\r\n لقد طلب منهم حكم دولة اعيدت الى نقطة قريبة من الصفر بسبب عدم كفاءة الاميركيين‚ ونظرة واحدة الى شوارع بغداد المظلمة في الليل اكبر دليل على ذلك‚ \r\n \r\n الاوضاع الامنية حدث ولا حرج فهي سيئة الى درجة ان الحاكم المدني الاميركي السابق للعراق اضطر الى تنظيم احتفال بسيط في قاعة بسيطة لتسليم السيادة عوضا عن احتفال يتم فيه رفع العلم العراقي امام كل الشعب العراقي فوق التراب العراقي‚ \r\n \r\n قادة العراق الجدد لديهم سيطرة قانونية على صدام حسين ولكن ليس الاعتقال الجسدي مما يعكس وضعهم غير السوي في البلاد ككل‚ \r\n \r\n كل ذلك يأتي من ادارة بوش التي باعتنا اسطورة اسلحة الدمار الشامل وتحالفا مزعوما بين صدام و«القاعدة» واحلام اليقظة بان يكون العراق منارة للامم الاخرى والشكل «الديمقراطي» الذي تريده اميركا للعراق وبسبب صديق اسرائيل شيخ النصابين احمد الجلبي‚ \r\n \r\n لقد وعدت ادارة بوش باجراء تغيير في الشرق الاوسط ولكن جاء التغيير على شكل كراهية اعمق للولايات المتحدة وعراق لا ينظر سوى 2% من مواطنيه للولايات المتحدة على انها محررة لهم‚ \r\n \r\n ان الطريقة التي تم بها تسليم السيادة للعراقيين تعكس ذلك التردد والحيرة التي حكمت بها اميركا العراق في البداية عينت الجنرال غاي غارنر حاكما مدنيا ولكن بعد شهر واحد فقط جاء بريمر‚ وفي البداية كان الحديث يدور حول دستور دائم قبل تسليم السيادة ثم عادت الادارة لتقول السيادة اولا ثم يتبعها الدستور والانتخابات‚ \r\n \r\n واول الاعمال التي قام بها بريمر هي حل الجيش العراقي مما تسبب في ارسال 200 ألف جندي الى صفوف العاطلين عن العمل دون رواتب او معاشات تقاعد مما جعلهم عاجزين عن اعالة اسرهم‚ وبعد ان حصل الضرر غيرت الولاياتالمتحدة رأيها وبدأت في دفع رواتب لهم محاولة في نفس الوقت اعادة احياء هذا الجيش‚ \r\n \r\n وذهب المارينز لاستئصال اولئك الذي قتلوا مقاولين اميركيين في الفلوجة ثم فجأة توقف القتال وأخليت الفلوجة وسلمت الى جنرال سابق في جيش صدام حسين‚ وسعت اميركا لقتل او اسر مقتدى الصدر ثم تخلت عن هدفها وتركت الصدر مطلق السراح‚ وتم تبني خطة تخليص العراق من البعثيين ثم فجأة ادركت واشنطن انها بحاجة لخدماتهم‚ \r\n \r\n الحقيقة ان التاريخ الكامل لادارة بوش في العراق سلسلة من المواقف الهلامية والانكفاءات والتراجعات‚ \r\n \r\n وعندما ظهر ان كل ما يقال عن اسلحة الدمار الشامل لصدام وروابطه بالقاعدة مجرد تخيلات واوهام اتجهت الادارة للحديث عن حقوق الانسان لتبرير غزوها ثم جاء ميراث أبوغريب الثقيل‚ والمشكلة التي تواجه الحكومة العراقية المؤقتة ومن تأتي بعدها هي التخلص من الانطباع المترسخ في عقول العراقيين بأنها مجموعة من العملاء‚ ولا بد انهم ايضا يتوقعون ان يأتي ذلك اليوم الذي تتخلى فيه اميركا عنهم كما سبق وان فعلت ذلك مع قادة فيتنام الجنوبية‚ \r\n \r\n ومع قدوم السفير نيغروبونتي الى بغداد تتسلم وزارة الخارجية الاميركية الملف العراقي من البنتاغون وهناك بانتظارها مشاكل مدنية وعسكرية لا حصر لها‚ ان قادة العراق الجدد يدركون ان الوجود الاميركي نفسه قد اصبح المشكلة وليس الحل‚ ان ما تأمل به حكومة بوش هو ان تتحمل الحكومة العراقية نار الغضب العراقي اذا ما سارت الامور في الطريق الخطأ على الاقل حتى 2 نوفمبر وربما يكون هذا الامل مجرد سراب‚ \r\n