قبل أسبوعين من انتخابات4 نوفمبر2008 التي جاءت بأول رئيس أسود للولايات المتحدةالأمريكية أظهرت حوادث قبيحة متفرقة رواسب عنصرية عميقة بين بعض قطاعات امريكا البيضاء .فقد عثر علي مجسم من الورق المقوي( الكارتون) لباراك اوباما متدليا من سلك من النوع المستخدم في الصيد بإحدي الجامعات وجري تجسيد وجه مرشح الحزب الديمقراطي لأنتخابات الرئاسة علي قسائم طعام مزيفة ووضعت جثة دب أسود بجامعة أخري وعلقت عليها ملصقات لاوباما.وعلي الرغم من أن الحوادث متفرقة ومعزولة فيما يبدو فانها أثارت ذكريات عن الماضي العنصري العنيف في البلاد حيث لم ينته الفصل العنصري وجرائم القتل العنصرية الا خلال الاعوام الخمسين الاخيرة. ويخشي البعض من أن الرئيس اوباما يمكن أن يكون هدفا للأشخاص الذين يرفضون علي أساس عنصري فحسب.وقال مارك بوتوك مدير( ساذرن بوفيرني لو سنتر) الذي يراقب جماعات الكراهية الكثير من البيض يشعرون أنهم يفقدون بلادهم امام أعينهم مباشرة... ما نراه في اللحظة الراهنة هو بداية رد فعل عنيف حقيقي. وأشار ديفيد اكسيلرود واضع الاستراتيجيات بحملة اوباما الي أن هذه الحوادث مخيبة للامال لكنه قال انها أقل مما تكهن به البعض. وأضاف اكسيلرود اعترفنا دوما أن الجنس ليس شيئا تم محوه من حياتنا السياسية... لكننا لم نشعر قط أنه سيكون حاجزا لا يمكن اجتيازه ولا أظن أنه سيصبح كذلك. في السياق نفسه تم العثور علي جثة دب صغير في حرم جامنعة وسترن كارولاينا بنورث كارولاينا. ووضعت لافتات لحملة اوباما حول رأس جثة الحيوان النافق... وقال مسئولون بالجامعة ان هذه كانت مزحة.كما علق مجسم لأوباما من الورق المقوي باستخدام السلك الذي يستعمل في الصيد من شجرة في جامعة في اوريجون وعلق رجل من اوهايو صورة تحمل لافتة لاوباما من شجرة في فناء منزله. وصرح الرجل لوسائل الاعلام المحلية بأنه لايريد أن يري امريكيا من أصل افريقي يرأس البلاد. وقال بوتوك ان الوقائع التي تظهر العنصرية لايبدو أنها منظمة في اطار حملة من الترويع علي أساس الجنس لكنها تصرفات أفراد غاضبين. وكثيرا ماتسمع أصواتهم من خلال البرامج التي تتلقي اتصالات هاتفية من الجمهور او عبر رسائل الي بريد القراد بالصحف. وأضاف أن الكثير من الأمريكيين ينظرون الي صعود حقوق الأقليات مثل حقوق المثليين وحقوق المرأة علي أنها تهديد للعالم الذي نشأوا فيه ونشأ فيه اباؤهم. أنهم يرون تغيرات ديموجرافية كبيرة. وتابع قائلا يرون أن الوظائف تختفي وتذهب الي دول أخري والأن يرون امريكيا من أصول أفريقية رئيسا للولايات المتحدة. بالنسبة لبعض هؤلاء الناس فإن هذا يرمز الي نهاية العالم كما يعرفون.وقدر أن هناك مايصل الي800 جماعة معنية بالدفاع عن تفوق البيض أو جماعة قومية في الولاياتالمتحدة بها100 الف علي الاقل يتمعتون بعضوية أساسية فيما هناك اخرون كثيرون علي الاطراف. ومن بين هذه الجماعات رابطة الوطنيين الامريكيين التي قامت الشهر الماضي بتوزيع معلومات بشأن لماذا سيدمر حاكم أسودالبلاد. وكتب رونالد هول الاستاذ بجامعة ميشيجان ستيت في كتابه الجديد العنصرية في القرن الحادي والعشرين يقول ان العنصرية لاتزال واحدة من أكثر القضايا الاجتماعية الملحة في الولاياتالمتحدة غير أنها تأخذ الآن أشكالا أكثر خبثا من جرائم القتل العنصرية وعنف العصابات التي كانت تحدث قبل عقود في بعض أنحاء البلاد. وتنفي بعض الجماعات التي نسبت اليها تصرفات عنصرية هذا الاتهام. وفي كاليفورنيا قالت جماعة جمهورية انه لم تكن لديها اي نية بتلميحات عنصرية حين أوردت الرسالة الاخبارية التي أصدرتها في اكتوبر قسيمة طعام مزيفة تحمل صورة لرأس أوباما علي جسد حمار يحيطه الدجاج المقلي والبطيخ وصور أخري تستدعي الي الذهن أنماطا مهينة عن الأمريكيين السود. وبعض التصرفات لم تستهدف ارث أوباما الاسود فوالده كيني ووالدته بيضاء من كانساس لكن استهدفت الفكرة الخاطئة بأنه مسلم. وظهرت لوحة اعلانية مهينة في وست بلينز ميزوري تجسد رسما كاريكاتيريا لاوباما وهو يرتدي عمامة. وقال ديفيد بوسيتيس كبير الباحثين في مركز جوينت سنتر فور بوليتيكال اند ايكونوميك ستاديز هناك الكثير من الجمهوريين وأنصار مكين الذين يجدون من الصعوبة بمكان تصديق ان رجلا أسود اسمه الاوسط حسين سيكون رئيس الولاياتالمتحدة. ويقول ديفيد وولف(52 عاما) وهو ناخب أبيض من بنسلفانيا يعتزم الادلاء بصوته لاوباما انه كثيرا مايسمع تعليقات عنصرية وعبر عن اعتقاد بأن هذه المشاعر تضرب بعمق في أنحاء أمريكا. وأضاف من بين الاشياء التي قد تسرع من القضاء علي العنصرية أن يكون هناك رئيس اسود يتمتع بالكاريزما والالهام وينزع الي التغيير.