العنصرية.. مرض متجذر في المجتمع الأمريكي.. لم يبرأ منه رغم مزاعم التحضر وصعود الرئيس باراك أوباما الي السلطة لأول مرة في عام2008.. هذه العنصرية تكشف عن نفسها في مواطن عديدة فتارة يسجن زوج مسلم وكل ذنبه أنه اكتشف خيانة زوجته.. وتارة تستهدف الأمريكيين من أصل أمريكي.. وتارة ثالثة يتعرض نائب مسلم للبصق والهتافات العنصرية. فما أن أعلن فوز الرئيس باراك أوباما في2008 لمنصبه حتي بدأت السلطات الأمريكية التحقيق في عدد كبير من الحوادث العنصرية التي وقعت في الولاياتالمتحدة. وتولي مكتب التحقيقات الفيدرالي إف.بي.آي الملف باعتبار الجريمة اتحادية, خاصة بعدما تزايدت الحوادث العنصرية في عدد من الولايات وبشكل خاص ميتشيجان وبنسلفانيا وآلباما وماين وكاليفورنيا. ففي ولاية ميتشيجان ذكرت وسائل إعلام محلية أن رجلا من منظمة كوكلوكس كلان العنصرية حمل علما أمريكيا ولوح بمسدسه في الشارع احتجاجا علي انتصار أوباما. وفي الولاية ذاتها أيضا, قام موظفون في إحدي الشركات بتعليق العلم الأمريكي بالمقلوب, كتعبير عن الأسي علي وصول هذا الزنجي الي البيت الأبيض, علي حد تعبيرهم. وفي كاليفورنيا, قالت الشرطة إن أشخاصا قاموا بكتابة تعابير عنصرية ورسم صلبان معقوفة علي منازل وعدد من السيارات التي تحمل صور أوباما ولافتات تأييد له, ومما كتب عبارة عد الي إفريقيا. وطالبت الرابطة الوطنية للنهوض بالملونين, جامعة ولاية كارولينا الشمالية بطرد أربعة طلاب كتبوا عبارة لنطلق الرصاص علي هذا الزنجي في رأسه وعبارة علقوا أوباما من أنفه. وفي ماين, تم تعليق مجسمات لشخصيات أمريكية من أصل إفريقي من أنوفها في شجرة في اليوم التالي لانتخاب أوباما, كما طرد طلاب لاستخدامهم لغة عنصرية في الصف احتجاجا عي انتخاب أوباما الرئيس الرابع والأربعين, والرئيس الديمقراطي الخامس عشر, والأمريكي الأول من أصل إفريقي الذي يصل الي البيت الأبيض. في الوقت نفسه تعرض النائب الديمقراطي المسلم بالكونجرس الأمريكي أندريه كارسون( عن ولاية إنديانا) للبصق ولهتافات عنصرية من محتجين جمهوريين مشاركين فيما يعرف ب حفلات الشاي, احتشدوا أمام الكونجرس خلال مناقشة قانون الرعاية الصحية. وقال كارسون إن المحتجين الجمهوريين هتفوا بكلمة نجر وهي كلمة عنصرية شديدة الإساءة للسود في أمريكا15 مرة لدي خروجه من أحد مباني الكونجرس, بصحبة النائب الديمقراطي جون لويس, وهو أيضا من أصول إفريقية. وأضاف كارسون أن المحتجين, الذين تجمعوا أمام الكونجرس, مطالبون بعدم إقرار قانون الرعاية الصحية الذي تدعمه إدارة الرئيس باراك أوباما, قاموا أيضا بالبصق واستخدام هتافات عنصرية تجاهه هو والنائب لويس. ومن جهته, أدان مايكل ستيل, رئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري الهتافات العنصرية للمحتجين الجمهوريين. ووصف ستيل, وهو أول أمريكي من أصول إفريقية يترأس اللجنة القومية للحزب الجمهوري, هتافات المحتجين الجمهوريين بأنها غير مسئولة. هذا وأثارت تصرفات المحتجين الجمهوريين انتقاد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية كير, إحدي أكبر المنظمات الإسلامية في الولاياتالمتحدة, الذي طالب قيادات الحزب الجمهوري بإدانة تصرفات المحتجين. لقد صور البعض تنصيب أوباما رئيسا, كمرحلة فارقة في تاريخ البشرية بصفة عامة, وتاريخ العم سام بصفة خاصة, لما يحمله ذلك التنصيب من الغاء للتمييز العرقي ظلت تحت تهديده الولاياتالمتحدةالأمريكية عقودا من الزمان أفرزت حربا أهلية أزهقت الكثير من الأرواح. وأثناء احتدام المعركة الإنتخابية علي الرئاسة الأمريكية قال أوباما أنه يمثل جسرا, وقوة توحيد في أمريكا, وهو ما ضمن له عددا كبيرا من أصوات الناخبين البيض, خاصة في معقلهم, في المنطقة الشمالية الوسطي, فضلا عن الناخبين السود في أقصي الجنوب, لذلك يري الكثير من المحللين أن عدم اعتماد الرئيس أوباما علي اللون أو العرق في حملته الانتخابية كانت سببا قويا, في فوزه في الإنتخابات. ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن, فمع تولي باراك أوباما مقاليد السلطة, كأول رئيس أمريكي أسود للولايات المتحدة ارتفعت نبرة التوتر العرقي في الولاياتالمتحدة, والغريب أن الرئيس الأمريكي كان أول من اكتوي بنار العنصرية, فقد واجه الرئيس الرابع والأربعين لأمريكا, تهديدات شخصية غير مسبوقة, لم يتعرض لها رئيس أمريكي علي الإطلاق.