\r\n ليس اقل من 9 عمليات تحقيق منفصلة تنظر في اتهامات بان الأممالمتحدة اساءت إدارة 65 مليار دولار من مبيعات النفط العراقي بموجب برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء الذي اشرفت عليه خلال الأعوام 1996 2003‚ \r\n \r\n ولكن هناك عملية تحقيق أخرى جارية أيضا تحت رعاية الأممالمتحدة تنظر في مسألة ما إذا كانت سلطة الاحتلال بقيادة أميركا قد بددت عائدات النفط العراقي عندما تولت إدارتها‚ \r\n \r\n بالنسبة للأشخاص الذين يتولون اجراء هذه التحقيقات معظمهم محترفون ومستقلون‚ ولكن عملية التحقيق اثارت جدلا واسعا حول دور كل من الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة على المسرح الدولي فرغم ان النتائج لن تعرف إلا بعد مرور بعض الوقت‚ إلا ان انصار كلا المعسكرين بدأوا منذ الآن ينتهزون كل اتهام وأية نتائج مؤقتة لتبرير وجهة نظرهم‚ \r\n \r\n في جانب هناك اناس يرون ان الأممالمتحدة هي الهيئة الشرعية الوحيدة المخولة للتعامل مع الأزمات الدولية المعقدة مثل أزمة العراق الناجمة عن رفض صدام حسين الالتزام بتطبيق قراراتها‚ والأزمة الناجمة لاحقا عن ازاحته عن السلطة بتدخل عسكري اميركي‚ \r\n \r\n وفي الجانب آخر هناك الذين ينتقدون الأممالمتحدة وهم بشكل رئيسي المعلقون والسياسيون المحافظون الأميركيون الذين يعتبرونها هيئة جامدة او جثة هامدة من آثار الماضي ووسيلة لابتزاز الأموال وغايتها الوحيدة هي اعاقة الولاياتالمتحدة عن قيامها بمهمتها في العالم‚ \r\n \r\n فعلى سبيل المثال شن وليام سافير المعلق المحافظ وصاحب النفوذ حربا في مقالاته في صحيفة «نيويورك تايمز» على الاممالمتحدة وقال قبل عدة شهور لم يسبق ان حدثت عملية اختلاس مالي بهذا الحجم الكبير مثلما حدث في فضيحة برنامج «النفط مقابل الغذاء»‚ \r\n \r\n اما عضو الكونغرس هنري هايد فقد وصف برنامج العقوبات الدولية الذي ادارته الاممالمتحدة بانه فضيحة كما عبر وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن قلقه من برنامج الاممالمتحدة فأموال النفط العراقي التي كانت مخصصة لتوفير الغذاء والدواء والمياه النظيفة قد تم تبديدها على بناء القصور والاهواء‚ \r\n \r\n لكن المدافعين عن الاممالمتحدة يقولون ان النقاد الاميركيين مدفوعون بكراهية ايديولوجية للتعددية الدولية ويرغبون بمعاقبة اولئك الذين عارضوا الحرب على العراق‚ فقد اتهم سافير وغيره رجال الاعمال والسياسيين الفرنسيين بتحقيق مكاسب غير مشروعة من برنامج الاممالمتحدة «النفط مقابل الغذاء» وقال السفير الفرنسي لدى واشنطن جان ديفيد ليفيت في شهر مارس الماضي يجب الا يغيب عن الذهن ان الهدف من الانتقادات هو تشويه سمعة الاممالمتحدة وفرنسا واما السبب فلأن البعض لا يريد ان يرى الأممالمتحدة تلعب دورا رئيسيا في العراق‚ \r\n \r\n اول تحقيق تم إجراؤه من قبل مجلس الحكم العراقي المؤقت المنحل تحت ضغط من الدكتور احمد الجلبي مدير اللجنة المالية للمجلس فقد كلف المجلس في شهر فبراير الماضي مؤسسة المحاسبة KPMG لاجراء تحقيق وبدأ مدققو الحسابات التدقيق في أكداس من الوثائق التي وجدت في الوزارات العراقية‚ \r\n \r\n ولكن العلاقات ساءت بين الجلبي والحاكم الاداري الاميركي السابق للعراق بول بريمر‚ الذي رفض الافراج عن المخصصات المالية لعمل مؤسسة MPMG وبدلا من ذلك امر بإجراء تحقيق مضاد من قبل مؤسسة Ernest & Young باسم المجلس العراقي الاعلى للمحاسبة‚ \r\n \r\n وفي الاسبوع الماضي وقعت عملية اغتيال غامضة ودللت على مدى اقتراب هذا التحقيق من اهدافه فقد قتل احسان كريم رئيس المجلس الاعلى للمحاسبة بتفجير قنبلة بينما كان متوجها الى عمله‚ \r\n \r\n في غضون ذلك وبعد حل سلطة التحالف وعودة بريمر الى وطنه بدأ مؤيد التحقيق الاصلي الذي بدأ مجلس الحكم العراقي المنحل بالضغط على الحكومة العراقية المؤقته لتجديد التحقيق‚ ويقول باتون بوغس من مؤسسة قانونية في واشنطن التي كلفت بتقديم المساعدة في ذلك التحقيق ان المؤسسة قد تقدمت بطلب رسمي الى رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي فإذا وافق علاوي على اجازة التحقيق فسيكون مجرد تحقيق واحد من بين العديد من التحقيقات التي يزدحم فيها هذا المجال‚ \r\n \r\n فالخزانة الاميركية وهيئة الجمارك الاميركية تقومان بإجراء تحقيقات خاصة بكل منهما بخصوص ما اذا كان المواطنون الاميركيون قد شاركوا في خرق العقوبات الدولية‚ وبشكل منفصل قام المدعي العام الاميركي للمقاطعة الجنوبية عن نيويورك باستدعاء العديد من شركات الطاقة الدولية رسميا لتقديم معلومات حول مشترياتها من النفط العراقي‚ \r\n \r\n وهناك ثلاثة تحقيقات اخرى في طريقها للاقرار عبر الكونغرس‚ وطلب عضوا الكونغرس نورم كولمان (جمهوري) وكارل ليفين (ديمقراطي) الحصول على وثائق من وزارة الخارجية الاميركية وسلطة التحالف المؤقتة‚ كما ان عضوي الكونغرس الجمهوريين كريستوفر شيز وهنري هايد يقومان بإجراء تحقيق منفصل خاص بهما في مجلس النواب الاميركي‚ \r\n \r\n بعد بعض التلكؤ قامت الاممالمتحدة ايضا بتعيين الرئيس السابق لبنك الاحتياط الفيدرالي بول فولكر لاجراء تحقيق في الفضيحة وفي ظل التنافس للحصول على الوثائق حذر معسكر الجلبي من الوثائق الدامغة لم يتم تأمينها حتى الآن بشكل مناسب ويمكن ان تضيع ومن جانبه امر فولكر الاممالمتحدة بعدم السماح لموظفيها بالتجاوب مع التحقيقات الاخرى المنافسة او تقديم وثائق وقال يجب عدم وجود الكثير من الطباخين في مطبخ التحقيق واكد على انه يحبذ ان يكون التحقيق الذي يجريه لصالح الاممالمتحدة هو التحقيق الاصلي‚ \r\n \r\n وقدم عضوان في مجلس الشيوخ الاميركي مشروع قانون في شهر مايو الماضي يطالب الاممالمتحدة بالتعاون مع التحقيقات التي يجريها الكونغرس والافان الولاياتالمتحدة سوف تقطع التمويل عنها‚ \r\n \r\n لقد وجد الجلبي في هذه القضية سلاحا في معركته ضد رعاته الاميركيين سابقا‚ وابلغ صحيفة «واشنطن بوست» بعد يوم واحد من تسليم السلطة لحكومة عراقية مؤقتة بان الحكومة يجب ان تطالب بإجراء محاسبة شاملة لمعرفة الكيفية التي انفق بها بول بريمر اموال النفط العراقي‚ \r\n \r\n ولكن الجلبي نفسه لديه ما يقلقه ايضا‚ فهناك من يطالب في الكونغرس بإجراء تحقيق بالكيفية التي انفق بها الملايين التي تلقاها من الولاياتالمتحدة‚ \r\n \r\n فاينانشيال تايمز \r\n