وقالت اغلبية كبيرة من الذين شاركوا في الاستطلاع، الذي اجري قبل تسليم السلطة اول من امس للحكومة العراقية المؤقتة، ان الحرب لم تكن تستحق الثمن الذي دفعه الاميركيون من الارواح. وقالت الاغلبية كذلك ان ادارة بوش لم تكن لديها خطة واضحة حول استعادة الامن والنظام في العراق. وقال 40 في المائة من المشاركين انهم يؤيدون سحب القوات الاميركية من العراق في اسرع فرصة ممكنة، حتى لو لم يتحقق الاستقرار هناك. \r\n \r\n لكن هذا لا يأتي بالضرورة خبرا سارا لمرشح الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) جون كيري. فقد عبر المشاركون في الاستطلاع ايضا عن بعض الشكوك ازاء سناتور ولاية مساشوسيتس. وقال 40 في المائة انهم لم يكونوا رأيا حول كيري، وذلك رغم الحملة الدعائية التلفزيونية المبكرة والتغطية الشاملة التي صاحبتها. \r\n \r\n واتضح ان عدد من يعادونه اكبر ممن يحبونه. فقد قال اكثر من 50 في المائة ان كيري يقول للناخبين ما يعتقد انهم يودون ان يسمعوه. وهذا يشير الى نجاح بوش في احد اهداف حملته وهو ان يصور كيري كرجل لا يعني ما يقول ولا يقول ما يعني. وربما تكون احدى النتائج الاهم بالنسبة لهذه الانتخابات ان عدد الناس الذين يثقون في بوش اكبر من اولئك الذين يثقون في كيري في ما يتعلق بقيادة الامة في اوقات الازمات وفي حمايتها من الارهاب. \r\n وفي ما عدا ذلك، حوى الاستطلاع كثيرا من التحذيرات الى بوش وكشف ادلة قوية على ان توريطه لاميركا في حرب العراق عرض موقفه السياسي للمخاطر واحاطه بضعف خطير. ومن هذا المنظور فإن بوش ربما يعلق آمالا اكبر مما يجب، على قراره الانسحاب من العراق. \r\n \r\n 42 في المائة فقط هم الذين قالوا انهم راضون عن اداء بوش كرئيس، وهي اقل نسبة منذ بداية رئاسته قبل اربع سنوات. وقال 51 في المائة انهم غير راضين عن ادائه كرئيس. وتدل وقائع الانتخابات الرئاسية خلال ال25 سنة الماضية ان كل الرؤساء الذي قلت نسبة المؤيدين لهم عن 50 في المائة، في الربيع، فقدوا الانتخابات التي تجري في خريف ذلك العام. وفي عام 1992، كانت شعبية بوش الاب في مثل هذا الوقت من ذلك العام، 34 في المائة، وقد خسر الانتخابات كما هو معروف. \r\n وعلى نفس المنوال قال 45 في المائة ان لهم رأيا سلبيا في بوش. وهي اعلى نسبة تظهر في استطلاعات نيويورك تايمز منذ بداية فترة بوش الرئاسية. وقال 57 في المائة ان البلاد تسير في الاتجاه الخطأ، وهي نسبة تستخدمها مراكز استطلاعات الرأي في قياس عدم الرضا عن الرئيس الحالي. \r\n ولكن رغم كل المشاكل التي يواجهها بوش، فلا يوجد ما يشير الى ان كيري استفاد من الصعوبات التي يواجهها الرئيس. وهي حقيقة مثيرة للعجب، اذا وضعنا في الاعتبار ان المرشح الديمقراطي صرف حتى الان 60 مليون دولار في الدعاية لنفسه خلال الاشهر الثلاثة الماضية. بل كانت نتيجة الاستطلاع ان الرجلين متساويان. \r\n \r\n فقد بلغت نسبة التأييد التي حصل عليها كيري 45 في المائة من الناخبين المسجلين، بينما حصل بوش على 44 في المائة. ومن بين هؤلاء قال ثلاثة ارباعهم انهم حسموا امرهم ولا يوجد ما يمكن ان يغير موقفهم. وعندما حسبت نسبة ال5 في المائة التي حصل عليها رالف نادر المرشح المستقل، انخفض مؤيدو كيري الى 42 في المائة ومرشحو بوش الى 43 في المائة. \r\n وقد اجرى هذا الاستطلاع، الذي شمل 1053 شخصا منهم 875 من الناخبين المسجلين، بالهاتف في الفترة من 23 إلى 27 يونيو (حزيران) الحالي بهامش خطأ مقداره 3 في المائة سلبا او ايجابا. ولم تترك نتائج هذا الاستطلاع اي شك في ان قرار بوش غزو العراق كان اكثر ضررا مما كان يتصور. \r\n وقد قال 60 في المائة، ومن ضمنهم مستقلون، ان قرار الحرب لم يكن يستحق الثمن الذي دفعته اميركا. وقال حوالي نصف المشاركين ان الادارة لم تكن لديها خطة واضحة لعملية نقل السلطة الى العراقيين. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز»