مصطفى الفقي: هندسة المشهد السياسي ليست أمرًا سلبيًا وهذا ما فعله مبارك    انتخابات مجلس النواب 2025.. بدء فرز أصوات الناخبين بالفيوم.. صور    البترول تحقق في واقعة سقوط برج أحد أجهزة الحفر بالصحراء الغربية    ضياء السيد: توروب صنع منظومة دفاعية ذكية، والسوبر جاء في وقته للأهلي    الزراعة: السيطرة على حريق محدود ب"مخلفات تقليم الأشجار" في المتحف الزراعي دون خسائر    من هو أحمد تيمور عريس مى عز الدين؟.. صور    أخطاء تقع فيها الأمهات تُضعف العلاقة مع الأبناء دون وعي    الأهلي يفوز على سبورتنج في ذهاب نهائي دوري المرتبط للسيدات    مراسل إكسترا نيوز بالبحيرة ل كلمة أخيرة: المرأة تصدرت المشهد الانتخابي    «هيبقى كل حياتك وفجأة هيختفي ويسيبك».. رجل هذا البرج الأكثر تلاعبًا في العلاقات    بالصور.. مي عزالدين تحتفل بزواجها من رجل الأعمال أحمد تيمور    كريم عبدالعزيز يوجّه رسالة مؤثرة لوالده: «اتعلمنا منه الفن»    أمين بدار الإفتاء يعلق على رسالة انفصال كريم محمود عبد العزيز: الكلام المكتوب ليس طلاقا صريحا    فتح: فرنسا تلعب دورا مهما فى دفع جهود حل شامل للقضية الفلسطينية    هل يشارك الجيش التركي ب«عمليات نوعية» في السودان؟    تقرير لجنة التحقيق في أحداث 7 أكتوبر يؤكد فشل المخابرات العسكرية الإسرائيلية    كريم عبدالعزيز يوجه رسالة لوالده عن جائزة الهرم الذهبي: «علمني الحياة وإن الفن مش هزار»    رئيس العربية للتصنيع: شهادة الآيرس تفتح أبواب التصدير أمام مصنع سيماف    تهديد ترامب بإقامة دعوى قضائية ضد بي بي سي يلقي بالظلال على مستقبلها    هند الضاوي: أبو عمار ترك خيارين للشعب الفلسطيني.. غصن الزيتون أو البندقية    ضبط أخصائي تربيه رياضية ينتحل صفة طبيب لعلاج المرضى ببنى سويف    رئيس مجلس الشيوخ يستقبل رئيس نادي قضاه الأسكندرية    الوطنية للانتخابات": بدء غلق بعض اللجان الفرعية وانطلاق الفرز.. وإصابة موظف بالنيابة الإدارية بإعياء شديد    الجارديان: صلاح خطأ سلوت الأكبر في ليفربول هذا الموسم    استجابة من محافظ القليوبية لتمهيد شارع القسم استعدادًا لتطوير مستشفى النيل    ديشامب يوضح موقفه من الانتقال إلى الدوري السعودي    المخرج عمرو عابدين: الفنان محمد صبحي بخير.. والرئيس السيسي وجّه وزير الصحة لمتابعة حالته الصحية    الجامعات المصرية تشارك في البطولة العالمية العاشرة للجامعات ببرشلونة    هؤلاء يشاركون أحمد السقا فى فيلم هيروشيما والتصوير قريبا    الصين تحث الاتحاد الأوروبي على توفير بيئة أعمال نزيهة للشركات الصينية    الرئيس السيسي: مصر تؤكد رفضها القاطع للإضرار بمصالحها المائية    إبداعات مصرية تضىء روما    هل يجوز تنفيذ وصية أم بمنع أحد أبنائها من حضور جنازتها؟.. أمين الفتوى يجيب    انقطاع التيار الكهربائى عن 24 قرية وتوابعها فى 7 مراكز بكفر الشيخ غدا    نقل جثمان نجل مرشح مجلس النواب بدائرة حلايب وشلاتين ونجل شقيقته لمحافظة قنا    الزمالك يشكو زيزو رسميًا للجنة الانضباط بسبب تصرفه في نهائي السوبر    مأساة على الطريق الزراعي.. سيارة تدهس عابر طريق وتودي بحياته في لحظات    هل الحج أم تزويج الأبناء أولًا؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف نتغلب على الضيق والهم؟.. أمين الفتوى يجيب    الفريق ربيع عن استحداث بدائل لقناة السويس: «غير واقعية ومشروعات محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ»    حادث مأساوي في البحر الأحمر يودي بحياة نجل المرشح علي نور وابن شقيقته    توافد الناخبين على لجنة الشهيد إيهاب مرسى بحدائق أكتوبر للإدلاء بأصواتهم    عمرو دياب يطعن على حكم تغريمه 200 جنيه فى واقعة صفع الشاب سعد أسامة    غضب بعد إزالة 100 ألف شجرة من غابات الأمازون لتسهيل حركة ضيوف قمة المناخ    تأجيل محاكمة 8 متهمين بخلية مدينة نصر    الكاف يعلن مواعيد أول مباراتين لبيراميدز في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا    مراسل "إكسترا نيوز" ينقل كواليس عملية التصويت في محافظة قنا    ضمن مبادرة «صحح مفاهيمك».. ندوة علمية حول "خطورة الرشوة" بجامعة أسيوط التكنولوجية    بعد قليل.. مؤتمر صحفى لرئيس الوزراء بمقر الحكومة فى العاصمة الإدارية    طقس الخميس سيء جدًا.. أمطار وانخفاض الحرارة وصفر درجات ببعض المناطق    إقبال على اختبارات مسابقة الأزهر لحفظ القرآن فى كفر الشيخ    بعد غياب سنوات طويلة.. توروب يُعيد القوة الفنية للجبهة اليُمنى في الأهلي    وزير الصحة يؤكد على أهمية نقل تكنولوجيا تصنيع هذه الأدوية إلى مصر    بث مباشر | مشاهدة مباراة السعودية ومالي الحاسمة للتأهل في كأس العالم للناشئين 2025    محافظ قنا وفريق البنك الدولي يتفقدون الحرف اليدوية وتكتل الفركة بمدينة نقادة    بنسبة استجابة 100%.. الصحة تعلن استقبال 5064 مكالمة خلال أكتوبر عبر الخط الساخن    إيديتا للصناعات الغذائية تعلن نتائج الفترة المالية المنتهية فى 30 سبتمبر 2025    مجلس الشيوخ الأمريكي يقر تشريعًا لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا يتلاعبون بما يجري تحت الأضواء، غضب فلسطيني هادر حيال اتهام عرفات والاشادة ب
نشر في التغيير يوم 22 - 12 - 2004


\r\n
«يقول الاسرائيليون انهم يمارسون قدراً من التحكم في النفس، إلا ان الاطباء في هذه المستشفى لا يزالون يرون دلائل على استخدام الذخيرة الحية وان الجنود لا يزالون يطلقون نيرانهم بهدف القتل.
\r\n
\r\n
وهناك جروح في الصدر والرأس» (6 أكتوبر) وقد جعل هذا المواقف الاسرائيلية تبدو وكأنها زائفة ولكن لماذا يتم اعطاء المصداقية لتصريحات الاطباء الفلسطينيين كما فعلت فندلي؟ وماذا كان هؤلاء الاشخاص يفعلون في الوقت الذي يتعرضون فيه لإطلاق النيران؟ واذا كانوا يطلقون نيرانهم على الاسرائيليين فهل يكون الاسرائيليون مخطئين عندما يردون عليهم؟
\r\n
\r\n
هنا يلجأ المؤلف إلى التقارير التي يرى انها تدعم وجهة نظره، فيقول إن هناك تقارير اخبارية تؤكد صحة الشكاوى الاسرائيلية من ان مسلحين فلسطينيين يطلقون نيرانهم، وهم مندسون بين عصابات من الشباب الذين يلقون بالحجارة، ومع ذلك فإن فندلي بدت في تقرير آخر لها، حسبما يذكر المؤلف، تحاول القاء الشكوك على هذا قائلة:
\r\n
\r\n
«إن جنوداً اسرائيليين فتحوا النيران على تلاميذ مدارس كانوا يلقون بالحجارة في غزة» (10 اكتوبر) فهل كانت تعني بذلك تأكيد عدم وجود مسلحين مندسين بين تلاميذ المدارس هؤلاء؟ وإذا كان الامر كذلك فكيف عرفت هي به؟
\r\n
\r\n
وفي مناسبة اخرى نقلت فندلي ايضا في تقرير لها: «أنه في غزة قامت القوات الاسرائيلية بنسف مبنيين سكنيين فلسطينيين ضمن مبان يقول الاسرائيليون ان مسلحين فلسطينيين يستخدمونها كمخبأ» (8 اكتوبر) وهي لم تفعل مثلما فعل كيث ريتشبرج في تغطيته بصحيفة «واشنطن بوست» عندما قال:
\r\n
\r\n
«إن المبنيين يشكلان في الحقيقة ثكنات لقوات الامن الفلسطينية، ولم تكن اسرائيل هي المسئولة عن قيام المسلحين بإطلاق النيران من هذين المبنيين. وقد ظهرت لقطات لإطلاق النيران من هذين المبنيين في التليفزيون».
\r\n
\r\n
وفي الواقع فإنه من هذين المبنيين ربما تكون قد انطلقت الرصاصات المميتة التي قتلت الطفل محمد الدرة وفقا لدراسة تقويمية بثها التليفزيون الألماني .وهو هنا يحاول أن يدعم ما أشار اليه بشأن الطرح الزائف حول الجهة التي قتلت محمد الدرة على الأقل بايجاد حالة من البلبلة، تؤدي الى تشتيت الانتباه بشأن الجهة المسئولة عن هذا العمل.
\r\n
\r\n
غضب فلسطيني
\r\n
\r\n
على المنوال نفسه يقول المؤلف إنه في 9 أكتوبر قدم مراسل «ان بي سي» أندريه ميتشل ما يمكن اعتباره ليا لذراع الحقيقة أثناء تفسيره لأسباب العنف قائلاً: بالنسبة للكثيرين بدا السلام قريبا في منتجع كامب ديفيد في يوليو، فكيف انهار كل هذا؟ أولا، هناك الغضب في الشارع الفلسطيني، الناس لا يرون أي مكافآت إقتصادية.
\r\n
\r\n
كما أنهم مستاءون من لوم الولايات المتحدة لعرفات واتهامه بالمسئولية عن إنهيار القمة بينما يتم امتداح باراك رئيس وزراء اسرائيل. وبتعبير فإن هذا يعني أن الخطأ ليس خطأ عرفات برفضه التفاوض في كامب ديفيد مع الرئيس بيل كلينتون ولكن الخطأ كان في انتقاد عرفات.
\r\n
\r\n
الأمر الأكثر غرابة أن اتهامات الكاتب تطال واحدة من أكثر القنوات إتهاما بالتحيز لاسرائيل، وهي شبكة «سي إن إن» حيث يذكر أنها هي التي قدمت دعما لاسرائيل بالاستخدام المفرط للقوة وأنه عندما امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار لمجلس الأمن بالأمم المتحدة ينتقد اسرائيل، فسر مايك هانا ذلك بأنه لفتة من الولايات المتحدة تشير الى أنه لم يعد ممكنا الدفاع عن الممارسات الإسرائيلية طوال الأسبوع الماضي (7 أكتوبر) إلا أن رواية هانا تتعارض مع التفسير الذي قدمه مسئولون أميركيون.
\r\n
\r\n
وقد أوضح ريتشارد هولبروك المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة أن القرار أثار امتعاضه الشديد إلا أن استخدام حق النقض ضده كان سيوجد تعقيدات أوسع في المنطقة بالنسبة لدورنا كوسيط نزيه ومفاوضين في عملية السلام.
\r\n
\r\n
وبغض النظر عن تصريح هولبروك، الذي قد يكون صدر لإحتواء أي أزمة في علاقات البلدين في ضوء الميراث الطويل من التأييد الأميركي لاسرائيل خاصة في الأمم المتحدة، فإن الكاتب يحاول أي ينفي أى دلالة لإمتناع الولايات المتحدة عن التصويت بشأن مشروع القرار الذي ينتقد اسرائيل وهو من السلوكيات النادرة في نمط التصويت الأميركي ولا يفسره سوى ما أشار اليه مراسل ال «سي إن إن» .
\r\n
\r\n
والذي ينتقده مورافتشيك. وتأكيدا لرؤيته القاضية بتحيز ال «سي إن إن» للجانب الفلسطيني يشير المؤلف الى أن الشبكة عرضت سلسلة من المقابلات كلها من زاوية واحدة، فأولا استضاف المراسل مايك هانا المفاوض الفلسطيني صائب عريقات لمدة أربع دقائق أمام الكاميرا حيث قال ان الدافع الخفي وراء التحذير العام الذي أطلقه باراك أنه كان يريد استراتيجية للخروج من عملية السلام.
\r\n
\r\n
ولم يضغط هانا على عريقات بسؤال مثل ولماذا يريد باراك ذلك؟ وهو سؤال يبدو جيداً في ظل أن باراك ربط زعامته بعملية السلام. وقد أعقبت هذا اللقاء مقابلة مماثلة في الفترة الزمنية على الشاشة مع المتحدثة الفلسطينية حنان عشراوي، التي أكدت أن الجيش الإسرائيلي يشن حربا أحادية ضد السكان المدنيين، ومرّ هذا التصريح من دون أي جدل من وولف بليترز المذيع الذي استضافها.
\r\n
\r\n
وبعد عشراوي استضافت «السي. ان. ان» جون دالي من معهد الشرق الأوسط، أحد مراكز الفكر بواشنطن ،وانتقد دالي في اللقاء باراك وشارون ولكنه لم ينتقد عرفات أو أي فلسطيني أخر وطالب بإعادة المشكلة بأكملها الى الأمم المتحدة، وفي مقابل هؤلاء الثلاثة العرب أو المتحدثين المؤيدين للعرب لم يقدم أحد في تلك الليلة القضية من زاوية الرأي الإسرائيلية.
\r\n
\r\n
مظاهرات في بغداد
\r\n
\r\n
يبلغ الضيق بالمؤلف ذروته فيقول إنه في الليلة التالية استضافت ال «سي إن إن» مشاهديها في «أسخف لحظة إعلامية من هذا المسلسل السخيف» وقالت مقدمة تقرير هذه الليلة إن القلاقل والإضطرابات في الشرق الأوسط امتدت الى دول عربية أخرى حيث تظاهر الألوف في بغداد يوم الأحد لإدانة اسرائيل، فهل كانت الشبكة الإخبارية لا تعرف أنه تحت حكم القبضة الحديدية لصدام حسين ليس هناك مكان لمظاهرات سياسية تلقائية في بغداد؟
\r\n
\r\n
وعندما يخرج الألوف للتظاهر ضد اسرائيل أو من أجل أي سبب آخر فإن ذلك يحدث لأنهم تلقوا أوامر بالخروج في مظاهرات، وكان آخر ما يمكن أن تعبر عنه هذه المظاهرات هو القلاقل.
\r\n
\r\n
ويستطرد في تناوله الذي يمتلئ بالإنحياز، قائلا: شهد هذا الأسبوع أيضا احدى أهم المرات التي تقوم فيها الميديا بلعب دورالرقيب على الذات ونشرت صحيفة «تايمز» في 7 أكتوبر قصة توضح نشر تعليق غير صحيح على إحدى الصور التي نشرتها خلال الأيام الأولى من أحداث العنف، ويبدو في الصورة ضحية فاقدا للوعى والدماء تغطي وجهه، بينما عرفه التعليق على الصورة بأنه فلسطيني يرقد بجوار جندي اسرائيلي.
\r\n
\r\n
وفي الواقع فإن الشخص المصاب لم يكن إلا الطالب اليهودي الأميركي توفيا جروسمان من شيكاغو والذي تم جذبه مع صديقين آخرين من تاكسي في القدس الشرقية بواسطة إحدى الجماعات التي حاولت ضربهم حتى الموت بلطم رؤوسهم بالحجارة، ولكنهم استطاعوا الهرب بعد إصابتهم تحت حماية الجندي الإسرائيلي الذي كان يبدو في الصورة.
\r\n
\r\n
وقد تم ربط التعليق الخاطئ الذي يصف جروسمان بأنه فلسطيني بالصورة التي وزعتها وكالة اسوشيتدبرس ونقلتها عنها العديد من الصحف إضافة الى «تايمز». وايا كان حجم العناء الذي تحملته «تايمز» في نشر تعليق خاطئ يتم الإضطرار الى تصحيحه بعدها في عدة أيام، فإن القصة التي نشرتها يوم 7 اكتوبر قد غطت على هذا المجهود ولا يسع المرء إلا أن يتخيل عدد الصحف التي نقلت عن «تايمز» والتي ربما لم تهتم بالقدر نفسه بنشر تصحيح للخطأ.
\r\n
\r\n
وقد يكون من الصعب الحكم على مدى صحة هذه الواقعة من عدمه غير أنها في حال صحتها لا يمكن اعتبارها تتجاوز خطأ مهنيا يعبر عن جانب قصور من المفترض أنه يقع في إطار الجوانب التي تستهدف الدراسة رصدها هذا بافتراض أن الدراسة كانت ستسير على أسس علمية بحتة، وليس صبغها بطابع يعبر عن إنحياز سياسي وفكري من قبل معدها.
\r\n
\r\n
وهذا هو ما يؤكد عليه المؤلف، حين يضيف أن المرء يتساءل عن كيف وقع خطأ «الأسوشيتدبرس» في المقام الأول، مضيفا إنه بالقطع لم يكن هذا الخطأ متعمدا لكنه يعود ليوظفه لصالح توجهاته فيقول غلى الرغم من أن الأمر كذلك إلا أنه هل يمكن إبعاده عن حالة الرغبة في تحويل الفلسطينيين الى ضحايا.
\r\n
\r\n
وهو ما صبغ بصبغته العدسات التي ينظر منها الصحافيون الى الأحداث ولولا الحاجة الى تصحيح التعليق الخاطئ على الصورة لما ظهرت قصة جروسمان الى النور فألا تستحق الهجمة على أميركي يهودي من المارة لم يرتكب أي فعل يؤخذ عليه التغطية من الناحية الخبرية؟
\r\n
\r\n
ولو نحينا جانبا محاولة «تايمز» تصحيح التعليق الخاطئ ونشر قصة عن هجوم عربي على اليهود فإن وسائل الإعلام الأخرى لم تفعل ذلك، ألم يكن هناك اعتداء من العرب على المدنيين اليهود؟
\r\n
\r\n
ويجيب قائلا ان الإستثناء الوحيد من ذلك كان يوم 6 أكتوبر عندما عرضت كل من «إن بي سي» و«سي بي إس» تغطية مصورة مختصرة وحيدة لمثيري شغب في الحرم، يقومون بإلقاء الحجارة والزجاجات على اليهود أمام حائط المبكى. وعلى النقيض منهما عرضت ال«سي ان ان» لقطات لأفراد من الإسرائيليين وهم يقتحمون جبل الهيكل وغطت جودي وودروف الحدث قائلة:
\r\n
\r\n
«نفذت قوات الأمن الإسرائيلية اقتحاما عاصفاً لموقع مقدس، ومزقت الأعلام الفلسطينية ولم تقدم تغطية وودروف أي شيء عن مشهد الاعتداء على اليهود التي سبقت اقتحام الأمن الإسرائيلي. ولم يرد ذكر لعمليات إلقاء الحجارة هذه في وسائل الإعلام الأخرى التي تعرضت لها هذه الدراسة.
\r\n
\r\n
قفزة أخرى
\r\n
\r\n
يقوم المؤلف بقفزة أخرى على طريق محاولة إثبات تحيز التغطية الإعلامية ضد اسرائيل، وذلك من خلال تقديمه لما يراه نماذج على ذلك، قائلا إن التغطية لاعمال من نوع آخر معادية لليهود كانت غير عادلة، مثل تغطية هدم قبر النبي يوسف الذي نصت اتفاقية أوسلو على بقائه تحت حماية القوات الإسرائلية شأن مواقع مقدسة أخرى عديدة فإنه ليس من الثابت على وجه اليقين، اذا كان هذا فعلا موقع دفن النبي يوسف أم لا وكان قد تم نصب ضريح في الموقع .
\r\n
\r\n
ووضع كتب مقدسة من أجل الصلاة وكان الموقع لافتا للأنظار، حيث يقع في منطقة نابلس ذات الكثافة السكانية الفلسطينية. لهذا سحبت اسرائيل قواتها من الموقع بعد موافقة السلطة الفلسطينية، لكن سرعان ما تم تمزيق ما فيه وحرقه وهدمه بعد خروج القوات الإسرائيلية.
\r\n
\r\n
وحملت رسالة من ريتشبرغ في «واشنطن بوست» تغطية ووصفا أعمق عن تفكيك المكان طوبة طوبة (8 أكتوبر) ربما أكثر مما فعلت «نيويورك تايمز» التي أشارت اليه إشارة عابرة على الرغم من نشر صورة معها، ويثير وصف ريتشبرغ لبعض المشاركين في عملية الهدم بعض الاهتمام. وينقل هذا الوصف ممثلا في كلام لأحد الفلسطينيين يقول فيه حسبما نقل المؤلف:
\r\n
\r\n
«إنني أشعر بالفخر .. هكذا قال ناصر بدوي - 35 عاما - أحد أعضاء تنظيم فتح التابعة لياسر عرفات، وقد ارتدي قميصا رماديا وحمل بندقية من طراز كلاشنكوف معلقة على ظهره، وقال إنه بدأ بإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين عندما كان عمره 15 عاما، وفي الأسبوع الماضي فقط أصبح بإمكانه إطلاق النيران عليهم بسلاحه الأوتوماتيكي، وأضاف: أشعر بأننا فعلنا شيئا اليوم .. إنه انتصار لنا».
\r\n
\r\n
ويحاول بناء على هذا الأساس الغمز مرة أخرى بشأن دور عرفات في الأحداث فيقول: «إن إسهام منظمة عرفات بدور في القلاقل التي حدثت قد يلقي بعض الضوء على السؤال حول دور عرفات نفسه (وهو هل كان عرفات يشجع أعمال العنف أم أنه كان عاجزا عن التصدي لها؟) إلا أنه على الرغم من ذلك فإنه لم توجد وسيلة إعلامية قدمت تغطية للحدث سوى ان بي سي ولا حتى «واشنطن بوست» التي يبدو أنها لا تعطي أي أهمية لما يوحي به هذا الموضوع.
\r\n
\r\n
سيناريو مثير للدهشة
\r\n
\r\n
يصر المؤلف على إلصاق تهمة التحيز لوسائل الإعلام الأميركية لدرجة تصيب القارئ بالدهشة حول إمكانية ألا يكون موارفتشيك قد صادف في تحليله وسيلة إعلام مؤيدة لتل أبيب وسط هذا الكم الهائل من الصحف وشبكات التليفزيون الأميركية يمكن له أن يقدمها باعتبار أنها توازن «تحيز» بعض الصحف الأخرى للفلسطينيين.
\r\n
\r\n
فالصورة العامة التي تتكون لدى القارئ قوامها أن الإعلام الأميركي قلبا وقالبا يتبنى القضية الفلسطينية، وليس له هم أو شاغل إلا العمل على إبراز المظالم التي تقع على الطرف الفلسطيني والتضخيم من أي موقف سلبي يصدر عن إسرائيل.
\r\n
\r\n
يواصل المؤلف سيناريو الاتهام بالتحيز، قائلا إنه بعد عدة أيام من هدم ما يدعى بقبر النبي يوسف، نشر أوروم في «التايمز» ما نصه: «إن الفلسطينيين وجهوا الدعوة الى مراقبين لمشاهدة الأعمال التي يقومون بها لترميم قبر النبي يوسف».
\r\n
\r\n
ولم يقل أوروم، اذا كان قد قبل الدعوة أم لا، ولم يقدم تقريره أي وصف لاقتراحات تم طرحها هناك ولذا بقي أمرا غير واضح ما اذا كانت هناك أعمال ترميم بالفعل أم لا، وكما تبين فيما بعد فإن أعمال الترميم قد تمت بالفعل، لقد تم تحويل المبنى الى مسجد!
\r\n
\r\n
هذا هو إدعاء المؤلف وقد يكون حقيقيا أو غير حقيقي، ومناقشته تتجاوز هذا العرض بعيدا عن النظر لهذا الفعل حال ما كان حقيقة باعتبار أن الأرض التي يوجد بها قبر النبي يوسف أرض فلسطينية ومناقشة هذه النقطة تتطلب قدراً من الغوص في طبيعة الصراع قد لا يكون هنا مجاله.
\r\n
\r\n
ومواصلاً منطقه في تناول موضوع تحليله، فإن المؤلف لا يحاول ن يخفي تحيزه ونظرته غير الموضوعية للتغطية الإعلامية وهذه السطور مثال بارز على ذلك.
\r\n
\r\n
ومن الواضح أنه يتبع النهج الإسرائيلي السياسي القائل إن التأييد إما أن يكون كاملا أو يتم التشكيك فيه فحتى مراسل «إن بي سي» الذي راح يقدم ما يمكن اعتباره من قبل المؤلف رواية للأحداث قد تكون موضوعية إلا أنه أخذ يشكك في هذه الرواية لأنها لم تلتزم الرؤية الإسرائيلية تماما. وهنا يقول المؤلف :
\r\n
\r\n
«قدم رون ألان مراسل «ان بي سي» رواية حية للأحداث التي وقعت في قبر النبي يوسف بما في ذلك حقيقة أن الشرطة الفلسطينية وقفت من دون أن تحرك ساكنا أثناء عمليات الهدم على الرغم من تعهدات السلطة الفلسطينية بالحفاظ على المكان. وبعد ذلك بيوم واحد قدم تغطية لأعمال انتقامية في مسجد بمدينة طبرية.
\r\n
\r\n
وأوضح ألان أن «فرقة من الشباب أحرقت المسجد وقامت باعمال سلب ونهب في المكان الذي يتعبد فيه المسلمون» (7 أكتوبر) لقد صدق المؤلف على رواية ألان للشق الأول من التغطية لأنها تؤكد ما يريد أن يذهب اليه بشان إدانة السلطة، ولكنه راح يتحفظ على الشق الثاني، لأنها تدين الطرف الإسرائيلي، فيقول معقباً : «كان الجامع قديما، ولم يعد مستخدما، ولهذا فإنه من غير ا لواضح أي أعمال سلب ونهب هذه التي تمت فيه».
\r\n
\r\n
ونقلت شبكة «فوكس» و«أيه بي سي» الحدثين، حيث راحت جيليان فندلي من «أيه بي سي» تعلن للمشاهدين أن «إسرائيليين غاضبين هاجموا وأحرقوا مسجدين بالمدينة» (8 أكتوبر) ولا يوجد أي مراسل أخر أشار الى إحراق اكثر من مسجد في طبرية لسبب وجيه وهو أن هناك مسجداً واحداً بالمدينة، وهو ذلك المسجد القديم الذي لا تقام فيه الشعائر.
\r\n
\r\n
ولم يرد أي ذكر لهجمات طبرية او هدم معبد النبي يوسف على شاشات «سي بي أس». وذكرت «سي إن إن» الهجوم على المعبد، ولكن متأخراً عن الوقت المعتاد، وفي سياق قدمه جيرولد كيسيل على أنه بناء على أوامر عرفات بدأت الإصلاحات في المكان (10 أكتوبر) وهو ما يعني اتهام الشبكة بالتحيز أيضا من قبل المؤلف.
\r\n
\r\n
على غرار إسرائيل يصر موارفتشيك على قتل الحقيقة على مذبح الموضوعية الزائفة التي حاول الترويج لها في مقدمة كتابه، وهو الأمر الذي نجده في استعراضه لتصريحات لباراك وعريقات. ففي صدد تعليق على التقرير الخاص بالمسجد، يقول إن فندلي عرضت عقب التقرير لحشد غاضب من المتظاهرين الإسرائيليين.
\r\n
\r\n
وترجمت هتافاتهم بأنها «الموت للعرب» و «نحن نريد الموت» ثم بعد ذلك عرضت عبارة تهديدية وحيدة - يريد أن يقول إن الحوار أو التصريح كان يتضمن من الأمور الموضوعية الكثير ولكن فندلي اقتطعت هذه العبارة الوحيدة تحيزا منها ضد اسرائيل- من مقابلة مع باراك، قال فيها «بموجب حق الدفاع عن النفس فنحن سنعرف ما سنفعل وكيف سنتصرف، وكيف سنستجيب، وكيف نبدأ هذه النوعية من الممارسات التي نحتاجها».
\r\n
\r\n
ثم بعد ذلك نقلت الصورة الى صائب عريقات الذي كان يندب في مشهد قبيح -وهي توصيفات لا تليق بباحث يدعى الموضوعية على الإطلاق - داعياً المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذا الجنون ومنع الجحيم من الانفجار، وبالمقارنة بين رؤيتها التي قدمتها للزعيمين، فإن الجمهور في الأغلب سيصل الى نتيجة أن الجانب الفلسطيني هو الذي يتم ترويعه بهذا العنف.
\r\n
\r\n
وهذا يجعلنا نتساءل أليست هذه هي الحقيقة؟ فالفلسطينيون شعب أعزل لا يملك من السلاح سوى الحجارة، فيما تمتلك اسرائيل ترسانة من الأسلحة لا تملكها حتى الدول المتقدمة ومشاهد الدمار والخراب التي حلت على الفلسطينيين في بدايات الانتفاضة على يد باراك كانت تنطق بزيف ما يتردد عن انه من الحمائم او ان العمل يمثل الجناح الأكثر سلاما بالمقارنة مع الليكود.
\r\n
\r\n
العنف ضد عرب 48
\r\n
\r\n
يتناول المؤلف بعد ذلك ما يعتبره اعمال عنف متعمدة من قبل عرب 1948 قائلا: «لم يكن حادث الحرق المتعمد في طبرية هو الوحيد من اعمال العنف داخل اسرائيل، لقد قام (عرب اسرائيل) في الجزء الشمالي من البلاد بأعمال شغب وقطعوا طرق في تأييد لبني جلدتهم في اراضي الحكم الذاتي، وقد ادى هذا الى مواجهات مميتة مع الشرطة، كما ادى الى شغب مضاد من يهود غاضبين وجدوا انفسهم فجأة في الناصرية العربية بعدما كانت الناصرية اليهودية!».
\r\n
\r\n
يبدو ان المؤلف يتصور ضرورة ان يكون المراسلون تابعين لاسرائيل، ومن هنا قد ينبع سر دهشته من روايتهم للحقيقة التي تدين اسرائيل، ولذلك نجده يعرب عن دهشته لرواية كريس هيدجيز مراسل «نيويورك تايمز» للاحداث، قائلا انه في 10 اكتوبر نقل هذا المراسل مايلي:
\r\n
\r\n
«عندما وصلت الشرطة وجدت مجموعة من (عرب اسرائيل) متجمعين في الازقة، ويقومون بإلقاء الحجارة على المتظاهرين اليهود الذين كانوا يهاجمون المناطق العربية وقد سحبت الشرطة المتظاهرين اليهود عبر الطريق، وقامت بفتح النيران على الحشد العربي لتقتل اثنين منهم.
\r\n
\r\n
وفي اليوم نفسه في «واشنطن بوست» كتب ريتشبرج يقول: «وصل المئات من المدنيين اليهود من مدينة مجاورة واطلقوا نيران اسلحتهم ولوحوا بها ويقول سكان المنطقة انهم كانوا يهتفون (الموت للعرب) وقد قتل مواطنان اثنان من (عرب اسرائيل) واصيب خمسون غيرهما وحتى بالنسبة لكثيرين هنا من الذين اعتادوا على أعمال العنف فإن هجمات اليهود ضد عرب الناصرية كانت مثيرة للصدمة وعصية على التفسير».
\r\n
\r\n
وفي 9 اكتوبر، نقل جيرولد كيسيل في شبكة «سي.ان.ان» ما يلي: «تنذر عدة تقارير بالسوء، بمزيد من العنف وأعمال الشغب داخل اسرائيل ينفذه مستوطنون يهود في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين هناك.
\r\n
\r\n
ولكن الاسرائيليين وسعوا نطاق الهجمات ضد (عرب إسرائيل) إلى مناطق مختلفة من البلاد. وفي الليلة الماضية بالناصرية قتل اثنان من (عرب إسرائيل) رمياً بالرصاص. لقد قست العقول والقلوب سواء في شوارع رام الله وغزة أو الآن في كل شارع بإسرائيل حيث يشن اليهود فعلاً وقولاً هجمات على مواطنيهم العرب».
\r\n
\r\n
هذه شهادات ثلاثة مراسلين غربيين، وكلها تتفق على رواية واحدة للأحداث، والسؤال هو: إذا كان هيدجيز منحازاً فهل ينطبق الأمر على رتشبرغ؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل ينطبق أيضاً على جيرولد كيسيل؟
\r\n
\r\n
أم أن المفترض أن المراسلين كان عليهم أن يذهبوا إلى السلطات الإسرائيلية لكي يعرفوا منها طبيعة الأخبار التي يجب بثها وإرسالها، هذا مع العلم أن هناك رقابة إسرائيلية تقوم بتخفيف التقارير التي يرسل بها المراسلون في فترات معينة من الأزمات كان من بينها فترة الانتفاضة.
\r\n
\r\n
وهو ما يعني أن هذه التقارير قد يكون نال منها التهذيب، وهو ما يعني أن مورافتشيك أو أمثاله من المناصرين لإسرائيل كان يجب أن يكتفي بذلك، ولا يحاول أن يدافع عنها باعتبار أن هناك من الجرائم ما قد لا يتطلب الدفاع وإنما التماس الرأفة في محاكمة المتهم.
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.