\r\n ولم تضع السفارة الاميركية في الاردن وقتا في تعويض فرحان عما حدث له، وهو من شخصيات المعارضة الاردنية وعلى علاقة وثيقة بالاخوان المسلمين، اذ زاره في منزله بعمان مسؤول من وزارة الخارجية الاميركية وأصدر له تأشيرة فورية وأعرب له عن «اسفه العميق للصعاب التي وجهها الدكتور فرحان». وتكشف تلك الواقعة عن الازمة التي تواجهها الولاياتالمتحدة. فبعض العناصر الفيدرالية قلقة من علاقات الاخوان المسلمين المحتملة بالارهاب. غير أن بعض الدبلوماسيين الاميركيين والمسؤولين الاستخباراتيين يعتقدون ان نفوذ الاخوان المسلمين يقدم فرصة لمشاركتهم سياسيا بما يمكن ان تساهم في عزل الجماعات المتطرفة التي تستخدم العنف. \r\n وقال غراهام فولر وهو مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية «سى اي ايه» ومتخصص في شؤون الشرق الاوسط عن جماعة الاخوان المسلمين بالعالم العربي «هي حركة معروفة في العالم الاسلامي. ويمكن العمل معها». محذرا «ان تهميشها سيكون مفيدا للمتطرفين». ان تاريخ الاخوان المسلمين والتحديات التي يمثلها الاخوان للمسؤولين الاميركيين يوضحان التعقيد الذي يكتنف صنع السياسيات في اطار الحملة الدولية ضد الارهاب بعد ثلاث سنوات من هجمات 11 سبتمبر(ايلول). فعناصر مكتب المباحث الفيدرالي (اف بي آي) والمحققون الماليون يحققون في نشاط الجماعة بحثا عن علاقات ارهابية او انتهاكات للقانون. بينما يناقش الدبلوماسيون دائما استراتيجيات للتعاون، على الاقل مع الاجنحة المعتدلة للحركات الاسلامية. غير انه بالنسبة للطرفين في الحكومة الاميركية يسود الغموض كيفية التعامل مع الاخوان المسلمين. و«الاخوان المسلمون» هي جماعة ناشطة ينتشر انصارها في 70 بلدا. وتهدف الى تأسيس خلافة اسلامية على غرار الخلافة الاسلامية خلال عصر الخلفاء الراشدين في القرنين الاول والثاني الهجرى، السابع والثامن الميلادي. وفي بعض البلاد مثل مصر والجزائر وسورية والسودان سعى الاخوان المسلمون للثورة. وفي المناطق الفلسطينية، اسست الجماعة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي اصبحت معروفة بعملياتها الانتحارية ضد الاسرائيليين. كما ان الاخوان المسلمين ايضا منظمة متقدمة ومتنوعة تجذب العديد من المسلمين في انحاء العالم وتدافع عن حرية الاعتقاد والتغيير السلمي، وليس العنف الثوري. وقد شارك بعض اعضائها في تأسيس تنظيم «القاعدة» الارهابي، بينما شارك البعض الاخر في تشكيل واحد من اكبر الجماعات الطلابية في الجامعات في الولاياتالمتحدة. \r\n ويمثل أعضاء الاخوان المسلمين في الوقت الحالي وفي الماضي اكبر القوى المنظمة في الجالية الاسلامية في الولاياتالمتحدة. ويديرون مئات المساجد وعشرات من النشاطات التجارية ويشاركون في مشاريع مثل تطوير العقارات والمصارف. كما ساهموا ايضا في تأسيس منظمات اسلامية اساسية تدافع عن حقوق المسلمين وتروج للنشاطات الاسلامية وتسعى لنشر الاسلام. \r\n ولعدة سنوات لم تهتم العناصر الفيدرالية اهتماما كبيرا بالاخوان، ولكن وبعد احداث 11 سبتمبر لاحظوا ان العديد من الخيوط تقود نحو الاخوان. واوضح دنيس لورميل الذي كان، حتى فترة قريبة، مسؤولا كبيرا في مجال مكافحة الارهاب في مكتب المباحث الفيدرالي «شاهدنا علاقة مباشرة او غير مباشرة للاخوان في عديد من القضايا الجارية». \r\n وقال خالد شيخ محمد الذي خطط لهجمات 11 سبتمبر، للمحققين الاميركيين خلال التحقيقات معه انه اهتم بالجهاد المرتبط باستخدام العنف بعد الانضمام للاخوان في الكويت عندما كان عمره 11 سنة اثناء مشاركته في معسكرات الشباب وذلك طبقا للتقرير الذي اصدرته هيئة التحقيق في هجمات سبتمبر. ويشتبه ان الاخوان المسلمين المتطرفين في المانيا واسبانيا، نظموا دعم لوجستي لخلايا تابعة للقاعدة نفذت الهجمات على واشنطن ونيويورك. وقد أغلقت الحكومات الغربية شبكات مصرفية ضخمة في سويسرا وليختنشتاين وجزر البهاما اسستها شخصية اخوانية معروفة بسبب علاقاتها المالية بالقاعدة وغيرها من الارهابيين. غير ان يوسف ندا مؤسس احد هذه المصارف نفى وجود أي تصرفات غير قانونية. وفي مارس (اذار) 2002 شنت عناصر فيدرالية في شمال فيرجينيا حملات تفتيش علي سلسلة من مراكز الابحاث والشركات والجمعيات التي يديرها رجال معروفين بتعاطفهم مع الاخوان المسلمين في العراق وفي اماكن اخرى من العالم منذ الستينات. ولم تؤد حملات التفتيش تلك الى توجيه اتهامات. لكن المسؤولين الاميركيين اكدوا في اوائل العام الحالي انهم يسعون لتوجيه اتهامات تتعلق بتمويل الارهاب لعدد من هؤلاء الاشخاص. وذكر اعضاء المجموعة المعروفة بمواقفهم السياسية المعتدلة انهم انهوا علاقاتهم بالاخوان منذ سنوات طويلة. \r\n ففي عريضة اتهام تضم 42 تهمة، اتهمت الحكومة الجمعية الخيرية المعروفة باسم مؤسسة «الاراضي المقدسة للاغاثة والتنمية» ومقرها ولاية تكساس بانها دعمت «حماس» ماليا بنحو 12.4 مليون دولار. وقالت عريضة الاتهام ان المؤسسة «جزء في شبكة منظمات الاخوان المسلمين المتخصصة في دعم الاصوليين ومن بينها حماس». غير ان المؤسسة نفت القيام بأية تصرفات غير قانونية. وأتهمت العريضة المؤسسة وحلفاءها من الاخوان بتقديم خدمات لحماس مثل جمع التبرعات والاعمال المصرفية واصدار شرائط فيديو وتوزيع منشورات. وطبقا لعريضة الاتهام فإن شبكة الاخوان تعقد مؤتمرات يحضرها عدد من المسؤولين في حماس ورجال الدين المتطرفين، كما انها تؤيد التطرف. غير ان الاخوان لم يدانوا في أيا من هذه الاتهامات. ومن شخصيات الاخوان المزعومة سليمان بحيري وهو مدير شركة تمويل في شمال فيرجينا ادين في العام الماضي بالكذب للحصول على الجنسية الاميركية. وبحيري، الذي ذكرت الوثائق الفيدرالية انه استثمر اموالا في الولاياتالمتحدة نيابة عن مسؤولين في حماس هو «حجر الزواية المالي للاخوان في الولاياتالمتحدة»، طبقا لما ذكره ستيفن وورد المدعي الفيدرالي في المحكمة العام الماضي. \r\n وبالنسبة لهيئات تطبيق القانون فإن الاخوان لايزالوا لغزا مثير للقلق. وقال جون زاراتي رئيس وحدة تمويل الارهاب في وزارة الخزانة «ان ما يعقد الموضوع اكثر هو ان الاخوان حركة سياسية وكادر اقتصادي يدعم الارهاب في بعض الحالات. غير ان هناك بينهم معتدلين ايضا. هم يضعون قدما في عالمنا وقدما اخرى في عالم مضاد لنا. كيف نفسر ما هو جيد او سيء او مشتبه فيه امر في غاية التعقيد». وحتى الآونة الاخيرة «لم تكن العلاقات المالية واللوجستية بالارهاب عبر الاخوان المسلمين معروفة» طبقا لما قاله زاراتي. \r\n وذكر مسؤول كبير في هيئات تطبيق القانون ان مكتب المباحث الفيدرالي درس الاخوان من على بعد لعقد من الزمن «واصبحنا اكثر وعيا بهم الان». ومن الصفات المقلقة للشبكة العلاقة السرية بين نشطاء الاخوان. وقال المسؤول «نبدي اهتماما كبيرا بالعلاقات بين الناس والهيئات. الناس يعرفون بعضهم البعض لمدة عشرين سنة وسيفعلون أي شيء لهم لانهم اخوة». وترتبط حركة الاخوان بالعديد من المتطرفين الاسلاميين في العالم. وقد اسس اثنان من الاخوان في مصر جماعات منشقة عن الاخوان وهما ايمن الظواهري نائب اسامة بن لادن والشيخ الكفيف عمر عبد الرحمن الذي ادين في عام 1995 بتهمة التأمر على نسف بعض المعالم الرئيسية في الولاياتالمتحدة. وواحد من كبار القادة هو ندا، الذي سجن في مصر في الخمسينات بسبب نشاطه في حركة الاخوان، اصبح شخصية ثرية يبيع مواد البناء في السعودية، حيث اصبح يعرف بإسم «ملك الاسمنت» وهو يعيش الان في فيلا ايطالية فاخرة. وذكرت وزارة الخزانه ندا واثنين من الاخوان بأنهم من ممولي الارهاب، قالت ان ندا «وبدعم هام من حركة الاخوان المسلمين» اسس شبكة مصرفية معقدة في الثمانينات. وذكر مسؤولون اميركيون واوروبيون ان الشبكة مولت القاعدة وحماس والجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر، وهو ما ينفيه ندا. وبالرغم من ان الشبكة اغلقت فإن المسؤولين الاوروبيين والاميركيين يقولون ان ندا لا يزال يحرك كميات من الاموال تحت اسم شركات جديدة. \r\n اما احمد حبر، وهو واحد من كبار مساعدي ندا، فهو من الاشخاص الذين يشككون في اعداد ضحايا الهلوكوست ومن بين العديد من الذين ساعدوا الاخوان في وضع بنيتها المالية. ويقول النشطاء المسلمون الذين يعرفون المتعاطفين الحاليين والسابقين للاخوان في الولاياتالمتحدة ان المعارضة الشديدة لاسرائيل هي مفتاح اساسي لمعتقدات الاخوان. وذكرت مصادر هيئات تطبيق القانون ان مئات من اعضاء الاخوان السابقين والحاليين يخضعون للتحقيق لدعم مزعوم لحماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية التي تصفها الولاياتالمتحدة ب«الارهاب». \r\n غير ان بعض خبراء الاخوان المسلمين يقولون ان معظم اجنحتها معتدلة ولا تمثل تهديدا للولايات المتحدة. ويقول احمد صقر الذي يعرف اعضاء الاخوان في وطنه لبنان وفي الولاياتالمتحدة ان المسؤولين الاميركيين «على خطأ مائة في المائة» لمعاملتهم الاخوان بشك. واوضح صقر وهو ناشط اسلامي في كاليفورنيا «انهم ليسوا عسكريين ولا ارهابيين. وهم شخصيات متعلمة ويساهمون في نجاح اميركا. ويريد الاخوان المسلمون تطبيق الاسلام على اسرهم وعلى انفسهم، لاظهار ان الاسلام لكل البشر... لم ار شخصيات متواضعة مثلهم. يقدمون كل شيء من اجل الله». \r\n وقد اسس حسن البنا جماعة الاخوان المسلمين في عام 1928. عندما كان البنا مدرسا في الثانية والعشرين من عمره في مدينة الاسماعيلية. وكان البنا يشتكي من القوى الاستعمارية والاهانات التي يتعرض لها المسلمين، ويدعو الى تطبيق الشريعة. بدأ ناشطو حركة الاخوان المسلمين خلال عقد الستينات من القرن الماضي في الوصول الى الولاياتالمتحدة، حيث تقبلوا الحداثة والثقافة الاميركية، حسبما يقول بعض المتعاطفين مع هؤلاء. كما ان الكثير منهم أنهى علاقته بالمركز الرئيسي لقيادة الاخوان في القاهرة بعد ان انقطعوا حتى عن مبادئ الاخوان. ويقول مسؤول اميركي مطلع على التحقيقات التي اجريت مع اعضاء سابقين في جماعة الاخوان المسلمين ان بعضهم توصل الى استراتيجية صارمة واهداف محددة للعمل على نشر الاسلام ابتداء من افراد الجيش الاميركي ونزلاء السجون والاميركيين السود. وتشير احدى وثائق مجموعة ابحاث في شؤون الارهاب تتخذ من واشنطن مقرا لها ان الكثير من مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين آثر العمل بدأب وأناة في تحقيق الاهداف المرسومة. فقد قال يوسف القرضاوي في حديث له عام 1995 أمام مؤتمر اسلامي في أوهايو ان النصر سيتحقق عن طريق الدعوة مؤكدا ان «النصر من خلال الدعوة هو ما نأمل فيه»، على حد تعبيره. وقال القرضاوي، الذي اصدر بعض الفتاوى التي تبرر الهجمات الانتحارية لحركة «حماس» ضد المدنيين الاسرائيليين، أمام المؤتمر الاسلامي المشار اليه «سنفتح اوروبا وسنفتح اميركا... ليس بالسيف وإنما من خلال الدعوة. وكان القرضاوي قد أدان هجمات 11 سبتمبر، لكنه محظور من دخول الولاياتالمتحدة. وقال القرضاوي ايضا ان الدعوة ستنجح من خلال المجموعات الاسلامية التي أنشأها مؤيدو جماعة الاخوان. وأشار في هذا السياق الى «رابطة الطلاب المسلمين» التي تأسست عام 1963، وافتتحت بعد حوالي 20 عاما على تأسيسها مجمعا يضم المركز الرئيسي للرابطة شيد فوق اراض زراعية في أرياف انديانابوليس بميزانية قدرها 21 مليون دولار ساعد في جمعها القرضاوي والمصرفي ندا. وتعتبر رابطة الطلاب المسلمين، التي تضم 150 فرعا، اكبر جماعة طلابية في الولاياتالمتحدة. كما أنشأ بعض الذين ساهموا في تأسيس رابطة الطلاب المسلمين الصندوق الاسلامي بأميركا الشمالية عام 1971، وهو يعتبر ذراعا لتمويل مئات المساجد في الولاياتالمتحدة وله حسابات مصرفية خاصة بالجمعيات والروابط الاسلامية. وأنشأ بعض هؤلاء عام 1981 الجمعية الاسلامية لاميركا الشمالية، التي ورد ذكرها في حديث القرضاوي، وهي عبارة عن تنظيم تنضوي تحت لوائه جمعيات وروابط اسلامية تعقد مؤتمرات سنوية يحضرها ما يزيد على 25000 شخص. بعض المسؤولين الاميركيين أشاد باعتدال هذه المجموعة التي تصدر مجلة باسم «آفاق اسلامية» وتغطي مواضيع مثل المبادئ الاسلامية للاستثمار وجمعية الكشافة للفتيان المسلمين. ويقول الاشخاص الذين ساعدوا في تأسيس رابطة الطلاب المسلمين والجمعية الاسلامية لاميركا الشمالية والصندوق الاسلامي لأميركا الشمالية انهم ليسوا معادين للولايات المتحدة، مؤكدين انهم يقبلون القيم الاميركية لكنهم يسعون في نفس الوقت الى تعزيز هويتهم الاسلامية. كما يقول هؤلاء ان هدفهم ليس إدخال كل الاميركيين الاسلام وإنما تكوين جالية اسلامية قوية في الولاياتالمتحدة. بالاضافة الى الجيل الاول من الجمعيات الاسلامية التي هدفت الى تعزيز الجالية الاسلامية في الولاياتالمتحدة، برز جيل برع في استخدام النفوذ السياسي والتجاري. من ضمن هذه المجموعات «المجلس الاميركي الاسلامي»، الذي تأسس عام 1990 بغرض حث المسلمين على المشاركة في السياسة والنشاطات المدنية الاخرى. وطبقا لوثائق مركز ابحاث متخصص في شؤون الارهاب، فإن واحدا من مؤسسي هذا المجلس هو محمود ابو السعود، الذي ساعد البنا قبل 58 عاما في توسيع دائرة جماعة الاخوان المسلمين. وعمل ابو السعود في وقت لاحق كبير مستشارين ماليين لدى حكومتي المغرب والكويت. اغلق المجلس العام الماضي وباشرت مجموعة اكثر اعتدالا العمل تحت نفس الاسم. من ضمن القادة السابقين للمجلس الاسلامي الاميركي عبد الرحمن العمودي، الذي يقول مسؤولون اميركيون انه يرتبط بجماعة الاخوان المسلمين. وكان العمودي قد أقر في يوليو (تموز) الماضي بأنه تلقى اموالا من ليبيا، وهو عمل مخالف للقانون لأن الولاياتالمتحدة تعتبر ليبيا من الدول الراعية للارهاب. وتشير وثائق رسمية الى ان العمودي من مؤيدي حركة «حماس». وكانت السلطات الاميركية قد اعلنت ان العمودي شارك في مخطط برعاية الزعيم الليبي معمر القذافي لاغتيال ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز. \r\n من ضمن الجمعيات الاخرى في هذا الجيل الثاني للروابط والجمعيات الاسلامية «الجمعية الاسلامية الاميركية» التي تتخذ من فولز تشيرش مقرا لها. وساهم في تأسيس هذه الجمعية عام 1992 محمد عاكف، المرشد الحالي لجماعة الاخوان المسلمين المصرية، الى جانب اعضاء آخرين في الجماعة، طبقا لما قاله عاكف نفسه لصحيفة «شيكاغو تريبيون» في فبراير (شباط) الماضي. وتشتمل اهداف الجمعية على نشر الاسلام بين المسلمين وغير المسلمين وبناء «مجتمع طاهر واخلاقي». ونفى مسؤولو هذه الجمعية أي صلة لهم بالاخوان المسلمين. يقول بعض خبراء شؤون الاسلام في الولاياتالمتحدة ان التحقيقات التي اجرتها الاجهزة الامنية والقانونية الاميركية مع الناشطين الذين تجمعهم صلة بجماعة الاخوان المسلمين عقدت من حوارات الدبلوماسية الاميركية مع اعضاء جماعة الاخوان في الخارج. فقد التقى مسؤولون في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ووزارة الخارجية ناشطين من الاخوان في كل من مصر والكويت والاردن والاراضي الفلسطينية وأماكن اخرى للتعرف على التيارات الاسلامية التي تعمل في السياسة. \r\n وفي هذا السياق يقول ادوارد جيرجيان، المسؤول السابق بوزارة الخارجية ومدير معهد جيمس بيكر للسياسة العامة التابعة لجامعة رايس، ان الهدف من هذه المساعي هو معرفة طبيعة هذه التيارات حتى يمكن التأثير عليها. وفي نفس الوقت تحذر حكومات مصر وتونس ودول اخرى من خطورة جماعة الاخوان، وهو رأي كثيرين داخل الاجهزة الأمنية والقانونية في الولاياتالمتحدة، اذ ان إجراء لقاءات مع هؤلاء أثارت جدلا داخل هذه الاجهزة، طبقا لما اكده جيرجيان. يشار الى ان بعض الجهات الرسمية، بما في ذلك مسؤولون في قسم الشرق الادنى بوزارة الخارجية ودبلوماسيون عاملون في الخارج، ظلوا يؤيدون منذ هجمات 11 سبتمبر اتصال الحكومة الاميركية بجماعة الاخوان المسلمين وحلفائها. ويأمل هؤلاء المسؤولون وبعض خبراء مراكز الدراسات والبحوث في ان تقلل جماعة الاخوان من عدائها للولايات المتحدة وتصبح حاجزا ضد العناصر الجهادية في العالم. يقول روئيل غيرشيت، الضابط السابق بوكالة الاستخبارات المركزية في الشرق الاوسط والمسؤول حاليا عن متابعة النشاط الديمقراطي في المنطقة بمعهد أميركيان انتربرايز، ان ظاهرة التأثر بأفكار اسامة بن لادن لن يضعفها سوى الاصوليين، مؤكدا على اهمية ان وصول الولاياتالمتحدة الى الاصوليين لما يتمتعون به من شعبية في هذه المجتمعات. ويقول كثير من الخبراء العرب ان جماعة الاخوان المسلمين وحلفاءها قادرون على الفوز في أي انتخابات مفتوحة في دول مثل مصر والجزائر. إلا ان كثيرين في الحكومة الاميركية عارضوا هذه التوجه بسبب تعارضه مع رغبات حلفاء مقربين من الولاياتالمتحدة مثل حكومتي مصر والمغرب. ويقول فوللر، المسؤول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية، انه لا توجد في المستويات العليا في الحكومة الاميركية رغبة في اتجاه الحوار مع هذه الجماعة، لكنه حذر من الحوار مع الاسلاميين مع استبعاد الجماعات التي تؤيد الارهاب ضد اسرائيل او المعادية للولايات المتحدة. وعلق فوللر قائلا انه قلما توجد جماعة اسلامية لا تؤيد العنف ضد اسرائيل ومعاداة الولاياتالمتحدة. من ضمن مؤيدي فكرة الحوار ليزلي كامبل، مدير قسم شؤون الشرق الاوسط بالمعهد الوطني الديمقراطي للشؤون الدولية. وكان كامبل، الذي درب سياسيين عرب، بمن فيهم اسلاميون، قد استضاف وفدا من حزب سياسي يمني له صلة بجماعة الاخوان المسلمين في المؤتمر الاخير للحزب الديمقراطي الاميركي الذي انعقد في بوسطن. وقال كامبل ان اعضاء الوفد اعربوا عن امتنانهم على الاتصال الذي جرى معهم. وأضاف قائلا ان مثل هذه التنظيمات اذا منحت سلطة، فإنها «حاجزا أمام الجماعات التي تريد التدمير». \r\n \r\n * خدمة «واشنطن بوست» خاص ب«الشرق الاوسط» اعد هذا التقرير بمشاركة مارغوت ويليامز