في هذه الاثناء ذكر مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» في بغداد ديكستر فلكنز ان آية الله السيستاني اكثر رجال الدين الشيعة نفوذا في العراق يشعر بقلق متزايد من انه حتى لو اجريت انتخابات فان نتائجها قد يتم التلاعب بها بشكل او بآخر بما يؤدي الى غبن الغالبية الشيعية واضمحلال الخيار الديمقراطي المتاح لها‚ ان هذه القضايا جدية للغاية وابعد ما تكون عن التفاهة‚ ملاحظات رامسفيلد غير الديمقراطية تعني انه في حالة عدم تمكن بعض قطاعات الشعب العراقي من التصويت فليس ذلك بالامر المهم «وليكن كذلك»‚ ويبدو ان البعض منا قد نسي ان احد الاسباب الرئيسية التي دفعت الادارة الاميركية لغزو العراق هو نشر الديمقراطية في ذلك البلد‚ الآن ومع انتشار المقاومة وتزايد اعداد القتلى الاميركيين واضعافهم من المدنيين العراقيين‚ فان اجراء انتخابات ديمقراطية وشرعية في يناير يمثل الامل الوحيد بالنسبة لادارة بوش لتحقيق نجاح حقيقي في العراق‚ \r\n \r\n ان الاحزاب السياسية العراقية الستة التي دعمتها واشنطن منذ البداية لا تجعل هذا الامر سهلا‚ فهذه الاحزاب التي ترسخت في صفوف المنفيين الذين تركوا العراق خلال عهد صدام والتي تفتقر الى دعم شعبي واسع تناقش الآن خطة للتقدم بقائمة موحدة تجمع بينها للتقدم بها للناخبين العراقيين‚ واذا ما اجريت الانتخابات على هذه الصورة فانها ستخلق انتخابات الحزب الواحد الا اذا تمكن المرشحون المستقلون المتشرذمون من تنظيم انفسهم ليصبحوا قوة سياسية جديدة فعالة‚ وما عدا ذلك فان الانتخابات العراقية ستبدو بصورة غير مريحة على غرار تلك الاستفتاءات التي كان ينظمها صدام حسين والتي كان يحصل من خلالها على 98% من اصوات الناخبين‚ وما دامت الولاياتالمتحدة لم تحصل على الترحيب في العراق فانه سيكون من الافضل تأخير هذه الانتخابات الى وقت اكثر مناسبة يمكن الشعب العراقي والاحزاب العراقية من تنظيم انفسهم ويشيع الامن ولو نسبيا بشكل يساهم في انتخاب حكومة تقوم على التمثيل الفعلي للشعب‚ ولكن في المقابل فان اي تأخير سيجعل الامور اكثر سوءا‚ لقد سقطت واشنطن وحكومة علاوي المعينة في احجية لا يوجد هناك طريق للانفكاك منها‚ فالامل الوحيد لاخماد المقاومة يعتمد على التقدم الحاصل تجاه الحكم الديمقراطي والامل الوحيد لاجراء انتخابات ذات معنى يعتمد على التقدم الاكبر في اخماد المقاومة‚ ان افضل شيء تفعله الادارة الاميركية الآن هو العمل على انقاذ ما يمكن انقاذه من الشرعية للانتخابات‚ فالسيستاني يتخوف من عقد صفقات في المكاتب الخلفية للمجلس الجديد قبل اجراء اي تصويت بتطبيق معادلة يشعر انها ستعطي الشيعة مقاعد اقل في المجلس الجديد وليس كما يرشحهم عددهم كونهم يشكلون غالبية السكان‚ \r\n \r\n ان مخاوف السيستاني لن تتحقق اذا ما وافقت الاحزاب على التنافس فيما بينها تاركين الناخبين انفسهم يقررون كم من المقاعد سيحصل عليها كل حزب‚ ان بناء شرعية للانتخابات في المناطق السنية سيكون اصعب بكثير‚ فبعض هذه المناطق الآن لا تخضع لسيطرة الحكومة‚ وحتى لو تغير هذا الوضع مع قدوم يناير فان الظروف لن تساعد على اجراء تصويت حر‚ وحتى المناطق السنية الاكثر مسالمة لا تشعر بأنها ممثلة بشكل كاف من قبل الاحزاب الرئيسية الستة وهي حزبان كرديان وحزبان شيعيان وحزبان غير طائفيين‚ واذا لم يكن بالامكان اجراء الانتخابات في معظم مناطق السنة وقوطعت في مناطق اخرى من قبل السنة واتباع السيستاني من الشيعة فان مستقبل الاحتفاظ بالعراق كبلد واحد يبدو قاتما للغاية ناهيك عن خلق استقرار كان يسمح للقوات الاميركية بالانسحاب قريبا‚ \r\n