ولكن لماذا اتجه تقرير وزارة الطاقة الاميركية الى التنبؤ بارتفاع الاسعار في المستقبل القريب؟ \r\n \r\n التفسير العادي هو من اجل وضع اللوم على اوبيك وجعلها كبش فداء‚ وهو تفسير لم يعد مقنعا‚ \r\n \r\n اضافة الى ما سبق فإن سياسة الطاقة للحكومة الاميركية لا تساعد على بث الاستقرار في اسعار النفط‚ في عام 2001 أمر الرئيس بوش بملء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الى اقصى طاقة له وهي 700 مليون برميل‚ وبالرغم من ارتفاع الاسعار في عام 2002 وعام 2003 استمرت الولاياتالمتحدة في بناء احتياطاتها رافضة استخدام اي كميات منه للتأثير على اسعار النفط ودفعها للتراجع‚ واوضح بوش بجلاء ان افراغ المخزون الاستراتيجي سيعرض موقف اميركا للخطر في حربها على الارهاب‚ \r\n \r\n هذه الاستراتيجية لم تساهم فقط في رفع اسعار النفط الخام عن طريق زيادة الطلب‚ بل ارسلت اشارات الى السوق بأن الحكومة لديها معلومات استخبارية موثوقة عن هجمات ارهابية محتملة على المنشآت النفطية‚ \r\n \r\n وتأتي المخاوف من حدوث نقص في الوقت الذي يتزايد الطلب على النفط بسرعة‚ ويتوقع مركز معلومات الطاقة ان ينمو الطلب العالمي على النفط بزيادة مليوني برميل يوميا لعامي 2004 و2005 مقارنة بالمستويات الحالية‚ والقوى المحركة لهذه الزيادة هي النمو الاقتصادي القومي للصين واميركا الشمالية وتتخوف الاسواق من انه ومع هذا الطلب القومي فإن منتجي اوبيك لن يكونوا قادرين على تغطية الطلب المتنامي‚ \r\n \r\n وتدعي صحيفة «نيويورك تايمز» بأن حقول النفط السعودية في حالة تراجع مما دفع الشركات والحكومات لاثارة تساؤلات خطيرة حول قدرة المملكة على اطفاء عطش العالم للنفط في السنوات القادمة‚ وتوقعات الطاقة تطالب السعودية بمضاعفة انتاجها من النفط تقريبا خلال العقد القادم وما بعده‚ \r\n \r\n المديرون التنفيذيون في صناعة النفط والمسؤولون الحكوميون في الولاياتالمتحدة والسعودية يؤكدون ان الطاقة الانتاجية للمملكة ستبقى تقريبا قريبة من مستواها الحالي مما سيخلق فجوة فيما بين الطلب والعرض‚ \r\n \r\n ان التكهنات حول وجود فجوة نفطية في الاسواق المستقبلية عامل حاسم في فهم ارتفاع اسعار النفط مؤخرا‚ وقد عبر احد المسؤولين الاندونيسيين في اوبيك بدقة عن الموقف عندما قال انها ليست مشكلة العرض هناك مخاوف من حدوث تشوش وانقطاع في امدادات النفط وهذا ينعكس على اسعار النفط ويدفعها للارتفاع‚ \r\n \r\n ليس بوسع اوبيك فعل الكثير لمواجهة التكهنات سوى اصدار بيانات بزيادة الانتاج اذا كانت اسعار النفط مرتفعة من اجل دفعها للتراجع او تقليل الانتاج لدفع الاسعار للارتفاع‚ فالتوقعات بحدوث تشوش في الامدادات وتوقعات حدوث زيادة في الطلب على النفط وتقديم تحليلات لحدوث نقص كلها تأتي من اميركا‚ \r\n \r\n السياسات الاميركية في الشرق الأوسط هي التي تجعل عدم الاستقرار يسود في هذه المنطقة وبالتالي جعل الامور اكثر سوءا‚ ورغم كل ذلك تبقى اوبيك هي «المذنب» الرئيسي في عيون الرأي العام الاميركي‚ وفي استطلاع للرأي نظم في مايو الماضي وجه 70% من الاميركيين اللوم الى اوبيك والى منتجي النفط من الاجانب على ارتفاع اسعار النفط في الوقت الذي رأى 23% ان الحكومة الاميركية هي المسؤولة عن اسعار مرتفعة للنفط‚ ويبدو ان الحكومة الاميركية تجد ان من الأسلم لها لوم الاجانب عندما يحس الناخبون الاميركيون بالوخز في جيوبهم عند التوقف في محطات البترول لتعبئة خرانات سياراتهم‚ \r\n