وليس هناك ما يسيء بالنسبة للفتاة القادمة من تيتوسفيل احدى ضواحي بيرمنغهام اتالانتا الحي الذي يسكنه السود من الطبقة المتوسطة التي تحافظ باستمرار على التوازن ما بين الحياة المريحة والفقر. وحيث يتعلم ابناء المدرسين ووزراء الثقافة وبعض المحامين الموسرين انه فيما لو كانوا راغبين بتحقيق النجاح في حياتهم فمن المتوجب عليهم بذل ضعف الجهد الذي يبذله ابناء البيض على ان يتم ذلك من غير ذرف الدموع على ما فات. دروس استوعبتها على خير ما يرام, لدرجة انها كانت قد اعتبرت راشدة عندما بلغت من العمر ثمانية اعوام, بالكاد هي الفتاة التي تحمل اسما غريبا بفضل والد عاشق للاوبرا وموظف بلدية بليد بعض الشيء الذي عمد الى تحريف كوندولشيتسا الى كواندوليزا. \r\n \r\n كان العام 1963 وكان نشطاء الحقوق المدنية قد وصلوا الى عمق الجنوب, في الوقت الذي كان فيه السود يزحفون متحدين رجال الامن, والقتلة من حركة كوكلوس كلان العنصرية. وكانت البراءة بالنسبة لكوندوليزا قد انتهت عند ذلك الحد, حين تفجرت القنابل في الجوار واجبر الاب المحبوب على حراسة الطرق ومسدسه في يده وقت ان تم تفجير الكنيسة المعمدانية الواقعة في الشارع السادس عشر, بينما كانت بداخلها اربع فتيات صغيرات وكانت احداهن زميلة لها في المدرسة. \r\n \r\n وقصتها هي قصة الفتاة المعجزة ففي سن الخامسة عشرة كانت قد انتظمت للدراسة في الكلية وحصلت في سن السادسة والعشرين على شهادة PHD في شؤون التجارة الخارجية وذلك من جامعة دينفر, حيث تقابلت مع ذلك الذي اقنعها بالتخلي عن ولعها بآلة البيانو والتفرغ كليا لدراسة العلوم السياسية وكان اسمه جوزيف كوربيل واحد من المنفيين التشيكوسلوفاكيين, والد لفتاة, مقدر لها نتيجة لعبة الصدف ان تصبح السيدة الاولى على رأس وزارة الخارجية وكانت هي مادلين اولبرايت. \r\n \r\n ثم وصلت في عام 1981 الى ولاية كاليفورنيا حيث استدعيت للعمل بقسم الدراسات الدولية في جامعة ستانفورد المعتبرة فدرست هناك اللغة الروسية والسياسة السوفيتية. كما عمدت هناك الى تحسين اهتماماتها فيما يخص »الرادع النووي« واخذت تتردد على الادمغة الجمهورية في معهد هوفير وتحولت من ستانفورد لتصبح موظفة جامعية كبيرة, حيث تبوأت منصب عميدة ادارية وحملتها دراساتها الخاصة بالاتحاد السوفيتي الى البيت الابيض وللمرة الاولى في عام 1989 حيث باشرت العمل الى جانب بوش الاب ومن موقعها المستتر اخذت في العمل على مراقبة وتحليل شؤون امبراطورية الشر الاخذة في التفكك ولكن شخصيتها الصارمة كانت قد لفتت الانظار عندما تم استدعاؤها لتكون عضوا في الوفد المفاوض مع موسكو للبحث في الاستقطاعات الخاصة بالمخزونات النووية بحيث كانت ندا من دون خوف او وجل لثعلب عجوز مثل المارشال اخرومييف. \r\n \r\n ولا يعرف اي شيء عن حياتها الخاصة وكثيرون هم الذين يسيئون التحدث عنها بشأن حقيقة انه لم تكن لها اية تجربة خاصة بها, مع انها لا تستهين في مجالسها الخاصة في البحث عن التسليات وهي حريصة على كل كلمة مفردة. هذا مع ان الامر لا يخلو في بعض الاحيان من زلة لسان وقت ان عرفت جورج ديليو اثناء احدى المقابلات على انه »زوجها« ووفقا لنهجها فهي حقا زوجة الرئيس زوجة سياسية بالمعنى الافضل للتعبير: المستشارة التي تقدم العون في الاوقات الصعبة, المستعدة للتنحي جانبا عندما يتطلب الامر اخلاء المسرح بكامله »لرجلها«. \r\n \r\n وفي شهر ايار من عام 2000 كانت قد وصلت مبتسمة بصحبة الرئيس الى قاعة ثيودور روزفيلت حيث كانت قد تمت دعوة اربعة صحفيين من اوروبا القديمة لاجراء مقابلة مع جورج دبليو بوش قبل الرحلة التي حملته الى القارة العجوز, وكانت المشاحنات بشأن العراق ما زالت بعيدة ولكن كان واضحا, ذلك الاحباط الذي ابداه الرئيس تجاه الاوروبيين, نظرا لعدم فهمهم للتحدي الجديد الذي اطلقه تنظيم القاعدة وكان الرئيس دائم النظر الى »كوندي« وكأنه يريد الحصول على الموافقة فيما يخص الاسئلة الاصعب, متلقيا في المقابل الايماءات الواسعة عن طريق الرأس, وبعض الابتسامات العريضة بخصوص القفشات الانجح. \r\n \r\n وفي المحصلة, فان بالامكان الحديث عن اكتمال تطابقها السياسي والانساني الى جانب جورج دبليو فقد كانت هي مدرسته الاولى فيما يخص السياسة الخارجية وقت ان كان رجال مؤسسة هوفير قد ارسلوها كحاضنة لحاكم ولاية تكساس الذي كان قليل الجاهزية. ثم استمرت عملية تلقين الدروس داخل البيت الابيض, على مدى السنوات الاربع الماضية, وذلك اثناء المداولات التي تتم بين الاثنين في عطل نهاية الاسبوع, التي انقضت في كامب ديفيد, والمزرعة التكساسية في غروفورد, عملية تناقل خواطر ووجدانيات تصل حدها الاقصى في المساء حين يكون بوش راغبا في رؤيتها ومناقشتها قبل ان يخلد الى النوم علما بانه يهوى الايواء الى سريره بوقت مبكر. \r\n \r\n اما في شهر حزيران عام 2003 وفي ستانفورد على وجه التحديد, حيث كانت قد وافقت على المشاركة في ندوة نظمت من قبل نادي »الفارس الصديق« لهدف الدخول في حوار مع مجموعة من الصحفيين الامريكيين والعالميين والعواقب المترتبة على الحرب التي شنت على العراق, »وانتهت للتو« فكانت تلك الندوة التي خصصت لمناقشة قضية بعينها قد انتهى امرها كي تتحول الي جلسة شاعرية لاحتساء شراب البيره, تخللها بعض الفقرات الراقصة, تحت الاعين المذهولة لرجال اجهزة المخابرات.0 \r\n \r\n عن: لاريبوبليكا الايطالية