\r\n يمكن إذن أن ننسى الديمقراطيين، لأن المشكلة الكبرى التي يواجهها الرئيس بوش هي كيفية المحافظة على وحدة اغلبيته الجمهورية. فقد توحد الجمهوريون خلال السنوات القليلة الماضية، بسبب الحرب، ومن أجل إعادة انتخاب الرئيس بوش. ولكن كل ذلك انتهى الآن. وقد حان للخيول الجمهورية أن تلفظ ما اضطرها الجوع لابتلاعه، لأن قوى أو آليات ثلاثا، هي التي سترخي خيوط الانضباط الحزبي الجمهوري. أولا هناك شعور عام في الكونغرس بأنه أصبح من المهم إعادة توازن القوى بين أفرع الحكومة المختلفة، على اساس المساواة بينها. فهجمات 11 سبتمبر (ايلول) رفعت من قدر السلطة التنفيذية على حساب الأفرع الأخرى. \r\n ثانيا، يعتقد كثير من الجمهوريين أنهم ضحوا كثيرا من أجل فوز الرئيس، وأن فترة التضحيات قد ولت حاليا. وقد صوت لصالح مشروع الرئيس المسمى « لن نهمل طفلا واحدا»، عشرات الجمهوريين ، من دون أن يكونوا مقتنعين تماما بهذا المشروع، فقط لأن الرئيس كان في حاجة إلى قانون حول التعليم. كما صوت آخرون لقانون حول العون الدوائي، رغم كراهيتهم له، لان الرئيس كان في حاجة إلى تسجيل نصر ما في هذه الجبهة ايضا. ولكن البيت الأبيض لم يعد قادرا على استغلال حجة «الرئيس يريد ذلك من أجل حملته» بعد أن انتهت هذه الحملة. \r\n ثالثا، هناك خلافات عميقة وسط الجمهوريين حول كل قضية مهمة من القضايا التي تلوح في الأفق. فهناك خلافات حول الهجرة، التعليم، الإصلاح الضريبي، وحول المفهوم الغامض المسمى «مجتمع المالكين ». ففي مجلس الشيوخ، يسعى بيل فريست، بجدية كاملة إلى عرقلة التعيينات القضائية، عن طريق آلية الحوار الذي لا ينقطع. ويعتقد بعض الجمهوريين أن هذه فكرة بشعة. \r\n ولكن الخلافات تصبح أكثر عمقا حول الضمان الاجتماعي. فحوالي 50 من النواب الجمهوريين لا يريدون تعديل هذا القانون بأي مستوى. أما أولئك الذين يؤيدون الإصلاح فينقسمون إلى عدة فئات متنافسة. وتعتقد واحدة من هذه المجموعات أنك تحتاج إلى بعض التخفيضات في الفوائد لتغطية نفقات الانتقال إلى الحسابات الخاصة. \r\n وباختصار فإن الجمهوريين يشعرون بأن اغلبيتهم الكبيرة تعطيهم الفرصة في الانتصار للقضايا التي يهتمون بها، ولكنهم ليسوا موحدين حول معنى النصر. فبعض أصدقائي من المعلقين يخشون تزايد أعداد أهل الولاء والطاعة حول الرئيس. ولكن التحدي الحقيقي هو انهيار الوحدة، وليس الإذعان المقزز من قبل البعض لما يراه الرئيس. وغالبا ما يتصرف الجمهوريون كحزب اغلبية عادي، تسوده فترات طويلة من الخلافات، تتخللها فترات قصيرة من لحظات الوحدة العاطفية، كالصراع على تعيينات المحكمة العليا على سبيل المثال. \r\n والسؤال : كيف يمكن التأقلم مع هذا الوضع؟ \r\n لا يفتأ نيوت غينغرتش يذكر زملاءه القدامى بأن مثل هذه الخلافات طبيعية. ويقول إنه من المهم أن يركز الرئيس على مواجهة تحديات ثلاثة اساسية، حتى لا يغرق الحزب في الخلافات والمعارك اليومية. ويقول كذلك إنه سيكون من الخطأ أن يعتمد الرئيس بصورة كبيرة على أعضاء الكونغرس ، إذ على بوش أن يلجأ إلى الشعب مباشرة حتى يوسع من التأييد لمبادراته الكبيرة. ويقول غنغريتش في هذا الاتجاه :« من السهل على أعضاء الكونغرس أن يعارضوا الرئيس. ولكنه سيكون من الصعب عليهم أن يعارضوا الناخبين». \r\n وأضيف إلى ذلك أن الرئيس سيجد نفسه أمام مفارقة: وهي أن الأغلبية الكبيرة التي ينعم بها الحزب الجمهوري، تجعل من الصعب، فرض حكم الحزب الواحد. وسيجد الرئيس صعوبة كبيرة في تمرير مشاريع قوانينه، في ظل الصراعات والخلافات السائدة وسط الجمهوريين. أما في قضايا مثل الضمان الاجتماعي، فإنه سيفقد بعض الجمهوريين، مهما فعل وأينما اتجه. وسيترتب عليه في مثل هذه الحالة أن يبني تحالفات الراغبين، ومن بينهم بعض الديمقراطيين. \r\n وهذا يعني أن فوز الجمهوريين، ربما يعني قدرا أقل من حكم الحزب الواحد. وهذا يتطابق مع منهجي في الحياة : وهو أن كل شيء يتضح في النهاية أنه عكس ما كنت تتوقع. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»