارس نفس درجة التسامح مع التهديدات التي تنمو داخلها‚ \r\n \r\n فاتني أن أذكر ان هيل قد أهداني بعضا من تعليمات كنيسته ومن ضمنها «انجيل الإنسان الأبيض» الذي سبب لي حرجا كبيرا في المطار عندما اخضعت امتعتي للتفتيش وما ادهشني حقا ان المفتشين الذين نثروا اوراقي على الطاولة وقرأوها لا بد انهم قد اعتقدوا بأني انتمي الى النازيين الجدد او احدى المجموعات العنصرية الأخرى ورغم ذلك لم يسألوني او يعتقلوني بل سمحوا لي بكل بساطة ان اصعد الى الطائرة! \r\n \r\n من ضمن تعاليم «انجيل الإنسان الأبيض»: «نحن لا نريد اليهود والسود او اي زبالة من البشر الآخرين‚ نحن نعتنق عقيدة القتال لنؤكد انتصار الإنسان الأبيض وتفوقه كما فعل القائد التاريخي الأعظم للعرق الأبيض ادولف هتلر دعونا نبدأ القتال الآن‚ لا يوجد خيار آخر‚ للإنسان الأبيض إما ان يقاتل او يفني »‚ختاما‚ لا يسعني إلا ان أقول للإدارة الأميركية: لا تحتاجون للذهاب الى السعودية للعثور على متطرفين دينيين يستخدمون العنف ويمتلئون كراهية لكل ما تقوم أميركا عليه ولكل ما تنادي به‚ \r\n