إفريقيا والنفط

يبلغ عدد سكان ساو تومي حوالي 140 ألف نسمة معظمهم يعمل في صيد الاسماك وزراعة الكاكاو ويعدون من الافقر على مستوى العالم اجمع ومعظمهم يكسب اقل من دولار في اليوم ويعيشون في اكواخ ليس فيها كهرباء ولا مياه شرب نقية‚ وتنتشر الملاريا على نطاق واسع‚
\r\n
\r\n
الحكومة مفلسة من الناحية الفعلية عدا الديون الخارجية التي ترهق كاهل هذه الدويلة والرئيس فراديك ينظر الآن الى المياه الاقليمية المحيطة بالجزيرة ويحلم بالاربعة مليارات برميل من النفط الموجودة تحتها مما سيجعل بلاده من اكثر البلدان ارتفاعا في متوسط دخل الفرد من الناتج المحلي الاجمالي‚
\r\n
\r\n
ويخطط هذا الرئيس لجعل بلاده هذه المستوطنة البرتغالية السابقة نسخة من دبي او تايوان او سان دياغو‚
\r\n
\r\n
وعلى غرار دبي يطمح هذا الرئيس في تحويل بلاده الى مركز تجاري وعلى غرار تايوان كآلة للنمو وعلى غرار ديغو غارسيا كموقع حيوي للولايات المتحدة في افريقيا‚
\r\n
\r\n
الأميركيون الآن يخططون لاستغلال هذا البلد لصالحهم‚ فهناك دراسات تتم الآن من اجل توسيع المطار الصغير في هذه الدولة وتعميق المياه لتطوير الميناء لاستقبال السفن الضخمة‚ ولا يخفي الرئيس الحالي الذي جاء للسلطة في انقلاب دموي العام الماضي‚ رغبته في وجود مظلة حماية أميركية له ويقول «اننا جزيرة صغيرة ويوجد حولنا جيران كبار‚ اننا نرحب بالأميركيين»‚
\r\n
\r\n
وتوفر دول غرب افريقيا حاليا حوالي 15% من مستوردات النفط الأميركي ويتوقع ان ترتفع هذه النسبة إلى 25% خلال عشر سنوات‚ ولكن وجود الكثير من النفط والقليل من الأمن يمثل دعوة للفوضى والقلاقل‚
\r\n
\r\n
وتعتبر المياه النيجيرية من الاخطر على مستوى العالم‚ حيث توجد بها ميليشيات متمردة ومهربون يسرقون 100 ألف برميل من النفط يوميا تصل قيمتها الى 5‚1 مليون دولار يوميا‚ وقد نجح المتمردون مؤقتا العام الماضي في تخفيض انتاج البلاد من النفط بمقدار النصف‚
\r\n
\r\n
الولايات المتحدة تقدم التدريب حاليا للقوات الافريقية في مكافحة الإرهاب وفي حفظ السلام‚ وقد احرج الاسطول النيجيري مؤخرا عندما تمكن المهربون من السيطرة على ناقلة نفط يبلغ وزنها 12 ألف طن‚ وقد اختفت وبكل بساطة من احد الموانئ النيجيرية‚
\r\n
\r\n
وبمساعدة من الولايات المتحدة ستتمكن دول غرب افريقيا من اقامة حرس اقليمي لخفر السواحل لحماية منصات انتاج النفط وممرات الملاحة‚ ومع وجود الأمن والاستقرار فان النفط سيكون نعمة لشعوب تلك الدول وليس نقمة ووبالا عليها‚
\r\n