يعد الجيش الأميركي العدة هذه الأيام من أجل شن هجوم كاسح على الفلوجة والرمادي والمدن السنية المجاورة التي اصبحت مراكز للمقاومة ضد الاحتلال ان هذه المدن اصبحت أهدافا مغرية للقادة العسكريين الأميركيين ولكن على قادتهم السياسيين في واشنطن ان يدركوا ان غضب السنة وتمردهم له جذور وانعكاسات سياسية وعسكرية‚ \r\n \r\n ليس بوسع الولاياتالمتحدة ان تتصرف كما يحلو لها وتتجاهل البعد السياسي للوضع القائم في المثلث السني‚ فمنذ سقوط بغداد وما تبعها من اجراءات اتخذها الأميركيون مست بشكل مباشر أهل السنة أكثر من غيرهم وابعدت هؤلاء بشكل كبير عن واشنطن واستعدتهم عليها ولم يعد امامهم من خيارات سوى اللجوء الى حمل السلاح للدفاع عن مصالحهم‚ \r\n \r\n بدأت سلسلة الأخطاء التي الحقت أبلغ الضرر بأهل السنة بالقرار المتسرع الذي تم اتخاذه بحل الجيش العراقي ثم تلا ذلك حملة تطهير واسعة النطاق ضد البعثيين‚ بعدها استمرت الهجمات الأميركية المتتالية والحصارات المتتابعة لمدينة الفلوجة‚ ماذا كانت النتيجة؟ تدمير واسع النطاق لحق بالمدينة وقتل المئات من سكانها ومن ثم اصبحت المدينة قلعة للمتمردين ورجال الدين المتطرفين والارهابيين المرتبطين بالقاعدة‚ \r\n \r\n هذه الدائرة والحلقة الجهنمية قد تبدأ من جديد‚ فإدارة بوش وحلفاؤها العراقيون مقتنعون الآن بضرورة شن هجوم كاسح او التلويح به ضد الفلوجة كوسيلة ضغط لاجبار القادة السنيين فيها على اخراج المتمردين وتسليم المدينة للقوات الأميركية والعراقية‚ حتى الآن يبدو ان المفاوضات قد فشلت وهدد رجال الدين السنة بالدعوة لمقاطعة الانتخابات إذا ما هوجمت المدينة‚ \r\n \r\n وإذا لم تتغير الظروف فإن الجنود الأميركيين والمارينز سيجدون انفسهم يخوضون معارك مدن من شارع الى شارع في الفلوجة والرمادي في الشهر القادم‚ \r\n \r\n هناك حل وسط بين التحول الكامل الى حرب المدن او التخلي عن هذه المدن بصورة دائمة لتصبح وكرا للمتمردين والارهابيين‚ \r\n \r\n ان العثور على حل وسط يتطلب التمييز بشكل واضح بين المقاتلين الوطنيين من أهل السنة الذين يجب مهادنتهم من أجل ادخالهم في العملية السياسية والمقاتلين الأجانب الذين يجب ان يتم تهميشهم وهزيمتهم‚ \r\n \r\n ان هذا يتطلب وجود طاولة مستديرة موسعة يجلس اليها علماء الدين من السنة والقادة القبليون من خارج الفلوجة بالاضافة الى القادة المحليين الذين سبق وان انخرطوا في اجراء مفاوضات في السابق مع الأميركيين خلال معارك الفلوجة السابقة‚ \r\n \r\n الأممالمتحدة التي تتحمل مسؤولية الاشراف على العملية الانتخابية تعرض خدماتها وتقترح ان يتم اجراء تلك المفاوضات في مكاتبها‚ \r\n \r\n وإذا ما كان هناك اجماع شبه كامل على شيء ما‚ فهو الاجتماع على عقد تلك الانتخابات في موعدها حتى ولو لم تكن الظروف مواتية بالكامل‚ \r\n \r\n ان وجود مجلس منتخب ديمقراطيا هو الأمل المتبقي الذي يمكن ان يساهم بصورة فعالة في الابقاء على وجود العراق موحدا يسود في ربوعه السلام‚ ان بامكان هذا المجلس ان يخدم هذا الهدف النبيل إذا كانت الانتخابات تنافسية وشاركت بها القطاعات العريضة من الشعب العراقي بكافة طوائفه واعراقه‚ \r\n \r\n ان على واشنطن ان تفهم جيدا انه لا يوجد هناك حل عسكري مائة في المائة للمعضلة العراقية‚ \r\n