التمييز العنصري صناعة بيضاء اخترعها الرجال البيض منذ مئات وربما من آلاف السنين, وأصل العنصرية فكرة النظر بعين الاستعلاء لكل شخص ليس أبيض البشرة( أسمر أو أسود أو أصفر أو أحمر..). وقد مارس الغرب( الأبيض) عنصريته بوحشية في مستعمراته الإفريقية والآسيوية في العالم الجديد الأمريكيتين علي مدي عقود وقرون طويلة استعبد فيها كل الملونين, وعندما انحسر الاستعمار استمرت العنصرية الكريهة في الولاياتالمتحدةالأمريكية بكل قبحها وتجاوزاتها, وانتهكات حقوق الملونين رغم ادعاءات الديمقراطية الزائفة, ومازالت بعض صور العنصرية موجودة في المجتمع الأمريكي إلي اليوم رغم اعتلاء الرئيس الأمريكي الأسود باراك أوباما سدة الحكم في البيت الأبيض. علي العكس من ذلك وعلي الشاطئ الآخر من المحيط الأطلنطي وفي بريطانيا التي تقودها حكومة ديفيد كاميرون, يختلف الوضع قليلا, حيث جذور العنصرية تختلف تماما من الناحية التاريخية. فإذا كانت الكراهية بين السود والبيض في الولاياتالمتحدة ترجع لطريقة استجلاب السود بالخطف من موطنهم الأصلي واسترقاقهم للعمل في مزارع البيض, فإن البريطانيين السود حضروا طوعا لبريطانيا عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية لبناء الدولة وبنيتها التحتية التي انهارت جراء الحرب, مما يؤدي إلي اختلاف في النوع والدرجة كثيرا عن العنصرية بين البيض والسود الأمريكيين. حول موضوع العنصرية كتبت مينيت مارين الكاتبة في صحيفة صنداي تايمز البريطانية مقالا أكدت فيه أن البريطانيين اعتادوا علي الإحساس بالفخر من هذه الزاوية نظرا لتحليهم علي حد تعبيرها بالتحضر والانفتاح, غير أن مستوي هذا الإحساس بالفخر انخفض تماما هذه الأيام وأصبح في غير محله, وذلك نظرا لظهور موضوعات علي السطح بدأ المجتمع يناقشها بحرية لم تكن تناقش بالانفتاح نفسه منذ سنوات, وحتي عندما كانت تناقش لم تكن تحظي بالانتقادات والاعتراضات التي تتعرض لها هذه الأيام. وتؤكد الكاتبة مينيت مارين أن العنصرية تعتبر من أكثر الموضوعات حساسية التي واجهت والدتي نظرات استنكار عام1970 عندما أكدت أن اللجنة الجديدة للمساواة العرقية يمكن أن تجعل العلاقات العرقية أسوأ. وتري أن هذه الصناعة تعتمد علي وجود مظالم عنصرية ولا تعمل علي القضاء عليها, والأسوأ من كل ذلك أنها قادرة علي إيجاد هاجس عام من العنصرية, فجعلها لا تحظي بشعبية. والدتي ليست عنصرية, فلقد عايشت العنصرية في الولاياتالمتحدة, وروعتها الطريقة التي يعامل بها المهاجرون هناك وتوخت دائما الحرص الشديد علي ما أشير أنها وصمة عار للعامة, اعتراضها علي صناعة العلاقات العرقية لم تكن مستوحاة من أي رفض للاعتراف بالعنصرية, لكن بسبب خوفها من أن السياسة العامة قد تزيد الأمر سوءا. فهناك إصرار رسمي علي تعدد الثقافات وعلي التمييز الإيجابي وأيضا تحديد شبه عالمي للمؤسسة العنصرية, فكل هذا يؤدي إلي إيجاد وعي عن العرق, وثقافة عن الفصل العنصري. فوالدتي كانت علي حق, فلقد رأت علي غلاف مجلة بروسبكت أن متقلبا ما فكريا وسياسيا وافق علي الإنشاء, فلقد كانت مسرورة وغاضبة في الوقت نفسه, فلقد كان تحت عنوان إعادة النظر في العنصرية وهل جاء يوم تعدد الثقافات؟ منيرا ميرزا الكاتبة والشابة المسلمة ومستشارة عمدة لندن قامت بتقديم مساهمات, فهي تتحدي ليس فقط بسبب تعدد الثقافات, ولكن بسبب التفكير التقليدي حول العلاقات العرقية, لاسيما هي وغيرها من الكتاب كانوا يتساءلون حول المقترحات عن المكافحة الرسمية للعنصرية وتمويل العديد من المشروعات والبيروقراطية التي تدعي أنها تعالج العنصرية. فتقول ميرزا: إن كل شخص منفتح يجب أن يكون واعيا, وعلي دراية, فالعنصرية لاتزال موجودة, لكن قد تحسنت بشكل كبير, حيث إن العديد من الأقليات العرقية البريطانية لاتزال تتمتع بسمات في حياتهم. وتضيف قائلة: إن في مجالات مثل التحصيل العلمي, والنجاح الوظيفي, والحراك الاجتماعي, والإجرام, والطبقة والخلفية الاجتماعية والاقتصادية فكل هذا أكثر أهمية من العنصرية, فاليوم نسبة عالية من الأقليات العرقية يسمح لهم بدخول الجامعة أكثر من البيض, وأيضا هناك الكثير من الزيجات المختلطة.