\r\n حصلت الولاياتالمتحدة على خليج غوانتانامو كقاعدة بحرية بموجب اتفاقية عقدتها مع كوبا في عام 1903 وبموجب هذه الاتفاقية اعطت كوباالولاياتالمتحدة حق ممارسة «السلطة القضائية الكاملة والسيطرة» على المنطقة ولكنها احتفظت لنفسها بالسيادة الكاملة‚ هذا النص هام جدا من الناحيتين القانونية والسياسية‚ \r\n \r\n من الناحية القانونية فان كوبا احتفظت بملكية المنطقة والتي قد (وسوف) تتم اعادتها بمجرد ان تصبح الولاياتالمتحدة ليست بحاجة اليها كمرفأ لتزويد السفن بالفحم الحجري وكقاعدة بحرية‚ وليس بالامكان ضم هذه المنطقة للولايات المتحدة تبلغ مساحتها 45 ميلا مربعا وتعتبر من اجمل الموانئ الطبيعية في العالم او اعطائها الى دولة اخرى او جعلها مستقلة‚ \r\n \r\n في عام 1903 كانت التداعيات السياسية لاحتفاظ كوبا بالسيادة اكثر اهمية من التداعيات القانونية وتنازلت اسبانيا للولايات المتحدة عن كوبا بعد نهاية الحرب الاميركية الاسبانية في عام 1898 ثم اصبحت كوبا جمهورية مستقلة في عام 1902‚ \r\n \r\n وهناك نقطة تاريخية ففي القرن التاسع عشر حاولت الولاياتالمتحدة اكثر من مرة شراء كوبا من اسبانيا كمشروع كان الجنوب الاميركي يسعى اليه حيث كان يسعى لضم الجزيرة الى الاتحاد من اجل جعلها دولة لتوريد العبيد‚ وقد رفضت اسبانيا تلك العروض ووصفتها بانها ليست مشرفة‚ \r\n \r\n وكان الشعب الكوبي سيتصرف بنفس الطريقة فيما لو قامت حكومته ببيع جزء من بلاده للاميركيين ونتيجة لذلك ومع ان اميركا تسيطر على خليج غوانتانامو الا انه ليس هناك احساس بان هذا الخليج جزء من الولاياتالمتحدة او انه من الممتلكات الاميركية فيما وراء البحار فالذي حدث هو مجرد تأجير ليس الا‚ \r\n \r\n ومن المتعارف عليه منذ وقت طويل ان ممارسة السلطة القضائية مظهر من مظاهر السيادة‚ وبامكان الولاياتالمتحدة معالجة نزاعات بين مواطنين اميركيين حول القضايا التي تحصل بينهم في غوانتانامو ولكن المواطنين غير الاميركيين الذين قد يحتجزون هناك ليس بالامكان محاكمتهم امام المحاكم الاميركية‚ \r\n \r\n وبموجب القانون الدولي والقانون الاميركي فان حد السلطة القضائية في مثل هذه الظروف سيعني ممارسة السيادة حيث ان ممارسة السلطة عندما يتعلق الامر بمواطنين اجانب لا يمكن ان تتم الا على التراب الاميركي‚ واتجاه الولاياتالمتحدة لممارسة سلطتها القضائية هناك يصل الى حد ادعاء السيادة وهو يعد خرقا لعقد تأجير كوبا القاعدة في عام 1903 ولمعاهدة عام 1934 التي تعتبر بدورها امتدادا للاتفاقية الاصلية والاكثر من ذلك انه يعني خرقا لميثاق الاممالمتحدة الذي يضمن بقوة وحدة اراضي الدول الاعضاء‚ \r\n \r\n ان تجاهل الحقوق والامتيازات الكوبية سيمكن فيدل كاسترو من السعي للخلاص من عقد التأجير امام الاممالمتحدة وامام الرأي العام العالمي فضلا عن محكمة العدل الدولية‚ \r\n \r\n ان المناصرين للتدخل القضائي في خليج غوانتانامو ليس بوسعهم تبرير ممارسة تلك السلطة على اساس ان المعتقلين «ليس لديهم اي حقوق» الا اذا تم الدفاع عنهم امام المحاكم الفيدرالية‚ \r\n \r\n ان المعتقلين «لديهم حقوق» بما فيها الحق الاساسي للتعامل معهم كبشر واعادتهم الى اوطانهم او توجيه تهم محددة اليهم بمجرد ان ينتهي الصراع القائم‚ واذا ما ثبت انهم مذنبون فسيكون لهم الحق بالاستعانة بمحام وبمحاكمة عادلة امام محكمة عسكرية وهذه الحقوق يجب ان تحترم من قبل القوات المسلحة‚ \r\n \r\n ان خليج غوانتانامو ضمن السيادة الكوبية وسيبقى كذلك واي عمل تتخذه المحاكم الاميركية ستكون اضراره اكثر من فوائده على المدى الطويل‚ \r\n