أظهرت حوادث متفرقة رواسب عنصرية عميقة بين بعض قطاعات امريكا البيضاء، قبل أسبوعين من الانتخابات التي قد تأتي بأول رئيس أسود للولايات المتحدة. وعثر على مجسم من الورق المقوى (الكرتون) لباراك اوباما متدليا من سلك من النوع المستخدم في الصيد باحدى الجامعات، كما جرى تجسيد وجه مرشح الحزب الديمقراطي على قسائم طعام مزيفة، فيما وضعت جثة دب أسود بجامعة أخرى وعلقت عليها ملصقات له. وصرح رجل من اوهايو علق صورة تحمل لافتة لاوباما من شجرة في فناء منزله لوسائل الاعلام المحلية بأنه لا يريد أن يرى امريكيا من أصل افريقي يدير البلاد. وبعض التصرفات لم تستهدف ارث اوباما الاسود - فوالده كيني ووالدته بيضاء من كانساس - لكن استهدفت الفكرة الخاطئة بأنه مسلم. وأظهرت لوحة اعلانية في وست بلينز ميزوري الشهر الماضي رسما كاريكاتيريا لباراك اوباما وهو يرتدي عمامة. وتبدو هذه الحوادث متفرقة ومعزولة إلا أنها أثارت ذكريات عن الماضي العنصري العنيف في البلاد حيث لم ينته الفصل العنصري وجرائم القتل العنصرية الا خلال الاعوام الخمسين الاخيرة. ويخشى البعض من أن اوباما يمكن أن يكون هدفا للأشخاص الذين يرفضونه على أساس عنصري فحسب. وتقدم سناتور ايلينوي على منافسه الجمهوري جون مكين ب 12 نقطة في أحدث استطلاع للرأي نشرت نتائجه يوم الاربعاء، وله الكثير من الانصار في قطاعات عديدة من الامريكيين من الليبراليين الى المحافظين وبين السود والبيض والفقراء والاغنياء. وقال مارك بوتوك مدير (ساذرن بوفيرتي لو سنتر) الذي يراقب جماعات الكراهية "الكثير من البيض يشعرون أنهم يفقدون بلادهم امام أعينهم مباشرة... ما نراه في اللحظة الراهنة هو بداية رد فعل عنيف حقيقي." وأضاف أن الكثير من الامريكيين "ينظرون الى صعود حقوق الأقليات مثل حقوق المثليين وحقوق المرأة على أنها تهديد للعالم الذي نشأوا فيه ونشأ فيه اباؤهم. انهم يرون تغيرات ديموجرافية كبيرة." وقدر أن هناك ما يصل الى 800 جماعة معنية بالدفاع عن تفوق البيض او جماعة قومية في الولاياتالمتحدة بها 100 الف على الاقل يتمتعون بعضوية "أساسية" فيما هناك اخرون كثيرون على الاطراف. ومن بين هذه الجماعات رابطة الوطنيين الامريكيين التي قامت الشهر الماضي بتوزيع معلومات بشأن لماذا سيدمر "حاكم أسود" البلاد. وكتب رونالد هول الاستاذ بجامعة ميشيجان ستيت في كتابه الجديد "العنصرية في القرن الحادي والعشرين" يقول ان العنصرية لا تزال واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية الملحة في الولاياتالمتحدة غير أنها تأخذ الآن أشكالا أكثر خبثا من جرائم القتل العنصرية وعنف العصابات التي كانت تحدث قبل عقود في بعض أنحاء البلاد. (رويترز)