قامت القوات الاميركية والعراقية في الساعة العاشرة والنصف من صباح الخميس الماضي بتطويق مركز الجلبي في المنصور ودخلته بعد ذلك، قلبوا الطاولات وصادروا وثائق واجهزة كمبيوتر وقاموا بتحميل الصناديق في سيارات تنتظرهم في الخارج. قال مسؤولون في التحالف لوكالة الاسوشييتد برس بان مذكرات قد صدرت بحق «حوالي 15 شخصا» بتهمة الغش والخطف وقضايا لها علاقة بذلك». \r\n قال الناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العراقي في مقابلة مع محطة الجزيرة بان الجنود اتهموا الجلبي بايواء ارهابيين. \r\n يقول مراقبون بان الجلبي قد فقد الحظوة الاميركية قبل شهر من الغارة المفاجئة يوم الخميس، وذلك بعد اتهامات بان الجلبي قد زود الاميركيين بمعلومات استخبارية خاطئة خاصة اسلحة الدمار الشامل التي لم توجد مطلقا. \r\n ولمح مسؤولون اميركيون بان الجلبي كان يعيق التحقيقات الاميركية في العوائد التي يقال بانها كانت تنتزع من برنامج الأممالمتحدة النفط مقابل الغذاء خلال حكم صدام حسين. \r\n وفي تحول غريب ادعى الجلبي يوم الخميس بان احد اسباب الغارة هو دوره الرئيسي في فتح هذا التحقيق. \r\n كان الجلبي في العام الماضي واحدا من خمسة وعشرين فردا انتقتهم السلطات الاميركية لتشكيل مجلس الحكم في العراق، وكان اسمه في الاساس مطروحا ليكون وزيرا للمالية. ومع ان هذه الفكرة قد تم شطبها عمليا وذلك بسبب الحكم عليه عام 1992 بتهمة الاختلاس في البلد المجاور وهو الاردن. \r\n الجلبي الذي عاش في المنفى خلال حكم صدام ادعى بان الحكم الذي صدر كان بدافع سياسي. \r\n المحتقر في العراق \r\n يعتبر الجلبي محتقرا في العراق بشكل واسع ويلومه الناس على كل شيء من الخطف الى الاغتيالات الى انقطاعات التيار الكهربائي، ولكنه استمر في استخدام نفوذه مع السلطات الاميركية والى حد كبير من خلال علاقته الطويلة مع البنتاغون. \r\n ولكن الجلبي بدأ بابعاد نفسه عن السلطات الاميركية قبل غارة الخميس، في الثلاثين من حزيران ستقوم السلطات الاميركية بنقل السلطة الى حكومة عراقية مؤقتة مؤلفة من التيكنوقراط المحترمين والذين سوف يشرفون على البلاد من خلال انتخابات وطنية مقدر لها ان تحصل في كانون الثاني 2005. \r\n يتم اختيار حكومة التكنوقراط المؤقتة من قبل مسؤولين في الأممالمتحدة وباستشارة السلطات الاميركية والبريطانية ومجلس الحكم ومن المنوي ان تتضمن مجموعات اوسع من مجلس الحكم المؤلف من خمسة وعشرين عضوا. \r\n ومع تقدم الخطط لتشكيل الحكومة الانتقالية تنامى نقد الجلبي للولايات المتحدة وللامم المتحدة وفي الاسابيع الماضية بدأ الضغط من اجل زيادة دور الاحزاب السياسية الممثلة في مجلس الحكم. وبدأ كذلك في نقد مرير لمبعوث الاممالمتحدة، الاخضر الابراهيمي. \r\n قال عمود في جريدة المؤتمر وهي الجريدة التي تنطق باسم المؤتمر الوطني العراقي «ان الموظفين القذرين للامم المتحدة هم عملاء مزدوجون» انهم جواسيس للاميركيين وقد تلقوا ايضا رشاوى من النظام السابق». واتهم كاتب العمود بنبرة معادية للاميركيين «الابراهيمي وسادته الاميركيين» بمحاولة منع انتخابات عراقية وطنية. \r\n فقدان النفوذ \r\n معارضات الجلبي ليست مفاجئة، فهو كمرشح سياسي ينظر اليه من قبل معظم العراقيين بانه غير شرعي، وسوف يفقد نفوذه عندما تتحقق خطة الابراهيمي. \r\n اتهم الجلبي الولاياتالمتحدة بان تعيينها للحكومة هو من اجل الحفاظ على موقعها، واتهم حزب الجلبي المبعوث الخاص للامم المتحدة ب«الوقاحة» وقيادة «انقلاب ابيض» في العراق. \r\n ولكن القليل في بغداد يقتنعون بتحول الجلبي الى بطل قومي عربي. يقول سعد جواد، استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد :«يرى الناس هؤلاء كانتهازيين من اجل صرف النظر عن احداث وقعت منذ وقت طويل»، «لو انه هاجم بعض الاشياء وقدم اشياء افضل قد يقبلها الناس». \r\n في الواقع، لا يمكن الوثوق في الجلبي، فبعد الغارة مباشرة انتشرت اشاعة في بغداد تقول: ان الولاياتالمتحدة في محاولة اخيرة لانقاذ سمعة رجلها قامت بتنفيذ الغارة لزيادة وضعه بين الناس على انه شخصية معادية للاميركيين. \r\n يقول الاستاذ جواد:اعتقد انه سوف يحاول تحسين شعبيته وان يقول للعراقيين «انظروا لديكم الان قائد وطني، وهو ضد الاميركيين ولا اعتقد ان الناس سذج لقبول هذا». \r\n \r\n «كريستشياان ساينس مونيتور». \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n