مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    الاحتلال الإسرائيلي يقصف ويحاصر ويجرف بمحيط منزل في دير الغصون بالضفة الغربية    حسين هريدى: الهدف الإسرائيلى من حرب غزة السيطرة على الحدود المصرية الفلسطينية    تعرف على حكم مباراة الأهلي والجونة فى الدوري الممتاز    "أفشة يقترب من الرحيل".. سيد عبد الحفيظ يكشف مفاجأة عن مصير نجم الأهلي    «توخوا الحذر».. بيان عاجل من الأرصاد بشأن حالة الطقس اليوم وموعد عودة الأمطار في مصر    التموين تتحفظ على 2 طن أسماك فاسدة    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    شيرين عبد الوهاب تبكي أثناء غناء «كدة يا قلبي» بحفل الكويت    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. السبت 4 مايو 2024    هيثم نبيل يكشف علاقته بالمخرج محمد سامي: أصدقاء منذ الطفولة    المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: أفلام المسافة صفر مهمتها حفظ حكاية غزة    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    مصرع 37 شخصاً جراء الفيضانات في البرازيل    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    "ارتفع 140جنيه".. سعر الذهب بختام تعاملات الأمس    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    الخطيب يهنئ «سيدات سلة الأهلي» ببطولة الكأس    ملف يلا كورة.. اكتمال مجموعة مصر في باريس.. غيابات القطبين.. وتأزم موقف شيكابالا    سيدات سلة الأهلي| فريدة وائل: حققنا كأس مصر عن جدارة    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    أمن القليوبية يضبط «القط» قاتل فتاة شبرا الخيمة    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    السودان وتشاد.. كيف عكرت الحرب صفو العلاقات بين الخرطوم ونجامينا؟ قراءة    تصريح دخول وأبشر .. تحذير من السعودية قبل موسم الحج 2024 | تفاصيل    سيول وفيضانات تغمر ولاية أمريكية، ومسؤولون: الوضع "مهدد للحياة" (فيديو)    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    استقرار سعر السكر والأرز والسلع الأساسية بالأسواق في بداية الأسبوع السبت 4 مايو 2024    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المواجهة مع ستار استمرت أربع ساعات دامية في غرفة الخرائط
نشر في التغيير يوم 06 - 07 - 2004


\r\n
قصة رئيس مع منصبه، ومع زوجته هيلاري، وابنته تشيلسي، ومع الحياة اليومية في البيت الابيض، ومع مشكلاته ومشكلات العالم. انه كتاب وثيقة استثنائية عن حياة رجل استثنائي.يتحدث بيل كلينتون في سيرة حياته عن مختلف قضايا السياسة الدولية وتشابكاتها وعن السلم والحرب وأميركا والعالم، ويتناول صداقاته ولقاءاته وعمله كحاكم في أركانساس ثم كرئيس للولايات المتحدة.
\r\n
\r\n
وعن أمور كثيرة أخرى ليس أقلها أهمية بالنسبة لجمهور القراء في أميركا وفي العالم أيضا ما ارتبط بشخصيته من «فضائح» نشرتها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وتابع مسلسلها مئات الملايين من البشر في شتى أنحاء العالم. واذا كان الجانب الشخصي في هذه القضايا الفضائح كلها يحمل الكثير من الاثارة عندما يرويه صاحب العلاقة الاول، فإنها تبين أيضا كيف يمكن للسياسة ان تتلاعب بواقع البشر وبحياتهم في الاطار الواسع للصراع على السلطة.
\r\n
\r\n
يعود بيل كلينتون الى عام 1994 الذي بدأ بوفاة والدته في الخامس من يناير لتبدأ بعد ذلك سلسلة من المتاعب، ففي أواسط ذلك الشهر نشرت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز» وغيرهما مقالات حول قضية وايتووتر، التي تم اتهام هيلاري وبيل كلينتون فيها بالكسب غير المشروع من عمليات عقارية، وقد بالغت الصحافة في تعرضها لهذه القضية لدرجة كتب معها بيل كلينتون يقول ان هذه القضية وحدها هي التي كانت تستحوذ على اهتمام الصحافة واهتمام العالم السياسي.
\r\n
\r\n
مسلسل الفضائح
\r\n
\r\n
في اطار التحقيقات حول هذه القضية انفجرت قضية أخرى تخص علاقة بيل كلينتون بباولا جونز التي اتهمته ب «التحرش الجنسي» بها عندما كان حاكما لولاية اركانساس، وكانت من العاملين معه.
\r\n
\r\n
ظهرت قضية باولا جونز للعلن في فبراير 1994. وذلك عندما نشرت صحيفة «أميركان سبكتاكل» مقالا بالاعتماد على معلومات مصدرها شرطة اركانساس، أكد فيه كاتبه ان كلينتون قد صادف امرأة في احد فنادق ليثل روك، وانه دعاها لتكون خليلته. وذكر ذلك المقال اسم «باولا» فقط من دون أي ذكر لاسمها كاملا، وقد زعمت باولا جونز ان أسرتها واصدقاءها قد عرفوا انها هي المقصودة، ولذلك ارادت الدفاع عن شرفها.
\r\n
\r\n
وهكذا ذهبت للشرطة لتسجيل اتهامها لكلينتون بأنه قد تحرش بها وحرمها من الزيادة السنوية في راتبها لانها رفضت عرضه. هذا بدلا من ملاحقة «الاميركان سبكتاتل» قضائيا، حسب تعبير كلينتون الذي وجد امام قضية في القضاء ومطلوب منه دفع سبعمئة ألف دولار لباولا جونز لما لحق بها من ضرر بسبب التحرش الجنسي المزعوم الذي تعرضت له. ولم تتردد هيلاري كلينتون آنذاك في ان تتحدث عن مؤامرة تحاول اوساط اليمين المتطرف ان تحيكها ضد زوجها.
\r\n
\r\n
وبعد عدة أشهر كشفت صحيفة «واشنطن بوست» النقاب عن ان القاضي المستقل اليميني المتزمت والقريب من الجمهوريين المتطرفين كنث ستار يقوم بالتحقيق حول اشاعات مفادها ان ما بين اثنتي عشرة وخمس عشرة امرأة، من بينهن باولا جونز، كانت لهن مغامرة مع بيل كلينتون.
\r\n
\r\n
وقد صرح ذلك القاضي بأن ما يهمه لم يكن الحياة الجنسية لبيل كلينتون، انما كان يريد ان يطرح بعض الاسئلة على جميع الاشخاص الذين ربما ان كلينتون قد تحدث معهم حول قضية وايتووتر. وانتهى الامر بكنث ستار الى ايفاد عشرات العناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي الاميركي، وكذلك اوفد بعض العناصر العاملين لحساب شركات خاصة للتحقيق في الموضوع الذي كان قد أكد مع ذلك انه لم يكن يهمه.
\r\n
\r\n
ويؤكد كلينتون ان الاميركيين دافعي الضرائب هم الذين دفعوا كلفة ذلك العمل. ويؤكد مرارا وتكرارا ان كنث ستار كان متحيزا، اذ انه استخدم عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي وقام باستخدام محققين خاصين من اجل «التفتيش في الحياة الشخصية لكلينتون» ولكنه رد بعنف، عندما اهتمت «صحيفة صفراء» بالتنقيب في حياته الخاصة.
\r\n
\r\n
ويشير كلينتون في هذا الصدد الى مقال نشرته مجلة «نيوزويك» على مدى صفحتين كاملتين ويتحدثت فيه بالتفصيل عن أكثر من عشرين منظمة ونشطاء محافظين كانوا قد عملوا كلهم من اجل الكشف عن وتمويل «الفضائح» التي يحقق فيها كنث ستار».
\r\n
\r\n
أما صحيفة «واشنطن بوست» فإنها قالت في مقال لها ان العديد من القضاة الاميركيين السابقين قد أعلنوا انزعاجهم، ليس بسبب ولع ستار بالتنقيب في الحياة الخاصة لكلينتون فحسب، وانما ايضا بسبب «الترسانة القضائية» التي تم توظيفها لتفعيل اتهاماته ضد الرئيس.
\r\n
\r\n
وحاول ستار ان يستغل قضية جانبية فجرها بث برنامج تلفزيوني عنوانه «60 دقيقة» وقالت فيه سيدة اسمها كاثرين ويللي ان الرئيس كلينتون كان قد راودها عندما كانت تعمل في البيت الابيض. «محض افتراء» هذا ما أكده كلينتون أمام هذا الاتهام، مشيرا الى انه كان لديه ما يكفي من البراهين على عدم مصداقية روايتها، وخاصة شهادة صديقتها «جولي هيارت» عندما أكدت انها طلبت منها ان تكذب. هذا بالاضافة الى رسائل عديدة بعد «المراودة» بعثتها المدعية لكلينتون .
\r\n
\r\n
وتؤكد كلها اعجابها وانها مستعدة لان تفعل كل شيء لمساعدته. وفي النهاية «لم يطل الوقت لاكتشاف انها كانت تريد بيع قصتها للصحف أو لأحد الناشرين بمبلغ ثلاثمئة الف دولار، وانتهت القضية قبل ان تبدأ، حسب تعبير كلينتون الذي يؤكد انه سرد قصة السيدة ويللي كي يبين كيف ان القاضي ستار لم يتردد في استغلالها، ووعد ويللي ب «الحماية من أية ملاحقة قضائية» اذا قالت له كل الحقيقة.
\r\n
\r\n
ولكن تكشف ان تلك الحقيقة ليست في صالح ما يريد بالمقابل عندما رفضت جولي هيارت، التي يصفها كلينتون بأنها «جمهورية صلبة» ان تغير شهادتها وان تكذب بالاتجاه الذي يريده ستار قام بتوجيه الاتهام لها رسميا، واذا لم تتم ادانتها كمذنبة فانها قد خسرت كل ما تملكه في القضية، بل وحاول مكتب القاضي ستار ان يشكك بصلاحية تبنيها لطفل رضيع روماني.
\r\n
\r\n
حكاية مونيكا
\r\n
\r\n
وفي 17 يناير 1998 تمت دعوة بيل كلينتون للادلاء بشهادته في قضية «باولا جونز»، وبعد ان أدى اليمين امام المحكمة شرع القضاة بتحديد مفهوم العلاقات الجنسية واعتبروه انه عامة «أي اتصال أكثر حميمية من قبلة. واذا كان يرمي الى ارضاء اثارة جنسية أو يوقظها».
\r\n
\r\n
ثم يكتب كلينتون عن تلك الجلسة: «لقد استمرت الجلسة عدة ساعات، تم تكريس ما بين عشر الى خمس عشرة دقيقة فقط لباولا جونز. وما بقي يمحص موضوعات مختلفة (...) وخاصة اسئلة عديدة حول مونيكا لوينسكي. وكان المحامون يريدون ان يعرفوا اذا كنت أعرفها جيدا واذا كنا قد تبادلنا الهدايا وتحادثنا في الهاتف، وأخيرا اذا كانت لي علاقات جنسية معها. ولقد أخبرتهم بمضمون محادثاتنا، وبأنني قدمت لها بعض الهدايا، ثم أجبت بالنفي فيما يخص العلاقات الجنسية».
\r\n
\r\n
لم يكن بيل كلينتون يعلم آنذاك ان المحقق ستار كانت لديه البراهين التي تثبت انه كانت له «علاقات جنسية» مع المتدربة السابقة في البيت الابيض بالمعنى الذي كان قد تم تحديده لمفهوم العلاقات الجنسية خلال قضية باولا جونز. وكانت تلك البراهين تتمثل بعدد من أشرطة التسجيل التي تحتوي محادثات احدى صديقات مونيكا، المدعوة ليندا تريب بتسجيلها خلسة والتي تتضمن اعترافاتها بوجود تلك العلاقات.
\r\n
\r\n
لم يكن كلينتون يعرف وجود تلك الاشرطة، لكنه كان يعرف كما يكتب اليوم، بأنه كذب تحت القسم. فمونيكا لوينسكي عملت في البداية كمتدربة في البيت الابيض طيلة صيف عام 1995، ثم كموظفة ما بين ديسمبر من تلك السنة وحتى مطلع ابريل الثاني، حيث تم تحويلها آنذاك الى وزارة الدفاع، وكان اسم مونيكا لوينسكي قد ظهر في قائمة الشهود المحتملين في مطلع ديسمبر 1995، واصبحت «شاهدة» بعد اسبوعين فقط.
\r\n
\r\n
ويؤكد كلينتون قوله: «لم أتحدث مع محاميي آنذاك عن علاقتي معها، وإنما أشرت الى حيرتي وترددي حيال ذلك الفريق العجيب للعلاقات الجنسية بمناسبة قضية باولا جونز. ولم يكونوا هم أقل حيرة».
\r\n
\r\n
لقد طلب احد محاميه من محاميي الادعاء ان يطرحوا أسئلة دقيقة ولا لبس فيها عن علاقته بالنساء، وعندما سأل كلينتون المحامي نفسه الذي كان يطرح أسئلة عليه عما اذا كان لديه سؤال آخر أكثر تحديدا، أجاب بالنفي ثم أضاف: «أعتقد انه سيتم توضيح هذه النقطة تماما قريبا جدا، ولن تتأخر كثيرا في فهم ذلك».
\r\n
\r\n
ويشير كلينتون الى انه كان مسموحا للقليل من الناس بأن يأتوا للعمل في البيت الابيض في حوالي نهاية عام 1995، أما أولئك الذين كانوا يأتون للعمل فإنهم كانوا يبقون حتى ساعة متأخرة. في تلك الفترة كانت لي للمرة الاولى علاقات ليست في مكانها مع مونيكا لوينسكي. ثم تكررت هذه العلاقات ما بين شهر نوفمبر من السنة نفسها وحتى ابريل، أي حتى غادرت مونيكا البيت الابيض الى البنتاغون. لم أرها بعد ذلك خلال الاشهر العشرة التالية، ولكن كان يحدث ان اتصل بها هاتفيا من وقت لآخر. يحدد كلينتون القول.
\r\n
\r\n
وفي فبراير 1997 كانت مونيكا احد المدعوين الى حضور التسجيل العام للخطاب الاسبوعي لكلينتون في الاذاعة، وبعد انتهاء البث التقى بها على انفراد لمدة ربع ساعة يقول: «كان موقفي يوحي لي بالقرف، وعندما رأيتها في الربيع التالي قلت لها ان علاقتنا كانت مسيئة بالنسبة لي ولأسرتي ولها هي نفسها، وانني لم أكن أستطيع الاستمرار. ثم أضفت انها ذكية، ومهمة، وتستحق حياة جيدة، وانني أستطيع ان أقدم لها مساعدة صداقية، إذا وافقت على ذلك».
\r\n
\r\n
كانت مونيكا تتردد على البيت الابيض بانتظام، وكان كلينتون يلقاها بترحيب وتكريم، وقد طلبت منه في اكتوبر ان يساعدها لايجاد عمل في نيويورك، ففعل ذلك. ثم اختارت احد عرضين للعمل، وجاءت حوالي نهاية سبتمبر الى البيت الابيض لتودعه، وفي تلك الاثناء تلقت مذكرة الدعوة للشهادة في قضية باولا جونز، لكنها لم تشأ ان تؤدي تلك الشهادة».
\r\n
\r\n
ويشير كلينتون الى انه قال لها عندها حرفيا: «لقد قلت لها ان عدة نساء تجنبن الاستجواب عندما صرحن وهن تحت القسم، وكتابة، بأنهن لم يتعرضن لأي تحرش جنسي من قبل». ثم يردف القول: «ما فعلته مع مونيكا لوينسكي كان غبيا ولا أخلاقيا. وقد انتابني بسببه احساس عميق بالعار، وقد أردت دائما ان أخفي ذلك.
\r\n
\r\n
وقد حاولت في شهادتي أن أقوم بحمايتنا، أسرتي وأنا، ضد حماقتي وضد أنانيتي. لقد اعتقدت ان ذلك التعريف الزئبقي للعلاقات الجنسية يسمح لي بأن أتصرف كما تصرفت. وفي الوقت نفسه وبسبب انزعاجي من ذلك التعريف طلبت من المحامي الذي كان يلقي علي الأسئلة أن يلقي أسئلة أكثر تحديدا. ولم أتأخر في فهمي للأسباب التي دعته الى ألا يفعل ذلك».
\r\n
\r\n
وفي 21 يناير 1998 أي بعد اربعة ايام فقط من شهادة كلينتون في قضية باولا جونز والتي تركزت أسئلة المحققين فيها على علاقته بمونيكا لوينسكي، وليس بصاحبة القضية الرئيسية ، قامت صحيفة «واشنطن بوست» بنشر مقال أعلنت فيه انه كانت لكلينتون علاقة مع مونيكا لوينسكي وانه متهم بتشجيعها للكذب تحت القسم، ثم أضافت الصحيفة ان المحقق ستار مكلف بالتحقق من صحة ذلك. لقد حاول ستار ان يثير فضيحة من اجل دفعي الى الاستقالة.
\r\n
\r\n
لقد كسب الجولة الاولى ولكن بدا لي ان الزمن كان يلعب لصالحي، اذا استطعت مواجهة الفضيحة خلال اسبوع او اسبوعين، فعندها سينقشع الدخان وسيبدأ الجمهور والصحافة بتحليل دوافع ستار وطرقه، وسوف يرى كل انسان الصورة بتناقضاتها أكثر. كنت أعرف بأنني قد ارتكبت خطأ جسيما ولم أكن أريد ان أدعه يتعاظم عبر ترك ستار يدلني على باب الخروج.
\r\n
\r\n
انفجار القضية
\r\n
\r\n
تابع كلينتون عمله متبنيا استراتيجية دفاعية كمنت في متابعة نفي الوقائع جملة وتفصيلا، كما كان قد كرر لهيلاري ولابنته تشيلسي، ولكن ايضا لمساعديه ولادارته ولاصدقائه وللكونغرس ولبعض الصحافيين وللشعب الاميركي. يحدد كلينتون القول امام هذا الموقف: «باستثناء انحرافي عن الطريق، كان ذلك هو اكثر ما يثير أسفي كوني انني لم أقل الحقيقة كلها لهؤلاء جميعا.
\r\n
\r\n
ومنذ عام 1991 نعتوني بالكذاب في ألوف المناسبات في الوقت الذي كنت شريفا دائما في حياتي العامة وفي الشئون المالية، كما أثبتت مختلف عمليات التحقيق. وها أنا أكذب على الجميع في مسألة انحراف شخصي (...) كنت أتمنى أن أحافظ على زوجتي وعلى ابنتي. ولم أكن أريد أن أترك ستار يلطخ حياتي الشخصية، ولم أكن أريد أن يعرف الشعب الأميركي انني قد خنث ثقته. كان ذلك بمثابة كابوس حقيقي».
\r\n
\r\n
تعرض بيل كلينتون للأسئلة حول الموضوع وعن علاقته بمونيكا لوينسكي ويحثها على الكذب وهي قد أقسمت ان تقول الحقيقة، كل الحقيقة، ولا شيء غير الحقيقة، وكانت اجابته المستمرة، رغم انفجار القضية، بأنه «لم يطلب من احد أن يكذب، وكانت هيلاري تؤكد في تصريحاتها بأنها لا تصدق شيئا من الاتهامات الموجهة لزوجها وبأنهما منذ حملة 1992 قضية واين ووتر وتداخلاتها وما رافقها من اتهامات لكلينتون بعلاقات نسائية ويواجهان «مؤامرة كبيرة يقودها اليمين». وهذا ما يعلق عليه بيل كلينتون بالقول انه «عند سماع هيلاري وهي تدافع عني كان خجلي يتعاظم».
\r\n
\r\n
ولكن لم يكن ممكنا ان يمتد حبل الكذب الى ما لا نهاية. ففي صباح السبت الخامس عشر من شهر اغسطس 1998 أيقظ بيل زوجته هيلاري كي يعترف لها بكل شيء، وحيث نقرأ: «في صباح السبت 15 أغسطس وبعد ان أمضيت ليلة سيئة ومهموما بسبب اقتراب شهادتي أمام لجنة المحلفين الكبرى، قمت بايقاظ هيلاري من نومها كي أقول لها حقيقة ما جرى بيني وبين مونيكا لوينسكي. لقد نظرت لي وكأنني كنت قد وجهت لها للتو ضربة في جوفها.
\r\n
\r\n
كان غضبها الشديد بسبب كذبي عليها يعادل تقريبا غضبها بسبب الوقائع نفسها. قلت لها انني متأسف وانني لم أجرؤ على الحديث لأي شخص كان. وقلت لها انني أحبها وانني لم أكن أريد أن أسبب الألم لها ولتشيلسي، وانني كنت خجولا من سلوكي وانني احتفظت بالسر كي أتجنب جرح القريبين مني واضعاف موقفي. وبعد جميع الأكاذيب والهجومات التي تعرضت لها منذ بداية فترتي الرئاسية كنت أريد تجنب ان تجرفني الموجة التي أعقبت شهادتي في يناير قضية باولا جونز. ولم أفهم أبدا بشكل جيد لماذا اقترن بذلك الخطأ، تلك الحماقة؟ ولن أفهم إلا فيما بعد وتدريجيا وخلال الأشهر التي اشتغلنا فيها على علاقتنا».
\r\n
\r\n
في غرفة الخرائط
\r\n
\r\n
بعد يومين استعد بيل كلينتون للمثول أمام لجنة المحلفين الكبرى، حيث استمرت المواجهة لمدة أربع ساعات كاملة في غرفة الخرائط بالبيت الابيض حيث كان ستار قد قبل عدم استقدام الرئيس الى قاعة المحكمة. لكنه أصر بالمقابل على تصوير شهادته على شريط فيديو بحجة ان أحد اعضاء لجنة المحلفين الاربعة والعشرين لن يستطيع الحضور.
\r\n
\r\n
وقد استمعت اللجنة الى الاستجواب بواسطة شبكة تلفزيونية مغلقة في قصر العدل. ولا يتردد كلينتون في القول ان ستار ومحققيه قد فعلوا كل ما في وسعهم من اجل تحويل شريط الفيديو المسجل الى فيلم جنسي خليع. وقد طرحوا علي أسئلة بقصد اذلالي واثارة نفوذ الكونغرس والشعب الاميركي الى درجة تدفعهم لطلب عزلي، مما يسمح لستار فيما بعد بوضعي في قفص الاتهام».
\r\n
\r\n
وقد اعترف بيل كلينتون بأنه «في بعض المناسبات عام 1996 ومرة واحدة عام 1997» قد «تصرف بشكل سيء عبر قيامه باتصالات حميمة ما كان ينبغي لها ان تتم مع مونيكا لوينسكي»، كما اعترف بأن سلوكه المدان اخلاقيا لم يؤد الى علاقات جنسية بالمعنى الذي فهمه عندما تم تحديده من قبل القضاء أثناء قضية باولا جونز. وعندما انقضت الساعات الاربع التي كان متفقا عليها، يشير كلينتون الى ان محامي الادعاء وجهوا له بعض الاسئلة ست أو سبع مرات.
\r\n
\r\n
\r\n
وانهم قاموا بكل ما في وسعهم من اجل الحصول منه على اعترافات مذلة وتستدعي الادانة الصريحة». هذا ما يمكن ان يتلخص فيه ذلك التحقيق الذي بلغت كلفته حتى ذلك اليوم 40 مليون دولار من اجل القيام بتحليل لغوي لتعبير العلاقات الجنسية». في اليوم التالي لتلك المواجهة بساعاتها الأربع المضنية توجه بيل وهيلاري وابنتهما شيلسي لامضاء عطلتهم السنوية حيث كانوا قد تعودوا. ويقول كلينتون صراحة بأنه كان يفضل في تلك السنة ان يعمل اربع وعشرين ساعة من اصل اربع وعشرين وهو الذي كان طالما يشتاق ليكون في اطار أسرته.
\r\n
\r\n
\r\n
وعندما كان الثلاثة يجتازون الحديقة الجنوبية للبيت الابيض من اجل ان يستقلوا طائرة الهليوكبتر التقط المصورون بعض الصور التي «كانت تشهد على مدى الألم الذي كنت سببا له» يقول كلينتون ويضيف: «عندما لم تكن هناك عدسات تصوير ظاهرة في المكان، لم تكن ابنتي وزوجتي توجها لي الحديث عمليا».
\r\n
\r\n
\r\n
كادت فضيحة مونيكا لوينسكي ان تؤدي الى عزل الرئيس الاميركي بيل كلينتون، وهذا لم يحصل، ولكنها تركت بالتأكيد آثارها على ما تبقى من رئاسته، وربما من حياته. ويعترف كلينتون بأنه طلب من ثلاثة من رجال الكنيسة ان يساعدوه بنصائحهم وان يأتوا مرة واحدة على الأقل كل شهر الى البيت الابيض من اجل تنمية حسه الروحي. كما يعترف بأنه ذهب مع هيلاري لاستشارة مستشار بالحياة الزوجية، وذلك مرة في الاسبوع خلال عام كامل تقريبا، وحيث استطاع للمرة الاولى أن يتحدث بشكل صريح ومفتوح على مشاعره وتجاربه وافكاره وعن الحياة والحب وطبيعة العلاقات بين البشر. ولكن ماذا فهم أيضا؟
\r\n
\r\n
\r\n
. «لقد آلمني اكتشافي انني بسبب طفولتي والحياة التي عشتها فيما بعد واجهت صعوبات كبيرة في ان أفعل بعض الامور التي تبدو اكثر طبيعية من غيرها، و«فهمت ايضا انني عندما أكون منهكا أو في حالة غضب، وعندما أحس انني وحيد أو معزول كنت أتصرف غالبا بشكل أناني ومدمر ذاتيا آسف عليه فيما بعد». ويضيف: «ان الوضع التنازعي الذي وجدت نفسي فيه كان النتيجة الاخيرة ليلي المستمر نحو ان أعيش سرا أكثر من حياة مما كان يسمح له بصد غضبي وحزني ومتابعة حياتي المشهودة العلنية التي أحبها وأعيشها بشكل جيد».
\r\n
\r\n
\r\n
وأيضا: «ما فعلته لا يمكن الاعتذار عنه، ولكن من خلال محاولة فهم لماذا فعلته حصلت على فرصة وضع حد نهائي لازدواجية الحياة عيش حياة علنية وحياة سرية». وعن علاقته بهيلاري، كيف أصبحت؟
\r\n
\r\n
\r\n
يقول: «لقد أحببت دائما زوجتي، ولكن ليس بشكل جيد دائما. وأعترف لها دائما بالشجاعة للقيام بالعمل معي. لقد كنا أفضل صديقين في العالم وأتمنى أن نستطيع انقاذ زواجنا». وبانتظار أيام أفضل أمضى بيل كلينتون الكثير من الليالي وهو ينام على أريكة في الحجرة الصغيرة الملاحقة لغرفة نومهما.. وقد سمح له ذلك بأن يقرأ كثيرا لكنه كان يأمل بأن «لا يطول إلى ما لا نهاية».
\r\n
\r\n
\r\n
كان عليه أن يتابع نشاطاته الرئاسية «كي يحقق الانتصار فعليا في المواجهة مع اليمين المتطرف» حسب تعبيره. وكانت تلك استراتيجية ناجعة. وقد سئل كلينتون غالبا كيف استطاع أن يتجاوز ذلك الامتحان الصعب دون ان يفقد عقله» أو على الاقل قدرته على العمل. وأجاب دائما بأن شجاعته قد تغذت من دعم رجال يحظون باعجابه من بينهم نلسون مانديلا .
\r\n
\r\n
\r\n
وتوني بلير والملك حسين وفيوسلاف هافل والامير عبدالله وجاك شيراك وغيرهم. أما قدرته على «البقاء» و«العمل» فانه تجد معينها دائما لدى أسرته التي استمرت بحبه والدفاع عنه. ويختصر بيل كلينتون في جملة جميلة حصيلة الايام الصعبة بالقول: «لقد انتهى بي الامر الى ان اعترف تقريبا بجميل الوشاة اذ من كان غيرهم يمكنه ان يجعلني أستعيد اعجاب هيلاري؟ بل وحتى حصلت على السماح بترك تلك الاريكة».
\r\n
\r\n
\r\n
وفي 19 ديسمبر 2000 أي بعد اعلان فوز جورج دبليو بوش وقبل استلامه مهام منصبه الرئاسي رسميا تقابل الرجلان في البيت الابيض وتحدثا في مواضيع شتى وخاصة في مسألة الامن القومي.. فقال له كلينتون بالاعتماد على تجربة السنوات الثماني التي أمضاها في البيت الابيض: «ان المشاكل الرئيسية بالنسبة للأمن قد تكون بالترتيب:
\r\n
\r\n
\r\n
اسامة بن لادن والقاعدة، وغياب السلام في الشرق الاوسط، الطريق المسدود بين القوتين النوويتين للهند والباكستان، والروابط التي توحد بين الباكستانيين وطالبان والقاعدة، وكوريا الشمالية واخيرا العراق. وعبرت له عن خيبة أملي الاكبر في عدم القبض على ابن لادن، وبأن أمل الوصول الى سلام في الشرق الاوسط لا يزال قائما وبأننا كنا على وشك توقيع اتفاق مع كوريا الشمالية لوضع حد نهائي لبرنامج صواريخها ولكن قد يكون عليه الذهاب الى هناك لتوقيعه».
\r\n
\r\n
\r\n
ويضيف كلينتون: «لقد استمع لي دون أي تعليق ثم غير الموضوع».
\r\n
\r\n
\r\n
عرض ومناقشة: د. محمد مخلوف
\r\n
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.