خلال الاسابيع المقبلة, سيكون لزاما على الحليفين مقاتلة المقاومة المرنة والخطرة, التي تقوم بعملياتها في معظم انحاء العراق, وتسريع وتائر جهود اعادة الاعمار الاقتصادي, وارساء القواعد الاساس لاجراء الانتخابات في شهر كانون الثاني. \r\n \r\n كان من بين اهداف الهجوم على الفلوجة, تدمير معقل آمن رئيس للمقاومة في العراق, ومحور الاغتيالات, والسيارات المفخخة, والكمائن, ابتداء من الرمادي حتى بغداد وما بعدها. كما كان من اهدافه ايضا اتاحة الفرصة لسكانها ال 250.000 للمشاركة في الانتخابات. \r\n \r\n وحيث ان تسجيل اسماء الناخبين جار في مدن اخرى في العراق, اذا سيواجه القادة العسكريون ضغوطا لتأمين المناطق كي يتمكن موظفو لجنة الانتخابات العراقيون من القيام بواجبهم. ويأمل هؤلاء القادة, وكذلك الديبلوماسيون الامريكيون في العراق, بأنه ما ان يتم القضاء على رجال المقاومة, فستنضم المدن في المثلث السني شمال بغداد وغربها الى العملية السياسية, هذا بالرغم من دعوات بعض الجماعات السنية, في الاسبوع الماضي, الى مقاطعة الانتخابات. \r\n \r\n ومع ذلك, تظل هناك عقبات هائلة امام تحقيق هذه الاهداف العسكرية والاقتصادية والسياسية. في هذا الخصوص, قال السيناتور جاك ريد الديمقراطي عن ولاية رود آيلاند, وعضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ, والذي زار العراق يومي الجمعة والسبت الماضيين, في مقابلة هاتفية: »ان عملية الفلوجة ستمثل انتصارا عسكريا, اما ان كانت ستشكل نجاحا سياسيا, فهذا ما سنراه مستقبلا. واضاف ريد يقول: ان رجال المقاومة يعملون جاهدين لتعطيل ذلك, والقواد العسكريون يتوقعون اعمال عنف واسعة الانتشار حتى الانتخابات في كانون الثاني«. \r\n \r\n على ان قادة الجيش يشيرون الى عدد من الانجازات في الفلوجة, منها القضاء على احدى قلاع المقاومة, بعدد اقل من المتوقع بين صفوف القوات الامريكية والمدنيين العراقيين. ويقول مسؤولون عسكريون رفيعو المستوى ان ما يصل الى 1.600 من الرجال المسلحين قتلوا, ومئات اخرين وقعوا في الاسر, وهؤلاء بمجموعهم يشكلون اكثر من نصف العدد المقدر لهم في المدينة عند بداية الحملة العسكرية. وقال هؤلاء المسؤولون ايضا ان هذا الهجوم قد اغلق سلاحا دعائيا للمقاتلين, وهو مستشفى الفلوجة العام, حيث كان يقدم تقارير متواترة عن الاصابة بين المدنيين. ومع هذا, فما يزال المسؤولون الامريكيون والعراقيون يواجهون مهمات مروعة في مرحلة ما بعد الاستيلاء على المدينة. \r\n \r\n في هذا الصدد, قال احد كبار الجنرالات الامريكيين في العراق, في رسالة له بعثها بالبريد الالكتروني, يوم الاحد الماضي, »من الواضح ان الفلوجة بحاجة الى جهد كبير حتى بعد تصفية جيوب المقاومة في المدينة. فهناك العديد من التحديات, مثل البنى التحتية والحاجات الاساسية للعائدين والقوى الامنية والادارة, ناهيك عن التحضير للانتخابات. وعلينا ان نفترض ان رجال المقاومة سيواصلون محاولاتهم لجعل الحياة صعبة ايضا في المدينة«. \r\n \r\n وخارج الفلوجة, تزداد المقاومة اتقادا, وسط تقارير استخباراتية تقول بأن المعركة اصبحت مناسبة استقطاب كبيرة لتجنيد الشباب العرب في المساجد من سوريا حتى العربية السعودية. ويعترف القواد العسكريون الامريكيون بأن المئات من المقاتلين وآمريهم, بمن فيهم ابو مصعب الزرقاوي, الذي نفذت شبكته العديد من عمليات الاختطاف وقطع الرؤوس والتفجير, تسللوا من المدينة قبل شن الهجوم. \r\n \r\n ويقول قادة عسكريون امريكيون انهم توقعوا للقتال على الفلوجة, الذي تصادف مع نهاية شهر رمضان المبارك, ان يشعل اعمال عنف تعم انحاء العراق, لكن مدى وحجم الهجمات التي وقعت في الموصل, يوم الخميس الماضي, صعقت الضباط الامريكيين الذين كانوا يتدافعون على استعادة زمام المبادرة. \r\n \r\n فقال العميد كارتر هام, المسؤول عن الاشراف على شمال العراق, في رسالة بعثها بالبريد الالكتروني, يوم الاحد الماضي, »تبين لنا تجربتنا ان رجال المقاومة بحاجة, بعد المعارك التي يفقدون فيها عددا كبيرا من مقاتليهم, الى بضعة ايام لتجميع انفسهم, ومعالجة جرحاهم, ومحاولة تحديد ما سيقومون به لاحقا. اما مهمتنا فتتمثل في عدم اعطائهم فرصة للاستراحة, وعدم اعطائهم اي وقت للاسترخاء«. \r\n \r\n وفي بغداد, وحيث الهجمات كانت تتزايد حتى قبل الهجوم على الفلوجة, قال جنود امريكيون ان رجال المقاومة قد غيروا تكتيكهم هذا الاسبوع في جزء واحد من العاصمة على الاقل, اذ راحوا يحشدون اعدادا محدودة من مقاتليهم اثناء شن الهجمات على الامريكيين, بدلا من اطلاق النار من تحت الظلال وفوق السطوح, او انهم اخذوا ينصبون الكمائن بعبوات ناسفة على جوانب الطرق, وقال الشاويش راو ستايتون, قائد فريق الاطفاء من المشاة شمالي بغداد, في رسالة بعثها بالبريد الالكتروني, يوم الاحد الماضي, وعلى العموم, فان القوات المعادية للعراق كانت اكثر عدوانية وهجومية او هي غبية, وفقا لنظرة المرء اليهم«. \r\n \r\n وقال ان مجموعته قتلت 15 فردا من رجال المقاومة, وجرحت 6 اخرين, دون ان تقع اصابة واحدة في صفوف مجموعته. \r\n \r\n غير ان القادة العسكريين يقولون انهم حائرون ومرتبكون في كيفية مجابهة حملة ترويع فعالة يقودها المقاتلون ضد العراقيين, من الزعماء السياسيين وقادة الشرطة, حتى النساء اللائي يقمن بغسيل ملابس القوات في القواعد الامريكية. وفي هذا الشأن, قال السيناتور ريد, الذي كان ضابطا سابقا في الفرقة 82 المحمولة جوا, »ان الناس يتضررون يوميا من الاعمال الاجرامية, وهذا الوضع لم يتغير, ولا هو في طريقه الى التغير«. \r\n \r\n يتفاخر المسؤولون الامريكيون بأن ما يقرب من 100.000 من قوات الامن العراقية قد جرى تدريبهم وتجهيزهم, وان العديدين منهم يقاتلون جنبا الى جنب مع القوات الامريكية, بمن فيهم 2.500 عنصر في الفلوجة. غير ان العديدين من هذه القوات لم يحصلوا الا على التدريبات الاساسية البسيطة فقط, وما يزالون يفتقدون التجهيزات اللازمة جدا, مثل الواقيات الجسدية واجهزة الراديو والعربات. \r\n \r\n اما اللواء جون باتيستا, قائد فرقة المشاة الاولى المتمركزة في تكريت, فقال يوم السبت الماضي في رسالة بعثها بالبريد الالكتروني, ان الاخبار السارة تكمن في ان اعدادا كبيرة من قوات الامن العراقية تضطلع بمسؤولياتها في مواقعها, وتقاتل في منطقة شمال - وسط العراق. وهكذا اتت جهودنا الكبيرة اكلها. \r\n \r\n لكن هذا الوضع لا ينطبق على كل مكان. ففي الاسبوع الماضي, هرب العشرات من ضباط الشرطة في الموصل من مواقعهم تحت ضربات الهجمات عليهم, مما افسح المجال امام المقاتلين للاستيلاء على ممتلكات نصف دزينة من هذه المواقع, اضافة الى سيارات الشرطة وازيائهم الرسمية ومئات قطع الاسلحة. \r\n \r\n ومع انسحاب معظم منظمات المساعدة العالمية من العراق بسبب هذه الظروف, وتردد العديد من اصحاب العقود, في ارسال عمالهم الى مناطق ما تزال عرضة لهجمات رجال المقاومة, سيستدعي المزيد من القوات الامريكية لتوفير الامن, وبغاية اعطاء فرصة لاعادة الاعمار كي تسير الى الامام. \r\n \r\n لقد مددت البنتاغون فترة خدمة حوالي 6.500 من القوات الامريكية للمساعدة في حفظ الامن. ويقول كبار المسؤولين العسكريين ان ما يزيد على 140.000 من القوات الامريكية الموجودة, حتى الان, في العراق يجب ان يكون كافيا. لكن السؤال هو: كافية لاي غرض بالضبط? لعل تجربة الاسابيع المقبلة في الفلوجة ستكون درسا. وفي هذا الخصوص, قال احد ضباط الجيش, العائد توا من خدمة دامت سنة بالقرب من الفلوجة, ان الدرس المستقى من العمليات الحربية هو ان الاستيلاء على المدن امر سهل نسبيا, لكن السيطرة عليها امر اصعب بكثير, وهو الامر الحاسم في النهاية. وهذه معركة تخص العراقيين الى حد كبير, وليس الامريكيين, كي يكسبوها.0 \r\n \r\n عن صحيفة »نيويورك تايمز«