ووعد كيري، الذي تحدث في قاعة المؤتمر الغاصة بالمندوبين وديمقراطيين آخرين وعلى مدى ساعتين ونصف الساعة قبل أن ينزل من على المنصة، بأن يتولى «المسؤولية عن بلد يخوض حربا». واستشهد بخدمته في حرب فيتنام قبل 35 عاما. ووعد بأن يحمي الأميركيين من الارهاب في القرن الحادي والعشرين. \r\n وقال كيري: «لقد دافعت عن هذه البلاد كشاب وسأدافع عنها كرئيس. وليكن الأمر واضحا: لن أتردد في استخدام القوة عندما يكون ذلك ضروريا. وسيواجه أي هجوم برد فعل سريع وحاسم». \r\n ولكن اكثر من تعزيز مصداقيته الشخصية كرئيس في زمن حرب، استخدم كيري هذا الخطاب أمام ما كان أكبر جمهور واجهه السناتور عن ماساتشوسيتس أربع مرات، لتقديم نقد شديد لفترة ال 42 شهرا من عهد بوش. فردد الى حد بعيد اصداء الهجمات التي استخدمها بوش ضد بيل كلينتون عندما خاض الانتخابات عام 2000 عبر تحدي استقامته. \r\n وقال كيري، وهو يتحدث سريعا وسط هتافات الترحيب المتكررة من جمهوره: «باستطاعتنا أن نغير العالم ولكن فقط اذا كنا مخلصين لمثلنا. وذلك يبدأ بقول الحقيقة للشعب الأميركي. وكرئيس فان ذلك هو تعهدي الأول أمامكم هذه الليلة. وكرئيس سأستعيد الثقة والمصداقية بالبيت الأبيض». \r\n وأضاف: «سأكون قائدا عاما للقوات المسلحة لن يضلل الشعب في قيادته الى حرب. وسيكون لدي نائب رئيس لن يدير اجتماعات سرية مع مسببي الأضرار للبيئة من أجل اعادة صياغة قوانين البيئة في بلادنا. وسيكون لدي وزير دفاع سيصغي الى نصيحة القادة العسكريين. وسأعين مدعيا عاما يحافظ على دستور الولاياتالمتحدة». \r\n وبالنسبة لكل من راقب أحداث المؤتمر الرابع والأربعين للحزب الديمقراطي، لم يكن هناك شك كثير بشأن المهمات الملحة والمعقدة التي يواجهها كيري وهو يخطب في مبنى فليت سنتر: اقناع ناخبي البلاد بأنه يمكن أن يضارع صفات بوش كرئيس في زمن حرب، وأنه صارم بما فيه الكفاية لاستخدام القوة عندما يكون ذلك ضروريا، وان عليهم ان يبعدوا الرئيس الحالي المحب للحرب. والحقيقة ان الخطاب كله كان قائما على فكرة أن كيري شخص أكثر موثوقية في الحفاظ على الأمن الأميركي من الرئيس الذي يريد أن يحل محله. \r\n وفي تناقض مدهش مع خطابات قبول الترشيح الديمقراطية السابقة، كان خطاب كيري منذ البداية حتى النهاية موجها بشكل كبير الى قضايا السياسة الخارجية والأمن القومي، مشددا على الضرورة التي يراها كيري في محاولة التنافس مع بوش في ذلك المضمار، اذ ان الرجلين يخوضان حملة سياسية على خلفية حرب في العراق والتهديد بهجوم ارهابي آخر. \r\n وحيا كيري جمهوره وهو ينزل من المنصة الى قاعة مليئة بالبطاقات المثبتة على أعلام أميركية مرفرفة، اذ أن الديمقراطيين سعوا بهذا المؤتمر الى الاستيلاء على ما هو تقليديا صورة للجمهوريين. \r\n ووضع الخطاب نهاية لواحد من المؤتمرات الديمقراطية الأكثر وئاما وتوحدا خلال 50 عاما في ما سيكون شهرا مزدحما بالنشاط السياسي قبل انعقاد مؤتمر الجمهوريين القومي في نيويورك. وتوجه كيري من بوسطن يوم أمس للقيام بجولة تستمر اسبوعين بالحافلة عبر أنحاء البلاد. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»