أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 21-5-2025 في محافظة الفيوم    سعر الذهب في مصر اليوم الأربعاء 21-5-2025 مع بداية التعاملات    للتشاور.. نتنياهو يسحب فريق مفاوضيه بشأن غزة من الدوحة    بعد واشنطن.. الاتحاد الأوروبي يرفع العقوبات عن سوريا: آمال كبيرة تلوح في الأفق    جيش الاحتلال يعلن مقتل جندي وإصابة آخر في تفجير منزل بغزة    بتكلفة 175 مليار دولار.. ترامب يختار تصميما لدرع القبة الذهبية    كلاسيكو إنجليزي خالص، مانشستر يونايتد يواجه توتنهام اليوم في نهائي الدوري الأوروبي    توافد طلاب ثانية ثانوية بالجيزة على لجان امتحانات الفصل الدراسى الثانى    اليوم.. أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حكم حبسه    اليوم.. أولى جلسات محاكمة عاطل بتهمة التنقيب عن الآثار    رئيس الإذاعة يكشف تفاصيل وموعد انطلاق إذاعة "دراما FM"    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    موعد نهائي الدوري الأوروبي بين توتنهام ومانشستر يونايتد    إسرائيل تواصل هجومها على غزة رغم الانتقادات الدولية    لينك و موعد نتيجة الصف الأول الثانوي الأزهري الترم الثاني 2025 برقم الجلوس    مساعدات عاجلة واستئناف «هدنة غزة».. تفاصيل مكالمة وزير الخارجية الإماراتي ونظيره الإسرائيلي    هبوط كبير تجاوز 800 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 21-5-2025    أسعار الفراخ اليوم الأربعاء 21-5-2025 بعد الهبوط الجديد.. وبورصة الدواجن الآن    مصرع طفلتين غرقا في ترعة بسوهاج    ثلاثي الأهلي يجتاح قائمة الأفضل ب الدوري في تقييم «أبو الدهب».. ومدرب مفاجأة    الخارجية الفلسطينية ترحب بالإجراءات البريطانية ضد ممارسات الاحتلال في الضفة وغزة    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    أفضل وصفات طبيعية للتخلص من دهون البطن    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفى والإعلامى (2)    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    محافظ الدقهلية يشهد حفل تجهيز 100 عروس وعريس (صور)    محمد معروف المرشح الأبرز لإدارة نهائي كأس مصر    «غزل المحلة» يعلن مفاوضات الأهلي مع نجم الفريق    الدولار ب49.86 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الأربعاء 21-5-2025    أسطورة ليفربول: مرموش يمكنه أن يصبح محمد صلاح جديد    طريقة عمل المكرونة بالصلصة، لغداء سريع وخفيف في الحر    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    بعد شهر العسل.. أجواء حافلة بالمشاعر بين أحمد زاهر وابنته ليلى في العرض الخاص ل المشروع X"    ترامب يتهم مساعدي جو بايدن: سرقوا الرئاسة وعرضونا لخطر جسيم    رسميًا الآن.. رابط تحميل كراسة شروط حجز شقق الإسكان الاجتماعي الجديدة 2025    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    تفسير حلم الذهاب للعمرة مع شخص أعرفه    المستشار محمود فوزي: لا يمكن تقنين الخلو.. ومقترح ربع قيمة العقار للمستأجر به مشاكل قانونية    الخطيب: سعداء بالشراكة الجديدة والجماهير الداعم الأكبر للأهلي    شاب يقتل والده ويشعل النيران في جثته في بني سويف    حدث في منتصف الليل| الرئيس يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الباكستاني.. ومواجهة ساخنة بين مستريح السيارات وضحاياه    مجلس الصحفيين يجتمع اليوم لتشكيل اللجان وهيئة المكتب    لميس الحديدي عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز: هناك من عايش الزيجة 20 سنة    رابطة الأندية: بيراميدز فرط في فرصة تأجيل مباراته أمام سيراميكا كليوباترا    تحول في الحياة المهنية والمالية.. حظ برج الدلو اليوم 21 مايو    إرهاق مزمن وجوع مستمر.. علامات مقاومة الأنسولين عند النساء    بمكونات سهلة وسريعة.. طريقة عمل الباستا فلورا للشيف نادية السيد    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    نص محضر أبناء شريف الدجوي ضد بنات عمتهم منى بتهمة الاستيلاء على أموال الأسرة    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    تعرف علي موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    وفد صيني يزور مستشفى قصر العيني للتعاون في مشروعات طبية.. صور    رئيس جامعة أسيوط يتابع امتحانات الفصل الدراسي الثاني ويطمئن على الطلاب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأميركيون أصيبوا بالدهشة والذعر، القوات العراقية تشن هجوماً مضاداً فجر الثامن م
نشر في التغيير يوم 27 - 07 - 2004


\r\n
ويمكن ان تتعرض الدبابات لمخاطر لا يمكن التنبؤ بها اذا لم يتم اعادة تزويدها بالوقود. ولكن كانت علامة الاستفهام الكبيرة هي متى يتحرك رتل شاحنات الوقود وكيفية حمايته؟! ورأى دي كامب ان الوقت أصبح مناسباً لتحرك الرتل على الطريق السريع الثامن، وان افضل وسيلة لحمايته هي السرعة وليس المدرعات .
\r\n
\r\n
وانه لأكثر أماناً نقله بعربات سريعة عن نقله بشاحنات ثقيلة. وقرر ان يرسل فصيلة استطلاع بعربات «همفي» مصفحة تحمل مدافع رشاشة عيار 50 ملم وبالاعتماد على سيارات «همفي» والعربات الخفيفة بامكان الرتل السير بسرعة تبلغ 45 ميلاً في الساعة وهي سرعة تكفي لتجاوز الدفاعات العراقية مع مواجهة المدافع الرشاشة لأية هجمات محتملة.
\r\n
\r\n
كان الضابط المسئول عن تنسيق عمليات اعادة الإمداد هو الميجور كنت رايداوت الذي يعد الشخصية الثانية في كتيبة دي كامب. كان رايداوت يتمركز في طريق القصر الجمهوري حيث اتخذت دبابات ابرامز وعربات برادلي القتالية مراكز دفاعية. اتصل رايداوت بالكابتن «إد بلانكو» ضابط عمليات اعادة الامداد الموجود مع قافلة شاحنات الامدادات المتوقفة على الطريق السريع الثامن الى الشمال مباشرة من مركز القيادة الجديد للواء.
\r\n
\r\n
احاط رايداوت بلانكو علما بان دي كامب قد قرر ان تتحرك القافلة الآن حتى تصل الى القصر الجمهوري قبل حلول الظلام، على ان يتم الاعتماد على العربات وليس المدرعات حتى تتحقق للقافلة ميزة السرعة.
\r\n
\r\n
لم يشعر بلانكو بالارتياح لما سمعه، فقد اراد ان تضم القافلة مجموعة من المدرعات، خاصة وان هناك دبابة يمكن ان ترافق القافلة، وهي دبابة القيادة التي يستخدمها دي كامب.
\r\n
\r\n
وكان الميكانيكيون قد قضوا الليل في اصلاح بعض الاجهزة المعطوبة، وقد اصبحت جاهزة للتحرك الآن، وكان دي كامب قد اضطر لاستخدام دبابة يقودها احد الضباط التنفيذيين في عملية الانطلاقة الراعدة نحو بغداد والآن وبعد ان تم اصلاح دبابة دي كامب، فان بلانكو يريد ان يستخدمها للحراسة الامنية لقافلة الامدادات.
\r\n
\r\n
وضع بلانكو خطة سير القافلة، حيث سيتم توزيع عدد من عربات «همفي» في المقدمة والمؤخرة، ثم يوزع عددا آخر من عربات «همفي» بين عربات القافلة بحيث تحمي كل عربة اثنتين من شاحنات الوقود والذخيرة. وحرص على ابعاد شاحنات الوقود عن بعضها البعض حتى اذا ما اصيبت احدى الشاحنات.
\r\n
\r\n
لا تؤدي الى اصابة الشاحنة المجاورة لها. واختار بلانكو لنفسه عربة «همفي» تكون وسط القافلة، الا انه تذكر ان رايراوت قد ابلغه في وقت سابق ان يترك عربة «همفي» ويبقى مع ناقلة الافراد المصفحة التابعة لفريق المهندسين. كانت بالحاملة ثلاث شبكات لاسلكية في مقابل شبكة واحدة في عربة «همفي» ولذلك فان الناقلة ستتيح لبلانكو اجراء اتصالات افضل.
\r\n
\r\n
وستتحرك مجموعة المهندسين بشكل منفصل عن القافلة الرئيسية وستكون خلفها بفارق زمني يبلغ نحو 20 دقيقة. رأى بلانكو انه من غير المنطقي ان يكون بعيدا عن رجاله هذه المسافة الزمنية وفضل ان يستقل عربته «الهمفي» بوسط القافلة.
\r\n
\r\n
نيران تحاصر القافلة
\r\n
\r\n
لم تمض سوى دقائق قليلة على انطلاق القافلة على الطريق السريع الثامن حتى تعرضت لاطلاق نار من اسلحة صغيرة. كان المسلحون يطلقون النار من فوق اسطح البنايات ومن على جانبي الطريق. راح الجميع يردون على اطلاق النار سواء من عربات «همفي» او من شاحنات الوقود، كانت مهمة خطيرة للغاية اذ كان الجميع يخشى ان تتعرض احدى عربات الوقود لاصابة تؤدي الى انفجارها كما كان ينبغي اتباع التعليمات وهي ضرورة مواصلة التقدم بسرعة.
\r\n
\r\n
ولن تتوقف القافلة لمحاولة انقاذ عربة مصابة. فالعربات بالمؤخرة سوف تخلي طاقمها المصابين وتترك العربة تحترق. وكان بلانكو يذكر رجاله دائما بأن القوات في المدينة بحاجة ماسة الى حمولتها من الوقود والذخيرة. استمر اطلاق النار ولكن لم يكن كثيفا كما كان متوقعاً غير انهم كلما اقتربوا من مفترق على الطريق كان اطلاق النار يتوقف ليتم استئنافه بعد تجاوز المفترق، وشعر بلانكو ان الفرق المقاتلة الاميركية عند المفترقات الثلاثة قد نجحت في السيطرة على مواقعها.
\r\n
\r\n
وكان القتال قد استمر في احد المفترقات لمدة تزيد على الثماني ساعات حتى تمكنت القوات الاميركية من فرض سيطرتها على المفترق، كان المهندسون قد قاموا بتنظيف مسارات الطريق من العربات الانتحارية المحطمة والاشياء الاخرى. ادرك افراد القافلة ان معارك شرسة قد دارت قبل وصولهم، فهناك قتلى من العراقيين في كل مكان وكميات هائلة من الاسلحة على جانبي الطريق، كما رأوا خمس عربات وقود وذخيرة محترقة ولا يزال الدخان يتصاعد منها.
\r\n
\r\n
بعد مفترق الطريق تعرضت القافلة لإطلاق نار كثيف، واطلقت قذائف «آر. بي. جي» من الجانب الأيسر للطريق، وسقطت احدى القذائف على الاسفلت في المسافة بين عربة همفي وشاحنة الذخيرة خلفها. تواصل اطلاق النار حتى وصلوا الى مفترق الطرق الرئيسي حيث توقف اطلاق النار كالعادة.
\r\n
\r\n
ورأى الافراد مرة اخرى آثاراً لمعارك شرسة دارت عند هذا المفترق. بعد المفترق اختلط الامر على مقدمة القافلة اي طريق يسلكون الى ان اهتدوا الى طريق الكندي الذي سيقودهم الى وسط المدينة. وفجأة رأى بلانكو القوس الذي يعلوه سيفان متعانقان وهو الذي تقع عنده ساحة استعراض حرس الشرف فأدرك انه على وشك الوصول بسلام، مرت القافلة بالمجمع الحكومي حيث كانت الدبابات وعربات برادلي تسيطر على الطرق المؤدية اليه.
\r\n
\r\n
وعندما دخلت القافلة ساحة العرض العسكري التي تقع خلف نصب الجندي المجهول مباشرة، اندفعت اطقم دبابات اللواء الثاني نحو القافلة لترحب بقدومها ولما تنقله من وقود وذخيرة هم في امس الحاجة اليها.
\r\n
\r\n
\r\n
انشأت الشاحنات نطقة تزود بالوقود والذخيرة امام مقر حزب البعث الذي تم الاستيلاء عليه في ذلك الصباح بوحدة مدرعة تابعة للواء الثاني كان المقر يقع عبر الطريق السريع من ناحية قصر سجود حيث أقام الكولونيل بيركنز مقر قيادته التكتيكية.
\r\n
\r\n
كانت الشمس في طريقها الى الغروب وخفت حدة القتال كثيرا فالعراقيون لا يميلون الى القتال اثناء الليل ويدركون ان الاميركيين يتفوقون كثيرا في مجال القتال الليلي، في ظل ما يملكونه من اجهزة للرؤية الليلية وانظمة التصوير الحرارية. وعادة ما يوقف العراقيون القتال اثناء الليل حتى تتاح لهم فرصة تناول الطعام والراحة واحتساء الشاي.
\r\n
\r\n
\r\n
وقبل حلول الظلام حاولت عربتان انتحاريتان خرق الحواجز الامنية الا ان القنابل بداخلهما انفجرت عندما تعرضت لنيران كثيفة من الدبابات. بعد ذلك فتح العراقيون نيران «آر. بي. جيه» واطلقوا القذائف في الهواء لتسقط داخل منطقة الدبابات وكأنهم يطلقون قذائف هاون ثم هدأ الوضع بعد ذلك.
\r\n
\r\n
قرر رايت الذي تنتشر مدرعاته على احد مفترقات الطرق ارسال دبابتين الى مقر حزب البعث للحصول على كل الوقود والذخيرة التي يحتاج اليها خاصة وان بعض آلياته قد استنفد بالفعل ما لديه من ذخيرة. كان على الدبابتين ان تقطعان مسافة تصل الى كيلومترين ونصف وسط اطلاق نار مستمر من الاسلحة الصغيرة التي يستخدمها العراقيون.
\r\n
\r\n
وعند نقطة التزود بالوقود اكتشف قائدا الدبابتين ان هناك كميات تكفي لكل المدرعات عند مفترق الطرق، ولكن كان يتعين ان تقوم الدبابتان الاخريتان بنفس الرحلة للتزود بالذخيرة والوقود والعودة الى موقعهما على مفترق الطرق.
\r\n
\r\n
وكانت سيطرة فريق رايت على مفترق الطرق تعني بالنسبة للكولونيل بيركنز ضمان الابقاء على قبضته على وسط المدينة والطريق السريع الثامن. لقد خاض سباقا مع الزمن طوال الليل لانهاء عملية التزود بالوقود والذخيرة، وقد تحقق له الفوز في النهاية. فكل الفرق على مفترقات الطرق الثلاثة.
\r\n
\r\n
قد تزودت بالوقود والذخيرة وازدادت قدراتها على السيطرة على مواقعها وفي وسط المدينة تحصنت الدبابات وعربات برادلي في مواقعها بعد ان تزودت بما تحتاجه من وقود وذخيرة، كان بيركنز يشعر بقلق بالغ طوال النهار من احتمال تعرضه للحصار داخل المدينة والآن فإن المعركة تسير وفقا للخطة التي وضعها وتصورها قبل عدة اشهر.
\r\n
\r\n
القصر مركز عمليات
\r\n
\r\n
وخارج القصر الجمهوري اقام الميجور كنت رايداوت مركز عمليات اللواء الثاني مدرعات. ورغم ان الوضع كان هادئاً بشكل يدعو الى الدهشة حول القصر بعد ظهر يوم السابع من ابريل، فان رايداوت كان يشعر بالقلق من التعرض لأي هجوم خاصة عند الثغرة بين كتيبتي «توسكر» و «روج» وكان يخشى ان يتسلل الجنود العراقيون من هذه الثغرة بين الكتيبتين وكانت كتيبة «توسكر» تسيطر الآن على منطقة.
\r\n
\r\n
يصل طولها الى حوالي اربعة كيلومترات من القصر الجمهوري غرباً الى قصر سجود ومقر حزب البعث، بينما كانت تقوم كتيبة «روج» بتأمين ساحة العرض العسكري واستعراض حرس الشرف ونصب الجندي المجهول وقصر الرشيد ووزارة الاعلام وحديقة الزوراء وحديقة حيوان بغداد والملاهي.
\r\n
\r\n
ولكن كانت توجد بين الكتيبتين ثغرة تمتد شرقاً الى نهر دجلة حيث توجد خمسة جسور على النهر لم يتم تأمينها بعد.رأى رايداوت وفيليب دي كامب قائد كتيبة توسكر انه يتعين على كتيبة روج ان تتحرك نحو هذه الجسور لغلقها. فقد شعرا بالخوف من ان يتدفق العراقيون عبر هذه الجسور ويقومون بهجوم مضاد. نقل الرجلان هذه المخاوف عبر الشبكة اللاسلكية الى الميجور ريك نوسيو، ضابط تنفيذي كتيبة روج، الذي تفهم اسباب قلقهما.
\r\n
\r\n
لكنه لم يستطع الاستغناء عن أية وحدات لارسالها الى منطقة الثغرة، خاصة وان الكتيبة تعرضت لهجوم شرس بالقرب من حديقة الحيوان واشتبكت في قتال لم يكن احد يتوقعه. فاذا حاول نوسيو نقل وحدات الى الشرق، فمعنى ذلك انه سيفتح ثغرة جديدة اوسع نطاقا في الغرب حيث تتلاحم الآن كتيبة روج بالقرب من مقر حزب البعث مع كتيبة «تشاينا». لذلك فقد اعرب نوسيو عن اسفه لعدم قدرته سد الثغرة عند الجسور.
\r\n
\r\n
وبالاضافة الى الجسور، كان رايداوت يشعر بقلق ايضا ازاء عمليات اطلاق النار العراقية من الضفة الشرقية لنهر دجلة. وليست لديه ادنى فكرة عما يوجد هناك. فكل ما لديه من صور اقمار صناعية هو عن الضفة الغربية فقط التي يوجد فيها القصر ومجمع الوزارات. وقد تم تخصيص الضفة الشرقية.
\r\n
\r\n
لتكون منطقة عمليات قوات المارينز الاميركية التي ما تزال تحاول شق طرقها للوصول الى وسط العاصمة. وخلف القصر، تستخدم وحدات الاستطلاع التابعة للكتيبة «توسكر» اجهزة الرؤية الحرارية لتحديد اماكن المسلحين الذين يقاتلون من داخل خنادق عبر النهر.
\r\n
\r\n
هجوم مضاد
\r\n
\r\n
عند الساعة الثالثة وعشرين دقيقة من صباح يوم الثامن من ابريل لاحظ السيرجنت لوسيتج، الذي كان يقوم بحراسة الطريق المؤدي الى القصر والمعروف باسم شارع حيفا، اشكالاً متوهجة خضراء اللون لرجلين على بعد عدة مئات من الامتار عن مجموعة الحراسة، كانا يتجولان بشكل عادي في الطريق.
\r\n
\r\n
اعتقد لوسيتج انهما قد يكونان من فصيلة المشاة الملحقة بالكتيبة. نظر لوسيتج مرة اخرى في الجهاز الحراري المكبر، فاكتشف ان الرجلين لا يعتمران خوذات وانهما يرتديان ملابس مدنية ويحملان بنادق آلية ثم ظهر فجأة نحو عشرين رجلاً آخر وراء الرجلين وجميعهم يحملون اسلحة.
\r\n
\r\n
راح لوسيتج يوقظ طاقم الدبابة للاستعداد لمواجهة المسلحين. وعندما نظر مرة اخرى من خلال جهاز الرؤية الحرارية لاحظ ان الرجال انقسموا الى مجموعتين، مع تحرك نحو عشرة منهم وسط الاشجار على الجانب الايسر من الطريق بينما تقدم ما يتراوح بين 10 15 رجلاً نحو حائط يبلغ ارتفاعه مترين على الجانب الأيمن، طلب لوسيتج من جميع الدبابات.
\r\n
\r\n
التي تقوم بحراسة الطريق بتشغيل محركاتها في وقت واحد. وعندما شغل السائقون محركات دباباتهم كان المسلحون على بعد مئتي متر فقط من دبابة لوسيتج عندها اطلق المسلحون قذيفة «آر. بي. جي» بسرعة واصابت مقدمة دبابة لوسيتج التي ارتجت بشدة وعنف. وفي الوقت الذي كان يحاول فيه طاقم الدبابة استعادة السيطرة اصيبت الدبابة بقذيفة اخرى. اطلق الطاقم النار من مدفع الدبابة فاصابت عددا من المسلحين، الا ان آخرين.
\r\n
\r\n
نجحوا في اطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف «آر. بي. جي» اخرى سقطت احداها داخل القصر، فايقظت بعض الضباط والجنود الذين استغلوا وجودهم في القصر وناموا في غرفه المتعددة، ومن بينهم الكابتن بلانكو الذي اصدر اوامره الى الجنود باعداد مدافعهم الرشاسة أم 16 لاطلاق النار في أي لحظة وذلك ظنا منه ان العراقيين قد شنوا هجوما مضادا للسيطرة على القصر. كما حمل هو الآخر مدفعا رشاشا وامسك باليد الاخرى مسدسا.
\r\n
\r\n
كانت اروقة القصر غارقة في الظلام فراح الجنود يتلمسون طريقهم للخروج من القصر. وعندما وجدوا المخرج تراجعوا خوفا من ان يعتقد زملاؤهم انهم عراقيون ويطلقون النار عليهم بالخطأ. وراحوا يبحثون عن المخرج الجنوبي حتى اكتشفوه بعد نحو عشر دقائق من التخبط مرة اخرى في الاروقة المظلمة.
\r\n
\r\n
كان بلانكو يخشى على قافلة الوقود والذخيرة اذ ان قنبلة يدوية واحدة تصيب احدى الشاحنات ستؤدي الى انفجار كل العربات التي تقف على الطريق الرئيسي المؤدي الى القصر. صدرت الاوامر بعدم تدخل العربات القتالية وان يتم ترك الامر للدبابات لمواجهة الهجوم.
\r\n
\r\n
لام دامس
\r\n
\r\n
انطلقت قذائف «آر. بي. جيه» على عدد من الدبابات، من بينها دبابة لوسيتج التي اصيبت بقذيفتين متتاليتين. كانت القذائف تنفجر على الطريق او امام جدران القصر. ادرك الاميركيون ان فرق «آر. بي. جيه» قد فرضت سيطرتها على ساحة القتال، اذ لم يروا من قبل العراقيين يصوبون هذا الكم الهائل من القذائف وبدقة كبيرة.
\r\n
\r\n
تم استدعاء عدد من عربات برادلي وراحت الدبابات تطلق النار الى ان توقف اطلاق النار. شعر لوسيتج انه لم يعد يرى من خلال جهاز الرؤية الليل، فاخرج رأسه من فتحة الدبابة العلوية فظن انه قد اصيب بالعمى، اذ كان الظلام دامساً لا قمر ولا اعمدة انارة ولا شيء غير السواد الحالك. فعاد الى الجهاز الحراري مرة اخرى.
\r\n
\r\n
وعند قوس النصر لمح لوسيتج من خلال فتحة في الجدار على الجانب الأيمن من الطريق، رجالاً يحملون مدافع رشاشة و «آر. بي. جي» يتحركون ببطء وحرص ويبدو انهم لم يدركوا ان هناك دبابة اميركية تتحرك خلفهم. وبعد لحظات تجاوز اربعة من هؤلاء الرجال الفتحة وساروا في الطريق، عندها اطلق طاقم الدبابة النار عليهم فقتلوا في الحال.
\r\n
\r\n
راحت الدبابات تطلق النار على مجموعات من المقاتلين انتشروا في اماكن عديدة بعضهم كان مختبئاً بين الاشجار وآخرون كانوا في ساحة العرض العسكري داخل احد اكشاك الحراسة. وقد تعرضت اكثر من دبابة لقذائف «آر. بي. جي».
\r\n
\r\n
استمر القتال الى ان بدأت اولى خيوط الفجر تلوح في الافق. استغرق الامر اكثر من ثلاث ساعات الى ان تمكنت المدرعات الاميركية من السيطرة من جديد على الموقف. كانت هناك مخاوف من ان يكون هؤلاء المقاتلون مجرد طليعة لقوات اخرى تنتشر بالقرب من جسر الجمهورية الذي يقع عند الطرف الشرقي من الثغرة بين كتيبتي «روج» و «توسكر» طلب لوسيتج من الليفتنانت ميدلتون ان يتحرك بفصيلته نحو الشمال ليلقي نظرة على تقاطع الطريق حيث يلتقي شارع يافا ببداية الجسر.
\r\n
\r\n
عندما وصل ميدلتون الى هناك رأى منظرا لم ير مثله من قبل. فقد امتلأ التقاطع باعداد كبيرة من السيارات والجنود والمعدات. كانت العربات تنطلق فوق الجسر بمختلف الانواع، سيارات خاصة وعربات وسيارات اجرة وباصات ودراجات نارية وشاحنات عسكرية. كان الجنود باعداد كبيرة يقفزون الى خارج هذه العربات كما كان هناك اعداد كبيرة.
\r\n
\r\n
من المسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية. كما رأى ميدلتون شبكة من الخنادق منتشرة شمال وغرب التقاطع. بدأت نهاية الجسر والتقاطع كما لو انها قد تحولت الى مجموعة من التحصينات العسكرية.
\r\n
\r\n
تحدث ميدلتون على شبكة اللاسلكي ليبلغ قيادته ان التقاطع قد تحول الى ساحة تعبئة لشن هجوم مضاد عراقي عندئذ تأكدت مخاوف دي كامب من ان العراقيين سيستغلون الثغرة عند جسر الجمهورية، تم ابلاغ مركز القيادة بالقصر بطبيعة الموقف عند الجسر. بدأ الاميركيون الاستعداد لخوض معركة ضارية.
\r\n
\r\n
وصدرت الاوامر للمدفعية بدك منطقة التقاطع قبل شن الهجوم. سقطت قذائف الهاون على الركن الجنوبي الشرقي من التقاطع بجوار بناية من عشرة طوابق تعتبر مقرا لوزارة التخطيط. كما سقطت دفعة اخرى من قذائف الهاون شمال التقاطع وفي شبكة الخنادق المحيطة.
\r\n
\r\n
وعند الساعة 45,6 صباحا صدرت الاوامر بتحرك المدرعات نحو التقاطع. كانت مهمة الهاون قد انتهت لتبدأ مهمة كتائب المدرعات التي لم يكن يدور بخلدها انه ينتظرها قتال شرس جديد عند اسفل جسر الجمهورية.
\r\n
\r\n
بمجرد دخول الدبابات التقاطع واجهتها قذائف من جميع الانواع من المدافع والقنابل اليدوية والصواريخ التي انطلقت من كل اتجاه خاصة من الخنادق الموزعة في مختلف ارجاء التقاطع وفي الشوارع الجانبية، بالاضافة الى نيران قادمة من بناية من ثلاث طوابق تقع شمال غرب التقاطع ومن اسفل الجسر ومن مبنى وزارة التخطيط. بدا الامر كما لو ان المدرعات تسير داخل جحيم من النار.
\r\n
\r\n
كان عدد الدبابات المهاجمة اربعة وقد واجهت كثافة هائلة من النيران لم تشهد مثلها حتى خلال القتال الذي دار في الصحراء جنوب العراق او حتى خلال الانطلاقة الراعدة التي جرت صباح أمس. بدا وكأن هناك خطة عراقية صلبة وتنسيقا جيدا في عمليات اطلاق النار، وهو ما يخالف عمليات اطلاق النار العشوائية من جانب العراقيين على الطريق السريع الثامن وعمليات اطلاق قذائف الهاون اليائسة بالقرب من مجمع القصور.
\r\n
\r\n
بل ان هذه المعركة تشارك فيها المدفعية ومنصات الهاون العراقية. شعر الاميركيون بأنهم محاصرون من جميع الاتجاهات. فالقذائف تنطلق من الخنادق تحت الارض ومن القناصة وفرق «الآر. بي. جيه» فوق اسطح البنايات، انه هجوم على ثلاث جبهات وهو نفس نوع المصيدة التي تقع فيها المدرعات التي تخوض حرب مدن وهو الامر الذي يحذر منه العسكريون دائماً وينصحون بعدم خوض المدرعات مثل هذا النوع من القتال.
\r\n
\r\n
دهشة وذعر
\r\n
\r\n
دهش قادة الدبابات الاربع وهم يتخذون مواقعهم في مختلف انحاء التقاطع من درجة تركيز النيران العراقية على دباباتهم كانت اطقم الدبابات تشعر بالذعر والقذائف تصطدم ببدن الدبابات الصلب.
\r\n
\r\n
كان يوجد بالركن الشمالي الغربي من التقاطع مبنى متعدد الطوابق وكانت فرق «آر. بي. جي» والقناصون ينتقلون بسرعة من نافذة الى اخرى وهم يطلقون النار. قصفت الدبابات المبنى بمجموعات متعددة من القذائف فتهاوى، لكن الطلقات النارية لم تتوقف من الجهة الشمالية الغربية.
\r\n
\r\n
وشعر الاميركيون بمدى صمود المقاتلين العراقيين ومواصلتهم القتال رغم كل هذا الكم من النيران التي تطلقها الدبابات ومن كل نوع. كانت النار مشتعلة في العديد من العربات والبنايات كما تحول التقاطع الى ساحة قتال شرس وتصاعدت اعمدة الدخان الكثيفة في السماء حاولت الدبابات تكثيف اطلاق النار من منطلق ان الجانب الذي يعتمد على كثافة نيران اكبر واكثر فاعلية هو الاسرع في كسب المعركة، الا ان الجانب العراقي كانت له اليد العليا في ذلك ايضا .
\r\n
\r\n
فقد تزايدت كثافة النيران العراقية من كل مكان خاصة من الخنادق. وصل قادة الدبابات الاربع الى حالة من اليأس واتصلوا بالقيادة داخل القصر لابلاغها بالتطور. احيط الكولونيل بيركنز بالتطورات الخطيرة عند التقاطع وطلب منه ان يسمح بتفجير جسر الجمهورية والجسرين الاخرين اللذين يقعان شماله لقطع تدفق التعزيزات العراقية رد بيركنز بانه يتعين ان يحصل على تصريح من القيادة العليا.
\r\n
\r\n
خلال القتال اصيب قائد دبابة يدعى وولفورد في رأسه اصابة شديدة وعندما تم نقل الخبر عبر شبكة اللاسلكي ساد شعور بالشلل والتخبط. واصل طاقم دبابة وولفورد اطلاق النار ولكن بصورة غير مدروسة فقد كان وولفورد يتولى مسئولية القتال عند التقاطع وكان يصدر قراراته باطلاق النار على اهداف معينة.
\r\n
\r\n
ويحذر من النيران الصديقة. ولكن بعد فترة افاق وولفورد من غيبوبته بعد ان اصيب الا ان احد افراد دبابة اخرى اصيب عندما اخرج رأسه من فتحة الدبابة في محاولة منه لرؤية الاهداف العراقية بوضوح وكانت اصابته بالغة وتم نقله بسرعة الى وحدة الاسعاف المجاورة لمجمع القصور. كما اصيب عدد من افراد اطقم الدبابات.
\r\n
\r\n
باصابات عديدة بين بسيطة وبالغة. كانت المعركة عنيفة وقامت الدبابات باطلاق نيران كثيفة على الخنادق الا ان قادة الدبابات شعروا بالقلق اذ ان العراقيين واصلوا اطلاق النار من كل الاتجاهات. ادرك الاميركيون ان الموقف بدأ يخرج عن السيطرة واذا ما استمر القتال بهذا المعدل فانهم سيتعرضون لمزيد من الخسائر.
\r\n
\r\n
فقرروا الانسحاب على ان تقوم وحدات المدفعية والهاون بقصف الخنادق وهدم البنايات الموجودة عند تقاطع الطرق. تم الاتصال بالليفتنانت كولونيل دي كامب حيث احيط علماً بالموقف المتأزم. صدرت الاوامر بالانسحاب بشكل منظم خوفا من حدوث فوضى تؤدي الى زيادة الخسائر.
\r\n
\r\n
جرى الانسحاب وفقا للخطة الموضوعة باستثناء ثلاث دبابات تحت قيادة وولفورد ولوسيتج وميدلتون كانت موجودة في وسط التقاطع. وعندما استعد وولوفورد للانسحاب انفجرت قذيفة «آر. بي. جيه» بالقرب من مقدمة دبابته، ورأى فريقا عراقيا يتقدم نحوه. وفي محاولة لتصويب ماسورة الدبابة باتجاههم اصطدم بعنف بدبابة لوسيتج.
\r\n
\r\n
وادى هذا الاصطدام الى تزايد حماسة العراقيين الذين ركزوا نيرانهم على الدبابتين. تقدم ميدلتون بدبابته ليقف امام الدبابتين وراح يطلق النار على العراقيين في الخنادق. وفي النهاية تمكنت الدبابات الثلاث من التراجع والفرار باتجاه القصر.
\r\n
\r\n
ويقول مؤلف الكتاب ان هذه كانت المرة الاولى على مدى نحو ثلاثة اسابيع من القتال تجبر وحدة قتالية تابعة للواء سبارتان المدرع الثالث على الانسحاب تحت وابل من النيران.
\r\n
\r\n


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.