من الصعب معرفة ما اذا كان هؤلاء الذين يريدون هذه الحملة اناس امتهنوا الكذب او انهم عاجزون عن فهم الدور الذي قامت به هذه المنظمة الدولية في فرض العقوبات ضد صدام حسين‚ \r\n \r\n صحيح ان بعض الممارسات خلال العمل في برنامج النفط مقابل الغذاء تمثل مشكلة اخلاقية وتصرفات معيبة اقدم عليها البعض من خلال التعامل مع دكتاتورية صدام من وراء الستار ولكن علينا ان نعلم جيدا ان اي عقوبات تفرض على اي بلد ستوفر ارضا خصبة للبعض للمراوغة ومحاولة الكسب والتكسب وهو ليس شيئا جديدا يخص العراق دون غيره‚ ولكن دعونا الآن ننظر للحقائق: \r\n \r\n أولا - ان سياسة النفط مقابل الغذاء تم تخطيطها من قبل الدول الاعضاء في مجلس الامن وليس من قبل الامانة العامة للأمم المتحدة فجميع العقود التي تم عقدها والتي يقدر عددها بحوالي 36 ألف عقد قد تمت الموافقة عليها من قبل لجنة شكلها مجلس الامن وهيمن على اعمالها الاميركيون والبريطانيون وحوالي خمسة آلاف عقد من تلك العقود لم تنفذ‚ \r\n \r\n كانت الاعتراضات تنصب بالدرجة الاولى على استيرادات العراق التكنولوجية ذات الاستخدام المزدوج التي كان يتخوف من امكانية استخدامها في بعث الحياة في برامج العراق التسليحية‚ \r\n \r\n ولم يكن هناك اعتراض حول تسعير النفط بالرغم من ان مسؤولي الاممالمتحدة لفتوا نظر اللجنة الى هذا الموضوع ما لا يقل عن 70 مرة‚ \r\n \r\n ثانيا - ان الرقم الذي تتحدث عنه اللجنة الفرعية في مجلس الشيوخ وهو 21 مليار دولار رقم خرافي وفلكي وغير واقعي‚ فهذا الرقم يتضمن النفط المهرب وبالرغم من ان برنامج النفط مقابل الغذاء بدأ في عام 1996 إلا أن شحنات النفط العراقي للاردن وتركيا بدأت في 1991 وبموافقة من الكونغرس الاميركي الذي كان يصوت عليها سنويا‚ \r\n \r\n لقد تناسى هؤلاء المتباكون من المثقفين غير الشرفاء حقيقة ان العقوبات عملت ونجحت ففي النهاية لم يكن لدى العراق اي اسلحة للدمار الشامل وان برنامج النفط مقابل الغذاء ادى الى تخفيف معاناة الشعب العراقي فنسبة سوء التغذية تراجعت الى النصف ثم عادت للارتفاع الى الضعف بعد الغزو الاميركي للعراق‚ \r\n \r\n واذا وجدت لجنة التحقيق المستقلة التي يرأسها بول فولكر الرئيس السابق لبنك الاحتياط الفيدرالي ان ايا من مسؤولي الاممالمتحدة متورط في هذه الفضيحة التي تثار حول 4‚4 مليار دولار فإن ذلك الشخص يجب ان تنزع حصانته الدبلوماسية تمهيدا لمحاكمته‚ ولكن ليس هناك اي شيء يمكن القاؤه على عتبةباب السيد عنان‚ \r\n \r\n ان على الرئيس بوش ان يعمل عقله في معرفة مدى حاجة بلاده للامم المتحدة ليس فقط في العراق ولكن في التعامل مع الازمات المحتملة وعليه ان يتصور كم سيكون العالم فوضويا اذا ما انهارت الاممالمتحدة ولحقت بعصبة الامم التي سبقتها ما بين الحربين العالميتين‚ \r\n \r\n اننا نعرف جيدا ان الطريق دون امم متحدة تعني الطريق الى الفوضى‚ \r\n