\r\n الانتقادات الموجهة للولايات المتحدة تتجاوز قضية الحرب في العراق - وتعتبر أزمة حضارية ثقافية - تظهر في السياق من خلال السخرية برؤية بوش «الدينية» - ولكن العراق هو طرف مركزي في هذا التفسخ والحرب هي التي حولته الى خلاف مكشوف وظاهر واضفى عليه مشاعر قوية معادية للاميركيين ومشاعر شماتة. موظفون كبار واعضاء برلمان وخبراء في الشئون الاسلامية يتحدثون عن الغرور الاميركي الذي ينعكس بصورة بارزة إبان معارضة الدول الاوروبية للحرب في الفترة السابقة. \r\n \r\n «الان هم يريدون ان نساعدهم في الخلاص من المستنقع العراقي»، «الاميركيون حددوا لانفسهم مهمة وبعد ذلك يريدون منا ان نشكل ائتلافا لتنفيذها. هذه الطريقة لن تمر كما كان في السابق» هذا ما يقولونه. هناك ايضا اشخاص يتساءلون عن سبب التورط في تقديم صدام حسين للمحاكمة على الرغم من عدم وجود جدل عن كونه مسئولا عن موت مئات الالاف من الناس. \r\n \r\n لن يكون من المبالغة الادعاء بأن الكثيرين كانوا يريدون ان يروا اميركا وهي تنهزم في العراق ولكن من المشكوك فيه ان يكونوا قد فكروا عميقا بتبعات ذلك على المستوى الاستراتيجي بالنسبة لاوروبا. في قمة حلف الاطلسي المنعقدة في اسطنبول مؤخرا جرى حديث عن استعداد بعض الدول لتدريب وتسليح الجيش العراقي الجديد. ولكنهم يقولون في المحادثات الخاصة ان على الامريكيين ان يدفعوا ثمن ما فعلوه في العراق. فرنساوالمانيا التي ارسلت قوة الى افغانستان لا ترغبان بالحديث عن ارسال جنودهما للعراق. عموما ارسال جنود في اطار قوات دولية - في غزة ايضا مثلا - لا يشكل اليوم عامل جذب بالنسبة لهم. \r\n \r\n الالمان مروا بانعطافة من حيث الشعور بقوتهم وقدرتهم. لم يكن وضع المانيا الجيو إستراتيجي ولمدة طويلة افضل مما هو عليه اليوم كما يقول خبير الماني في السياسة الخارجية. كل جيران المانيا يخطبون ودها اليوم. هذا الشخص صاحب المواقف المؤيدة لاسرائيل يقول ان العلاقات مع اسرائيل يجب ان ترتكز كما في السابق على ذاكرة الكارثة ولكن يتوجب اليوم اخذ مصالح الجانبين بالحسبان. وضع اسرائيل اقل جودة في صفوف الرأي العام الالماني - المانيون كثر اعتبروا اسرائيل في استطلاعات الرأي خطرا على السلام العالمي. \r\n \r\n من غير الممكن ان لا تنعكس الانعطافة الجارية في علاقات اوروبا - امريكا على الموقف من اسرائيل. التقارب بين بوش وشارون وبين اسرائيل وامريكا يؤثر على المواقف الاوروبية تجاه اسرائيل. ان كان بوش يؤيد شيئا ما - فمن الواضح انه يتوجب معارضته فورا من دون علاقة بطبيعته. \r\n \r\n على هذا النحو يمكن سماع اعضاء البرلمان والخبراء الاوروبيين يقولون إن اسرائيل تتوقع الان من اوروبا ان تساعدها في تمويل خطة فك الارتباط التي طرحها شارون. ومع ذلك تواصل التعامل معهم وكأنهم ماسحي أحذية. الادعاء السائد في اوروبا هو أن على اسرائيل اولا ان تحل المشكلة الفلسطينية وان تعالج بعد ذلك المسائل الاخرى في الشرق الاوسط. هذا شعار ضحل وواهن كان قد استخدم في الخمسينيات والستينيات. \r\n \r\n للارهاب الدولي والعداء العربي لاسرائيل جذور عميقة تتجاوز المشكلة الفلسطينية. بين خبراء الاسلام والعالم العربي من الاوروبيين يوجد اشخاص لا يحبون اسرائيل فعلا ولكنهم يوافقون على ان الاحداث الجارية في باكستان لا ترتبط بالصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. هناك اجماع ايضا على ان الارهاب قد يتصاعد وتتصاعد معه اشكالية عدم وجود استراتيجية مشتركة وتفصيلية لمكافحته على مستوى اوروبا - الولاياتالمتحدة. \r\n \r\n \r\n هارتس