ان الحقيقة التي تقول ان معظم الجمهور يعرف ان اليمين المتطرف يهييء القاتل القادم، تعطي هؤلاء المتوحشين الشرعية لهذا العمل. نعم، نحن متوحشون، نفعل كل شيء حتى نغير وجه التاريخ هنا والقرارات السياسية. \r\n \r\n انتم تعرفون ذلك، وهكذا كل واحد منا يعيش بهدوء مع دوره في الفيلم. الحقيقة أن الكل يتكلم عن ادراك متأخر لمقتل رابين، شارون يعرف ان حياته بخطر، رئيس جهاز الامن العام يحذر، تساحي هنغبي يحدد حقائق، ونحن نستمر في حياتنا، هذا دليل على أن كل شيء بخير، ولا يوجد اي سبب يجعلنا نقلق. \r\n \r\n هذه هي المعادلة للتصفية السياسية القادمة. من الاقوال، كما نعرف، لم يصب احد حتى اليوم. يقول مجرمو اليمين: انهم مستمرون بالحديث، ونحن نستمر في خططنا، واذا ما اعتقلونا فسنبكي قليلا لانهم يضيقون علينا، سنتكلم عن الديمقراطية، سنجعل الحاخاميون يتكلمون مع الوزراء واعضاء الكنيست من اليمين، وفي اسوأ الحالات سنخرج لاعتقال منزلي. الا ان الاحتمال الاكبر هو ان يطلق سراحنا كليا. في هذا الفيلم كنا عشرات المرات. \r\n \r\n المشكلة المركزية تكمن في عدم استخلاص الشاباك ومكتب رئيس الحكومة، العبر من مقتل رابين ووحشية اليمين. \r\n \r\n لو انهم استخلصوا العبر لكانوا تصرفوا مع الخلايا العسكرية اليمينية كما تصرفوا مع آخر الارهابيين الفلسطينيين. فقط في الاشهر الاخيرة احبط جهاز الامن العام عشرات المحاولات لعمليات تفجيرية. النجاح في القبض على مطلوبين في مناطق الضفة الغربية وغزة هو فوق المتوقع. هكذا ايضا العمليات العسكرية. \r\n \r\n على مدار الليل والنهار تجري عمليات واسعة للقبض على المطلوبين ويتم الكشف عن مخازن للاسلحة، خنادق واحزمة ناسفة. لكن عندما يصل الامر للارهاب اليهودي فان الشاباك يقف عاجزا عن فعل اي شيء مؤخرا قال رؤساء التنظيم في الماضي: «المشكلة تكمن في البحث عن إبرة في كومة قش» وكأن البحث عن مطلوب في مخيم لاجئين مكتظ بالسكان ليست عملية لايجاد إبرة في كومة قش. جهاز الامن العام يعرف ان يفعل ذلك. انه فقط لا يفعلها ضد اليهود حتى لا يوسع «الانشقاق الداخلي عند الشعب»، كما يتفوهون دائما في الجهاز السياسي والامني. \r\n \r\n لنأخذ على سبيل المثال ما حدث في بداية الاسبوع عندما زار رئيس الوزراء مدينة هرتسليا، احد ناشطي «كاخ» القدماء المدعو ايتمار بن غبير حضر للقاء رئيس الوزراء الا ان الشاباك أبعده وقامت الشرطة بمرافقته حتى وصل الى بيته الواقع في مبسيرت تسيون. يمكن فقط التوقع ماذا كان سيحدث لعربي اسرائيلي لو ان الشاباك شكك فيه واعتبره خطرا على امن رئيس الحكومة وتم القبض عليه في نفس الظروف. حسنا، بن غبير هو يهودي، وان اليهود اقل خطرا من العرب. انهم لن يقتلوا يهوديا، اذا لماذا هذا الكره الزائد. \r\n \r\n يجب التعامل مع اليمين المتطرف وبالاخص اعضاء منظمة «كاخ» تماما كما يتم التعامل مع اي مخرب آخر. الديمقراطية الاسرائيلية لن تصمد مع وقوع تصفية سياسية اخرى. واذا ما حدثت فستندلع هنا حرب اهلية وبعدها يأتي أجل الدولة. \r\n \r\n من هنا، فان كل قاتل ممكن، اخطر بكثير من كبار المطلوبين من الحماس والجهاد. حاخاميو الضفة والقطاع ليسوا المشكلة بل تلك المجموعات التي لا تخضع لسيطرتهم، القاتل لن يخرج من بينهم. \r\n \r\n القاتل سيخرج من بين اولئك المتعصبين المتوحشين الذين لم يكن لهم اله ابدا وان طريقهم الوحيدة التي يعرفونها هي العنف فقط. سيكون من بين اولئك الذين اعتدوا على ضابط في الجيش الاسرائيلي عندما اشترك في اخلاء احد المواقع الاستيطانية غير القانونية، وهم كما يبدو بحجم إبرة لم يقم حتى اليوم احد باعتقالهم. \r\n \r\n \r\n معاريف