أكثر من إضرارهم بسمعة \"كيري\". أكثر من ذلك، فإن هؤلاء يتجاهلون ما أعتقده ضروريا توفره في أي قائد أعلى للجيش، أي القدرة القيادية. وفيما لو فاز \"كيري\" في انتخابات نوفمبر المقبلة، فسوف يكون قائداً أعلى ذا كفاءة استثنائية. \r\n وربما يختلف المواطنون مع أي مواقف أخرى اتخذها \"كيري\"، أثناء حملته الانتخابية هذه. وربما لا يروق البعض ما شارك في تشريعه من قوانين خلال مدة عمله في مجلس الشيوخ الأميركي، التي تزيد على العقدين من الزمان. كل هذا ممكن، غير أنه يجب ألا تكون هناك أدنى شكوك حول أهليته لأداء المهام الملقاة على عاتق القائد الأعلى للجيش. ولكي أدافع عن هذا الموقف، لست أجد نفسي بحاجة لسرد سجله العسكري هنا، ولا لذكر إعجابي بأدائه في حرب فيتنام، وولاء وإخلاص الجنود الذين عملوا تحت قيادته له. وبصفتي أحد قدامى محاربي فيتنام، فقد أملت دائما في أن يشق أحدنا طريقه يوما، إلى البيت الأبيض. \r\n \r\n إلا أن السبب الأهم الذي يدعوني للاعتقاد بأنه سيكون قادرا على القيام بهذا العمل الأصعب بين كافة المهام الأخرى، هو معرفتي الجيدة لتعاطفه الكبير مع أولئك الرجال والنساء، الذين ضحوا بحقوقهم وتطلعاتهم الخاصة كمواطنين، للدفاع عن حقوقنا وتطلعاتنا نحن. كما أستمد ثقتي كذلك، من معرفتي لإدراكه هو لما سوف يكون عليه الحال، عندما يعمل المرء تحت إمرة قائد يفتقر للوضوح الأخلاقي وللسند السياسي اللذين يمكنانه من القيام بالمهمة المعينة من أولها إلى آخرها، بنفس واحد، ودون انقطاع. كما يدرك \"كيري\" أيضا، استنادا إلى خبرته وتجربته الشخصية، أن في وسع الدبلوماسية العازمة، أن تجنب الولاياتالمتحدة الأميركية شر إرسال أولادها وبناتها، إلى موارد الموت والتهلكة، منذ البداية. \r\n \r\n وهناك من الأدلة، ما يثبت كل ما قلته في هذه الجوانب الثلاثة. فقد سبق ل \"كيري\" أن قاتل بدافع تعاطفه مع رفقة السلاح والجندية، من أجل الفوائد الصحية والتعليمية للمحاربين القدامى وأسرهم. فهل في مقدور أي من معارضيه ذكر موقف واحد فشل فيه \"كيري\"، في تسخير عمله السياسي لخدمة أولئك الذين عملوا بالخدمة العسكرية؟ وكان \"كيري\" قد دعا منذ مدة طويلة سابقة للحملة الانتخابية، إلى أنه من الأهمية بمكان للولايات المتحدة الأميركية، أن تهتم بأمر محاربيها القدامى، إن هي أرادت الحصول على ما تطلبه من متطوعين جدد، ينضمون إلى صفوف الخدمة العسكرية. وفي مرحلة ما بعد الخدمة الاختيارية، وهي المرحلة التي قل فيها عدد المحاربين القدامى الذين ارتدوا الزي العسكري، تتحدث أفعال \"كيري\" ومواقفه العملية هنا أيضا. \r\n \r\n وإذا كان ما من شيء، يعلم الإنسان كيف يكون قائدا جيدا، أكثر من تعلمه كيف يتبع الآخرين، فإن ل \"كيري\" هذه الخبرة، سواء داخل الجيش أم خارجه. ومما يعلمه \"كيري\" جيدا، كم هو مهم بالنسبة للمرؤوس أن يعتمد على رئيسه وأن يستمع لما يقوله، شريطة أن يكون هذا الرئيس، قادرا على التحدث بوضوح وقوة وبعزم أخلاقي. لذلك فهو يعلم كم هو سيىء أن يعمل الإنسان تحت قيادة قائد فاقد لهدفه السياسي والأخلاقي، وفاقد لبوصلته التي تدله على الاتجاهات الصحيحة. كما يدرك \"كيري\" أهمية المثابرة على دعم قواتنا في كل ما نبدأه من أول الطريق إلى نهايته، بصرف النظر عن ماهية هذه البداية ورأينا اللاحق فيها. \r\n \r\n وما من أحد ممن ارتدوا الزي العسكري، إلا وقال لك، إن أفضل حرب نخوضها، هي الحرب الرادعة، لأن أعداءنا يعلمون أن لدينا القدرة، وأن في وسعنا الضرب بلا هوادة أو رحمة. ولكنها هي نفسها الحرب التي نتفاداها، بواسطة استغلال عضلاتنا الدبلوماسية والاقتصادية، في التخفيف من وطأة التهديدات والمخاطر، قبل أن تستفحل وتغدو واقعا ملموسا أمامنا. فوق ذلك كله، فإن ل \"كيري\" خبرة واسعة في التفاوض مع كل من الديمقراطيين والجمهوريين، في التمهيد والعمل من أجل المجتمع الدولي السلمي الذي يطمح إليه معظمنا. ففي كل من جنوب شرق وجنوب غرب آسيا، وفي منطقتي الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، كان \"كيري\" طرفا في التفاوض حول أصعب المهام التي قامت بها جهودنا الدبلوماسية التي ضمت ممثلين لنا من كلا الحزبين. وإذا ما فاز \"كيري\" بالرئاسة، فإنه لن يكون بحاجة للتذكير من أحد بأهمية مواصلة العمل الحزبي المشترك بين الطرفين الجمهوري والديمقراطي، واحترام أولئك الذين ظلوا يخدمون مصلحة البلاد وتقدمها. \r\n \r\n يلاحظ أن الهجمات الإعلامية ضد سيرة كيري العسكرية، تنظمها وتقود معظمها \"شركة تكساس للدعاية والنشر\"، وهي نفسها الشركة التي ارتبط اسمها بتشويه صورة \"جون ماكين\"، آخر المحاربين القدامى في حرب فيتنام، أثناء خوضه حملته الرئاسية. وفي المقابل, فإن سيرة \"كيري\" العسكرية، بصفته أحد قدامى محاربي فيتنام، قد جرى توثيقها توثيقا مكثفا، من قبل سلاح البحرية الأميركية، خاصة فيما يتصل بالجوائز والنياشين التي حصل عليها أثناء خدمته، فضلا عن أنه جرى عرضها كثيرا من قبل المؤرخين والجهات الإعلامية. \r\n \r\n في نهاية مقالي هذا، فإنني أتوجه بالنداء للرئيس \"بوش\"، كي ينضم إلى موقف \"ماكين\"، في الدعوة لوقف هذا الهجوم المضلل على سيرة كيري العسكرية، وسجل خدمته في حرب فيتنام. وهناك الكثير من المعلومات المضللة المغرضة، التي تروج ضد الرئيس \"بوش\" نفسه، من قبل ما يسمى بالمنظمات ال\"527\" هذه. وما لم تجر تعديلات على قوانين تمويل حملاتنا الانتخابية، فإنه سوف يغدو من واجب الجمهور الأميركي، أن يصل إلى الحقيقة بمجهوداته الخاصة، ويميز بين الكذب والحقيقة، فيما ينشر من معلومات عن الأشخاص والمتنافسين. \r\n \r\n \r\n بوب كيري \r\n \r\n سناتور ديمقراطي سابق من ولاية \"نبراسكا\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\"