عرفت حقيقة العلاقة بين زوجى الرئيس الأمريكى بيل كلينتون والمتدربة مونيكا لوينسكى، فى الليلة السابقة على إدلاء بيل بشهادته أمام هيئة المحلفين الكبرى، أيقظنى بيل فى الساعة الخامسة من صباح يوم السبت 15 أغسطس عام 1998، أى بعد سبعة أشهر من ظهور الاتهامات لأول مرة وإنكاره لها فى يناير من العام نفسه، وفتح الموضوع بهدوء ظاهر لم يستطع أن يخفى توتره، وقال لى لأول مرة إن الموقف أخطر كثيرا مما صور لى فى البداية، لم أتوقع حينذاك أنه سيعترف بحدوث علاقة حميمة خاطئة، لكنه اعترف لى بوجود العلاقة مخففا من صدمتى بأنها كانت مجرد «خطأ عابر ومداعبات حميمية»، وبعد أن اعترف «شعرت بصعوبة غير عادية فى التنفس.. كنت أستنشق الهواء بصعوبة.. ثم بدأت أبكى وأصرخ فى وجهه: «ماذا تعنى؟ ماذا تقول الآن؟ لماذا كذبت على فى الماضى؟.. كنت فى غاية الانفعال، وكان انفعالى يتصاعد بقوة مع كل ثانية تمر، واكتفى بيل بالوقوف فى ركن الغرفة دون حراك وهو يكرر: أنا آسف، آنا آسف جدا، عندما أنكرت الأمر كنت أحاول حمايتك وحماية ابنتنا تشيلسى». تذكرت أننى سألته قبل ذلك بشهور، وأنه أجابنى قائلا إن مونيكا كانت تبحث عن عمل وقد حاول أن يساعدها فى ذلك، وأضاف أنه تحدث مع الآنسة لوينسكى فى مناسبات قليلة، وأن القصة حُرّفت بصورة بشعة. يومها أدركت أنه تعرض لمؤامرة محكمة من اليمين، نسجت حوله شبكة متقنة من الأكاذيب، وصدقته.. لكنه الآن يعترف قبل ساعات من إدلائه بشهادته العلنية أمام هيئة المحلفين الكبرى.. «لقد صعقت وتحطم قلبى وغضبت لأننى صدقته منذ البداية». ليلتها قررت الصمت والتفكير بتأن، وشهدت علاقتنا توترا شديدا لعدة أشهر، ومرارة فظيعة استمرت أكثر من ذلك، وبلغ التوتر والمرارة قمتهما أثناء عطلة قضيناها فى مارتا فاينيارد بعد اعتراف بيل أمام هيئة المحلفين الكبرى.. أثناء هذه الإجازة تركت بيل وحيدا، وكان بصحبتنا الكلب بوفى، الذى وفر لبيل بعض الرفقة والمؤانسة، لأنه لم يكن هناك من يرغب فى ذلك غير بوفى.. لقد كان استمرارى زوجة لبيل واحدا من أصعب القرارات فى حياتى، ومع ذلك، وقبل أن أحسم قرار الاستمرار أم الانفصال رقصت الفالس فى حضن بيل، يوم خروجنا من البيت الأبيض. (من مذكرات هيلارى رودهام كلينتون، المعنونة «التاريخ الحى»، والصادرة عن دار سايمون أند شوستر للنشر) هيلارى رودهام كلينتون سيدة أمريكا الأولى طوال فترتى رئاسة زوجها بيل كلينتون، وأول سيدة أولى تحظى بعضوية مجلس الشيوخ، وتخوض انتخابات حزبها الديمقراطى للترشح فى سباق الرئاسة، وبعد حصول أوباما على حق الترشيح اختارها وزيرة لخارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية وهو منصبها الحالى.
